ما الذى يجعلنا أصدقاء؟
سؤال يتوارد الى ذهنى كلما توترت العلاقة مع أحد أصدقائى...
ترى هل هى الصفات المشتركة ؟ أم الصفات المختلفة؟
ترى هل هى المصلحة الشخصية ام هى المصلحة العامة؟
ترى هل هى المحبة أو المعزة؟؟
و ما هى المحبة؟؟
أعترف أن بدايات بعض صداقاتى الحقيقية كانت بمحض الصدفة البحتة...
لم تكن على أى أساس مما سبق...
لحظات اتقابل فيها مع شخصية ما ... نتكلم كلام عام ...
ثم.... عند كلمة أو لحظة معينة..... المفاجأه....
تشعر فجأه ان هناك "نور" اضاء فى عقلك ... أو "شرارة" أبتدأت فى قلبك
تشعر فجأه أنك "مرتاح" لهذا الشخص .... سعيد بوجوده ... تشعر معه "بحريه" و "امان"
كمن يشعر بحضرة أخيه معه
و هذه اللحظة الإلهية تكون بذرة الصداقة...
هذا كله ليس الصداقة الحقيقة ، هذا كله مجرد البذرة ، البذرة التى تحتاج لأن يرويها الطرفين حتى تكبر...
و هنا يأتى دورنا فى تنمية هذه البذرة ، و جعلها تنموا لتصبح صداقة حقيقة قوية...
تجعلها تمد جذورا ً قويه فى الأرض ، حتى لا تتزعزع ببعض الرياح أو العواصف...التى تمر على الجميع...
حتى تصبح علاقة الصداقة قوية كعلاقة الأخوه...
علاقة الأخوه التى مهما حدث بينهم، يظلوا كما هم ...أخوه
هكذا يكونوا الأصدقاء الحقيقين ...مهما حدث بينهم ، يظلوا كما هم أصدقاء...
و كما لا يوجد بين الأخوه شروط أو قوانين أو خوف من مواجهة بعضهم البعض...
بل كل صراحة و وضوح... فمن الممكن ان نصارح أخوتنا بأعماق ذواتنا ومشاعرنا تجاههم و لو كانت "قاتمة" و"غريبة" دون خوف من أن نفقدهم...
يجب أن نكون هكذا مع أصدقائنا الحقيقين ... نتصارح و نتشارك بأعماق ذواتنا و أعماق أفكارنا تجاههم و التى ربما تكون "قاتمة" و "غريبة" دون خوف من أن نفقدهم...
كما نتشاجر و نحتد و نواجهه أخوتنا بصراحة "عنيفة أحيانا" تصل الى حد "الزعل" لبضع ساعات....
و لكننا نعلم انها مجرد ساعات و ننسى كل شئ فنتصالح و نرجع نضحك كعادتنا فى لحظات...
يجب أن نكون هكذا مع أصدقائنا الحقيقين..
ربما نحتد و ننفعل ، و لكننا نعلم أنها مجرد ساعات أو ربما أيام ، و ننسى و نتصالح و نرجع أصدقاء أكثر من قبل...
كما نسامح أخوتنا دون مجهود أو عتاب شديد ، بل هى مجرد إبتسامة لترجع الأمور كما كانت...
هكذا يكون الأصدقاء الحقيقين ، ترجع الأمور كما كانت بدون مجهود أو صعوبة أو تعقيد..
إذا أردنا صداقة حقيقية ....صلبة كالأخوة...
رويناها مياه حقيقية ...
رويناها بالصراحة و الوضوح و المجانية و المحبة و المسامحة
إذا أردناها حقيقية ...
ليست سطحية ..... مجرد كلام و أحاسيس فارغة، لا تحتوى على عمق ذواتنا و عمق ما نعنيه...
سنجنى ثمارا حقيقية ....
سعادة و راحة حقيقية...
سننمو و ننضج يوما بعد يوم
قليلون من نعتبرهم أصدقاء
و قليلون من نعتبرهم أخوه
و الى هؤلاء أقول ...
دعونا نختلف ، و ربما نحتد أحيانا ...و لكن نتصالح
نشارك بعضنا البعض بأعماقنا و نتصارح ....و لكن نتسامح
فنحن فى النهاية أصدقاء و أخوه
أخوه حقيقين
أخوه فى الله
أخوه فى الوطن
أخوه فى الإنسانية
مما راق لى فنقلته
تعليق