كتاب احكمت اياته

[المحبة والمنتقبة لله]

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير
الخلق والمرسلين سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين
اما بعد:

كتاب احكمت اياته :
هو كتاب الله تعالى الذى نزل به جبريل الامين
على الرسول الكريم باللفظ العربى
المتعبد بتلاوته المتحدى ببلاغته
{كتاب احكمت اياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير} ايه رقم 1 سورة هود
اوحاه الله تعالى الى رسوله محمد خاتم النبيين
عليه افضل الصلاة واتم التسليم ليكون من
المنذرين بلسان عربى مبين .
خاطب فيه القلوب بالموعظة والعقول بالدليل
ولفت النظر الى ما فى الكون من ايات وعبر
فانطلقت به الافكار من قيودها وتحكت الاذهان
بعد خمودها وجمودها فاستبان الحق ووضح
النهج وقامت الحجة وانزاحت الشبهة ....
نزل القران على محمد بن عبد الله النبى العربى
والرسول الامى الى لم يتلق عن استاذ ولم يجلس
الى فيلسوف ولم يتل من قبله كتابا ولم يخط من
بيمينيه حرفا نزل تأييد لدعوته وشاهدا بصدق
رسالته فتحدى به العرب اجمعين .....
ولم يختص بذلك طائفة دون طائفة ولا قبيلا دون
قبيل وقد كانوا ارباب الفصاحة وفرسان البلاغة
النثر انفس بضاعتهم والشعر اربح تجارتهم
يقيمون له الاسواق ويفاخرون به ويغالبون .
وكانوا حريصين كل الحرص التغلب على محمد
ومع ذلك دعاهم _بأمر الله تعالى_
الى المعارضة فى ايات من القران الكريم
{فليأتوا بحديث مثله ان كانوا صادقين}
ايه 34 سورة الطور
وقال الله تعالى{وان كنتم فى ريب مما نزلنا على
عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم
من دون الله ان كنتم صادقين} ايه 23 سورة البقرة
ولقد كان لهم ان يجمعوا من العقلاء والفصحاء
من شاءوا ليأتوا بشئ من مثل ما اتى به فيطلبوا
حجته ولكنهم لم يجترثوا على شئ من ذلك
ولم يقدموا عليه مع طول التحدى وامعانهم
فى التكذيب والتعدى .
واذا عجز العرب عن المعارضة وقد نزل
القران بلسانهم كان غيرهم اشد عجزا .
وقد سجل الله تعالى هذا العجز على الانس
والجن جميعا
{ قل لئن اجتمعت الانس والجن أن يأتوا
بمثل هذا القران لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم
لبعض ظهيرا}ايه 88 سورة الاسراء
ولا غرو فقد جعله اسلافنا النبراس المضئ
والشعاع الهادى والقاضى العادل والميزان الدقيق
والمورد العذب فعكفوا على النظر فيه وتدبر
معانيه واهتموا بدراسته واخذ كل منهم حاجته
ذلك انه لم يكن كتاب تشريع ولا دستور حكومة
ولا مصدر فقه ولا قاموس الفاظ فحسب بل
كان الى جانب كل ذلك دائرة معارف فى الحكمة
والمنطق والسياسة والادارة والادب والتهذيب
والتربية والاخلاق والشرائع والقوانين فهو
كتاب الله .
{فيه نبأ ما قبلكم وخبر ما بعدكم وحكم ما بينكم
هو الفصل ليس بالهزل من تركه من جبار قصمه
الله ومن ابتغى الهدى فى غيره اضله الله من قال
به صدق ومن حكم به عدل ومن عمل به اجر
ومن دعا اليه فقد هدى الى صراط مستقيم}
وفى النهاية اسأل الله ان يوفقنا جميعا الى ما
يحب ويرضى

[عودة حق]

رد: كتاب احكمت اياته