. أيها العبد المؤمن هل تعاني من ضيق وشغف في العيش؟
اعلموا أيها الأخوة المؤمنون أن العبادة ليست سكوناً، بل حركة وليست ضعفاً بل قوة، إنها أن تخضع الحياة كلها لله - عز وجل - ولذلك تأملوا إلى العبادة العظمى التي تعلقت بها قلوب العباد الصادقين، والزهاد المخلصين، فإذا بهم ينطلقون في مواكب الجهاد رفعاً لراية الله - سبحانه وتعالى - ونشراً لدعوة الإسلام وهم هم الذين كانوا رهبان الليل إذا بهم فرسان النهار، هم أولئك القوم منهم عبدالله بن المبارك - رضي الله عنه - و - رحمه الله - إمامٌ من أئمة التابعين، وعالم من العلماء المحدثين، وأحد الذين لم يدعو الحج لبيت الله الحرام، لكنه كان يحج عاماً، ويغزو عاماً، وقيل: إنه غزا نحو مائتي غزوة ضد أعداء الله - سبحانه وتعالى - وتأملوا تلك اللذة التي يجدها الصالحون في كل أنواع العبادة، ومنها عبادة الجهاد والدعوة في سبيل الله - عز وجل - وهذا خالد بن الوليد رحمة الله عليه ورضي عنه وأرضاه - يقول: " ما ليلة تهدى إلي فيها عروس، أنا لها محب مشتاق، أحب إليّ من ليلة شديد قرها، كثير مطرها، أصبّح فيها العدو فأقاتلهم في سبيل الله - عز وجل - تلك الليلة ما فيها من شدة البرد، وبما فيها من انتظار العدو، وبما فيها من قعقعة السيوف أحب إلى نفسه من عروس تهدى إليه وهو لها محب ومشتاق ومنتظر! إنها لذة عجيبة لا يعرفها إلا من مارسها، وهو الذي يجد لذة في الجهاد ومحبة وميل له فإذا به يشتاق وينبعث إليه.
إذاً أيها الأخوة الأحبة ينبغي لنا أن نراجع أنفسنا، وأن لا تشغلنا هذه الحياة بمطالبها المادية، ولا بلغوها العارض، بل ينبغي أن نعرف أن أساس هذه الحياة، وأساس قطف ثمرتها، وأساس أخذ ما يمكن أن يكون إن شاء الله - عز وجل - من أسباب النجاة إنما هو ربط القلب بالخالق - سبحانه وتعالى -، إنما هو خفض الجباه لله - عز وجل - إنما هو رفع الأكف طلباً من الله - سبحانه وتعالى -، إنما هو اليقين الراسخ أنه لا شيء في هذا الوجود، ولا قوة في هذا الوجود، ولا مضاء ولا مشيئة في هذا الوجود إلا لله - سبحانه وتعالى - فهو القاهر فوق عباده، وهو المعطي والمانع، وهو النافع والضار، وهو الذي يسهل الأمور، ويفرج الكروب - سبحانه وتعالى - وإذا ادلهمت الأمور، وإذا تعاظمت الخطوب، فليس لها من دون الله - سبحانه وتعالى - كاشف.
أيها العبد المؤمن هل تعاني من ضيق وشغف في العيش؟ فالإيمان والطاعة والعبادة لذة تعوضك عن ذلك، ويعطيك الله - عز وجل - توفيق ييسر لك فيه من أبواب الرزق {ومن يتق الله يرزقه من حيث لا يحتسب}، إن كل شيء مرتبط بهذا المعنى العظيم، معنى صلة العبد بالخالق - عز وجل - معنى صلة العبودية بالربوبية والألوهية، معنى صلة هذا التذلل والخضوع للملك الجبار - سبحانه وتعالى - ولذلك ما فقدنا اللذة، ولا غاب عنا الأنس، ولا ذهبت عنا الحلاوة، إلا عندما فقدنا هذه المعاني، وانشغلنا حتى الأخيار منا الذين يرتادون المساجد وربما شغلتهم أمور أخرى، وخلافات في الأقوال، وكثرة في المحفوظات، وما خلص إلى قلوبهم هذا السر الإيماني، وتلك الوحدة الإيمانية التي تحيل الظلمة نوراً، وتقلب الحزن سروراً.
إن هذا المعنى الإيماني الذي ينبغي أن يكون فلك حياة الإنسان المسلم، ومحور رحاه الذي يدور فيه في هذه الحياة، لا يتكلم إلا من هذا المنطلق، ولا يتقدم إلا من هذا المنطلق، ولا يحزم إلا من هذا المنطلق، كل شيء يربطه بالسعي إلى رضوان الله، والرغبة في نيل رحمة الله، والمبالغة في الخضوع والذلة لله - عز وجل -.
ومما زادني شرفاً وتيهاً **** وكدت بأخمصي أطأ الثريا
دخولي تحت قولك يا عبادي **** وأن صيرت أحمد لي نبياً
هذا هو الشرف، وهذه هي النعمة، وذلك هو التميز فالله الله في عبادتكم، والله الله في إخلاصكم، والله الله في مناجاتكم، والله الله في كتاب ربكم، والله الله في لحظات الأسحار، والله الله في الأذكار والاستغفار، الله الله في تصفية القلوب، وتهذيب النفوس، وأن نبعد كل شيء يؤرث القلب ظلمةً، ويؤرث الصدر ضيقاً، ويؤرث الحياة شقاءً ومرارةً، إذا تنكرنا أمر الله - عز وجل - فإن كل شيء كما قال الله - سبحانه وتعالى - {قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم} إنما هو بسبب التخلف، وبسبب القصور في طاعة الله - سبحانه وتعالى - أما المؤمن الموصول بالله - عز وجل - فإن حاله كما قال الله - عز وجل -: {الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيماناً وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل} ما أعظم الصلة بالله - عز وجل -.
فلنحرص على أن نراجع أنفسنا، وأن نخلص نياتنا، وأن نصحح مقاصدنا، وأن نكثر أعمالنا، وأن نقلل من لغو الدنيا وانشغالنا بها، فقد دخلت في عقولنا وقد تعشعشت في قلوبنا، وقد جرت في دمائنا، وقد صرفتنا عن كثير من مهمات الحياة الأخرى، وليس ذلك يعنى بحال من الأحوال أن تترك الدنيا! بل الدنيا مزرعة الآخرة، ولكن اجعل القلب موصولاً بالله تجعل الدنيا كلها بإذن الله - عز وجل - ممراً ومعبراً سريعاً وهيّناً في الآخرة بعون الله - سبحانه وتعالى -.
تأملت في حال بعض طلاب العلم فرأيت فيهم الحرص على القراءة وحضور مجالس الذكر والتنافس الشريف في سبيل تحصيل العلم، فحمدت الله على ذلك
ولكن لما نظرت إلى حال السلف رأيت أمرا غريبا
رأيت أقوام جمعوا بين العلم والعبادة
فهم العلماء الحريصين على طلب العلم وهم أيظا العباد الذين بذلوا كثيرا من أوقاتهم في باب العبادة والتقرب إلى الله - تعالى -، وكأن النار لم تخلق إلا لهم فعجبا لهم.
فهذا الإمام أحمد يصلي في اليوم (300) ركعة
وهذا سعيد بن المسيب لم تفته التكبيرة الأولى مايقارب (40) سنة
وهذا ابن المبارك الذي حقق من العبادات الشيء الكثير
وهذا شيخ الإسلام ابن تيمية كان كثيرا ما يجلس بعد الفجر في المسجد يذكر الله حتى تطلع الشمس، فلما سئل عن سبب ذلك قال: هذه غدوتي لو لم أتغدها سقطت قواي
وهذا يعني أن قوة المؤمن في قلبه وتقواه
وأن (العبادات) غذاء للقلوب، وسببا كبيرا في تزكية للنفس كما قال - تعالى - (قد أفلح من زكاها) وقال (قد أفلح من تزكى).
إننا والله بحاجة إلى أن نكثر من التقرب إلى الله - تعالى - بالعمل الصالح، وهو خير الزاد (وتزودوا فإن خير الزاد التقوى)، ولعل من أعظم فوائد ذلك: التوفيق الدائم في طلب العلم.
إن دوام الإقبال على الله وكثرة التضرع والابتهال بين يدي الله - تعالى - من أعظم وسائل الثبات على طلب العلم.
ولما تأملت حال بعض الذين أصابهم الفتور في طلب العلم وجدت أن أعظم سبب هو التفريط والتكاسل عن عبادة الله - تعالى -.
فيا طالب العلم
عليك بالاجتهاد في دوام العبادة وسترى الخير والتوفيق في مشوارك العلمي بإذن الله - تعالى -.
اعلموا أيها الأخوة المؤمنون أن العبادة ليست سكوناً، بل حركة وليست ضعفاً بل قوة، إنها أن تخضع الحياة كلها لله - عز وجل - ولذلك تأملوا إلى العبادة العظمى التي تعلقت بها قلوب العباد الصادقين، والزهاد المخلصين، فإذا بهم ينطلقون في مواكب الجهاد رفعاً لراية الله - سبحانه وتعالى - ونشراً لدعوة الإسلام وهم هم الذين كانوا رهبان الليل إذا بهم فرسان النهار، هم أولئك القوم منهم عبدالله بن المبارك - رضي الله عنه - و - رحمه الله - إمامٌ من أئمة التابعين، وعالم من العلماء المحدثين، وأحد الذين لم يدعو الحج لبيت الله الحرام، لكنه كان يحج عاماً، ويغزو عاماً، وقيل: إنه غزا نحو مائتي غزوة ضد أعداء الله - سبحانه وتعالى - وتأملوا تلك اللذة التي يجدها الصالحون في كل أنواع العبادة، ومنها عبادة الجهاد والدعوة في سبيل الله - عز وجل - وهذا خالد بن الوليد رحمة الله عليه ورضي عنه وأرضاه - يقول: " ما ليلة تهدى إلي فيها عروس، أنا لها محب مشتاق، أحب إليّ من ليلة شديد قرها، كثير مطرها، أصبّح فيها العدو فأقاتلهم في سبيل الله - عز وجل - تلك الليلة ما فيها من شدة البرد، وبما فيها من انتظار العدو، وبما فيها من قعقعة السيوف أحب إلى نفسه من عروس تهدى إليه وهو لها محب ومشتاق ومنتظر! إنها لذة عجيبة لا يعرفها إلا من مارسها، وهو الذي يجد لذة في الجهاد ومحبة وميل له فإذا به يشتاق وينبعث إليه.
إذاً أيها الأخوة الأحبة ينبغي لنا أن نراجع أنفسنا، وأن لا تشغلنا هذه الحياة بمطالبها المادية، ولا بلغوها العارض، بل ينبغي أن نعرف أن أساس هذه الحياة، وأساس قطف ثمرتها، وأساس أخذ ما يمكن أن يكون إن شاء الله - عز وجل - من أسباب النجاة إنما هو ربط القلب بالخالق - سبحانه وتعالى -، إنما هو خفض الجباه لله - عز وجل - إنما هو رفع الأكف طلباً من الله - سبحانه وتعالى -، إنما هو اليقين الراسخ أنه لا شيء في هذا الوجود، ولا قوة في هذا الوجود، ولا مضاء ولا مشيئة في هذا الوجود إلا لله - سبحانه وتعالى - فهو القاهر فوق عباده، وهو المعطي والمانع، وهو النافع والضار، وهو الذي يسهل الأمور، ويفرج الكروب - سبحانه وتعالى - وإذا ادلهمت الأمور، وإذا تعاظمت الخطوب، فليس لها من دون الله - سبحانه وتعالى - كاشف.
أيها العبد المؤمن هل تعاني من ضيق وشغف في العيش؟ فالإيمان والطاعة والعبادة لذة تعوضك عن ذلك، ويعطيك الله - عز وجل - توفيق ييسر لك فيه من أبواب الرزق {ومن يتق الله يرزقه من حيث لا يحتسب}، إن كل شيء مرتبط بهذا المعنى العظيم، معنى صلة العبد بالخالق - عز وجل - معنى صلة العبودية بالربوبية والألوهية، معنى صلة هذا التذلل والخضوع للملك الجبار - سبحانه وتعالى - ولذلك ما فقدنا اللذة، ولا غاب عنا الأنس، ولا ذهبت عنا الحلاوة، إلا عندما فقدنا هذه المعاني، وانشغلنا حتى الأخيار منا الذين يرتادون المساجد وربما شغلتهم أمور أخرى، وخلافات في الأقوال، وكثرة في المحفوظات، وما خلص إلى قلوبهم هذا السر الإيماني، وتلك الوحدة الإيمانية التي تحيل الظلمة نوراً، وتقلب الحزن سروراً.
إن هذا المعنى الإيماني الذي ينبغي أن يكون فلك حياة الإنسان المسلم، ومحور رحاه الذي يدور فيه في هذه الحياة، لا يتكلم إلا من هذا المنطلق، ولا يتقدم إلا من هذا المنطلق، ولا يحزم إلا من هذا المنطلق، كل شيء يربطه بالسعي إلى رضوان الله، والرغبة في نيل رحمة الله، والمبالغة في الخضوع والذلة لله - عز وجل -.
ومما زادني شرفاً وتيهاً **** وكدت بأخمصي أطأ الثريا
دخولي تحت قولك يا عبادي **** وأن صيرت أحمد لي نبياً
هذا هو الشرف، وهذه هي النعمة، وذلك هو التميز فالله الله في عبادتكم، والله الله في إخلاصكم، والله الله في مناجاتكم، والله الله في كتاب ربكم، والله الله في لحظات الأسحار، والله الله في الأذكار والاستغفار، الله الله في تصفية القلوب، وتهذيب النفوس، وأن نبعد كل شيء يؤرث القلب ظلمةً، ويؤرث الصدر ضيقاً، ويؤرث الحياة شقاءً ومرارةً، إذا تنكرنا أمر الله - عز وجل - فإن كل شيء كما قال الله - سبحانه وتعالى - {قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم} إنما هو بسبب التخلف، وبسبب القصور في طاعة الله - سبحانه وتعالى - أما المؤمن الموصول بالله - عز وجل - فإن حاله كما قال الله - عز وجل -: {الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيماناً وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل} ما أعظم الصلة بالله - عز وجل -.
فلنحرص على أن نراجع أنفسنا، وأن نخلص نياتنا، وأن نصحح مقاصدنا، وأن نكثر أعمالنا، وأن نقلل من لغو الدنيا وانشغالنا بها، فقد دخلت في عقولنا وقد تعشعشت في قلوبنا، وقد جرت في دمائنا، وقد صرفتنا عن كثير من مهمات الحياة الأخرى، وليس ذلك يعنى بحال من الأحوال أن تترك الدنيا! بل الدنيا مزرعة الآخرة، ولكن اجعل القلب موصولاً بالله تجعل الدنيا كلها بإذن الله - عز وجل - ممراً ومعبراً سريعاً وهيّناً في الآخرة بعون الله - سبحانه وتعالى -.
=============
طالب العلم والعبادة
ولكن لما نظرت إلى حال السلف رأيت أمرا غريبا
رأيت أقوام جمعوا بين العلم والعبادة
فهم العلماء الحريصين على طلب العلم وهم أيظا العباد الذين بذلوا كثيرا من أوقاتهم في باب العبادة والتقرب إلى الله - تعالى -، وكأن النار لم تخلق إلا لهم فعجبا لهم.
فهذا الإمام أحمد يصلي في اليوم (300) ركعة
وهذا سعيد بن المسيب لم تفته التكبيرة الأولى مايقارب (40) سنة
وهذا ابن المبارك الذي حقق من العبادات الشيء الكثير
وهذا شيخ الإسلام ابن تيمية كان كثيرا ما يجلس بعد الفجر في المسجد يذكر الله حتى تطلع الشمس، فلما سئل عن سبب ذلك قال: هذه غدوتي لو لم أتغدها سقطت قواي
وهذا يعني أن قوة المؤمن في قلبه وتقواه
وأن (العبادات) غذاء للقلوب، وسببا كبيرا في تزكية للنفس كما قال - تعالى - (قد أفلح من زكاها) وقال (قد أفلح من تزكى).
إننا والله بحاجة إلى أن نكثر من التقرب إلى الله - تعالى - بالعمل الصالح، وهو خير الزاد (وتزودوا فإن خير الزاد التقوى)، ولعل من أعظم فوائد ذلك: التوفيق الدائم في طلب العلم.
إن دوام الإقبال على الله وكثرة التضرع والابتهال بين يدي الله - تعالى - من أعظم وسائل الثبات على طلب العلم.
ولما تأملت حال بعض الذين أصابهم الفتور في طلب العلم وجدت أن أعظم سبب هو التفريط والتكاسل عن عبادة الله - تعالى -.
فيا طالب العلم
عليك بالاجتهاد في دوام العبادة وسترى الخير والتوفيق في مشوارك العلمي بإذن الله - تعالى -.
==================
تعليق