إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

إحـرام قـلـب

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • إحـرام قـلـب

    إحـرام قـلـب



    إن للقلب إحراماً كإحرام الجسد ، وإحرام القلب يشترك فيه الحاج وغيره فيتزيا كل مسلم بالإخلاص لكل عمل ، كذلك إحرام القلب له محظورات منها:
    الرياء والسمعة والحسد والضغينة ...الخ.
    وهذه نفحات العشر الأول من ذي الحجة قد أهلت وموسم طاعات قد أقبلت عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : "مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهِنَّ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ الْعَشْرِ "
    فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : "وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ " .
    والعمل الصالح يشترك فيه الحاج وغيره وشرطي قبول العمل يشترك فيهما الحاج وغيره "الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ" (الملك:2) قال الفضيل بن عياض رحمه الله: "أخلصه وأصوبه" قيل يا أبا علي: "ما أخلصه وأصوبه"
    ؟.فقال: إن العمل إذا كان خالصا ولم يكن صوابا، لم يقبل ، وإذا كان صوابا ، ولم يكن خالصا لم يقبل، حتى يكون خالصا صوابا.
    والخالص: أن يكون لوجه الله، والصواب: أن يكون متبعا فيه الشرع والسنة وينبغي أن يسأل المسلم نفسه سؤالان قبل الفعل : لمَ أفعل ، وكيف أفعل ، فالأول سؤال عن الإخلاص ، والثاني سؤال عن الاتباع ، وقد كثر سؤال الحجيج عن مميزات الحملات من أكل وشرب وراحة وقليل من سأل عن: لمَ أحج ؟ وكيف أحج؟ . ومَن طلب الإخلاص رجا باتباع النبي صلى الله عليه وسلم الخلاص.
    كذلك يشترك الحاج وغيره في معنى التلبية لبيك اللهم لبيك إجابة يارب لك بعد إجابة وطاعة لك بعدها طاعة، ويشتركا أيضاً في التكبير والتحميد والتهليل قال تعالى: "وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ
    مَعْدُودَاتٍ"(البقرة: من الآية203) وقال سبحانه: "وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ "(الحج: من الآية28) قال ابن عباس رضي الله عنها: وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ أَيَّامُ الْعَشْرِ وَالْأَيَّامُ الْمَعْدُودَاتُ أَيَّامُ التَّشْرِيقِ وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ وَأَبُو هُرَيْرَةَ يَخْرُجَانِ إِلَى السُّوقِ فِي أَيَّامِ الْعَشْرِ يُكَبِّرَانِ وَيُكَبِّرُ النَّاسُ بِتَكْبِيرِهِمَا.
    ذكر ابن رجب اللطائف : أنه رأى بعض الصالحين الحاج في وقت خروجهم فوقف يبكي ويقول : واضعفاه وينشد على أثر ذلك :
    فقلت دعوني واتباعي ركابكم ... أكن طوع أيديكم كما يفعل العبد ثم تنفس وقال : هذه حسرة من انقطع عن الوصول إلى البيت ، فكيف تكون حسرة من انقطع عن الوصول إلى رب البيت !
    يا حسرة مَن انقطع عن العمل الصالح في هذه العشر يا حسرة مَن فتحت له الدنيا أسواقها وشهواتها فانغمس وضيع مواسم العبادة فيها.
    الغنيمة الغنيمة بانتهاز الفرصة في هذه الأيام العظيمة فما منها عوض ولا لها قيمة المبادرة المبادرة بالعمل والعجل العجل ، قبل هجوم الأجل ، قبل أن يندم المفرط على ما فعل ، قبل أن يسأل الرجعة فيعمل صالحا فلا يجاب إلى ما سأل ، قبل أن يحول الموت بين المؤمل وبلوغ الأمل ، قبل أن يصير المرء مرتهنا في حفرته بما قدم من عمل ليس للميت في قبره ... فطر و لا أضحى و لا عشر ناء عن الأهل على قربه ... كذاك من مسكنه القبر اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن اتبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

    ها قد أقبلت نفحةُ من نفحاتِ الرحمن ^^ فهلموا بنا نغتنمها ^^




    قال تعالى : {الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ } ( الملك2) وقال صلى الله عليه وسلم ( خير الناس من طال عمره وحسن عمله ) …
    فقد جعل الله الأيام لعباده ليتزودوا من الباقيات الصالحات فيزدادوا بذلك في الجنان درجات
    قال تعالى {وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ }الحج27
    وها نحن الآن على أبواب موسم من مواسم الله العِظام …….ها هي العشر المباركة قد أقبلت إلينا تنادينا هلموا إلى فضل عظيم ……إِيهِ والله وأيُ فضل أعظم و أفضل من الجهاد في سبيل الله فعن إبن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام العشر , قالوا : ولا الجهاد في سبيل الله , قال : ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشئ ) ولعظم هذه الأيام وشرفها عند الله أقسم بها في القرآن قال تعالى : {وَالْفَجْرِ وَلَيَالٍ عَشْرٍ } ( الفجر 1 ـ 2 ) فعن ابن كثير رحمه الله : المراد بها عشر ذي الحجه كما قال إبن عباس والزبير ومجاهد وغيرهم ورواه الإمام البخاري .
    ويذكر ابن حجر في الفتح : والذي يظهر أن السبب في إمتياز
    عشر ذي الحجة لمكان إجتماع أُمهات العبادة فيه وهي الصلاة والصيام والصدقة والحج ولا يأتي ذلك في غيره .
    ولما كان للأعمال الصالحة من أجر عظيم في سائر الأيام ففي هذه الأيام من باب أولى أن يكون منا الحرص على الأعمال الصالحة والإزدياد فيها لشرف الزمان و لا ينبغي لذوي الألباب والعقول أن يفرطوا في هذا الخير العظيم ….فمن كان في غيرها مُجِداً فليستمر وليجتهد أكثر من ذي قبل , ومن كان مفرطاً في غيرها فها قد أتته الفرصة فليتدارك نفسه وليجد ويجتهد فيهن قبل أن يأتي يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم , فكم من أُناس صاموا العام الماضي تلك الأيام وجدوا واجتهدوا وهاهم اليوم قد واراهم الثرى ….صبروا قليلاً فاستراحوا كثيراً ـ بحول الله ـ .
    فلنحاول أن نجتهد في هذه الأيام ولنصل الطاعة بالطاعة ليل نهار فما هي إلا أيام معدودات وسرعان ما تنقضي وما تبقي إلا ذكرياتها وأجرها لمن جد
    واجتهد فيها .
    ومن أنواع العبادات في هذه الأيام
    (على سبيل المثال لا الحصر ) :

    1 ـ الذكر :
    وهو التكبير والتهليل والتحميد فعن إبن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (ما من أيام أعظم عند الله سبحانه ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد ) [ رواة أحمد ] , وقال الإمام البخاري رحمه الله : ( كان إبن عمر و أبو هريرة رضي الله عنهما يخرجان إلى السوق في أيام العشر يكبران ويكبر الناس بتكبيرهما ) وقال أيضاً : ( وكان عمر يكبر في قبته بمنى فيسمعه أهل المسجد فيكبرون ويكبر أهل الأسواق حتى ترتج منى تكبيراً ) , وكان إبن عمر يكبر بمنى تلك الأيام خلف الصلوات وعلى فراشه وفي فسطاطه ومجلسه وممشاه تلك الأيام جميعاً والمستحب الجهر بالتكبير لفعل عمر و إبنه وأبي هريرة ,, مع ملاحظة البعد عن التكبير الجماعي إنما كان يرفع صوته بالتكبير فيسمعه الناس فيكبرون وليس المقصود بذلك التكبير الجماعي فهو من المخالفات …
    صفة التكبير :
    أ ـ الله أكبر . الله أكبر . الله أكبر كبيراً .
    ب ـ الله أكبر . الله أكبر . لا إله إلا الله . والله أكبر . الله أكبر ولله الحمد .
    جـ ـ الله أكبر . الله أكبر . الله أكبر . لا إله إلا الله . والله أكبر . الله أكبر . الله أكبر ولله الحمد .
    فلنحاول إخواني و أخواتي أن نحافظ على هذه السنة المهجورة ـ إلى حد ما ـ ونطبقها في هذه العشر ليقتدي الناس بنا ونذكر بها الناس ( فالدال على الخير كفاعله ) .


    2 ـ الصلاة :

    فلنحاول المحافظة على الصلاة في وقتها وللرجال التبكير للصلاة في المساجد في سائر أيام العام عامة وفي هذه الأيام خاصة ومن كان مفرطاً في النوافل فليحافظ عليها في هذه العشر على الأقل عسى أن تكون فاتحة خير له فيما بعد ومن كان محافظاً على النوافل سائر العام فليزد عليها في هذه الأيام إغتناماً لشرف الزمان , ومن النوافل التي نوصي بالمحافظة عليها :
    أ ـ الرواتب ( ركعتان قبل الفجر وأربع ركعات قبل الظهر ـ وفي رواية ركعتان ـ وركعتان بعد الظهر وركعتان بعد المغرب وركعتان بعد العشاء ) .
    ب ـ قيام الليل : وهو من أفضل الصلوات بعد المكتوبة وشرف المؤمن قيامه بالليل .
    جـ ـ ركعتي الضحى : طبعاً أقلها ركعتان ومن زاد فالله أكثر و أطيب وكذلك الجلوس في المصلى من بعد صلاة الفجر - في جماعة للرجال - إلى بعد شروق الشمس بربع ساعة تقريباً في ذكر الله ثم صلاة ركعتين وأجرها أجر عمرة وحجة تامة تامة .

    د ـ سنة الوضوء : وهي ركعتان عند الوضوء .
    و ـ أربع ركعات قبل العصر . ( رحم الله امرءاً صلى قبل العصر أربعاً ) .
    ز ـ ركعتان زائدة على الركعتين التي بعد صلاة الظهر فتصبح أربع ركعات قبل الظهر و أربع بعده ( من حافظ عليها حرمه الله على النار ) .
    ي ـ ركعتان بين كل آذان وإقامة .
    ولا ننسى المحافظة على الترديد مع المؤذن في هذه الأيام خاصة ثم الإتيان بالذكر الوارد عن النبي صلى الله عليه وسلم . ( راجع حصن المسلم ) .

    3 ـ الصيام :
    فصيام هذه الأيام مستحب إستحباباً شديداً كما قال الإمام النووي , وقد ثبت صيام النبي صلى الله عليه وسلم لهذه الأيام فعن هنيدة بن خالد عن إمرأته عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم قالت : ( كان رسول الله صلى الله علية وسلم يصوم تسع ذي الحجة , ويوم عاشوراء , وثلاثة أيام من كل شهر ) [ رواة الإمام أحمد و أبو داود والنسائي ] , ومن لم يستطع لعذرٍ لمرض أو حيض أو غيره فليصوم ما استطاع منها يوم أو يومين أو يوم عرفة على الأقل , وبهذا أُوصي أخواتي اللواتي يأتيهن العذر الشرعي يصمن ما يُيسر لهن الرحمن منها …

    4 ـ الصدقة :

    فالصدقة أجرها عظيم ولا سيما في هذه الأيام فهي تقي مصارع السوء وهي كذلك دواء للمرضى بل وسبيل محبة الله عز وجل لأن إبن القيم ـ رحمه الله ـ يقول : من آثر ما يحبه الله على ما يحبه أحبه الله , فلنتعاهد جيراننا في هذه الأيام بإهداء الطعام لهم و الإحسان إلى الفقراء , ولا ننسى كذلك إحتساب الأجر في الإنفاق على الأهل والأولاد فهو صدقة يعظم أجرها في هذه الأيام .

    5 ـ الحج والعمرة :

    فلنحاول أيها الإخوة والأخوات أن نكون من حجاج بيت الله الحرام .

    ( همسة أخيرة أحبتي في الله )
    بما تُستقبل مواسم الخير :
    حري بالمسلم أن يستقبل مواسم الخير عامة بالتوبة الصادقة النصوح والإقلاع عن الذنوب والمعاصي , فإن الذنوب هي التي تحرم الإنسان فضل ربه وتحجب قلبه عن مولاه .
    2 ـ كذلك تُستقبل مواسم الخير عامة بالعزم الصادق الجاد على إغتنامها بما يُرضي الله عز وجل , فمن صدق الله صدقه الله {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ } ( العنكبوت69 )
    فيا أخي المسلم احرص على إغتنام هذه الفرصة السانحة قبل أن تفوتك فتندم حين لا ينفع الندم .


    تنبيه /
    على المرأة الحائض أن تستغل هذه العشر المباركة ولا تفوت أجرها وهي لن تحرم إلا من صيام بعضها والصلاة فلتحرص على الذكر التكبير والتحميد والتهليل وإطعام الطعام وجميع أنواع البر …
    اللهم تقبل منا أعمالنا واجعلها خالصة لوجهك الكريم يا رب العالمين .
    والصلاة والسلام على رسول الله
    .

    المراجع :

    مطوية : فضل أيام عشر ذي الحجة / راجعها فضيلة الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين , ويليها من أحكام الأضحية / لفضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين .
    ومحاضرة حضرتها لإحدى الداعيات فجراها الله خيراً .
    وفقنا الله وإياكم لاستغلال هذه الأيام وقبلها بلغنا إياها

    إمساك المضحي عن ظفره وشعره في العشر



    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين. وبعد فيشرع لمن أراد أن يضحي إذا دخلت عشر ذي الحجة أن يمسك عن ظفره وشعره وبشرته حتى يضحي لحديث أم سلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (إذا دخل العشر وأراد أحدكم أن يضحي فلا يأخذ من شعره ولا من أظفاره شيئا حتى يضحي). رواه مسلم . وفي رواية: (ولا من بشرته). والنهي عن ذلك يشمل شعر الرأس والعانة والشارب والإبط وغيره من جميع شعور الجسم وكذلك يشمل أظافر اليدين والرجلين وجميع البشرة خلافا لمن خصه بشعر الرأس أوغيره.

    والصحيح أن هذا الإمساك سنة ليس بواجب لأنه تابع لأمر مسنون وهو الأضحية فيكون سنة كحكم المتبوع ولأنه من باب التعظيم المسنون بدليل أنه لم يؤمر بالإمساك عن غير الظفر والشعر.قال الخطابي: (وأجمعوا أنه لا يحرم عليه اللباس والطيب كما يحرمان على المحرم فدلَّ ذلك أنه على سبيل الندب والاستحباب, دون
    الحتم والإيجاب). ولأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يمسك عن شيء في إهدائه والهدي نسك مثل نسك الأضحية في التقرب لله بالذبح بل آكد لتعلقها بالحرم فهما جنس واحد فلو كان واجبا لأمسك في حال تقربه بالهدي فدل على أنه غير لازم كما استدل الشافعي بذلك. قالت عائشة رضي الله عنها: (فتلت قلائد بدن النبي صلى الله عليه وسلم بيدي ثم قلدها وأشعرها وأهداها فما حرم عليه شيء كان أحل له). وفي رواية: (ثم لا يجتنب شيئا مما يجتنبه المحرم). ولأنه لا يمكن إلزام الناس بأمر والتشديد عليهم وتأثيمهم بحديث مختلف في ثبوته ودلالته فالحديث أعله الدارقطني بالوقف وأشار مسلم لعلته واستشكل متنه الأئمة كالليث وابن مهدي وغيرهما. والقول بالكراهة قول وسط بين من يحرمه وهم قلة كأحمد وبين من يبيحه وهم أكثر الفقهاء كمالك وأبي حنيفة. وفيه توسعة على الخلق لا سيما من احتاج لذلك وشق عليه تركه. وهو قول الشافعي ووجه عند الحنابلة وقال في الإنصاف لما حكى الكراهة: (قلت وهو أولى وأطلق أحمد الكراهة). فعلى هذا يكره للمضحي أخذ ظفره وشعره ولا يأثم بذلك لكن لا ينبغي له فعل ذلك إلا عند الحاجة اتباعا للحديث وآثار الصحابة.

    وتبتدأ مدة الإمساك عند تحقق دخول العشر وبلوغ ذلك لمن أراد أن يضحي ويتحقق الدخول برؤية هلال ذي الحجة أو إكمال عدة شعبان ثلاثين لقوله صلى الله عليه وسلم: (من كان له ذبح يذبحه فإذا أهل هلال ذي الحجة فلا يأخذن من شعره ولا من أظفاره شيئا حتى يضحي). ولا يلزم الإمساك قبل ذلك من باب الاحتياط لأن ذلك من التكلف المنهي عنه شرعا وتكليف زائد لم يثبت في الشرع فلا يمسك مثلا قبل غروب ليلة الثلاثين ولا في غيرها وإنما يمسك إذا ثبت عنده دخول شهر ذي الحجة في أي وقت ولو كان متأخرا.

    وهذا الحكم خاص بالشخص العازم على شراء الأضحية من ماله فقط سواء تولى الذبح بنفسه أو بنائبه ولا يثبت في باقي أهل بيته ممن يضحى عنهم لأن النبي صلى الله عليه وسلم خصه بالمضحي ولأنه لم ينقل أنه أمر أهله بذلك. ولا يمسك الوكيل الذي وكل بذبح الأضحية ولا يتعلق الحكم به لأنه غير مخاطب به.


    ومن كان مترددا عند دخول العشر في ذبح الأضحية لم يثبت له الحكم ولم يشرع له الإمساك لأنه غير عازم على الأضحية. فإن عزم في أثناء العشر أمسك لما بقي ولا شيء عليه فيما مضى من المدة لأنه لم يكن مكلفا حينئذ.

    وإذا كان الانسان ناويا للأضحية في أول العشر ثم حلق شيئا من ظفره أو شعره أو جلده كان مخالفا للأولى بفعله على الصحيح وليس عليه كفارة لأنه لم يرد في الشرع تعيين كفارة لذلك. قال ابن قدامة: (ولا فدية فيه إجماعاً سواء فعله عمداً أو نسياناً). أما إذا أخذ شيئا من شعره ناسيا أو جاهلا أو مضطرا فلا كراهة فيه وأضحيته صحيحة لا يتأثر حكمها بذلك.

    ولا يشرع للمضحي أن يمسك عن شيء آخر غير ظفره وشعره وجلده ولا ينهى عن الطيب أو مباشرة النساء أو غيره لأنه لم يرد. وما شاع عن بعض العامة تحريم النساء وغيره على المضحي قياسا على المحرم بالحج قول محدث ليس له أصل في الشرع ولا علاقة في الأحكام بين المضحي والمحرم بالحج.

    ولم يرد في السنة الصحيحة ذكر للحكمة من النهي عن قص الأظفار والشعور على المضحي. وقد حاول بعض الفقهاء التماس الحكمة فمنهم من قال نهي المضحي عن ذلك تشبيها بالمحرم بالحج فكما شارك المحرم في ذبح القربان ناسب أن يشاركه في شيء من خصائص الإحرام. وقال بعضهم الحكمة توفير الشعر والظفر ليأخذه مع الأضحية فيكون ذلك من تمام الأضحية عند الله. وقيل لتشمل المغفرة والعتق من النار جميع أجزاءه. وأصل الحكمة التعبد لله بالإمساك وتعظيم الله وإظهار التذلل له والله أعلم.

    بيوتنا وعشر ذي الحجة



    بين يدي السطور:
    تعاهد جذوة الحماس الناشئة برعاية يتم بها النفع..!

    بشرى للبيوت..!
    أقبلت العشر بكل خير.. تحمل البشرى للبيوت بموسم العام الأكبر.. وتنادي: هل من مشمر؟!
    هل من مشمر لاستباق الخيرات، واغتنام النفحات؟!
    وهل من مشمر للاستثمار التربوي.. ومضاعفة العمر؛ بالبث والحث على هذا الخير؟!
    إنها نفحات لا نظير لها لمن وفقه الله.. فتجاوز عبادته في نفسه؛ إلى تزكية أهل بيته وحثهم على مثل اجتهاده، وإعانتهم في ذلك.
    بل هي غنيمة باردة لمن ألهمه الله فوق ذلك؛ فكان وأهل بيته جميعا ممن جمع الخيرين: الاجتهاد في العبادة، ودعوة غيرهم إلى مثل ذلك.

    اتل واقصص..!
    اتل على أهل بيتك من الآيات والحكمة والقصص ما يجعلهم يبتدرون العشر قبل أن تتفلت أيامها، ويتسابقون في دعوة غيرهم؛ لمضاعفة أجورهم:
    اتل قوله تعالى على زوجك وصغارك: {وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ} (الفجر/2،1)، واذكر لهم أن هذه العشر التي يقسم بها الله - جل في علاه - هي في قول أكثر المفسرين "عشر ذي الحجة"؛ لعظيم شرفها؛ فهي أفضل أيام العام؛ لاجتماع أعظم العبادات فيها.
    وكذا قوله جل وعلا: {لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ...} (الحج/28).
    قال جمهور العلماء بأن هذه الأيام المعلومات هي عشر ذي الحجة، منهم ابن عمر وابن عباس، رضي الله عنهم.

    واتل عليهم من السنة قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام ـ يعني أيام العشر ـ "، قالوا: يا رسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: "ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء" (رواه البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما).
    واقصص من أحوال السلف ما يرفع هممهم، ومنها أن التابعي الجليل سعيد بن جبير – راوي الحديث عن ابن عباس رضي الله عنهما - كان يجتهد – في هذه العشر - اجتهادا حتى ما يكاد يُقدر عليه!!

    رعاية يتم بها النفع..!

    فإذا تمت الموعظة الطيبة المشوّقة.. تعاهد جذوة الحماس الناشئة برعاية يتم بها النفع، طوال العشر؛ فإن النفوس بعد الموعظة تحتاج إلى تعاهد ومتابعة.
    ومن خير ما تذكرهم به عملياً – مع كونه شعيرة مباركة في هذه العشر – التكبير والتهليل، والجهر به؛ ونشر ذلك في البيت؛ فيكون إظهارا للشعيرة وتذكيرا في الوقت نفسه باغتنام الأوقات في سائر أنواع العبادات من صلاة وصيام وصدقة وبر وصلة.
    فإذا كان من أهل البيت من تم بلوغه من البنين أو البنات؛ وتيسر لرب البيت السفر به للحج؛ فيا له من خير عظيم وفضل كبير لمن يسره الله له، لا يكاد يعادله فضل في هذه العشر.
    فإن لم يكن سفر للحج.. ففي أداء الأضحية وإظهار الشعائر وسائر العبادات متسع للتزكية والتربية؛ بالقدوة والمشاهدة والمشاركة.





  • #2
    رد: إحـرام قـلـب

    اللهم طهر قلوبنا بذكرك وطاعتك
    جزاكي الله كل الخير اختي العزيزة موضوعكي قمة في الروعة جعله الله في ميزان حسناتك ونفع الله بكي الامه مشكووووووووورة

    تعليق


    • #3
      رد: إحـرام قـلـب

      المشاركة الأصلية بواسطة تاج الريحان المتفائلة مشاهدة المشاركة
      اللهم طهر قلوبنا بذكرك وطاعتك
      جزاكي الله كل الخير اختي العزيزة موضوعكي قمة في الروعة جعله الله في ميزان حسناتك ونفع الله بكي الامه مشكووووووووورة
      جزاكم الله خيراً
      أسأل الله لكم التوفيق
      والسداد في كل ما يحبه الله ويرضاه


      تعليق


      • #4
        رد: إحـرام قـلـب

        ماشاء الله
        موضوع ممتاز ومفيد
        جزاك الله خيرا

        تعليق


        • #5
          رد: إحـرام قـلـب

          المشاركة الأصلية بواسطة نسائم الرحمن مشاهدة المشاركة
          ماشاء الله
          موضوع ممتاز ومفيد
          جزاك الله خيرا
          ستركم الله في الدنيا والآخرة
          و
          جزاكم الله خيرا
          أسأل الله أن يثبتناوإياكم على الحق
          نفع الله بكم ورفع قدركم


          تعليق

          يعمل...
          X