إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

33سبب للخشوع فى الصلاه

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • 33سبب للخشوع فى الصلاه

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته




    الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ
    لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ


    والصلاة والسلام علي حبيبي محمد صلي الله علية وسلم



    الي اخواتي واحبائي في الله





    كيف حالكم يا اخواني ارجو من الله ان تكون علي احسن حال الحمد لله
    انتهينا
    من كتاب الزمن القادم وسأبدء اليوم في ارسال الجزء الاول من كتاب 33 سبب
    للخشوع في الصلاة وسيكون ان شاء الله علي ثلاثة اجزاء وعلي فكرة انا حذفت
    جملة ارسل لكم من الكويت الحرة لأن في بعض اخواني لم تعجبهم الجملة
    ويقولون
    ما معني حرة في مرة اخري سارسل لكم معني هذه الجملة لأن الكويت من وجهة
    نظري ليس بلد حرة بل بلد محتلة بس باسلوب غير مباشر ولكن ليس هذا موضوعنا
    اليوم سوف ارسله لكم مرة اخري ان شاء الله وهذا هو الجزء الاول





    اكتب لكم اليوم كتييب33 سبب للخشوع في الصلاة للشيخ محمد صالح المنجد وهو
    طباعة المكتبة المحمودية ميدان الأزهر الشريف

    وفي هذه الرسالة لم اكتب أي إسناد لأحاديث الموجودة ولكنها كلها موجودة في
    الكتاب اذا أراد أي أحد ان يتأكد منها

    و ارجو معزتي اذا وجد أي خطا فهو مني او من الشيطان ولعل الله يتقبل مني
    هذا العمل ابتغاء مرضاته عز وجل ويضعه في ميزان حسناتي

    بسم الله الرحمن الرحيم




    الحمد لله رب العالمين الذي قال في كتابه المبين (وَقُومُوا لِلَّهِ
    قَانِتِينَ) وقال عن الصلاة (وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ
    وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ (45 البقرة ) والصلاة
    والسلام علي امام المتقين وسيد الخاشعين محمد رسول الله وعلي اله وصحبه
    أجمعين وبعد




    فان الصلاة اعظم أركان الدين العملية والخشوع فيها من المطالب الشرعية
    ولما
    كان عدو الله إبليس قد اخذ العهد علي نفسه بإضلال بني آدم وفتنتهم وقال
    (ثُمَّ لَآَتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ
    أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ
    (17 الاعراف ) صار من اعظم كيده صرف الناس عن الصلاة بشتي الوسائل
    والوسوسة
    لهم فيها لحرمانهم لذة هذه العبادة وإضاعة أجرهم وثوابهم ولما استسلم
    الكثيرون للشيطان في هذا الأمر ولما كان الخشوع أول ما يرفع من الأرض ونحن
    في أخر الزمان انطبق فينا قول حذيفة رضي الله عنه "أول ما تفقدون من دينكم
    الخشوع و أخر ما تفقدون من دينكم الصلاة ورب مصل لا خير فيه ويوشك أن تدخل
    المسجد فلا تري فيهم خاشعا " ومما يلمسه المرء من نفسه ويسمعه من كثرة
    المشتكين من حوله بشان قضية الوساوس في الصلاة وفقدان الخشوع تتبين الحاجة
    إلي الحديث عن هذا الموضوع وفيما يلي تذكرة لنفسي ولأخواني المسلمين أسال
    الله أن ينفع بها:



    قال تعالي ( قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي
    صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ (2) (المؤمنون)) اي سكون والخشوع : هو السكون
    والطمأنينة والتؤدة والوقار والتواضع والحامل عليه الخوف من الله ومراقبته

    والخشوع : هو قيام القلب بين يدي الرب بالخضوع والذل.

    ويروي عن مجاهد انه قال : (وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ) فمن القنوت :
    الركود والخشوع وغض البصر وخفض الجناح من رهبة الله عز و جل

    ومحل الخشوع في القلب وثمرته علي الجوارح والأعضاء تابعة للقلب فإذا فسد
    خشوعه بالغفلة والوساوس فسدت عبودية الأعضاء والجوارح فان القلب كالملك
    والأعضاء كالجنود له فبه يأتمرون وعن آمره يصدرون فإذا عزل الملك بفقد
    القلب لعبوديته ضاعت الرعية وهي الجوارح

    و أما التظاهر بالخشوع فممقوت لأن من علامات الإخلاص



    إخفاء الخشوع:

    كان حذيفة رضي الله عنه يقول أبكم وخشوع النفاق فقيل له : وما خشوع
    النفاق؟ قال : أن تري الجسد خاشعا والقلب ليس بخاشع وقال الفضيل بن عياض
    :
    كان يكره أن يري الرجل من الخشوع اكثر مما في قلبه ورأي بعضهم رجلا خاشع
    الناكبين والبدن فقال : يا فلان الخشوع ها هنا و أشار إلي صدره لا هاهنا و
    أشار إلي منكبيه

    وقال ابن القيم رحمه الله تعالي : مبينا الفرق بين خشوع الإيمان وخشوع
    النفاق :" خشوع الإيمان : هو خشوع القلب لله بالتعظيم والإجلال والوقار
    والمهابة والحياء فينكسر القلب لله كسرة ملتئمة من الوجل والخجل والحب
    والحياء وشهود نعمة الله وكناياته هو فيخشع القلب لا محالة فيتبعه خشوع
    الجوارح وأما خشوع النفاق : فيبدو علي الجوارح تصنعا وتكلفا والقلب غير
    خاشع وكان بعض الصحابة يقول : أعوذ بالله من خشوع النفاق قيل له وما خشوع
    النفاق ؟ قال : أن يري الجسد خاشعا والقلب غير خاشع فالخاشع لله عبد قد
    خمدت نيران شهوته وسكن دخانها عن صدره فانجلى الصدر واشرق فيه نور العظمة
    فماتت شهوات النفس للخوف والوقار الذي حشي به وخمدت الجوارح وتوقر القلب
    واطمأن إلي الله وذكره بالسكنية التي نزلت عليه من ربه فصار مخبتا له
    والمخبت المطمئن فان الخبت من الأرض ما اطمأن فاستنفع فيه الماء فكذلك
    القلب المخبت قد خشع واطمأن كالبقعة المطمئنة من الأرض التي يجري إليها
    الماء فيستقر فيها وعلامته أن يسجد بين يدي ربه إجلالا له وذلا وانكسارا
    بين يديه سجدة لا يرفع رأسه عنها حتى يلقاه فهذا خشوع الإيمان

    وأما التماوت وخشوع النفاق فهو حال عند تكلف إسكان الجوارح تصنعا ومراءاة
    ونفسه في الباطن شابة طرية ذات شهوات واردات فهو يتخشع في الظاهر وحية
    الوادي و اسد الغابة رابض بين جنبيه ينتظر الفريسة

    : والخشوع في الصلاة إنما يحصل لمن فرغ قلبه لها واشغل بها عما عداها
    وأثرها علي غيرها وحينئذ تكون راحة له وقرة عين كما قال النبي صلي الله
    عليه وسلم (...... جعلت قرة عيني في الصلاة)

    وقد ذكر الله الخاشعين والخاشعات في صفات عباده الأخيار واخبر انه اعد لهم
    مغفرة وأجرا عظيما ( إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ
    وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ
    وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ
    وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ
    وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ
    وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ
    أَعَدَّ
    اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا (35 الاحزاب))

    ومن فوائد الخشوع انه يخفف أمر الصلاة علي العباد قال تعالي
    (وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا
    عَلَى الْخَاشِعِينَ (45 البقرة)

    والمعني : أي مشقة الصلاة ثقيلة إلا علي الخاشعين

    والخشوع أمر عظيم شانه سريع فقده نادر وجوده خصوصا في زماننا وهو من أخر
    الزمان قال النبي صلي الله عليه وسلم : أول شيء يرفع من هذه الأمة الخشوع
    حتى لا تري فيها خاشع"

    "قال بعض السلف : الصلاة كجارية تهدي إلي ملك الملوك فما الظن بمن يهدي
    إليه جارية أشلاء أو عوراء أو عمياء أو مقطوعة اليد والرجل أو مريضة أو
    دميمة أو قبيحة حتى يهدي إليه جارية ميتة بلا روح فكيف بالصلاة يهديها
    العبد ويتقرب بها إلي الله تعالي ؟ والله طيب لا يقبل إلا طيبا وليس من
    العمل الطيب : صلاة لا روح فيها كما انه ليس من العتق الطيب عتق عبد لا
    روح
    فيه"



    حكم الخشوع:



    والراجح في حكم الخشوع انه واجب قال شيخ الإسلام رحمه الله تعالي قال
    الله تعالي ( وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا
    لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ (45 البقرة)

    وهذا يقتضي ذم غير الخاشعين والذم لا يكون إلا لترك واجب أو فعل محرم وإذا
    كان غير الخاشعين مذمومين دل ذلك علي وجوب الخشوع ويدل علي وجوبه أيضا
    قول الله تعالي قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي
    صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ (2) وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ
    (3) وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ (4) وَالَّذِينَ هُمْ
    لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (5) إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا
    مَلَكَتْ
    أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (6) فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ
    ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ (7) وَالَّذِينَ هُمْ
    لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ (8) وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى
    صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (9) أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ (10)
    الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (11 المؤمنون))

    اخبر سبحانه وتعالي أن هؤلاء هم الذين يرثون فردوس الجنة وذلك يقتضي انه
    لا يرثها غيرهم وإذا كلن الخشوع في الصلاة واجبا وهو المتضمن للسكون
    والخشوع فمن نقر الغراب لم يخشع في سجوده وكذلك من لم يرفع رأسه في
    الركوع
    ويستقر قبل أن ينخفض لم يسكن لأن السكون هو الطمأنينة بعينها فمن لم يطمئن
    لم يسكن ومن لم يسكن لم يخشع في ركوعه ولا في سجوده ومن لم يخشع كان أثما
    عاصيا ويدل علي وجوب الخشوع في الصلاة أن النبي صلي الله عليه وسلم توعد
    تاركه كالذي يرفع بصره إلي السماء فانه حركته ورفعه وهو ضد حال الخاشع



    وفي فضل الخشوع ووعيد من تركه يقول النبي صلي الله عليه وسلم " خمس صلوات
    افترضهن الله تعالي من احسن وضوءهن وصلاتهن لوقتهن و اتم ركوعهن وخشوعهن
    كان له علي الله عهد أن يغفر له ومن لم يفعل فليس له علي الله عهد إن شاء
    غفر له وان شاء عذبه"

    وقال عليه الصلاة والسلام في فضل الخشوع أيضا " من توضأ فاحسن الوضوء ثم
    صلي ركعتين يقبل عليهما بقلبه ووجهه ( وفي رواية لا يحدث فيهما نفسه) غفر
    له ما تقدم من ذنبه ( وفي رواية : إلا وجبة له الجنة)

    وعند البحث في أسباب الخشوع في الصلاة يتبين أنها تنقسم إلي قسمين الأول
    :
    جلب ما يوجد الخشوع ويقويه والثاني : دفع ما يزيل الخشوع ويضعفه وهو ما
    عبر
    عنه شيخ الإسلام ابن تيميه رحمه الله في بيانه لما يعين علي الخشوع فقال:

    والذي يعين علي ذلك شيئان : قوة المقتضي وضعف الشاغل

    أما الأول : قوة المقتضي :

    فاجتهاد العبد في أن يعقل ما يقوله وما يفعله ويتدبر القراءة والذكر
    والدعاء ويستحضر انه مناج لله تعالي كأنه يراه فان المصلي إذا كان قائما
    فإنما يناجي ربه

    و الاحسان : " أن تعبد الله كأنك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك" ثم كلما
    ذاق العبد حلاوة الصلاة كان انجذابه إليها أو كد وهذا يكون بحسب قوة
    الإيمان

    والأسباب المقوية للأيمان ولهذا كان النبي صلي الله عليه وسلم يقول " حبب
    إلي من ديناكم : النساء والطيب وجعلت قرة عيني في الصلاة " وفي حديث أخر "
    أرحنا بالصلاة يا بلال" ولم يقل أرحنا منها

    أما الثاني : زوال العارض:

    فهو الاجتهاد في دفع ما يشغل القلب من تفكير الإنسان فيما لا يعنيه وتدبر
    الجوانب التي تجذب القلب عن مقصود الصلاة وهذا في كل عبد بحسبه فان كثرة
    الوسواس بحسب كثرة الشبهات والشهوات وتعليق القلب بالمحبوبات التي ينصرف
    القلب إلي طلبها والمكروهات التي ينصرف القلب إلي دفعها وبناء علي هذا
    التقسيم نستعرض فيما يلي طائفة من أسباب الخشوع في الصلاة



    الأول : الحرص علي ما يجلب الخشوع ويقويه



    ويكون بأمور منها:

    (1) الاستعداد للصلاة والتهيؤ لها :



    ويحصل ذلك بأمور منها : الترديد مع المؤذن والإتيان بالدعاء المشروع بعده(
    اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمدا الوسيلة والفضيلة و
    ابعثه المقام المحمود الذي وعدته )

    والدعاء بين الآذان والإقامة وإحسان الوضوء والتسمية قبله والذكر
    والدعاء
    بعده (اشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له واشهد أن محمدا عبده
    ورسوله)( اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين) والاعتناء
    بالسواك وهو تنظيف وتطييب للفم الذي سيكون طريقا للقرآن بعد قليل لحديث "
    طهروا أفواهكم للقرآن" واخذ الزينة باللباس الحسن النظيف قال الله تعالي
    :
    (يَا بَنِي آَدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا
    وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ
    (31الاعراف))

    والله عز وجل أحق من تزين له كما أن الثوب الحسن الطيب الرائحة يعطي
    صاحبه
    راحة نفسية بخلاف ثوب النوم والمهنة وكذلك الاستعداد بستر العورة وطهارة
    البقعة والتبكير والمشي إلي المسجد بسكنية ووقار وعدم التشبيك بين الأصابع
    وانتظار الصلاة وكذلك تسوية الصفوف والتراص فيها : لأن الشياطين تتخلل
    الفرج بين الصفوف.



    (2)الطمأنينة في الصلاة



    كان النبي صلي الله عليه وسلم يطمئن حتى يرجع كل عظم إلي مواضعه و امر
    بذلك
    المسيء صلاته وقال له ( لا تتم صلاة أحدكم حتى يفعل ذلك)

    وعن أبى قتادة رضي الله عنه قال : قال النبي صلي الله عليه وسلم ( اسوأ
    الناس سرقة الذي يسرق من صلاته قال يا رسول الله كيف يسرق صلاته؟ قال: لا
    يتم ركوعها ولا سجودها)

    وعن أبى عبد الله الاشعرى رضي الله عنه قال : قال النبي صلي الله عليه
    وسلم :( مثل الذي لا يتم ركوعه وينقر في سجوده مثل الجائع يأكل التمرة
    والتمرتين لا يغنيان عنه شيئا)

    والذي لا يطمئن في صلاته لا يمكن أن يخشع لأن السرعة تذهب بالخشوع ونقر
    الغراب يذهب بالثواب.



    (3) تذكر الموت في الصلاة



    لقوله صلي الله عليه وسلم :( اذكر الموت في صلاتك فان الرجل إذا ذكر الموت
    في صلاته لحري أن يحسن صلاته وصل صلاة رجل لا يظن انه يصلي غيرها)

    وفي هذا المعني أيضا: وصية النبي صلي الله عليه وسلم لأبي أيوب رضي الله
    عنه لما قال له :( إذا قمت في صلاتك فصل صلاة مودع)

    يعني صلاة من يظن انه لن يصلي غيرها وإذا كان المصلي سيموت ولابد فان هناك
    صلاة ما هي أخر صلاة له فليخشع في الصلاة التي هو فيها فانه لا يدري لعل
    هذه تكون هي الأخيرة .



    (4) تدبر الآيات المقروءة وبقية أذكار الصلاة والتفاعل معها



    القران نزل للتدبر (كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ
    لِيَدَّبَّرُوا آَيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ ( ص29)

    ولا يحصل التدبر إلا بالعلم بمعني ما يقرا فيستطيع التفكر فينتج الدمع
    والتأثر قال الله تعالي :( وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآَيَاتِ
    رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا ( الفرقان73)

    وهنا يتبين أهمية الاعتناء بالتفسير قال ابن جرير رحمه الله " أنى لأعجب
    ممن قرا القران ولم يعلم تأويله (أي تفسيره) كيف يتلذذ بقراته " ومما
    يعين
    علي التدبر كثيرا ترديد الآيات ومعاودة النظر في المعني وكان النبي صلي
    الله عليه وسلم يفعل ذلك فقد جاء انه صلي الله عليه وسلم قام ليلة بأية
    يرددها حتى اصبح وهي (إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ
    تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (المائدة 118)

    وكذلك فان مما يعين علي التدبر: التفاعل مع الآيات كما روي حذيفة رضي
    الله
    عنه قال : " صليت مع رسول الله ذات ليلة يقرأ مسترسلا إذا مر بأية فيها
    تسبيح سبح وإذا مر بسؤال سال وإذا مر بتعوذ تعوذ"

    وقال رجل من قيس يكني أبا عبد الله بتنا ذات ليلة عند الحسن فقام من الليل
    فصلي فلم يزل يردد هذه الآية حتى السحر :( وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ
    اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ (34
    ابراهيم)

    فلما اصبح قلنا : يا أبا سعيد لم تكد تجاوز هذه الآية سائر الليل قال :
    أرى فيها معتبرا ما ارفع طرفا ولا ارده إلا وقد وقع علي نعمة وما لا يعلم
    من نعم الله اكثر.

    ومما يعين علي التدبر أيضا حفظ القران والأذكار المتنوعة في أركان الصلاة
    المختلفة ليتلوها ويذكرها ليتفكر فيها .

    ولا شك أن هذا العمل من التدبر والتفكر والترديد والتفاعل من اعظم ما
    يزيد الخشوع كما قال الله تعالي :( وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ
    وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا ( الاسراء 109)

    وفيما يلي قصة موثرة يتبين فيها تدبره وخشوعه صلي الله عليه وسلم مع بيان
    وجوب التفكر في الآيات : عن عطاء قال : دخلت انا وعبيد بن عمير علي عائشة
    رضي الله عنها فقال ابن عمير : حدثينا بأعجب شيء رايتيه من رسول الله صلي
    الله عليه وسلم فبكت وقالت : قام ليلة من الليالي فقال : "يا عائشة ذريني
    أتعبد لربي" قالت : قلت : والله أنى لأحب قربك واحب ما يسرك قالت : فقام
    فتطهر ثم قام يصلي فلم يزل يبكي حتى بل حجره ثم بكي فلم يزل يبكي حتى بل
    الأرض وجاء بلال يؤذنه بالصلاة فلما رآه يبكي قال : يا رسول الله تبكي وقد
    غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ؟ قال : " أفلا أكون عبدا شكورا ؟
    لقد نزلت علي الليلة آيات ويل لمن قرائها ولم يتفكر ما فيها : (إِنَّ فِي
    خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ
    لَآَيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ ( آل عمران 190)

    ومن التجارب مع الآيات التامين بعد الفاتحة وفيه اجر عظيم وقال رسول الله
    صلي الله عليه وسلم : " إذا أمن الإمام فأمنوا فانه من وافق تأمينه تامين
    الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه " وهكذا التجاوب مع الإمام في قوله سمع
    الله لمن حمده فيقول المأموم : ربنا ولك الحمد وفيه اجر عظيم فعن رفاعة بن
    رافع الزرقي قال : كنا يوما نصلي وراء النبي صلي الله عليه وسلم فلما رفع
    رأسه من الركعة قال : سمع الله لمن حمده قال رجل وراءه ربنا ولك الحمد
    حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه فلما انصرف قال : من المتكلم ؟ قال : انا قال
    : " رأيت بضعة وثلاثين ملكا يبتدرونها أيهم يكتبها أول"



    (5) أن يقطع قرأته آية آية



    وذلك ادعي للفهم والتدبر وهي سنة النبي صلي الله عليه وسلم كما ذكرت أم
    سلمة رضي الله عنها قراءة رسول الله صلي الله عليه وسلم (بِسْمِ اللَّهِ
    الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ وفي رواية : ثم يقف ثم يقول : الْحَمْدُ لِلَّهِ
    رَبِّ الْعَالَمِينَ ثم يقف ثم يقول : الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ وفي رواية :
    ثم يقف ثم يقول : مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ويقطع قرأته آية آية ) والوقوف
    عند رؤوس الآي سنة وان تعلقت في المعني بما بعدها



    (6)ترتيل القراءة وتحسين الصوت بها



    كما قال الله عز وجل :( وَرَتِّلِ الْقُرْآَنَ تَرْتِيلًا) وكانت قرأته
    صلي الله عليه وسلم مفسرة حرفا حرفا " وكان صلي الله عليه وسلم يقرأ
    بالسورة فيرتلها حتى تكون أطول من أطول منها"

    وهذا الترتيل والترسل ادعي للتفكر والخشوع بخلاف الإسراع والعجلة

    ومما يعين علي الخشوع أيضا تحسين الصوت بالتلاوة وفي ذلك وصايا نبوية منها
    قوله صلي الله عليه وسلم " زينوا القرآن بأصواتكم فان الحسن يزيد القرآن
    حسنا"

    وليس المقصود بتحسين الصوت : التمطيط والقراءة علي الحان أهل الفسق وإنما
    جمال الصوت مع القراءة بحزن كما قال النبي صلي الله عليه وسلم " أن من
    احسن
    الناس صوتا بالقران الذي إذا سمعتموه يقرأ حسبتموه يخشى الله"



    (7) أن يعلم أن الله يجيبه في صلاته



    قال النبي صلي الله عليه وسلم :" قال الله عز وجل : قسمت الصلاة بيني وبين
    عبدي نصفين ولعبدي ما سأل فإذا قال العبد : الحمد لله رب العالمين قال
    الله
    : حمدني عبدي فإذا قال : الرحمن الرحيم قال الله اثني علي عبدي فإذا قال
    :
    إياك نعبد وإياك نستعين قال : هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سال فإذا قال
    :
    اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا
    الضالين قال الله : هذا لعبدي ولعبدي ما سال"

    وهذا حديث عظيم جليل لو استحضره كل مصل له خشوع بالغ ولوجد للفاتحة أثرا
    عظيما كيف لا وهو يستشعر أن ربه يخاطبه ثم يعطيه سؤله.

    وينبغي إجلال هذه المخاطبة وقدرها حق قدرها قال رسول الله صلي الله عليه
    وسلم : " أن أحدكم إذا قام يصلي فإنما يناجي ربه فلينظر كيف يناجيه"



    (8) الصلاة إلى سترة والدنو منها :



    من الأمور المفيدة لتحصيل الخشوع في الصلاة الاهتمام بالسترة والصلاة
    إليها فان اقصر لنظر المصلي واحفظ له من الشيطان وابعد له عن مرور الناس
    بين يديه فانه يشوش وينقص الأجر قال النبي صلي الله عليه وسلم " إذا صلي
    أحدكم فليصل إلي سترة وليدن منها "

    وللدنو من السترة فائدة عظيمة قال عليه الصلاة والسلام :" إذا صلي أحدكم
    إلي سترة فليدن منها لا يقطع الشيطان عليه صلاته" والسنة في الدنو من
    السترة أن يكون بينه وبين السترة ثلاثة اذرع وبينها وبين موضع سجوده ممر
    شاة كما ورد في الأحاديث الصحيحة

    و اوصي النبي صلي الله عليه وسلم ( بان لا يسمح لأحد أن يمر بين يديه
    وليدرأه ما استطاع فان أبى فليقاتله فان معه القرين )

    قال النووي رحمه الله تعالي " والحكمة في السترة كف البصر عما وراءه ومنع
    من يجتاز بقربه وتمنع الشيطان المرور والتعرض لإفساد صلاته
    التعديل الأخير تم بواسطة رحيق العفة; الساعة 13-04-2009, 01:04 AM.
يعمل...
X