بسم الله
والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد،
هل راقبت خواطرك في يومٍ ما؟ هل أبصرتها؟
هل راقبت هؤلاء الملائكة الذين يوكلهم الله -تعالى- بكتابة ما يصدر منك؟
هل أكرمتهم؟ فإنهم والله كرامٌ كاتبون.
أخوتى::
لقد أمرنا الله بمراقبته في السر والعلن، فهو المطلع على بواطننا، وكما يطلع على ظواهرنا، قال -سبحانه وتعالى-: (وَلَقَدْ
خَلَقْنَا الإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ
أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ . إِذْ يَتَلَقَّى
الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ . مَا
يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ)(ق:16-18)
قد
يخطر ببالك وتظن أنه باستطاعتك أنه تعترض على هذه الكتابة
ولعلك تقول: أنا لم أفعل، فما بالك لو أقام الله -تعالى- شهوداً عليك من
نفسك؟
(الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ)(يس:65).
عند ذلك تقول لجوارحك: (وَقَالُوا
لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ
الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ
وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ . وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ
عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلا أَبْصَارُكُمْ وَلا جُلُودُكُمْ وَلَكِنْ
ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ لا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِمَّا تَعْمَلُونَ .
وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ
فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ)(فصلت:21-23).
وكما قال -سبحانه-: (يَوْمَ
تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ
مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا
وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ)(آل عمران:30).
فلتعلم
أن
الله يعلم ما نُسر وما نُعلن، بل وما توسوس به النفوس، فهو -سبحانه- أقرب
للإنسان من أقرب شيء في الإنسان، فهذا يدعوك إلى مراقبة خالقك في كل ما
يصدر منك من قول أو فعل أو حركة أو سكنة (وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ . كِرَامًا كَاتِبِينَ . يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ)(الانفطار:10-12).
فلتكرم
ملائكة الرحمن الذين وكلهم الله بحفظ عملك، وإياك أن تؤذيهم، فما يستحقون
منك إلا أن يروا كل عمل صالح، ولتُخْفِ هذا القبيح عنهم، فإنهم والله
ليتأذون من ذلك، فلتكرم عباد الله المكرمين.
ولتُشهِد
قلبَك مشهد علم الله المحيط، فهو سبحانه قد أحاط بكل شيء علماً، فلا يعزب
عنه مثال ذرة في السموات ولا في الأرض، ويعلم ما يقر في البحر، وما كان تحت
الجبال، وما تحت الأرض، فهو يعلم ما يلج في الأرض، وما يخرج منها، كما أنه
-سبحانه وتعالى- يعلم ما ينزل من المساء وما يعرج فيها.
فأنت تعامل رباً يعلم خائنة الأعين وما تُخفي هذه الصدور.
وانظر إلى لقمان -عليه السلام- وهو يعلِّم ولده كيف يراقب ربه في كل شيء حتى خواطره (يَا
بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي
صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَوَاتِ أَوْ فِي الأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ
إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ)(لقمان:16).
فإذا
علم الإنسان ذلك لأسرع في حراسة خواطره وإراداته، وجميع أحواله وعزماته،
وجوارحه؛ لعلمه ويقينه أن حركاته الظاهرة والباطنة، وخواطره وإراداته،
وجميع أحواله ظاهرة مكشوفة لديه علانية بادية لا يخفى عليه منها شيء.
فسبحانه سبحانه، ما أعظمه! وما أرحمه! وما أحلمه!
فلا إله إلا الله، ولا رب لنا سواه نعبده ونتوكل عليه, فهو نعم المولى ونعم النصير.
كتبه/ سعيد السواح
والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد،
هل راقبت خواطرك في يومٍ ما؟ هل أبصرتها؟
هل راقبت هؤلاء الملائكة الذين يوكلهم الله -تعالى- بكتابة ما يصدر منك؟
هل أكرمتهم؟ فإنهم والله كرامٌ كاتبون.
أخوتى::
لقد أمرنا الله بمراقبته في السر والعلن، فهو المطلع على بواطننا، وكما يطلع على ظواهرنا، قال -سبحانه وتعالى-: (وَلَقَدْ
خَلَقْنَا الإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ
أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ . إِذْ يَتَلَقَّى
الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ . مَا
يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ)(ق:16-18)
قد
يخطر ببالك وتظن أنه باستطاعتك أنه تعترض على هذه الكتابة
ولعلك تقول: أنا لم أفعل، فما بالك لو أقام الله -تعالى- شهوداً عليك من
نفسك؟
(الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ)(يس:65).
عند ذلك تقول لجوارحك: (وَقَالُوا
لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ
الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ
وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ . وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ
عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلا أَبْصَارُكُمْ وَلا جُلُودُكُمْ وَلَكِنْ
ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ لا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِمَّا تَعْمَلُونَ .
وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ
فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ)(فصلت:21-23).
وكما قال -سبحانه-: (يَوْمَ
تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ
مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا
وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ)(آل عمران:30).
فلتعلم
أن
الله يعلم ما نُسر وما نُعلن، بل وما توسوس به النفوس، فهو -سبحانه- أقرب
للإنسان من أقرب شيء في الإنسان، فهذا يدعوك إلى مراقبة خالقك في كل ما
يصدر منك من قول أو فعل أو حركة أو سكنة (وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ . كِرَامًا كَاتِبِينَ . يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ)(الانفطار:10-12).
فلتكرم
ملائكة الرحمن الذين وكلهم الله بحفظ عملك، وإياك أن تؤذيهم، فما يستحقون
منك إلا أن يروا كل عمل صالح، ولتُخْفِ هذا القبيح عنهم، فإنهم والله
ليتأذون من ذلك، فلتكرم عباد الله المكرمين.
ولتُشهِد
قلبَك مشهد علم الله المحيط، فهو سبحانه قد أحاط بكل شيء علماً، فلا يعزب
عنه مثال ذرة في السموات ولا في الأرض، ويعلم ما يقر في البحر، وما كان تحت
الجبال، وما تحت الأرض، فهو يعلم ما يلج في الأرض، وما يخرج منها، كما أنه
-سبحانه وتعالى- يعلم ما ينزل من المساء وما يعرج فيها.
فأنت تعامل رباً يعلم خائنة الأعين وما تُخفي هذه الصدور.
وانظر إلى لقمان -عليه السلام- وهو يعلِّم ولده كيف يراقب ربه في كل شيء حتى خواطره (يَا
بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي
صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَوَاتِ أَوْ فِي الأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ
إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ)(لقمان:16).
فإذا
علم الإنسان ذلك لأسرع في حراسة خواطره وإراداته، وجميع أحواله وعزماته،
وجوارحه؛ لعلمه ويقينه أن حركاته الظاهرة والباطنة، وخواطره وإراداته،
وجميع أحواله ظاهرة مكشوفة لديه علانية بادية لا يخفى عليه منها شيء.
فسبحانه سبحانه، ما أعظمه! وما أرحمه! وما أحلمه!
فلا إله إلا الله، ولا رب لنا سواه نعبده ونتوكل عليه, فهو نعم المولى ونعم النصير.
كتبه/ سعيد السواح
تعليق