إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

من روائع الشعراوى ( أولياء الله )

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • من روائع الشعراوى ( أولياء الله )




    من هم أولياء الله ؟



    فقد أدعى كثير من الناس – في هذا زمان – أنهم أولياء الله !! واختلطت المفاهيم عند الناس واختلت الموازين

    فمن هم أولياء الله ؟

    وما هي صفاتهم ؟

    وما هي منزلتهم عند ربهم ؟



    يجيب القرآن الكريم عن هذه الأسئلة فيقول :

    [أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آَمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ * لَهُمُ البُشْرَى فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآَخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللهِ ذَلِكَ هُوَ الفَوْزُ العَظِيمُ] {يونس64:62}



    - نجد أن كلمة " ولى " من وليه , يليه , أي : قريب منه , وهو أول مفزع يفزع إليه أن جاءه أمر يحتاج فيه إلى معاونة من غيره , وان احتاج إلى نصرة فهو ينصره , وخيره يفيض على من والاه .



    ومن يقرب عالماً يأخذ بعضاً من العلم , ومن يقرب قوياً يأخذ بعضاً من القوة , ومن يقرب غنياً , أن احتاج , فالغنى يعطيه ولو قرضا .



    إذن : الولي هو القريب الناصر المعين الموالى .

    وتطلق " الولي " مرة لله سبحانه وتعالى , وقد قال القرآن :

    [فَاللهُ هُوَ الوَلِيُّ] {الشُّورى:9}

    لأنه سبحانه القريب من كل خلقه , عكس الخلق الذين يقتربون من بعضهم أو يتباعدون حسب إمكاناتهم , أما الله سبحانه وتعالى فهو الولي المطلق , فقربه من خلق لا يبعده عن خلق , ولا يشغله شيء عن شيء , فهو الولي الحق , وهو سبحانه يقول :

    [هُنَالِكَ الوَلَايَةُ للهِ الحَقِّ] {الكهف:44}

    فمن يحتاج إلى الولاية الحقه فليلجأ إلى الله , وهو سبحانه يفيض على الأوفياء لمنهجه من الولاية , والحق سبحانه لا تحكمه قوانين , فبطلاقة قدرته سبحانه إذا رأى في إنسان ما خصلة من خير , فيكرمه أولاً , فيصير هذا العبد طائعاً من بعد ذلك .

    وبرحمته سبحانه قرب من خلقه الذين آمنوا أولاً , وقربه سبحانه منهم : [يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ] فمن يتبع المنهج يأخذ النور , فإذا علم الله سبحانه عمله بمنهجه فهو سبحانه يقربه قرباً أكثر فيعطيه هبة اصطفائية يراها الذين حوله وقد يقتدون به .

    والحق سبحانه يريد من المؤمن الأدب مع خلق الله , فإذا علم سيئة عن إنسان فعليه أن يسترها , لأن الحق سبحانه يحب الستر ويحب من يستر .

    وأنت قد تكره إنسانا تعلم عنه سيئة ما , وقد تكره كل حسنة من حسناته , فيريد الله ألا يحرمك من حسنات من له سيئة فيسترها عنك لتأخذ بعضاً من حسناته , ويأمرك الحق ألا تحتقر هذا المسيء , لأنه قد يتمتع بخصلة خير واحدة , فيكرمه الله سبحانه من أجلها أولاً , ثم يطيعه هذا العبد ثانياً .

    إذن : فالإيمان بالله يسلم المؤمن مفتاح القرب من الله .

    ومن يكن من أصحاب الخلق الملتزمين بالمنهج يقربه الله منه أكثر وأكثر .

    إذن : فمن الناس من يصل بطاعة الله إلى كرامة الله , ويدق على باب الحق , فينفتح له الباب , ومن الناس من يصل بكرامة الله أولاً إلى طاعة الله ثانياً .

    ولله المثل الأعلى : أنت كواحد من البشر قد يدق بابك إنسان يحتاج إلى لقمة أو صدقة فتعطيه , وهناك إنسان آخر تحب أن تعطيه , وعندما تعطيه يطيعك من منطلق الإحسان إليه , فما بالنا بعطاء الحق لعباده ؟

    فأنت حين تحب الله يقربك أكثر وأكثر , ويسمى " بالمصافاة " فإذا أفاض الله سبحانه على بعض خلقه هبات من الكرامات فعلى العباد الذين اختصهم الحق سبحانه بذلك أن يحسنوا الأدب مع الله , وألا يتبجح بها ويتفاخر بها ويتباهى , فمن تظاهر بالكرامة ليس له كرامة .

    إذن : فالحق سبحانه يريد أن يكون العبد دائما في معيته , وهو سبحانه الذي بدأ وبين بالآية الواضحة انه سبحانه ولى المؤمنين , ولذلك سيخرجهم من الظلمات إلى النور .

    فقال : [اللهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آَمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ] .









    صفات أولياء الله :



    ويبين الله سبحانه لنا شروط الولاية فيقول :[الَّذِينَ آَمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ] {يونس:63}

    والإيمان هو الأمر الاعتقادى الأول الذي يبنى عليه كل عمل ويقتضى تنفيذ منهج الله , الأمر في الأمر والنهى في النهى , والإباحة في الإباحة .

    والتقوى : هي اتقاء صفات الجلال في الله تعالى , وأيضا : اتقاء النار باجتناب الأعمال والاعتقادات التي تؤدى إليها .

    عن ابن عباس – رضي الله عنهما – عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : قال رجل : يا رسول الله , من أولياء الله ؟ قال : " الذين إذا رؤوا ذكر الله " .











    منزلة أولياء الله عند ربهم :



    وعن منزلتهم عند ربهم , يقول الحق سبحانه :



    ( لَهُمُ البُشْرَى فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآَخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللهِ ذَلِكَ هُوَ الفَوْزُ العَظِيمُ]

    والبشرى : من البشر والبشارة والتبشير .



    وحين سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن البشرى قال : " إنها الرؤيا الصالحة ترى للمؤمن أو يراها ", وقال صلى الله عليه وسلم :" إنها جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة "



    والرؤيا هي شيء لم يشغل عقلك نهاراً , وليس للشيطان فيه دخل .



    إذن : البشرى هي الرؤيا الصالحة , أو هي المقدمات التي تشعر خلق الله بهم فتتجه قلوب الناس إلى هؤلاء الأولياء , وقد تجد واحداً أحبه الله تعالى في السماء , فيحبه أهل السماء , ثم يوضع له القبول في الأرض , وساعة تراه مكتوباً له القبول , فالكل يجمعون على أن رؤيتهم لهذا المحبوب من السماء سمتاً طيباً , وهذه هي البشرى .



    أو أن البشرى تأتى لحظة أن يأتي ملك الموت , فيلقى عليه السلام , ويشعر أن الموت مسألة طبيعية , مصداقاً لقوله تعالى :

    [الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ المَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلَامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ] {النحل:32}

    أو ساعة يبيض الوجه حين يأخذ الإنسان من هؤلاء كتابه بيمينه , وهذه بشرى في الدنيا والآخرة .



    وينهى الحق سبحانه الايه التي نحن بصددها بقوله :( لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللهِ ذَلِكَ هُوَ الفَوْزُ العَظِيمُ]

    وما دام الحق سبحانه قد وعد ببشرى الدنيا والآخرة , فلا تبديل لما حكم به الله , فلا شيء يتأبى على حكم الله تعالى , والوعد بالبشريات في الدنيا وفى الآخرة فوز عظيم مؤكد .




يعمل...
X