أيها الأحبة فى الله
من هو السعيد
السعيد
الذى امتلأ قلبه بالله
الذى اذا أصبح وأمسى ليس فى قلبه غير الله
الذى أسعده الله فى نفسه
فاطمئن قلبه بذكر الله
السعيد
الذى أقر الله عينه بالطاعات
وسره بالباقيات الصالحات
السعيد
الذى أسعده الله فى أهله وماله وولده
فرأى قرة العين وحمد الله على القليل والكثير
السعيد
الذى أسعده الله بين الناس فعاش طيب الذكر
لا يذكر الا بخير , ولا يعرف عنه الا الخير
من هو السعيد
الذى اذا وقف على أخر أعتاب هذه الدنيا
وقف يلب ثابت ولسان ذاكر ورضى عن الله فأرضاه الله
الذى اذا دنت ساعته وقامت قيامته
تنزلت عليه ملائكة ربه تبشره بروح وريحان ورب راض غير غضبان
من هو السعيد
الذى ختمت له بخاتمة السعداء
فكان اخر ما نطق به من الدنيا "لا اله الا الله "
الذى أسعده الله فى قبره
وأقر عينه فى لحده
حتى اذا أدخل فى ذلك القبر
ثبت الله له الجنان وسدد له اللسان
فقال "ربى هو الله ودينى هو الاسلام ونبيى محمد صل الله عليه وسلم"
فنادى منادٍ من السماء "أى صدق عبدى"
فَفُرِشَ لهُ من الجنان وفُتِحَ له منها يأتيه من الروح والريحان
فقال السعيد "ربِّ أقم الساعة , ربِّ أقم الساعة"
شوقاً الى رحمة الله , وحنيناً الى ما ينتظره من فضل الله
من هو السعيد
الذى اذا بُعِثَ من قبره وخرج الى حشره ونشره خرج مع السعداء
تتلقاهم الملائكه لا يحزنهم الفزع الاكبر
"وتتلقاهم الملائكة هذا يومكم الذى كنتم توعدون "
السعيد
الذى اذا دنت الشمس من الخلائق وذل كل عزيز
واشتد لهيبها وعظم حرها
فاذا به فى ظل الله يوم لا ظل الا ظله
السعيد
الذى اذا وقف بين يدى ربه وقف موقف الكريم
فأعلى الله شأنه وأنطق بالخير لسانه
ونادى منادِ الله عليه بالبشرى بالجنه
السعيد
الذى ينتهى مأله ويكون قراره الى الجنة
دار السعداء ومنزل الاتقياء
أيها الاحبة فى الله
انها السعاده الحقيقية التى يتمناها كل عبد صالح
انها السعاده الحقيقية التى اذا فتحا الله على عبد لن يستطيع أحد ان يغلقها عليه
من عرف الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى
ورزقه الله سلامة القلب واستقامة الجنان
وفوض أمره الى الواحد الرحمن
واعتقد من قرار قلبه انه لا ملجأ من الله الا الى الله
السعيـــــــــــــد
الذى ملأ الله قلبه بالايمان
فان أصابته سراء شكر فكان خير له
وان اصابته سراء صبر فكان خير له
لا تتبدل أحواله ولا تتغير هدايته
قد جعل الجنه والنار نصب عينيه
فهو يعمل للجنة ويفر من النار
اللهم اجعلنا من السعداء برحمتك يا أرحم الراحمين
من كلام فضيله الشيخ
محمد الشنقيطى
تعليق