إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

كنت أظن . . ولكني اكتشفت . . فقررت!!

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • كنت أظن . . ولكني اكتشفت . . فقررت!!

    كنت أظن . . ولكني اكتشفت . . فقررت!!



    . . الحلقة الأولى . .

    كنت أظن . .




    أن جدية الالتزام لابد أن تكون هي السائدة على مظهري الخارجي كإنسان ملتزم، حتى لو ذهبت الابتسامة لا إرادياً من وجهي، وصار عبوساً!! فالمهم أن يراني الله جاداً حازماً في تصرفاتي وأقوالي، وليس المهم أن يرضى الناس عني، فرضى الناس غاية لا تدرك!!




    ولكني اكتشفت. .


    أن الابتسامة وبشاشة الوجه هما أسرع طريق لكسب القلوب!! وأن معظمنا كملتزمين قد شوهنا صورتنا بهذا العبوس القاتم الذي توهم بعضنا أنه دليل على جدية وحزم الالتزام، وفاتنا أن نعلم أن الجدية رفيقة النية تماماً كظلها (ومحلهما القلب)!!

    فمن كان جاداً في التزامه، صادقاً في توجهه إلى الله، راغباً فيما عند الله؛ فليُري الله منه خيراً؛ بجديته سراً في حفاظه على قيام الليل، وجهراً بإدراكه تكبيرة الإحرام في الجماعة، وبذل المعروف للناس، وكف الأذى، والتفاني في صنائع الخير للآخرين، حيث لن يكون الدافع الحقيقي بالفعل وراء القيام بذلك كله؛ سوى المصداقية العالية، والإخلاص الحقيقي، والجدية الفعلية في التوجه إلى الله والدار الآخرة، وما أجمل أن يكلل الشاب الملتزم - الذي أظهر لله مصداقيته وجديته في القيام بهذا كله نجاحه بأن يرسم الابتسامة على شفتيه، حيث لا تعارض بينها وبين الجدية البتة!! وإنما هي والله في وجه أخيك (صدقة) ويرسم البشاشة على ملامح وجهه، فهي والله في وجه الناس (دعوة)!!




    فقررت. .


    أن أجعل الابتسامة وبشاشة الوجه لي عنواناً كمسلم ملتزم؛ حتى آخذ بقلوب الخلق إلى الله، وأغير الصورة المشوهة عن الملتزمين في أذهان عباد الله، وأحبب الناس في أهل دين الله - لا لشيء - سوى لأنهم تجار آخرة، ليس لهم بضاعة سوى هداية الناس إلى الله، فكيف يتصور أن يبغضهم الناس إلا إذا كان هناك سبب دسيس وغريب على تصرفاتهم، ولا يتوقع أبداً أن يصدر من أمثالهم ألا وهو - العبوس والتنفير – الذي ما عرفه وجه النبي صلى الله عليه وسلم قط، إلا تمعراً حال انتهاك حرمات الله، أما دون ذلك، فقد كان ذا الوجه الأنور . . البشوش الأجمل (صلى الله عليه وسلم).

    اذا ارهقتك هموم الحياة.... ومسك منها عظيم الضرر..
    وذقت الامرين حتى بكيت .... وضج فؤادك حتى انفجر..
    وسدت بوجهك كل الدروب.... وأوشكت تسقط بين الحفر...
    فيمم الى الله فى لهفة... وبث الشكاة لرب البشر

  • #2
    رد: كنت أظن . . ولكني اكتشفت . . فقررت!!

    جزااااااااااااااااك الله كل خير موضوع راااااااااااائع


    اﻋﻤﻞ ﺛﻮﺍﺏ بـ 20 ﺟﻨﻴﻪ

    اللهم احفظ مصر امنة مطمأنة وسائر بلاد المسلمين

    تعليق


    • #3
      رد: كنت أظن . . ولكني اكتشفت . . فقررت!!

      ماشاء الله موضوع جميل بارك الله فيكى
      [[ يا أيها الذِينَ آمنوا هل أَدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم * تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم ذلكم خير لّكم إن كنتم تعلمون * يغفر لكم ذنوبكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار ومساكن طيبة في جنات عدن ذلك الفوز العظيم ]] اللهم إرحم أبي .

      تعليق


      • #4
        رد: كنت أظن . . ولكني اكتشفت . . فقررت!!

        بسم الله ماشاء الله

        بارك الله فيكِ غاليتي

        فحوى الموضوع راااائع ... وكلمات متقنه ..

        وفكرة مميزة .

        دمتِ على هذا الابداع إن شاء الله .
        القمم .. لأهل الهمم ، ومن هجر الرقاد سبق العباد

        ----
        من نذر نفسه لخدمة دين الله سيعيش متعبًا ولكن سيحيا كبيرًا؛
        فالحياة في سبيل الله أصعب من الموت في سبيل الله .
        ________

        خاب وخسر من أبتعد عن خدمة دين الله .






        تعليق


        • #5
          رد: كنت أظن . . ولكني اكتشفت . . فقررت!!

          جزاكن الله خيا اخواتى

          وجزى شيخنا كاتب الحلقات كل خير
          اذا ارهقتك هموم الحياة.... ومسك منها عظيم الضرر..
          وذقت الامرين حتى بكيت .... وضج فؤادك حتى انفجر..
          وسدت بوجهك كل الدروب.... وأوشكت تسقط بين الحفر...
          فيمم الى الله فى لهفة... وبث الشكاة لرب البشر

          تعليق


          • #6
            رد: كنت أظن . . ولكني اكتشفت . . فقررت!!

            الحلقة الثانية . .
            كنت أظن . .





            أن كل ما يتلفظ به من سمتهم الالتزام أمر لا يقبل النقاش أو التدقيق أو التمحيص، حيث أنهم أهل الدين الحريصون على نشر تعاليمه، ومن المستحيل أن يتلفظوا بشيء وهم على غير دراية به!!





            ولكني اكتشفت . .



            أن السمت الظاهري وإن كان أمراً هاماً للملتزم، يعينه على الاستقامة باتباعه لهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلا أن نسبةً ليست بالقليلة ممن سمتهم الالتزام تعتبر من العوام، كما أن الأغلبية منهم هم من طلبة العلم الذين لا يزالون يجتهدون في السير على الطريق، ولكنهم ليسوا بعلماء، أي أنهم لم يرتقوا بعد إلى المرتبة التي تؤهلهم للتصدي للفتوى أو إصدار الأحكام ، لذا تجد الكثير من عوامهم يتناقلون أحكاماً أو أحاديث لم يتوثقوا من مصدرها من أهل العلم الثقات، فيتناقلونها بين الناس، فيعتقد الناس صحتها؛ لأنها صدرت عمن ظاهر سمتهم الالتزام، فينشرون الجهل وليس العلم بين الناس، ويفقدونهم الثقة في أهل الدين!!






            فقررت . .



            ألا آخذ العلم إلا من أهله المشهود لهم بالعلم والثقة، وهم والحمد لله كثير في الأمة، وذلك عملاً بقوله تعالى : (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون) وقوله تعالى : (ولو ردوه إلى أولي الأمر منهم، لعلمه الذين يستنبطونه منهم . . الآية) كما قررت أن أوضح للناس صحة الأحاديث التي أنقلها لهم؛ حتى أعطيهم نموذجاً عملياً في تعظيم شعائر الله، وأنه لا يقول أحد في دين الله إلا بعلم، لأنه الوحي المنزل من عند الله، ويجب علينا تعظيمه، فيحجم الناس عن القول عن الله وروسوله (صلى الله عليه وسلم) بغير علم، فينتشر العلم وينحسر الجهل بإذن الله.






            تابعوا . .
            اذا ارهقتك هموم الحياة.... ومسك منها عظيم الضرر..
            وذقت الامرين حتى بكيت .... وضج فؤادك حتى انفجر..
            وسدت بوجهك كل الدروب.... وأوشكت تسقط بين الحفر...
            فيمم الى الله فى لهفة... وبث الشكاة لرب البشر

            تعليق


            • #7
              رد: كنت أظن . . ولكني اكتشفت . . فقررت!!

              جميييييييييييييييييييييييل أختنا الكريمة( متا بعوووووووووووووون ان شاء الله )


              اﻋﻤﻞ ﺛﻮﺍﺏ بـ 20 ﺟﻨﻴﻪ

              اللهم احفظ مصر امنة مطمأنة وسائر بلاد المسلمين

              تعليق


              • #8
                رد: كنت أظن . . ولكني اكتشفت . . فقررت!!

                كنت أظن . . ولكني اكتشفت . . فقررت!!



                . . الحلقة الثالثة . .





                (الأسرة)


                كنت أظن . .




                أول التزامي أنه يجب علي إزالة جميع المنكرات التي في منزلنا وعلى الفور!!

                فلا تلفاز . . ولا صور . . ولا أصوات موسيقى . . ولا تهاون في خروج شقيقتي دون حجاب، حتى ولو أدى ذلك إلى حرمانها من التعليم، بل ولا يمكن لها القيام بالرد على الهاتف، ولا . . ولا . . ولا . . !!



                وسوف أصر على تنفيذ كل قناعاتي؛ حتى ولو وقف جميع أفراد أسرتي في وجهي بما فيهم أبي وأمي!!


                وحتى لو أصابني من البلاء ما أصابني، فهو جهاد في سبيل الله، ولكم أوذي النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته في سبيل الله، فصبروا لأن أمر الله فوق كل شيء ولابد أن ينفذ!!



                فأقمتها ثورة على كل ما في البيت من منكرات، كانت حصيلتها تخريب 3 أجهزة تلفاز، وتمزيق كافة الصور المعلقة في الحجرات، وتقطيع ملفات أخي الأكبر - مؤلف المسرحيات - حيث كان يدونها فقط بخط اليد، إذ لم يكن هناك وقتها حاسوب آلي لحفظ الملفات الخاصة بفصول تلك المسرحيات!!



                فأتربص بباب غرفته حين ينساه مفتوحاً ويخرج؛ فأقوم بالدخول خلسة لتمزيقها عن آخرها؛ قبل موعد تسليمها للمنتج!!



                هذا بالإضافة (لعمل فيلم رعب على سلم المنزل؛ لتطفيش القسيس الذي كان يزور جيراننا النصارى بالدور السفلي، حيث خططت مراراً؛ لكي أسمعه صوت قفاه أيضاً على السلم، ولكني لم أتمكن)!!


                وفي مقابل كل هذه التصرفات والأعمال تلقيت عدداً لا بأس به من العلقات الساخنة من والدي وإخواني الكبار، فلم تزدني والله إلا إصراراً على تنفيذ مخططاتي أو أهلك دونها!! أليست جهاداً في سبيل الله؟!








                ولكني اكتشفت . .


                أنني أفسدت كثيراً وما أصلحت أبداً!!

                بل وأقمت بيني وبين أفراد أسرتي ألف حاجز وعائق نفسي!!

                جعل البعض منهم يظنون تحت ثورة حماسي الهائج والمفاجئ؛ أنني قد فقدت عقلي، أو أصبت بشيء من مس الجن أو السحر!!


                أو على أقل تقدير وقعت تحت تأثير بعض الجماعات المشوهة فكرياً؛ فقامت بعمل غسيل مخ لي كما يقال!!



                وبدلاً من أن تكون أمامي مهمة واحدة سهلة وميسرة - تتمثل في أقناعهم بالحسنى وبالأسلوب الطيب بما استقر لدي من قناعات جميلة، ومدعومة بالأدلة القاطعة من قال الله وقال رسوله صلى الله عليه وسلم - ومن المأمول فيهم كمسلمين قبولها؛ لاسيما إذا ما صاحبها الأسلوب المقنع، والحكمة في الحديث، أصبحت أمامي مهمتان أحدهما كالجبال في ثقلها، وهي إزالة هذه الحواجز النفسية الغريبة التي أقمتها بتصرفاتي الهوجائية، والتي جعلتهم يتشككون في قدراتي العقلية، ويطلقون عليَّ حكماً إجمالياً بأنني لست على ما يرام، وأن عليهم معالجتي أولاً مما أصابني؛ حتى أعود إلى طبيعتي!!


                وبالطبع فهم لا يدرون كم سيستغرق ذلك!! حتى يقتنعوا تماماً أنني عدت لرشدي، ويمكنهم سماع مقولتي، ولكن المصيبة تكمن في أنني أقرنت حالة الطيشان تلك بقال الله وقال رسوله (صلى الله عليه وسلم) وبالتالي كلما هدَّأت معهم الأجواء، وعدت لأحدثهم بما أريد، ثم عرفوا أن مضمون كلامي يحوي مجدداً قال الله وقال رسوله (صلى الله عليه وسلم) ظنوا أنني لا زلت أعاني من حالتي النفسية السابقة، فأيقنت بالفعل أنني قد أحدثت كارثة بسوء تصرفاتي، وأقمت حاجزاً فولاذياً أمام سماعهم لنصائحي!!









                فقررت . .


                أن أصدق في تطبيق الإسلام على نفسي أولاً – ظاهراً وباطناً - وأن أخلص لله في نيتي لدعوتهم، بحيث تكون نابعة بالفعل من واقع حبي لأسرتي، ورحمتي بها، وحرصي وخوفي عليها من عذاب الله تعالى يوم القيامة!!




                فجعلت لسان حالي يغني عن لسان مقالي، بما كان من حسن الخلق، وجميل التصرفات، وإكرامهم بالهدايا والعطيات، وتقديم العون والمساعدة لهم على اختلاف أنواعها، وكانت حاجة أبي وأمي بالطبع مقدمةً على غيرها، وصار دخولي المطبخ لمساعدة الوالدة حال تغيب الخادمة، مجال تسابق بيني وبين إخوتي، ، لعل أي منا ينال من دعواتها ما يشرح صدره؛ بعدما كنت أدخله سابقاً بالضرب مرغماً على تنظيفه!!




                فصبرت وصبرت ثم صابرت على ذلك كثيراً، حتى كان هذا السلوك وحده أكبر عامل جذب لهم لمعرفة السر الكامن وراء هذا التغيير إلى الأفضل!!



                ففتح الله مسامع القلوب لذكره فأذعنت لأوامره!!


                وصدع صوت القرآن في أرجاء منزلنا بديلاً عن مزامير الشيطان وملاعنه!!



                وعشعش العنكبوت على تلفاز منزلنا زهداً في مشاهدة مفاسده!!


                بعدما تعلقت قلوبهم بالحكايات والقصص الجميلة التي كنت أتعلمها وأجمعهم عليها لأحكيها!!



                وصار النقاب، وليس الحجاب فحسب؛ سمتاً لجميع بنات عائلتي (حتى بنات الأعمام والعمات) بعدما كان مجرد حجاب شقيقتي أسمى أمنياتي ومنتهى أحلامي!!



                ليصدِّق الواقع على قول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم :



                (إن الرفق ما كان في شيء إلا زانه وما نزع من شيء إلا شانه).




                وفي حديث جرير بن عبد الله رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :



                (إن الله عز وجل ليعطي على الرفق ما لا يعطي على الخرق)



                وعن أبي الدرداء رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :


                (من أعطي حظه من الرفق فقد أعطي حظه من الخير، ومن حرم حظه من الرفق حرم حظه من الخير).



                فالإنسان الأخرق (أبو مهند القمري سابقاً) هو الذي فيه حماقة، وفيه تهور، وفيه اندفاع، وفيه طيش، وفيه عنف!!




                هذه تجربتي بين أيديكم أبنائي، فهلا كان لكم فيها من الموعظة ما يكفي ؟!




                تابعوا . .
                اذا ارهقتك هموم الحياة.... ومسك منها عظيم الضرر..
                وذقت الامرين حتى بكيت .... وضج فؤادك حتى انفجر..
                وسدت بوجهك كل الدروب.... وأوشكت تسقط بين الحفر...
                فيمم الى الله فى لهفة... وبث الشكاة لرب البشر

                تعليق


                • #9
                  رد: كنت أظن . . ولكني اكتشفت . . فقررت!!


                  كنت أظن . . ولكني اكتشفت . . فقررت!!

                  . . الحلقة الرابعة . .




                  (شمولية الفهم الواقعي للالتزام)

                  كنت أظن . .





                  أن الهموم والقضايا التي تحيط بالمسلم، ابتداءً من هموم آخرته وما فيها من أهوال وشدائد، ومروراً بهموم دنياه وما يواجهه فيها من مصاعب وفتن، ووصولاً إلى هموم أمته وما نزل بها من نكبات ومحن؛ كفيل بألا يجعل للترويح والمزاح إلى قلب المسلم سبيلاً!! وبالتالي فحياة الملتزم لابد أن يغلب عليها الهم والغم!!




                  ولكني اكتشفت . .


                  أن النبي صلى الله عليه وسلم، وهو الذي نزل عليه الوحي بثقله، وحمل أعظم الهموم وأجلها، متمثلة في الأمانة التي كلفه بها رب هذا الكون بعظمته، هذا فضلاً عن كونه رأي الجنة بنعيمها والنار بأهوالها رأي العين!! وهذا وحده كفيل بأن يذهب بعقل أي واحدٍ منَّا!!


                  غير أنه على الرغم من كل ذلك؛ كان يعلمنا كيف نتعامل مع بشريتنا بواقعية متميزة، بل ونهانا عن توهم إمكانية العيش كملائكة!! وذلك من خلال عتابه للصحابي الجليل حنظلة الأسيدي، حين اتهم نفسه بالنفاق؛ لمجرد أنه إذا انصرف من عند النبي صلى الله عليه وسلم داعب الأهل والأولاد فعاتبه (صلى الله عليه وسلم) قائلاً : (يا حنظلة ساعة وساعة) وكررها ثلاثاً!!


                  كما أنه كثيراً ما كان يداعب صحابته للترويح عن نفوسهم (البشرية) حتى قالوا له فيما رواه الترمذي : يارسول الله إنك لتداعبنا!! فقال : "إني لا أقول إلا حقاً" فها هو (صلى الله عليه وسلم) يمازح بلالاً حين أراد أن يضحي بكبشٍ، فلم يجد إلا ديكاً!! فسأل النبي صلى الله عليه وسلم هل يجزئ عنه، فقال له صلى الله عليه وسلم : (أيضحي مؤذن بمؤذن)؟!


                  وهذه امرأة تسأله أن يعطيها بعيراً لتركبه فقال لها : "أحملك على ولد الناقة" فتعجبت!! ما تصنع بولد الناقة، قال لها : "وهل تلد الإبلَ إلا النوقُ؟!"


                  وسأل امرأة ذات مرة : أزوجك الذي في عينه بياض؟! فقالت : عقرى أي (يا ويلي) فقال لها (صلى الله عليه وسلم) : "وهل من عين إلا وفيها بياض"؟!



                  بل وتصفه حبيبته أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها حين سُئلت عن حاله إذا خلا في بيته (صلى الله عليه وسلم) فقالت: "كان ألين الناس وكان رجلاً من رجالكم إلا أنه كان ضحاكا بساما".




                  هذه الأمثلة كلها، تؤكد على إدراكه صلى الله عليه وسلم التام لطبيعة النفس البشرية، وتعطي نماذج عملية، بل ومثالية في كيفية التعامل معها، ففي النفس بواعث الفرح والحزن، والضحك والبكاء، والحب والبغض، والرضا والغضب، والحماسة والخوف، فكان من البديهي أن يتيح لها منهج الله الشامل الوافي نصيبها المقسوم من كل ذلك (كنفس بشرية) ولكن في إطار توجيهات وسطية دونما إفراط أو تفريط، وكل من يتوهم عكس ذلك فهو واهم، أو إن شئت فقل، لم يبلغ وعيه القدر الكافي بشمولية هذا الدين!!




                  فقررت . .


                  أن أعيش بدين الله كما أراده الله لي (كنفس بشرية) وألا أحرم نفسي هذا الانسجام التام الذي يتيح لي أن أحيا بتوازنٍ تام بين ما أملك من الصفات البشرية، دون حرمانها من متطلباتها في الأطر الشرعية الصحيحة، وبين ما أواجهه من الأحداث الدنيوية، متفاعلاً معها بقلب المسلم (القدوة) الذي يرشد الناس (بأفعاله) لا بمجرد أقواله فحسب إلى التصرف الصحيح في كل موقف، وبين ما أرجوه من التطلعات الأخروية، بإخلاص القلب لله، وتحويل كل عمل دنيوي بالنية الصادقة إلى عبادة أخروية!!


                  فأخالط الناس مبتسماً ضحوكاً، وأكون بحكمتي قريباً منهم، وفي كل مواقفي وأطروحاتي مؤثراً لا متأثراً، وأتفاعل مع قضايا الأمة، ولكن دون إتاحة الفرصة للهموم لكي تغالبني، وإنما أبعث بها مع أول تنهيدة عبر الأمال العريضة إلى آفاق الوعد المحتوم بنصر الله لهذا الدين، دونما تقاعس عن بذل كل ما في مقدوري، ولو بالدعاء لإخواني بظهر الغيب.




                  وهكذا لو تفاعل المسلم مع كل ما يعترضه من أحداث من خلال هذا المنظور الواقعي للتفاعل إيجابياً بمنهج هذا الدين، مع نفسه ومع البيئة المحيطة به، فلن يعرف البؤس أبداً طريقاً إلى حياته، بل سوف يشعر بسعادة بالغة تغمر حياته، هذا إلم يفاجأ يوماً بأنه قد صار بحكمته وسعة صدره؛ مصدر الكثيرين من حوله للحصول على تلك السعادة!!




                  إن تصويب المسلم بصره نحو آخرته، وثبات أقدامه على طريق رضوان ربه، وتذليل الصعاب أمام مسيرته بما كان من هدي نبيه، لهو المنهج الشامل الذي يجعل المسلم يحترف كيف يتفاعل بهذا الدين، روحاً وقلباً، جسداً ونفساً، مشاعراً وعقلاً، عزلة واختلاطاً، فرحاً وحزناً، يسراً وعسراً، ليجعل من مسيرته كلها، أفضل رحلة إلى الله والدار الآخرة!!





                  تماماً كما كان حال النبي صلى الله عليه وسلم




                  تابعوا . .
                  اذا ارهقتك هموم الحياة.... ومسك منها عظيم الضرر..
                  وذقت الامرين حتى بكيت .... وضج فؤادك حتى انفجر..
                  وسدت بوجهك كل الدروب.... وأوشكت تسقط بين الحفر...
                  فيمم الى الله فى لهفة... وبث الشكاة لرب البشر

                  تعليق


                  • #10
                    رد: كنت أظن . . ولكني اكتشفت . . فقررت!!

                    ماشاء الله متابعين باذن الله جزاكى الله خيرا
                    [[ يا أيها الذِينَ آمنوا هل أَدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم * تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم ذلكم خير لّكم إن كنتم تعلمون * يغفر لكم ذنوبكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار ومساكن طيبة في جنات عدن ذلك الفوز العظيم ]] اللهم إرحم أبي .

                    تعليق


                    • #11
                      رد: كنت أظن . . ولكني اكتشفت . . فقررت!!

                      جزاكى الله خير الجزاء واسال الله ان يجعله فى ميزان حسناتك ماشاء الله موضوع مميز ورائع وبارك الله فيكى اختى الكريمة
                      بحبــ ــك يا ربـــــــ وأسألك حبــــك
                      تعصي الله وأنت تظهر حبه ، هذا لعمري في القياس شنيع ،لو كان حبك صادقا لأطعته ، إنَّ المحب لمن يحب مطيع ، في كل يوم يبتديك بنعمة ، منه وأنت لشكر ذاك مضيع
                      يمَّن الله كتابك يسَّر الله حسابك أبتاه

                      تعليق


                      • #12
                        رد: كنت أظن . . ولكني اكتشفت . . فقررت!!

                        جزاكى الله خيرا حبيبتى
                        اذا ارهقتك هموم الحياة.... ومسك منها عظيم الضرر..
                        وذقت الامرين حتى بكيت .... وضج فؤادك حتى انفجر..
                        وسدت بوجهك كل الدروب.... وأوشكت تسقط بين الحفر...
                        فيمم الى الله فى لهفة... وبث الشكاة لرب البشر

                        تعليق


                        • #13
                          رد: كنت أظن . . ولكني اكتشفت . . فقررت!!

                          كنت أظن . . ولكني اكتشفت . . فقررت!!






                          . . الحلقةالخامسة . .
                          <b>



                          (الحيُّ لاتُؤمن عليه الفتنة!!)

                          كنت أظن . .



                          أن الشيوخ والدعاة الذين كنت أستمع إلى خطبهم، وأتابع دروسهم للتعلم منهم، وكنت كثيراً ما أتأثر بكلماتهم التي كانت تخترق بروعتها مسامع القلوب، وتلامس أعماق النفوس؛ لما تحمله من معاني الصدق التي يستشعر السامع لها منذ الوهلة الأولى، بأنها قد خرجت بالفعل من القلب إلى القلب . .




                          هم فوق مستوى الزلل أو الوقوع في أي مخالفة شرعية!!




                          وأن رأيهم دائماً هو الصواب الذي لا يحتمل بإذن الله الخطأ!! إذ كيف يمكن لأمثالهم ممن يُلقى تلك الخطب الرنانة والدروس المؤثرة، أن يزل أو يخطئ، وهو الداعية أو العالم الذي يعظ الناس ويرشدهم للحق؟!




                          وبالتالي كنت من أشد الناس حماساً في الدفاع عن آراء مشايخي الفقهية، ووجهة نظرهم الفكرية، وهكذا كان الحال مع أقراني!! حيث كان كل منهم يتعصب لشيخه، ولا يقبل عليه نقضاً؛ حتى كاد بعضهم أن يقول (ما صحَّ عن شيخي فهو مذهبي!!) وهكذا كان النقاش يشتد ويحتدم بيننا، كلٌ ينتصر لرأي شيخه، حتى وقع في مسجدنا النزاع، وتفرقت القلوب، وعمَّ الفشل ساحتنا الدعوية!!





                          ولكني اكتشفت . .



                          أن المنطق يقتضي بأن جميع الدعاة على اختلاف مدارسهم ومناهجهم، وتفاوت علمهم وفضلهم لا يعدون كونهم بشراً غير معصومين، بل إنهم يصيبون ويخطئون، شأنهم في ذلك شأن كافة البشر، وأن الجميع بمن فيهم صفوة السلف الصالح رضوان الله عليهم، والأئمة الأعلام (يؤخذ منهم ويرد) ولا معصوم إلا قول النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا لا يتنافى أبداً مع فضل العلماء ومنزلتهم، أو يقلل عياذاً بالله من شأنهم، حيث أنه من البديهي توقير أهل العلم الصحيح عامة، ورفعهم المكانة اللائقة بشرف ما يحملونه من العلم؛ وهذا أيضاً لا يتنافى مع كونهم متفاوتون في سبقهم للعلم والفضل، كلٌ بحسب ما يرزقه الله، ويفتح عليه من فيض علمه وحكمته، وما يؤتاه من الفقه والبصيرة.




                          إلا أن حماسة حديثي العهدٍ بالالتزام، تفقدهم كثيراً من الحكمة والروية في تقييمهم للأمور، حيث سرعان ما تنزلق بهم الأقدام بسبب العاطفة الزائدة في منزلق (الحب للشيء يعمي ويصم!!) فيطلقون سيل اتهاماتهم على مخالفيهم، تارة بالجهل وأخرى بالتبديع وثالثة بالتفسيق!!



                          وكل هذا ظناً منهم أن مرجعيتهم في إصدار هذه الاحكام التي أصدروها، هم مشايخهم الذين تعلقوا بهم، وبالتالي فهم على الحق المبين!!



                          ولعمر الله لو رجعوا إلى مشايخهم؛ وسألوهم عن تلك الأحكام الجائرة التي أصدروها في حق إخوانهم المسلمين؛ لتبرأوا منها على الفور، وهذا في أغلب الظن!!



                          حيث أن حسن ظننا في علمائنا ودعاتنا أنهم ولله الحمد دعاة توحيدٍ ولم شملٍ للأمة، وليسوا دعاة تفريق . . ودعاة إنصاف، وليسوا بدعاة قذف وتجريح . . ودعاة تقديم حسن للظن بالمسلمين، وليسوا دعاة رجم بالغيب وسوء ظنٍ بالمسلمين!!



                          أما من خالف هذا المنهج الذي ربى عليه النبي صلى الله عليه وسلم صحابته ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وجعل من نفسه حكماً على بواطن غيره من الدعاة، وقدح في عقيدتهم دون دليل أو برهان، وأوغر صدور المسلمين بعضهم على بعض، وأشاع في الساحة مناهج التفريق والتشرذم؛ تحت مطية نبذ البدعة، ومخالفة أهل الزيغ والضلال، وكل هذه العبارات التي يستخدمونها كمفرقعات في وجه كل من خالفهم، أو لم يوافقهم على هذه المهزلة التي ذاع صيتها في الساحة وللأسف الشديد، حتى جعلت المسيرة السلفية موضع شماتة حتى من حسالة العلمانيين والليبراليين!! . . فقد حاد عن الجادة!!



                          والمصيبة الكبرى أن سياط ألسنتهم لم تكتف بأقرانهم من المعاصرين فحسب؛ بل تعدتها بالقدح في عدد كبير من علماء أهل السنة والجماعة السابقين، ممن هم مشهودٌ لهم بالعلم والفضل، حتى وصل الحال بسلاطة ألسنتهم إلى التجريح في بعض أهل السلف الصالح، والتشكيك في نسبة مؤلفاتهم من أمهات الكتب إليهم، واتهامهم بالتدليس والكذب!!





                          لذا فقد قررت. .



                          أن أعرف الرجال بالحق، وليس الحق بالرجال، فالحي لا تؤمن عليه الفتنة، وذلك لأن التجارب التي مرت بي طوال ثلاثين عاماً من العمل الدعوي، كانت كفيلة بأن تظهر لي نماذج غريبة، ما كنت لأتصور وجودها على أرض الواقع، لولا أني عاينتها بنفسي، وللأسف ألقت بتبعاتها (سلباً) على الدعاة والدعوة، وأذكر منها ما يلي :



                          1 - رأيت من الدعاة من يبدأ مسيرته باعتدال ووسطية، فإذا ما رأى من كثرة الاتباع والأشياع، تسرب إلى (نفسه البشرية) في لحظة ضعف أو تدني إيماني أو غفلة شعوراً لا إرادياً بالتميز والسبق، فينعكس ذلك على منهجه الفكري، فيطرحه في الساحة بأسلوب يضمن له عدم انصراف الاتباع لغيره، حيث يجعل فيه من الحواجز النفسية ما يمثل (حقن تطعيم) لأتباعه، حتى لا يسهل عليهم الانفلات منها، وقبول غيرها من المناهج!!



                          ولا يفوته أن يحيط ذلك المنهج بهالة من الترهيب النفسي الغير مباشر!! كأن يختم تعليقه على تقييم منهجه ببعض العبارات الرنانة، مثل : (وهذا ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم، وأصحابه، فمن خالف ذلك المنهج فهو إلى البدعة أقرب!!) ثم تفاجأ مع مرور الأيام، وتغير موازين الأحداث في الساحة، أنه كان أول المخالفين لمنهجه، حيث هبت رياح لا يستطيع مجارتها بفكره المتحجر؛ نظراً لاصطدامه الرهيب بالواقع، فيلين مع الموجة ولسان حاله يقول : (يارب سترك بألا يتذكروا ما كان من سابق أقوالي!!)



                          2 - ورأيت دعاة قامت لهم الدنيا ولم تقعد، والتف حولهم جموع غفيرة من الناس، ليس من المتدينين فحسب، وإنما حتى من عوام الناس!!


                          فإذا بهم ينقلبون في لحظة مباغتة رأساً على عقب بزاوية (180 درجة) فإذا بالأمر يتضح فيما بعد أن أمن الدولة هو من كان يقف وراء هذا اللعبة القذرة، حيث كان يرمي من خلالها لربط فكرة أو ظاهرة (الالتزام) بأشخاص بعينهم، ثم يقوم بإسقاطهم على حين غرة، لتسقط معهم تلقائياً الفكرة أو الظاهرة!!


                          وبالفعل فقد فتن بهذا الدمية خلق كثير، وقطاع عريض، وبالأخص من عوام الناس!!



                          3 - ورأيت أيضاً من الدعاة شيخاً كبيراً كان يتهم كل معارضيه بأن لديهم ميولاً تكفيرية، حتى اجتمع عليه جمع كبير من الشباب، وصار موضع إشارات البنان!! فلما ظهر شيوخ السلفية بتأصيلهم الرائع، وعلمهم المرجعي الوافي، وشعر بكساد تجارته، حيث لم يكن لديه من العلم الشرعي ما يجاريهم به، وكان في مقدمتهم الشيخ / أبو إسحاق الحويني والشيخ / محمد إسماعيل حفظهما الله تعالى، انقلب كذلك بزاوية (180 درجة) وصار صاحب أكبر مدرسة للفكر التكفيري جهاراً نهاراً!! فقط لكي يشعر أنه شيخ كبير وله جمع من الاتباع حوله، ممن استهوتهم ميوله التكفيرية!!


                          والحمد لله، فلم يلبث الأمر يسيراً حتى اندثر فلم يعد له ذكراً، فما كان لله دام واتصل، وما كان لغيره انقطع وانفصل!!





                          هذه التجارب وغيرها الكثير، تجعلني أهدي نصيحتي لإخواني وأبنائي، بقلب ملؤه اليقين والسكينة والطمأنينة، أن تعلقوا بمنهج الله الحق وحده، فالحي لا تؤمن عليه الفتنة، وليكن تعظيمنا لعلمائنا ودعاتنا بقدر تمسكهم بهذا الحق، فها هو صديق الأمة يؤصل لها قاعدة عبر التاريخ قائلاً : (أطيعوني ما أطعت الله فيكم، فإن عصيته فلا طاعة لي عليكم!!) ولم يشترط عليهم أن يكونوا طلبة علم أو مقلدين أو عوام، إذ أن الحق يخاطب الفطر السليمة، دون أي موانع أو حواجز، ولكم بذل أهل الباطل من محاولات لطمسه فلم يفلحوا، وذلك لأن الله يأبى إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون!!




                          وتذكروا دائماً أننا نتقرب إلى الله بحب الحق وأهله، وفي مقدمتهم علمائنا ومشايخنا الأفاضل (حفظهم الله تعالى) لأنهم من علمونا قواعد اتباع هذا الحق، وهم جميعاً إخوة متحابين في الله، ولله الحمد والمنة، ولكن نظراً لأن الحي لا تؤمن عليه الفتنة، كان لابد من هذا التذكير الذي يجلي عن النفوس حماسها العاطفي، ويجردها للحق والحق وحده . .





                          حيث أن الحي لا تؤمن عليه الفتنة



                          تابعوا . .
                          </b>
                          اذا ارهقتك هموم الحياة.... ومسك منها عظيم الضرر..
                          وذقت الامرين حتى بكيت .... وضج فؤادك حتى انفجر..
                          وسدت بوجهك كل الدروب.... وأوشكت تسقط بين الحفر...
                          فيمم الى الله فى لهفة... وبث الشكاة لرب البشر

                          تعليق


                          • #14
                            رد: كنت أظن . . ولكني اكتشفت . . فقررت!!

                            جزاك الله خير اختى ونفع بك

                            تعليق


                            • #15
                              رد: كنت أظن . . ولكني اكتشفت . . فقررت!!

                              ما شاء الله عليك أسلوب جميل
                              وموضوع مهم وجذاب
                              جزاك الله خيرا

                              تعليق

                              يعمل...
                              X