بسم الله الرحمن الرحيم
حديث نفس .. ومجاهدة الهوى
وبه نستعين
الحمد لله رب العالمين ،والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وآله وصحبه أجمعين .
احترت فيما أكتب لكن يا غاليات ..فمضيت أبحث في الكتب وفي المواقع شيئا يخدمني في الموضوع ..لكي يناسب للنشر ..ويجعله حجة لي لا علي وينفع الله به أخوات لي في الله ..
و فور وقوع عيني على الموضوع الأساسي للمجلة في هذا العدد:
جاءت الآيات التي أحيت قلبي..وصبرت هذه النفس الأمارة بالسوء و عملت ..نفسي اللوامة وعاتبت هذه الغافلة هنا ..
قال تعالى : {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ }العنكبوت69"
إلى متى يا بنت الإسلام إلى متى تحملين من الإسلام اسما بدون قالب وقلب
هنا تفكرت في هذه النفس ما حالها وهي تقف أمام الله ..بهذه الصحيفة ...التي لم تخلوا من معصية صغيرة أو كبيرة ..والسبب إشباع نفس
فكانت البداية هنا:
وكانت إحدى ثغرات دخول الشيطان
تشتكي نفسي من الهموم كثيراً سابقا ..لا أعلم لأدنى شيء قمت بحبس نفسي والخلو بها لساعات وقد يكون ليوم كامل في غرفه والسبب هم ..
ملني معظم صديقاتي ..
والسبب هم لما أنتي متضايقة يا حبيبه ..لا شيء فقط متضايقة أحس بأني لا أرى سوى نفسي هذه بقيت وحيده عندها تفكرت في تلك الغرفة المظلمة
جاء اليوم الذي عرفت فيه أخوات في الله جمعتني معهم صدف المعرفة فقد كنت أعرف احدهن وعرفتني على أخرى ..وكان معرفتي للأولى سبب لمعرفتي بالأخرى بارك الله فيهن جميعا .. كنت أتردد من معرفة أي احد بسبب ما قد يجر خلفه من فراق بعد فتره بسيطة كالسابقات من الأخوات
فتواصلت معها وصرت لا أعرف أن يمر يوم إلا باتصال واستفسار وكأنني في عالم آخر فعشت معها حياة أخرى.
بأول مكالمة لي معها كانت فيها من العبرة الكثير فقد كانت تتحدث بشكل عام ..ولكن كأن الخطاب لي أنا شخصيا كانت تحدثني وتنصحني بدون أن تدري ...فلم أرى نفسي إلا وإني قد فتحت قلبي لها ووضعت هذه النفس في موقف عرض المرض للبحث من العلاج
يتبع في الرسالة الثانية...
فبادرتني قائلة : إن الله لا يرد عبدا عاد ورجع إليه ..فالندم ..أول الطريق والتوبة وقبل هذا وهذا الإقلاع وعدم الرجوع ...
وجاءت الوصية الأولى: فكانت شكواي الهموم وهي الثغر الذي يدخل من خلاله شياطين الجن أو الأنس ..إلى قلبي ..فذكرتني ووعظتني اجعلي همك هم الآخرة فهي أبقى وتزودي لغد ..فاليوم ولى وسيولي غيره وإلى حفرة سنسير جميعا عندها لا هما سينفع ولا شيء سوى الزاد ..وخير زاد التقوى خوف الله سر وعلاني..
فعرضت عليها مشكلتي الأخرى والعالم من حولي..الفتن التي حولي .إن استطعت أن أغير من نفسي ماذا أفعل بمن حولي ..قد يعيدوني إلى طريقهم
أغاني ..عباءة كتف ..تبرج..سفور ..أنت عجوز بهذه العباءة فوق الرأس.
يقولون لك بأعينهم بعد ما كانت (شوف) كيف صارت ..تكذب على من بهذا ا لشكل والجوهر ضائع
كلمات ..تجرح الأعماق ..ولكن ما عند الله أفضل
قلتها لها وأنا أتألم من حديثهم ..فقالت هناك يوم العرض لن يقفوا ويواجهوا الله عنك..
من المعلوم لدى المسلم أنه لا أخوة بلا إيمان
{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ }الحجرات10
ولا صداقة بلا تقوى
{الْأَخِلَّاء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ }الزخرف67
ممن يجروكم إلى التحرر والجري خلف مغريات الدنيا
نعم تحرر وأي تحرر في مكاني هذا ..أدخل البيوت وأنظر إلى التلفاز ما هي البرامج التي تتابع..
في القريب كان في منزلنا نساء كبيرات في السن جئن لكي يعزونا على فقد عمي رحمه الله ..فتفاجأت من إحداهن ..هيا أسرعن اليوم سيكون هناك ..ما يسمونه (لا اعرف ما اسمه ولكنه يتبع برنامج سطار أكاديمي)
ولا أرى نفسي إلا وقد ..فتحت عيني وأنا أنظر إليها ..وكأنها أحست بي هززت رأسي بالرفض ..هل حال أمتي وصلت إلى العجائز ممن طالَ عمرهن وساء عملهن )
فقلت هذه من أعمالكم فلا تضيعوه في هذه البرامج ...فلا طائل منها سوى ضياع أجور عباداتكن ...وغضب الله عز وجل وسخطه عليكم ..ومضين لا اعلم ماذا جرى بعدها
هنا أعود لحوار أختي الحبيبة الداعية متابعة معي مذكره واعظة صابرة على ما بي من ...
فنصحتني بمجالس الصالحات وهجر من كنت اعرفهم سابقا ممن قادهم التحرر إلى هاوية المعاصي ..نسأل الله الثبات
وبعد نصحها لي عن المجالس للذكر وأكدت لي ان أحسن عملي وان اكرر في دعائي متى ما تذكرت أن يجلسني في هذه المجالس ..ففيها من الخير الكثير الكثير
و أنظرن كيف سخر الله لي الجلوس في مثل هذه المجالس وكيف تغيرت الحياة أمام عيني وصار لها معنى آخر
بدأت أتفكر في أمور كثيرة كنت ..أتجرع مرارة فقدانها ..منها
كنت أريد أن أعمل..ولم أترك أي مكان إلا وقدمت فيه ..و كان الرفض هي الإجابة وفي كل مرة أذهب ..نفس الحديث اذهبي واتركي رقمك سنتصل ..و إلى أن جاء اليوم الذي حدثتها عن هذا الشيء وقلت أنا متضايقة من هذا الأمر لله الحمد أهلي غير مقصرين معي ..ولكني أريد أن أكون مثل أخواتي وأخواني ...أعمل وأذهب وآتي هذا كان تفكيري متناسيه الخير خلف هذا الشيء وعدم...حصولي على هذه الوظيفة فقالت لي كلمات أيقظت في نفسي شيئا ..كنت قد تناسيته مع ملهيات الدنيا..
انت ِ بنعمة..وأعطتني مثلا استوقفني قالت (الخير في بطن الشر)
أنت في نعمة يغبطك عليها غيرك ...أتعلمين ذلك
لديك والدين كبيرين في السن..وأنت وجدك هنا لربما هي حكمة الله لكي تكوني جالسه بجانبهم تبريهم وتخدميهم ..وتلبي حاجاتهم هنا تفكرت أجل لربما هذا هو السبب
سبب آخر عرضته علي
الآن تصحين تمضين تجلسين متى ما شئت فعلت ما فعلت..غيرك من الصباح حتى الظهر أو إلى المساء في العمل..
إلى ذلك تغربن الأخوات نحن في مدينه وهن في مدينة من أجل العمل...وتركن الأهل والأولاد وأنت بين أهلك وحولك كل من تحبين..
اعلمي ما من قدر قدره الله لك ِ إلا وله حكمة .
لربما تكون هو مضيك على طريق الدعوة..فاجعليها غايتك يا حبيبة ..
هنا استيقظت من نومه عميقة كنت أظن بأن الله فضلهم علي وكنت أفكر أفكار ما تأتي إلى الخيال لما أنا فقط يرفضوني لما لما
حتى جاءت الإجابة على لسان أختي الداعية ..جزاها الله خيرا عني
أقول لكل أخت لي لم توفق في عمل ..لا تجزعي فالخير في ما سيأتي...احتسبي الأجر في كل شي حتى جلوسك في بيتك ...احتسبيه فهو طاعة لله عز وجل ..
علمتني كيف أتفكر فيما حولي وأجعله للطاعة ...
جاءت المجالس مجالس الخير والذكر
مجالس للتذاكر في رياض الصالحين وحديث الداعية...والنصح لنا التذكير بمجالس الآخرة..فهي خير من مجالس الدنيا التي لا طائل منها سوى ..الغيبة والنميمة...
ومجالس القران وتذاكره والعيش مع آياته ..
حياة أخرى ..لا يعلمها إلا من عاشها
لا يردعك عنها ..إلا ما كان للدنيا الزائلة ...
دعاة التحرير مزقوا هذه القلوب بما بصقوه ولعقه أبناء المسلمين متناسين أن هذا الدين ما أنزل الله به شيء إلا كان خيرا لنا فيه .. ولكن هل من متفكر..
هذه حياتي وهذه قصة التزامي ومن طريق التحرر إلى طريق الاستقامة ..لا تهتم لمن حولك..
فالجنة أغلى مما يعيق..
قال تعالى: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ }العنكبوت69"
آية ..وآية ..هي آية ..أعطتني الجواب على كل هوى ..امتطته روحي ..وهفت له في يوم من الأيام ..عباءة كتف ، تبرج ، سفور،أغاني ماجنة ،أسواق ،خروج بدون محرم .....الخ كل ما حرمه الله عز وجل ...
نعم نهديهم سبلنا ..وصدق ربي...
من جعل حياته لله سخر الله عز وجل في حياته من يعينه على الطاعة
فلا تجعلي أختي من التحرر طريقا وإذا واجهتي الدنيا الزائلة وكان الهم كبيرا فتذكري ان ما عند الله أفضل..
في امان الله وحفظه
تعليق