في تلك اللحظة التي ينقطع فيها رجاؤك من العالم أجمع, ومن أهلك, ومالك, وكل ما تملك..
في تلك اللحظة التي تتمنى أن تعود فيها إلى سابق عهدك؛ لتُظهر فيها كل خير،
وتحافظ فيها على كل فرض، وتمتنع فيها عن كل شر..
في تلك اللحظة تتمنى أن ترى كل من أسأت إليه وطاله لسانك بغير حق, وبطشته يدك بغير ذنب..
في تلك اللحظة التي لا ترجو من الله تعالى فيها إلا النهاية السعيدة والرحمة لحالك,
فلم تعد نشط الأركان, ولا طليق اللسان..
في تلك اللحظة التي تنتظر فيها ضيوفاً لا تعلم على أي هيئة هم قادمون إليك,
ولا بأي بشارة أو وعيد هم ناطقون..
في تلك اللحظة التي تتمنى فيها أنك لم تكن شيئاً وتقول: يا ليتني مت قبل هذا وكنت نسياً منسياً.. رهبة من لحظة الموت..
تفكر أيها المسلم في تلك اللحظة الآن وحدّث نفسك بما تتمنى أن تكون عليه,
أو بما أقدمت عليه وعملته.. واستدرك ما فات..
فعمرك أيام معدودة.. وأنفاسك من ربك قريبة مقبوضة..
فبادر قبل أن تُبادر..
ورد الأمانات إلى أهلها قبل أن تصعد روحك لباريك..
فعندها لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم...
اللهم تجاوز عنا.. واقبضنا إليك غير مفتونين..
وأحسن عاقبتنا في الأمور كلها، وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة، إنك على كل شيء قدير
.
الكلام السابق ذكرى لنفسي ولإخوتي ، وفق الله الجميع لمرضاته.
منقــــــول
صيد الفوائد
تعليق