اقدم الى اخواتى واخوانى فى الله
هذه القصه
لكى يقوموا بحكايتها الى ابنائهم
ولكى يعلموهم ويفهموهم من
هو (الله)
واليكم القصه
بارك الله فيكم
قرأت في إحدى المنتديات قصة فتاة صغيرة السن ولكن ناضجة العقل -اسأل الله أن يثبتها ويحفظها ويبارك فيها على قدر ما أثارت في نفسي من خواطر وشجون دفعتنى لاتسائل نفس سؤالها -:
"أريد أن أعرف (الله)" !!
ولا تنسوها من صالح دعائكم بظاهر الغيب !
هى نشأت فى أسرة ملتزمة وتعرف دينها جيدا بل ولها اهتمامات في حفظ القرآن الكريم ولها صحبة صالحة في المسجد ورباها أباها على القراءة فغدت تقرأ في كل أنواع الكتب من الأدب والعلوم والفنون حتى أنى ذهلت وأنا اقرأ قصتها أنها انتهت من قراءة مجلدات في كتب التفاسير وكتب الشعر والأدب لا اعرف منها الا اسم كاتبها مما درسته في الثانوية العامة !!!!
مشكلتها بدأت مع داء العشق وتدهورت بها لحد بعض الوساوس في دينها ثم بفضل الله عادت من جديد بقوة ....وذكرت في حديثها بعض العبارات هزتنى كثيرا أحببت أن أنقلها لكم ثم نتحدث فيها ن شاء الله
((أشعر أني بعيدة أريد أن أحب الله حد الثمالة أريد أن أعبد الله عبادة العارف له لا عبادة الخائف منه
أريد أن أفكر بالله 24 ساعة كما فكرت بالبشر وخلق الله 24 ساعة ))
((أطالع العديد من الكتب عن أحوال الصالحين وأرى تأثرهم وحياتهم وخوفهم وورعهم،فلا أنفك أسائل النفس في أي واد هي أما تخاف إن جرها الزبانية؟فلا ترتعد أو تكترث فيذهب بي الوسواس إلى أن الله غاضب علي !
لم لا أبكي كما يبكون؟وقد شهدت إقامة ليلة القدر بين باكيات خاشعات فما بكيت والله إلا على قسوة قلبي ورقة قلوبهن!
أتسائل أخواتي ما كان الفرق بيني وبين كبار الزهاد؟أو حتى بين الصالحين من عباد الله كيف هم وهبوا النفس لله وكيف لا أزال أنا عاجزة تقف أمامي معاصي وكبائري وكبري والنفس والشيطان والهوى حاجزا يخنق النفس ويبدد أعمالها))
هل تريدون معى أن تعرفوا "الله" كما تريد هى ؟؟
يمكن تعليقي عليها سيحسب أنه من الشكوى واتهام النفس قبل أن يكون تعليقا دافعا
مَن منا يريد أن يعبد الله عبادة العارف لا عبادة الخائف منه؟
من منا يغدو ويروح في ذكر الله ومعية الله ؟
أريد أن أكون لله وبالله ومع الله وأن أوقن فعلا أنه لا حول لى ولا قوة الا بالله
كثيرا منا في بداية تدينه والتزامه كان يشعر شعورا خاصا لا يوصف
مزيج من السعادة ورقة القلب و الغنى بالله عن الناس والتسامح
وبعد فترة يذهب كل هذا و لا يأتى مجددا الا بجهاد طويل مرير
وسمعت الشيخ محمد حسين يعقوب تكلم عن هذه النقطة وقال ان هذا الشعور هو "الشعور بالأنس بالله" يؤيد به الله عز وجل عباده السائرين في طريقه وما يلبث هذا العبد ان يعرض عن الطريق المستقيم الا وفارقه هذا الشعور فيحتاج حينها انه يلف ويرجع له تانى حتى يحصله من جديد !
ولن تتأتى هذه المعية الا بمعرفة الله والفهم عنه.....فمن عرفه أحبه !
قال الامام ابن قيم الجوزية رحمه الله:
( ألذ شئ في الجنة النظر إلى وجه الله الكريم .. وكمال اللذة على قدر كمال العلم والمحبة )
واعلموا ان تفهيم الله للعبد منة منه تعالى
وسمعت الشيخ محمد حسين يعقوب يتكلم عن نقطة التفهم في شريط"فهم الصلاة" يقول
(هو مقام يتفاوت فيه الناس اذ لا يشترك الناس في تفهم معانى القرآن والتسبيحات...كم من معانى لطيفة يفهمها المصلى في الصلاة ولم تكن خطرت بباله من قبل
....أرزاق وأقدار...وهى غالبا أمور تنهى عن الفحشاء والمنكر)
لذا نريد أن نفهم عن الله
نفهم عنه أن الخير كله بيديه والشر ليس اليه
نفهم عنه انه ما منع الا ليعطى
نفهم عنه انه لا تبديل لسنته ولا تحويل
نفهم عنه أنه طيب لا يقبل الا طيبا
نفهم عنه أنه غفور رحيم ولكن عذابه أليم
نفهم عنه اسمائه وصفاته ولا نعطلها من الدعاء والايمان بها
والموضوع هنا يصب في شقين:
- الشق الأول: دعوة لنتشارك سويا في معرفة الله والفهم عنه
فمؤكد أن كل فرد منا تعرَف على الله من خلال صفة من صفاته أو اسم من أسمائه الحسنى
مثلا كانت بداية التزامه في شعوره بفيض رحمة الله عليه ولطفه به
وآخر كانت بدايته في معرفة صفة الله الحليم فكم من ذنب رآه عليه وأمهله مع مطلق قدرته عز وجل على عقابه و فضحه
وآخر كانت بدايته في معرفة صفة الله العزيز الذى لا يغالب سنته محكمة ماضية وتنصاع له الارادات
وآخرين........!!
فاحك لنا كيف عرفت الله ؟
او احك لنا موقف لم يشهده سوى الله عز وجل ثم أنت جعلك تبكى بصدق..لعل قلوبنا ترق!
وتعلمت من هذا الموقف صفة من صفات الله عز وجل!
أو زاد يقينك وايمانك بأحد اسماء الله الحسنى
وهذه سلسلة للفائدة لنتعرف من خلالها على الله من خلال اسمائه وصفاته
- الشق الثانى :أن نتعرف على أسماء الله الحسنى الصحيحة التى وردت بالأدلة من القرآن والسنة ونحقق فعلا معنى التعبد والعمل والحياة بها ونحفظها ونفهمها ونتشارك سويا في البحث عن معانيها و رأى علماء اللغة في المدلول القرآنى لهذا الاسم او هذه الصفة
....المداخلة القادمة ان شاء الله فيها أسماء الله الحسنى الصحيحة بأدلتها......
تعليق