ما أجمل تشيبه البعض لحاملتي بالكتاب
المغلق الذي لا تُعلم محتوياته، بل يظل كالكنز المخبوء
يُستر عن العيون لغلو ثمنه وما يحويه من أفكار غاليات، وهذا هو
حال من ارتدتني، فأنا درعها ووقاؤها، ولذا فمحتوياتها
لا يتمتع بها أحد إلا زوجها، وإن صاحب الإثم والقلب المريض
لينظر إليها بشهوة فينقلب إليه البصر خاسئا وهو حسير.
أما من تبرَّجت أو ارتدتني وتبرجت فهي كالكتاب المفتوح
الذي تتصفحه الأيدي العابثة، وتتداوله الأعين المتطلعة
سطرًا سطرًا، فلا يُترك حتى يفقد رونقه، وتنثني
أوراقه ويتمزق، لتصبح كتابا قديما لايستحق
أن يوضع في واجهة مكتبة فخمة أمام الزوار فضلا عن
ركن قديم داخل الدار؟! ولعل هذا ما يجعل المستترة
بالحجاب غالية يُسعى إليها وتُطلب والثانية يزهدون فيها
كما قال الشاعر:
إذا سقط الذباب على طعام......رفعتُ يدي ونفسي تشتهيه
وتجتنب الأسود وُرود ماء...... إذا كان الكلاب ولغن فــيه
تعليق