الحمد لله وكفى,وصلاة وسلاما على عباده الذين اصطفى,اللهم لك الحمد كله ولك االملك كله,
وبيدك الخير كله,واليك يرجع الامر كله,
اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد
اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد
كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد .يا رب جئتك نادما
أبكي على ما قدمته يداي أخشى من
العرض الرهيب عليك يا ربى وأخشى منك إذا ألقاك
دنياي غرتني وعفوك غرني ما حيلتي في هذه أو ذاك
تذكروا الموت والقبر
تذكروا الموت والقبر
ومهما استمتع بشهواتها وملذاتها،فإن المصير واحد والنهاية محتومة، ولابد
لكل إنسان من نهاية، وهذه النهاية هي الموت الذي لا مفر منه،
قال تعالى:((كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ))
[آل عمران:185].
وقال الشاعر:
كل ابن أنثى وإن طالت سلامته *** لابد يوما على آلة حدباء محمــــول
قال تعالى:(( وَاتَّقُواْ يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ)) [البقرة:281]،
يوم طالما نسيناه،
يوم هو آخر الأيام، يوم تغص فيه الحناجر،فلا يوم
بعده ولا يوم مثله،إنه اليوم العظيم يوم كتبه الله على كل صغير وكبير
وكل جليل وحقير،إنه اليوم المشهود واللقاء الموعود.
في هذا الموضوع اخواتي وبناتى في الله نتحدث
عن الدار الآخرة..
وما أحوجنا جميعا لمثل هذه التذكره بس رجاءا اتحملوا لو كان طويل شويه
الموت...يوم القيامة...حياة البرزخ...الخ
نبأ عظيم وخطب جسيم,غفل عنه جُلُ الناس, كرهت النفوس المقصرة من سماعه
وتأنف القلوب الغافلة من وقعه, ينساه كثير منا
رغم إيمانه به ويقينه بحقيقته
, ننقاد إليه رغم أنوفنا وننساق نحوه دون حول ولا قوة منا.قال الله تعالى عنه مصيبة,
وذكره في كتابه الكريم في (64) موضعا, ليوقظ وينبه الغافل الكسلان .
هذه المحاضره((الأماني و المنون))
هذه هي المنون نراها صباح مساء, تغلق سير الأماني البيضاء والآمال الزاهية فتلفها بخيط أسود حالك,
والنجاة في تقوى الله وعمل الصالحات ..
وأيضا هذه المحاضره للشيخ ((ابراهيم الدويش ))
وبصراحه هو شيخ فاضل ودروسه روعه
رابط مباشر
بسم الله
أخواتى وبناتى
اتقوا الله تعالى واستعدوا للموت الذي ما طلب أحدا فأعجزه .
أخواتى
إنه لجدير بمن الموت مصرعه ومصيره،والتراب مضجعه والدود أنيسه،
ومنكر ونكير سائله،وعمله جليسه،والقبرمسكنه،
والقيامة موعده،والجنة أو النار مورده،أن لا يكون
له فكر إلا الموت ولا ذكر إلا له ولا
استعداد إلا لأجله، ولا تدبير إلا فيه،
وإنه لحقيق به أن يعد نفسه من الموتى ويراها في أصحاب القبور
روي في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم
"الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت ،
والعاجز من أتبع نفسه
هواها وتمنى على الله الأماني )
رواه الترمذي وحسنه وابن ماجة وأحمد
إن في الجنائز عبرة لأهل العقول والأبصار وتنبيها لأهل الأحلام وأولي النهى،
وتذكيرا لأهل الإعراض والغفلة الذين لا تزيدهم
مشاهدة الموتى إلا قساوة وبعدا،
واصحاب هذه القلوب لا يتعظون أبد ونسوا قول الرسول
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
((من أراد واعظا فالموت يكفيه))
صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال عمر ابن عبد العزيز رحمه الله :
وخطب عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه
فحمد الله وأثنى عليه ثم
قال: أيها الناس إنكم لم تخلقوا عبثا ولن تتركوا
سدى,
وإن لكم معادا يجمعكم الله فيه للحكم والفصل فيما بينكم, فخاب
وشقى
غدا عبد أخرجه الله من رحمته التي وسعت كل شيء,
وجنته التي عرضها السموات والأرض,
وإنما يكون
الأمان غدا لمن خاف واتقى وباع قليلا بكثير وفانيا بباق وشقاوة بسعادة , ألا ترون أنكم
في
أسلاب الهالكين؟ وسيخلف بعدكم الباقون ؟
ألا ترون أنكم في كل يوم تشيعون غاديا ورائحا إلى الله عز وجل قد قضى نحبه وانقطع أمله؟
فتضعونه في بطن صدع من الأرض غير موسد
ولا ممهد, قد خلع الأسباب وفارق الأحباب وواجه الحساب؟
وأيم الله إني لأقول مقالتي هذه ولا أعلم عند أحدكم من الذنوب أكثر مما أعلم من نفسي,
ولكنها سنن من الله عادلة آمر فيها بطاعته وأنهى فيها عن معصيته,
واستغفر الله .
ووضع كمه على وجهه وجعل يبكي حتى بلت دموعه لحيته وما عاد إلى مجلسه حتى مات رضي الله
فإذا حملت إلى القبور جنازة فاعلم بأنك بعدها محمول
لما رجع علي رضي الله عنه من موقعة صفين أشرف
على القبور ثم قال: يا أهل الديار الموحشة،
والمحال المقفرة،والقبور المظلمة يا أهل التربة،
يا أهل الغربة "يا أهل الوحشة ،أما الدور فقد سكنت ،وأما الأزواج فقد نكحت ،وأما الأموال فقد قسمت ،
هذا خبر ما عندنا فما خبر ما عندكم ؟ثم التفت إلى أصحابه فقال:
أما لو أذن لهم في الكلام لأخبروكم
أن خير الزاد التقوى
الوافرة والنعم الشهية،تذكروا التراب الذي ستدفنون
فيه والظلمة
التي ستسيرون إليها في القبور ،واعلموا أن القبر
موحش مظلم إلا على من أناره الله وآنسه عليه ،
ألا فزوروا القبور فإنها تذكركم الآخرة.
إن الدنيا بقاءها قليل،
وعزيزها ذليل، وغنيها فقير،شبابها يهرم ،وجديدها يبلى،وضيفها يرحل،
وحيها يموت،فلا يغرنكم إقبالها
عليكم مع معرفتكم بسرعة إدبارها عنكم
فالمغرور حقا من اغتر بها،أين سكانها الذين
بنوا مدائنها وشقوا أنهارها وغرسوا أشجارها وأقاموا
فيها أياما طويلة غرتهم صحتهم
وخدعهم نشاطهم وألهتهم الأماني والمنون،
فركبوا المعاصي وغفلوا عن الطاعة ،كانوا والله في
الدنيا مغبوطين بالأموال الكثيرة والصحة العظيمة
فأخذهم هادم اللذات وفرقهم مفرق الجماعات
نغص نعيمهم وكدر عيشهم وقطع لذتهم
وراحتهم
فدخلوا القبور بعد القصور وتوسدوا التراب بعد
الديباج وخالطتهم الديدان والهوام بعد الخدم
والخلان ،كانوا في الدنيا على أسرة ممهدة وفرش
منضدة بين خدم يخدمون
وأهل يكرمون وجيران يعضدون ويواسون،
داعي ومر بعسكرهم وانظر ماذا فعل التراب بأبدانهم
والرمل بأجسادهم والدود بعظامهم وأوصالهم وانظر
إلى تقارب منازلهم التي كان بها عيشهم، وسل غنيهم ما بقي من غناه وفقيرهم ما بقي من فقره،
وعن الأعين التي كان بها إلى اللذات ينظرون وسلهم عن الجلود الرقيقة
والوجوه الحسنة والأجساد الناعمة ما صنعت بها القبور
والله لقد محت الألوان وأكلت اللحمان
وعفرت الوجوه ومحت المحاسن وكسرت القفار
وأبانت الأعضاء ،أين مجالسهم وقبابهم التي كانوا
بها يجلسون،وأين خدمهم وعبيدهم الذي كانوا
يخدمون وأين جمعهم
وكنوزهم التي كانوا يدخرون،والله ما زودوا
في القبور فراشا ولا وضعوا هناك متكئا ولا غرسوا فيها
شجرا ولا أنزِلوا من اللحد قرارا ،أليسوا في منازل الخلوات والفلوات غرباء ،
أليس الليل والنهار عليهم سواء قد حيل بينهم وبين ما يشتهون انقطعت أعمالهم
وفارقوا أحبابهم وانقطع عنهم نعيمهم،
فكم من ناعم وناعمة أصبحوا ووجوههم
في القبور بالية
وأجسادهم في أعناقه نائية،وأوصالهم ممزقة،
قد سالت الحدق على الوجنات وامتلأت الأفواه دما وقيحا وصديدا،
ودب الدواب الأرض في أجسادهم ففرقت أعضاءهم،
ثم لم يلبثوا والله إلا يسيرا حتى عادت العظام رميما والأجسام حطاما،
قد فارقوا الحدائق وساروا بعد السعة إلى المضائق
وتزوجت نساؤهم وترددت في الطرقات أبناءهم
وتوزعت القرابات ديارهم وأموالهم،
فمنهم والله الموَسَّع في قبره الغض الناظر فيه المتنعم بلذاته ،جعلنا الله وإياكم منهم
ومنهم والله المضيَّق عليه في قبره المنغَّص عليه فيه ،
المعجل له العذاب ،أعاذنا الله وإياكم
فيا ساكن القبر غدا ما الذي غرك عن الآخرة من
الدنيا ،هل تعلم أنك تبقى فيها أو أنها تبقى لك،؟
فأين الأمم الخالية إذا وأين الأجيال المتعاقبة على هذا الدار،؟
أين الأنبياء المرسلون وأين العظماء والملوك ،؟
أما ترى الموت يحل بهم ، الموت من حولك ومن
أمامك ومن خلفك صغارا وكبارا ورجالا و نساءا
ملوكا و مملوكين ،فلا يدفعونه عن أنفسهم
يتقلبون في غمرات الموت وسكراته ،قد جاءهم أمر
الله فلم يستقدموا ساعة
ولا يستأخرون فيا مغمض الوالد والولد ويا مغسل
الأقرب
والصديق ويا مكفن الموت وحامله،
يا من تركته في القبر راجعا عنه اتق الله في نفسك
اتق الله في نفسك وابك على نفسك قبل أن يبكى
عليك اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن
عبادتك ما أفظع القبور وما أشد وحشتها
وغربتها
فيا أيها الغافلون عنها ويا أيها الناسون للموت
، المقصرون في عبادة الله وطاعته،المضيعون لحدود الله وأوامره المفتونون بالدنيا
حلالها وحرامها
المخدوعون ببريقها وسرابها الزائل
زوروا القبور وتذكروا في تلك الديار الموحشة والبيوت المظلمة
فلااااااااااااااا إله إلا الله
كيف تكون الليلة الأولى في القبر لمن عصى الله تعالى وغفل عنه فلم يستعد بالأعمال الصالحة
وحيدا فريدا لا أنيس ولا جليس لا زوجة ولا أطفال
ولا أصدقاء ولا أحباب
" ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ أَلَا لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ"
{وقال تعالى "وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُمْ مَا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ وَمَا نَرَى مَعَكُمْ شُفَعَاءَكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَاءُ لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَضَلَّ عَنْكُمْ مَا كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ"}[الأنعام/94
فيا فيا من قصرت فى حجابك ،ودفنتى حياءك
ياتاركة للصلاه، ياعاقه لوالديك
،يااااامنتهكه لحدود حرمها الله ، يا ناشئه في معاصي الله
يا غافله عن طاعة الله ،
تذكرى القبر وظلمته وتذكرى الأكفان والحنوط
إذا وضع عليكى وحملتى على الأكتاف وأدخلتى
التراب تذكرى الصراط وزلته والموقف وكربته والحساب وشدته.
دخل أبو العتاهية على هارون الرشيد حين بنى قصره العظيم ودخل فيه فلما
رأه طلب منه أن يقول فيه شعرا فأنشأ يقول:
عش ما بدا لك سالما في ظل شاهقة القصور تجرى عليك ما أردت مع الغدو مع البكور
فانشرح هارون وزاد انبساطه وقال له: زد فقال:
فإذا النفوس تغرغرت بزفير حشرجة الصدور
فهناك تعلم موقنا ما كنت إلا في غرور فبكى هارون الرشيد حتى أغمي عليه
فلااااااااااااااا إله إلا الله
ودخل ابن زياد على عمر ابن عبد العزيز فقال:يا أمير المؤمنين رأيناك وأنت بمكة قبل أن تتولى الخلافة
في نعمة وصحة وفي عافية رغيده فما الذي غيرك؟؟؟
فبكى عمر حتى كادت أضلاعه تختلف ثم قال: كيف بك يا ابن زياد لو رأيتني في القبر بعد ثلاثة أيام،
يوم أجرد عن الثياب وأوشى في التراب
وأفارق الأصحاب وأترك الأحباب لو رأيتني بعد ثلاث
والله لرأيت منظرا يسوءك .
وكان عثمان ابن عفان رضي الله عنه إذا مر
على قبر بكى حتى تخضل لحيته من البكاء فقيل له :
تذكر الجنة والنار ولا تبكي وتبكي
من هذا فيقول:
سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول :إن القبر أول منازل الآخرة فإن نجا منه فما
بعده أيسر منه وإن لم ينج منه فما بعده أشد منهما رأيت منظرا قط إلا والقبر أفظع منه)
رواه أحمد وابن ماجة( )
وهذا ميمون ابن مهران رحمه الله
يقول : خرجت مع عمر ابن عبد العزيز إلى
المقبرة
فلما نظر إلى القبور بكى طويلا ثم أقبل علي فقال:
يا ميمون هذه قبور آبائي بني أمية كأنه لم يشاركوا
أهل الدنيا في لذاتهم وعيشهم ،أما تراهم صرعى
قد حلت بهم المثلات واستحكم فيهم البلى وأصابت
الهوام في أبدانهم مقيلاثم غشي عليه فلما أفاق قال:
انطلق بنا فو الله ما أعلم أحدا أنعم ممن صار إلى هذه القبور وقد أمن من عذاب الله فصار إلى
ما ترى. إن أمرا آخره الموت والمصير إلى هذه القبور،
لحقيق أن يزهد في أولهوإن أمر أوله القبور لحقيق أن
يخاف آخره
، نسأل الله أن يجعل قبورنا بعد هذه الدار من خير منازلنا وأن يفسح فيها ضيق ملاحدنا
وأن يجعلها روضة من رياض الجنة وأن ينور علينا ظلمتها ويؤنس وحشتنا ويرحم غربتنا
وختاما اخواتى وبناتى
نجد ان بعض الناس عندها موقف سلبي من الموت ، فيرجعون من رحله القبور بعد تشييع الجنازه
ودفن الموتى وكأنهم كانوا برحله غير معتبرين بالموت ناسيين إن الانسان مصيره للتراب
( ما رأيت حقا" اشبه من باطلا" من الموت )
كانوا فى الجاهليه يعتبروا ان الموت نهايه الحياه ،ولا يوجد حياة بعد الموت ،
لا يوجد حساب ولا حياة برزخيه.
لكن جاء الاسلام وكشف لنا ان الموت
هو الطريق لحياه اخرى ابديه ربما تكون افضل
من حياه الدنيا وكلا" حسن عمله.ان الموت يقين ، وينتهى هذا اليقين فى لحظه لا
يعلمها الا الله – عز وجل – وغيب
الله تعالى هذه اللحظه حتى يستثمر الانسان جهده
لتعمير الارض وتهذيب نفسه ، وربط الله عز وجل
الحياه الاولى وهي حياة الارض للعمل
والاجتهاد
والعمل للأخره ، وربط الحياه الاخري للنعيم المقيم
وايضا" كل انسان وحسب عمله.
والعاقل هو من عمل للحظة الموت ،والعاجز من نسى
هذه اللحظه.
فأستعد ليوم الرحيل ، و أستثمر الحياه الدنيا فى العمل الصالح .
فذكر الموت ينشط نوازع الانسان للخير وينشطها ايضا" لتهذيب سلوكه ،
لكن للاسف
يوجد بعض الناس ناسيين الموت ولا يوجد عندهم
غير نظره سلبيه للموت ، ناسيين ان الحياه
لا تخلق الا للموت ، والموت لا يخلق الا للحياه وهى الحياه الابديه حياه الاخره.
فأعملوا على الباقيات الصالحات.
رب اغفر لي و لوالدي و أصحاب الحقوق على
والمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات
الأحياء منهم والأموات يوم يقوم الحساب
إنه سميع قريب مجيب الدعاء
{ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا }[الأحزاب/56]
أخواتى وبناتى
الموضوع ده بعد له من فتره
علشان انزله لكم بصيغه تفيدنا جميعا
وطبعا كتبت بعضه وجمعت بعضه نسأل الله القبول والإخلاص
وجزى الله خير من طلبته منى ولكن أعتذر لها على تأخيرى عليها به وهى حبيبتى وإبنتى((قبول))
وعفرت الوجوه ومحت المحاسن وكسرت القفار
وأبانت الأعضاء ،أين مجالسهم وقبابهم التي كانوا
بها يجلسون،وأين خدمهم وعبيدهم الذي كانوا
يخدمون وأين جمعهم
وكنوزهم التي كانوا يدخرون،والله ما زودوا
في القبور فراشا ولا وضعوا هناك متكئا ولا غرسوا فيها
شجرا ولا أنزِلوا من اللحد قرارا ،أليسوا في منازل الخلوات والفلوات غرباء ،
وفارقوا أحبابهم وانقطع عنهم نعيمهم،
فكم من ناعم وناعمة أصبحوا ووجوههم
في القبور بالية
وأجسادهم في أعناقه نائية،وأوصالهم ممزقة،
قد سالت الحدق على الوجنات وامتلأت الأفواه دما وقيحا وصديدا،
ودب الدواب الأرض في أجسادهم ففرقت أعضاءهم،
ثم لم يلبثوا والله إلا يسيرا حتى عادت العظام رميما والأجسام حطاما،
قد فارقوا الحدائق وساروا بعد السعة إلى المضائق
وتزوجت نساؤهم وترددت في الطرقات أبناءهم
وتوزعت القرابات ديارهم وأموالهم،
ومنهم والله المضيَّق عليه في قبره المنغَّص عليه فيه ،
المعجل له العذاب ،أعاذنا الله وإياكم
فيا ساكن القبر غدا ما الذي غرك عن الآخرة من
الدنيا ،هل تعلم أنك تبقى فيها أو أنها تبقى لك،؟
فأين الأمم الخالية إذا وأين الأجيال المتعاقبة على هذا الدار،؟
أين الأنبياء المرسلون وأين العظماء والملوك ،؟
أما ترى الموت يحل بهم ، الموت من حولك ومن
أمامك ومن خلفك صغارا وكبارا ورجالا و نساءا
ملوكا و مملوكين ،فلا يدفعونه عن أنفسهم
الله فلم يستقدموا ساعة
ولا يستأخرون فيا مغمض الوالد والولد ويا مغسل
الأقرب
والصديق ويا مكفن الموت وحامله،
يا من تركته في القبر راجعا عنه اتق الله في نفسك
اتق الله في نفسك وابك على نفسك قبل أن يبكى
عليك اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن
عبادتك ما أفظع القبور وما أشد وحشتها
وغربتها
، المقصرون في عبادة الله وطاعته،المضيعون لحدود الله وأوامره المفتونون بالدنيا
حلالها وحرامها
المخدوعون ببريقها وسرابها الزائل
فلااااااااااااااا إله إلا الله
كيف تكون الليلة الأولى في القبر لمن عصى الله تعالى وغفل عنه فلم يستعد بالأعمال الصالحة
وحيدا فريدا لا أنيس ولا جليس لا زوجة ولا أطفال
ولا أصدقاء ولا أحباب
" ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ أَلَا لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ"
{وقال تعالى "وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُمْ مَا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ وَمَا نَرَى مَعَكُمْ شُفَعَاءَكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَاءُ لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَضَلَّ عَنْكُمْ مَا كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ"}[الأنعام/94
ياتاركة للصلاه، ياعاقه لوالديك
،يااااامنتهكه لحدود حرمها الله ، يا ناشئه في معاصي الله
يا غافله عن طاعة الله ،
تذكرى القبر وظلمته وتذكرى الأكفان والحنوط
إذا وضع عليكى وحملتى على الأكتاف وأدخلتى
التراب تذكرى الصراط وزلته والموقف وكربته والحساب وشدته.
رأه طلب منه أن يقول فيه شعرا فأنشأ يقول:
عش ما بدا لك سالما في ظل شاهقة القصور تجرى عليك ما أردت مع الغدو مع البكور
فانشرح هارون وزاد انبساطه وقال له: زد فقال:
فإذا النفوس تغرغرت بزفير حشرجة الصدور
فهناك تعلم موقنا ما كنت إلا في غرور فبكى هارون الرشيد حتى أغمي عليه
ودخل ابن زياد على عمر ابن عبد العزيز فقال:يا أمير المؤمنين رأيناك وأنت بمكة قبل أن تتولى الخلافة
في نعمة وصحة وفي عافية رغيده فما الذي غيرك؟؟؟
فبكى عمر حتى كادت أضلاعه تختلف ثم قال: كيف بك يا ابن زياد لو رأيتني في القبر بعد ثلاثة أيام،
يوم أجرد عن الثياب وأوشى في التراب
وأفارق الأصحاب وأترك الأحباب لو رأيتني بعد ثلاث
والله لرأيت منظرا يسوءك .
وكان عثمان ابن عفان رضي الله عنه إذا مر
على قبر بكى حتى تخضل لحيته من البكاء فقيل له :
تذكر الجنة والنار ولا تبكي وتبكي
من هذا فيقول:
سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول :إن القبر أول منازل الآخرة فإن نجا منه فما
بعده أيسر منه وإن لم ينج منه فما بعده أشد منهما رأيت منظرا قط إلا والقبر أفظع منه)
رواه أحمد وابن ماجة( )
يقول : خرجت مع عمر ابن عبد العزيز إلى
المقبرة
فلما نظر إلى القبور بكى طويلا ثم أقبل علي فقال:
يا ميمون هذه قبور آبائي بني أمية كأنه لم يشاركوا
أهل الدنيا في لذاتهم وعيشهم ،أما تراهم صرعى
قد حلت بهم المثلات واستحكم فيهم البلى وأصابت
الهوام في أبدانهم مقيلاثم غشي عليه فلما أفاق قال:
انطلق بنا فو الله ما أعلم أحدا أنعم ممن صار إلى هذه القبور وقد أمن من عذاب الله فصار إلى
ما ترى. إن أمرا آخره الموت والمصير إلى هذه القبور،
لحقيق أن يزهد في أولهوإن أمر أوله القبور لحقيق أن
يخاف آخره
، نسأل الله أن يجعل قبورنا بعد هذه الدار من خير منازلنا وأن يفسح فيها ضيق ملاحدنا
وأن يجعلها روضة من رياض الجنة وأن ينور علينا ظلمتها ويؤنس وحشتنا ويرحم غربتنا
نجد ان بعض الناس عندها موقف سلبي من الموت ، فيرجعون من رحله القبور بعد تشييع الجنازه
ودفن الموتى وكأنهم كانوا برحله غير معتبرين بالموت ناسيين إن الانسان مصيره للتراب
( ما رأيت حقا" اشبه من باطلا" من الموت )
كانوا فى الجاهليه يعتبروا ان الموت نهايه الحياه ،ولا يوجد حياة بعد الموت ،
لا يوجد حساب ولا حياة برزخيه.
لكن جاء الاسلام وكشف لنا ان الموت
هو الطريق لحياه اخرى ابديه ربما تكون افضل
من حياه الدنيا وكلا" حسن عمله.ان الموت يقين ، وينتهى هذا اليقين فى لحظه لا
يعلمها الا الله – عز وجل – وغيب
الله تعالى هذه اللحظه حتى يستثمر الانسان جهده
لتعمير الارض وتهذيب نفسه ، وربط الله عز وجل
الحياه الاولى وهي حياة الارض للعمل
والاجتهاد
والعمل للأخره ، وربط الحياه الاخري للنعيم المقيم
وايضا" كل انسان وحسب عمله.
والعاقل هو من عمل للحظة الموت ،والعاجز من نسى
هذه اللحظه.
فأستعد ليوم الرحيل ، و أستثمر الحياه الدنيا فى العمل الصالح .
فذكر الموت ينشط نوازع الانسان للخير وينشطها ايضا" لتهذيب سلوكه ،
لكن للاسف
يوجد بعض الناس ناسيين الموت ولا يوجد عندهم
غير نظره سلبيه للموت ، ناسيين ان الحياه
لا تخلق الا للموت ، والموت لا يخلق الا للحياه وهى الحياه الابديه حياه الاخره.
فأعملوا على الباقيات الصالحات.
رب اغفر لي و لوالدي و أصحاب الحقوق على
والمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات
الأحياء منهم والأموات يوم يقوم الحساب
{ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا }[الأحزاب/56]
أخواتى وبناتى
الموضوع ده بعد له من فتره
علشان انزله لكم بصيغه تفيدنا جميعا
وطبعا كتبت بعضه وجمعت بعضه نسأل الله القبول والإخلاص
وجزى الله خير من طلبته منى ولكن أعتذر لها على تأخيرى عليها به وهى حبيبتى وإبنتى((قبول))
تعليق