ما رق قلب لله عز وجل إلا كان صاحبه سابقا إلى الخيرات مشمرا
في الطاعات والمرضاة ..
ما رق قلب لله عز وجل وانكسر إلا وجدته أحرص ما يكون على
طاعة الله ومحبة الله ، فما ذُكّر إلا تذكر، ولا بُصّر إلا تبصّر ..
ما دخلت الرقة إلى القلب إلا وجدته مطمئنا بذكر الله يلهج لسانه بشكره
والثناء عليه سبحانه وتعالى ..
وما رق قلب لله عز وجل إلا وجدت صاحبه أبعد ما يكون
عن معاصي الله عز وجل ..
فالقلب الرقيق قلب ذليل أمام عظمة الله وبطش الجبار عز وجل
ما انتزعه داعي الشيطان إلا وانكسر خوفا وخشية للرحمن سبحانه وتعالى
ولا جاءه داعي الغي والهوى إلا رعدت فرائص ذلك القلب من خشية
المليك سبحانه وتعالى ..
ولكن من الذي يهب رقة القلوب وانكسارها ؟
ومن الذي يتفضل بخشوعها وإنابتها إلى ربها ؟
من الذي إذا شاء قلَبَ هذا القلب فأصبح أرق ما يكون لذكر الله عز وجل
وأخشع ما يكون لآياته وعظاته ؟
من هو ؟ سبحانه لا إله إلا هو .. القلوب بين إصبعين من أصابعه يقلبها
كيف يشاء ، فتجد العبد أقسى ما يكون قلب ، ولكن يأبى الله إلا رحمته
وجوده وكرمه ، حتى تأتي تلك اللحظة العجيبة التي يتغلغل فيها الإيمان
إلى سويداء ذلك القلب ..
فلا إله إلا الله ، من ديوان الشقاء إلى ديوان السعادة ، ومن أهل القسوة
إلى أهل الرقة ، بعد أن كان فظا جافيا لا يقر معروفا ولا ينكر منكرا
إذا به يتوجه إلى الله بقلبه وقالبه ..
إذا بذلك القلب الذي كان جريئا على حدود الله عز وجل ومحارمه
في لحظة واحدة يتغير حاله ، وتحسن عاقبته ومآله ..
يتغير لكي يصبح متبصرا يعرف أين يضع الخطوة في مسيره ..
إنها النعمة التي ما وجدت على وجه الأرض نعمة أجل ولا أعظم منها
نعمة رقة القلب وإنابته إلى الله تبارك وتعالى ..
وقد أخبر الله عز وجل أنه ما من قلب يُحرم هذه النعمة إلا كان صاحبه
موعودا بعذاب الله ، قال سبحانه :
}فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله{
لذلك – أخواني في الله – ما من مؤمن صادق في إيمانه إلا وهو يتفكر
كيف السبيل لكي يكون قلبي رقيقا ؟
كيف السبيل لكي أنال هذه النعمة ؟
فأكون حبيبا لله عز وجل ، وليا من أوليائه ، لا يعرف الراحة والدعة والسرور
إلا في محبته وطاعته سبحانه وتعالى ، ولذلك كم من أخيار تنتابهم
بعض المواقف واللحظات يحتاجون فيها إلى من يرقق قلوبهم ، فالقلوب
شأنها عجيب وحالها غريب !!
تارة تقبل على الخير ، وإذا بها أرق ما تكون لله عز وجل وداعي الله ..
لو سُألت أن تنفق أموالها جميعا لمحبة الله لبذلت ، ولو سألت أن تبذل النفس
في سبيل الله لضّحت ..
إنها لحظات ينفـح فيها الله عز وجل تلك القلوب برحمته
وهناك لحظات يتمعر فيها المؤمن لله تبارك وتعالى ، لحظات القسوة
وما من إنسان إلا تمر عليه فترة يقسو فيها قلبه ويتألم فيها فؤاده حتى يكون
أقسى من الحجر والعياذ بالله ..
وللرقة أسباب ، وللقسوة أسباب :
والله تبارك وتعالى تكرم وتفضل بالإشارة إلى بيانها في الكتاب ..
فما رق القلب بسبب أعظم من سبب الإيمان بالله تبارك وتعالى
فأعظم سبب تلين به القلوب لله عز وجل وتنكسر من هيبته المعرفة بالله
تبارك وتعالى ، أن يعرف العبد ربه ..
يروي عبدالواحد بن زيد هذه القصة فيقول :
مررت في بعض الجبال بشيخ أعمى مقطوع اليدين والرجلين وهو يقول :
إلهي وسيدي ، متّعتني بجوارحي حيث شئت ، وأخذتها حيث شئت
وتركت لي حسن الظن فيك ، يابر ياوصول ..
قال : فقلت في نفسي : أي بر من الله على هذا ؟ وأي وصل ؟
فقال : إليك عني ، أليس ترك لي قلبا يعرفه ، ولسانا يذكره ..
فسبحان من حبب إلينا الإيمان وسبّب وزيّن وأيّد وعصم وأنعم وطيّب
ثم مدحنا على فضله وتفضل بالجزاء فله الحمد
لا إله إلا هو الرحمن الرحيم ..
السبب الثاني :
الذي يكسر القلوب ويرققها ، ويعين العبد على رقة قلبه من خشية الله
عز وجل النظر في آيات هذا الكتاب
النظر في هذا السبيل المفضي إلى السداد والصواب
النظر في كتاب وصفه الله بقوله :
}كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير{
ما قرأ العبد تلك الآيات وكان عند قراءته حاضر القلب متفكرا متأملا
إلا وجدت العين تدمع ، والقلب يخشع ، والنفس تتوهج إيمانا من أعماقها
تريد المسير إلى الله تبارك وتعالى ، وإذا بأرض ذلك القلب تنقلب
بعد آيات القرآن خصبة طرية للخير ومحبة الله عز وجل وطاعته ..
السبب الثالث :
ومن الأسباب التي تعين على رقة القلب وإنابته إلى الله تبارك وتعالى
تذكّـر الآخرة ..
أن يتذكر العبد أنه إلى الله صائر
أن يتذكر أن لكل بداية نهاية ، وأنه ما بعد الموت من مستعتب
وما بعد الدنيا من دار إلا الجنة أو النار ..
فإذا تذكر الإنسان أن الحياة زائلة وأن المتاع فانٍ وأنها دار الغرور
دعاه ذلك إلى أن يحتقر الدنيا ويقبل على ربها إقبال المنيب الصادق ..
ومن نظر إلى القبور ونظر إلى أحوال أهلها انكسر قلبه ، وكان قلبه أبرأ
ما يكون من القسوة ومن الغرور والعياذ بالله ..
ما تذكر عبد هذه المنازل التي ندب النبي صلى الله عليه وسلم إلى ذكرها
إلا رق قلبه من خشية الله تبارك وتعالى ..
ما نظر عبد هذه النظرات ولا استجاشت في نفسه هذه التأملات إلا اهتز القلب
من خشية الله وانفطر هيبة لله تبارك وتعالى ، وأقبل على الله إقبال
صدق وإنابة وإخبات ..
أتيت القبور فناديتهـــا فأين المعظم والمحتقــر
وأين المدل بسلطانـــه وأين المزكي إذا ماافتخــر
تفانوا جميعا فما مخبــر وماتوا جميعا ومات الخبر
فيا سائلي عن أناس مضوا أمالك فيما ترى معتبــر
أحبتي في الله :
وأعظم داء يصيب القلب داء القسوة والعياذ بالله ، ومن أعظم أسباب القسوة
بعد الجهل بالله تبارك وتعالى :
الركون إلى الدنيا والغرور بأهلها ، وكثرة الاشتغال بفضول أحاديثها
فإن هذا من أعظم الأسباب التي تقسي القلوب ..
إذا اشتغل العبد بالأخذ والبيع ، واشتغل بهذه الفتن الزائلة والمحن الحائلة
سرعان ما يقسو قلبه لأنه بعيد عن من يذكره بالله تبارك وتعالى ..
فلذلك ينبغي للإنسان إذا أراد أن يوغل في هذه الدنيا أن يوغل برفق
فديننا ليس دين رهبانية ، ولا يحرم الحلال سبحانه وتعالى ، ولم يحل بيننا
وبين الطيبات ..
ولكن رويدا رويدا فأقدار قد سبق بها القلم ، وأرزاق قد قضيت
يأخذ الإنسان بأسبابها دون أن يغالب القضاء والقدر ...
وتجد أهل القسوة غالبا عندهم عناية بالدنيا ، يضحون بكل شيء
يضحون بأوقاتهم
يضحون بالصلوات
يضحون بارتكاب الفواحش والموبقات
ولكن لا يمكن أن يضحي الواحد منهم بدينار أو درهم منها
فلذلك دخلت هذه الدنيا إلى قلوبهم
والدنيا شُعب .. ولو عرف العبد حقيقة هذه الشُعب لأصبح وأمسى
ولسانه يلهج إلى ربه :
رب نجني من فتنة هذه الدنيا ، فإن في الدنيا شُعب ما مال القلب
إلى واحد منها إلا استهواه لما بعده ثم إلى ما بعده حتى يبعد عن الله عز وجل
وعنده تسقط مكانته عند الله ولا يبالي الله به في أي أودية الدنيا هلك
والعياذ بالله ...
ومن أسباب قسوة القلوب ، بل ومن أعظم أسباب قسوة القلوب
الجلوس مع الفساق ومعاشرة من لا خير في معاشرته ..
ولذلك ما ألف الإنسان صحبة لا خير في صحبتها إلا قسى قلبه من ذكر الله
تبارك وتعالى ، ولا طلب الأخيار ولا حرص على مجالسهم
إلا جاءته الرقة لكي تسكن سويداء قلبه فتخرجه عبدا صالحا مفلحا
قد جعل الآخرة نصب عينيه ...
وبعد .. إخواني في الله
ألم يأن للغافل أن يتنبه ويجيب ؟
ألم يأن للقلب أن يخشع ويتوب ويلين ؟
ألم يأن للمريض أن يقف على باب الطبيب ؟؟
ياسحائب الدموع أمطري على ربع القلوب
يامن فقد قلبه تحيّل في طلبه
أبواب الملوك لا تُطرق بالأيدي بل بنفس المحتاج ..
نسأل الله أن يحيي قلوبنا بغيث رحمته ، ويرزقنا التوفيق للقيام بخدمته
ويجعلنا من خيار أمة المصطفى المتبعين لسنته
في الطاعات والمرضاة ..
ما رق قلب لله عز وجل وانكسر إلا وجدته أحرص ما يكون على
طاعة الله ومحبة الله ، فما ذُكّر إلا تذكر، ولا بُصّر إلا تبصّر ..
ما دخلت الرقة إلى القلب إلا وجدته مطمئنا بذكر الله يلهج لسانه بشكره
والثناء عليه سبحانه وتعالى ..
وما رق قلب لله عز وجل إلا وجدت صاحبه أبعد ما يكون
عن معاصي الله عز وجل ..
فالقلب الرقيق قلب ذليل أمام عظمة الله وبطش الجبار عز وجل
ما انتزعه داعي الشيطان إلا وانكسر خوفا وخشية للرحمن سبحانه وتعالى
ولا جاءه داعي الغي والهوى إلا رعدت فرائص ذلك القلب من خشية
المليك سبحانه وتعالى ..
ولكن من الذي يهب رقة القلوب وانكسارها ؟
ومن الذي يتفضل بخشوعها وإنابتها إلى ربها ؟
من الذي إذا شاء قلَبَ هذا القلب فأصبح أرق ما يكون لذكر الله عز وجل
وأخشع ما يكون لآياته وعظاته ؟
من هو ؟ سبحانه لا إله إلا هو .. القلوب بين إصبعين من أصابعه يقلبها
كيف يشاء ، فتجد العبد أقسى ما يكون قلب ، ولكن يأبى الله إلا رحمته
وجوده وكرمه ، حتى تأتي تلك اللحظة العجيبة التي يتغلغل فيها الإيمان
إلى سويداء ذلك القلب ..
فلا إله إلا الله ، من ديوان الشقاء إلى ديوان السعادة ، ومن أهل القسوة
إلى أهل الرقة ، بعد أن كان فظا جافيا لا يقر معروفا ولا ينكر منكرا
إذا به يتوجه إلى الله بقلبه وقالبه ..
إذا بذلك القلب الذي كان جريئا على حدود الله عز وجل ومحارمه
في لحظة واحدة يتغير حاله ، وتحسن عاقبته ومآله ..
يتغير لكي يصبح متبصرا يعرف أين يضع الخطوة في مسيره ..
إنها النعمة التي ما وجدت على وجه الأرض نعمة أجل ولا أعظم منها
نعمة رقة القلب وإنابته إلى الله تبارك وتعالى ..
وقد أخبر الله عز وجل أنه ما من قلب يُحرم هذه النعمة إلا كان صاحبه
موعودا بعذاب الله ، قال سبحانه :
}فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله{
لذلك – أخواني في الله – ما من مؤمن صادق في إيمانه إلا وهو يتفكر
كيف السبيل لكي يكون قلبي رقيقا ؟
كيف السبيل لكي أنال هذه النعمة ؟
فأكون حبيبا لله عز وجل ، وليا من أوليائه ، لا يعرف الراحة والدعة والسرور
إلا في محبته وطاعته سبحانه وتعالى ، ولذلك كم من أخيار تنتابهم
بعض المواقف واللحظات يحتاجون فيها إلى من يرقق قلوبهم ، فالقلوب
شأنها عجيب وحالها غريب !!
تارة تقبل على الخير ، وإذا بها أرق ما تكون لله عز وجل وداعي الله ..
لو سُألت أن تنفق أموالها جميعا لمحبة الله لبذلت ، ولو سألت أن تبذل النفس
في سبيل الله لضّحت ..
إنها لحظات ينفـح فيها الله عز وجل تلك القلوب برحمته
وهناك لحظات يتمعر فيها المؤمن لله تبارك وتعالى ، لحظات القسوة
وما من إنسان إلا تمر عليه فترة يقسو فيها قلبه ويتألم فيها فؤاده حتى يكون
أقسى من الحجر والعياذ بالله ..
وللرقة أسباب ، وللقسوة أسباب :
والله تبارك وتعالى تكرم وتفضل بالإشارة إلى بيانها في الكتاب ..
فما رق القلب بسبب أعظم من سبب الإيمان بالله تبارك وتعالى
فأعظم سبب تلين به القلوب لله عز وجل وتنكسر من هيبته المعرفة بالله
تبارك وتعالى ، أن يعرف العبد ربه ..
يروي عبدالواحد بن زيد هذه القصة فيقول :
مررت في بعض الجبال بشيخ أعمى مقطوع اليدين والرجلين وهو يقول :
إلهي وسيدي ، متّعتني بجوارحي حيث شئت ، وأخذتها حيث شئت
وتركت لي حسن الظن فيك ، يابر ياوصول ..
قال : فقلت في نفسي : أي بر من الله على هذا ؟ وأي وصل ؟
فقال : إليك عني ، أليس ترك لي قلبا يعرفه ، ولسانا يذكره ..
فسبحان من حبب إلينا الإيمان وسبّب وزيّن وأيّد وعصم وأنعم وطيّب
ثم مدحنا على فضله وتفضل بالجزاء فله الحمد
لا إله إلا هو الرحمن الرحيم ..
السبب الثاني :
الذي يكسر القلوب ويرققها ، ويعين العبد على رقة قلبه من خشية الله
عز وجل النظر في آيات هذا الكتاب
النظر في هذا السبيل المفضي إلى السداد والصواب
النظر في كتاب وصفه الله بقوله :
}كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير{
ما قرأ العبد تلك الآيات وكان عند قراءته حاضر القلب متفكرا متأملا
إلا وجدت العين تدمع ، والقلب يخشع ، والنفس تتوهج إيمانا من أعماقها
تريد المسير إلى الله تبارك وتعالى ، وإذا بأرض ذلك القلب تنقلب
بعد آيات القرآن خصبة طرية للخير ومحبة الله عز وجل وطاعته ..
السبب الثالث :
ومن الأسباب التي تعين على رقة القلب وإنابته إلى الله تبارك وتعالى
تذكّـر الآخرة ..
أن يتذكر العبد أنه إلى الله صائر
أن يتذكر أن لكل بداية نهاية ، وأنه ما بعد الموت من مستعتب
وما بعد الدنيا من دار إلا الجنة أو النار ..
فإذا تذكر الإنسان أن الحياة زائلة وأن المتاع فانٍ وأنها دار الغرور
دعاه ذلك إلى أن يحتقر الدنيا ويقبل على ربها إقبال المنيب الصادق ..
ومن نظر إلى القبور ونظر إلى أحوال أهلها انكسر قلبه ، وكان قلبه أبرأ
ما يكون من القسوة ومن الغرور والعياذ بالله ..
ما تذكر عبد هذه المنازل التي ندب النبي صلى الله عليه وسلم إلى ذكرها
إلا رق قلبه من خشية الله تبارك وتعالى ..
ما نظر عبد هذه النظرات ولا استجاشت في نفسه هذه التأملات إلا اهتز القلب
من خشية الله وانفطر هيبة لله تبارك وتعالى ، وأقبل على الله إقبال
صدق وإنابة وإخبات ..
أتيت القبور فناديتهـــا فأين المعظم والمحتقــر
وأين المدل بسلطانـــه وأين المزكي إذا ماافتخــر
تفانوا جميعا فما مخبــر وماتوا جميعا ومات الخبر
فيا سائلي عن أناس مضوا أمالك فيما ترى معتبــر
أحبتي في الله :
وأعظم داء يصيب القلب داء القسوة والعياذ بالله ، ومن أعظم أسباب القسوة
بعد الجهل بالله تبارك وتعالى :
الركون إلى الدنيا والغرور بأهلها ، وكثرة الاشتغال بفضول أحاديثها
فإن هذا من أعظم الأسباب التي تقسي القلوب ..
إذا اشتغل العبد بالأخذ والبيع ، واشتغل بهذه الفتن الزائلة والمحن الحائلة
سرعان ما يقسو قلبه لأنه بعيد عن من يذكره بالله تبارك وتعالى ..
فلذلك ينبغي للإنسان إذا أراد أن يوغل في هذه الدنيا أن يوغل برفق
فديننا ليس دين رهبانية ، ولا يحرم الحلال سبحانه وتعالى ، ولم يحل بيننا
وبين الطيبات ..
ولكن رويدا رويدا فأقدار قد سبق بها القلم ، وأرزاق قد قضيت
يأخذ الإنسان بأسبابها دون أن يغالب القضاء والقدر ...
وتجد أهل القسوة غالبا عندهم عناية بالدنيا ، يضحون بكل شيء
يضحون بأوقاتهم
يضحون بالصلوات
يضحون بارتكاب الفواحش والموبقات
ولكن لا يمكن أن يضحي الواحد منهم بدينار أو درهم منها
فلذلك دخلت هذه الدنيا إلى قلوبهم
والدنيا شُعب .. ولو عرف العبد حقيقة هذه الشُعب لأصبح وأمسى
ولسانه يلهج إلى ربه :
رب نجني من فتنة هذه الدنيا ، فإن في الدنيا شُعب ما مال القلب
إلى واحد منها إلا استهواه لما بعده ثم إلى ما بعده حتى يبعد عن الله عز وجل
وعنده تسقط مكانته عند الله ولا يبالي الله به في أي أودية الدنيا هلك
والعياذ بالله ...
ومن أسباب قسوة القلوب ، بل ومن أعظم أسباب قسوة القلوب
الجلوس مع الفساق ومعاشرة من لا خير في معاشرته ..
ولذلك ما ألف الإنسان صحبة لا خير في صحبتها إلا قسى قلبه من ذكر الله
تبارك وتعالى ، ولا طلب الأخيار ولا حرص على مجالسهم
إلا جاءته الرقة لكي تسكن سويداء قلبه فتخرجه عبدا صالحا مفلحا
قد جعل الآخرة نصب عينيه ...
وبعد .. إخواني في الله
ألم يأن للغافل أن يتنبه ويجيب ؟
ألم يأن للقلب أن يخشع ويتوب ويلين ؟
ألم يأن للمريض أن يقف على باب الطبيب ؟؟
ياسحائب الدموع أمطري على ربع القلوب
يامن فقد قلبه تحيّل في طلبه
أبواب الملوك لا تُطرق بالأيدي بل بنفس المحتاج ..
نسأل الله أن يحيي قلوبنا بغيث رحمته ، ويرزقنا التوفيق للقيام بخدمته
ويجعلنا من خيار أمة المصطفى المتبعين لسنته
تعليق