إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

سلــ ( متــــــــــجدد باذن الله) ــسلة ... ( أتوب .. وأعود )

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • سلــ ( متــــــــــجدد باذن الله) ــسلة ... ( أتوب .. وأعود )

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


    سلــ ( الحلقة 1 ) ــسلة ... ( أتوب .. وأعود )



    مقدمة
    :



    الحمد لله رب العالمين الذي جعل التوبة لعباده المتقين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن صلى عليهم إلى يوم الدين ...


    فهذه كلمات قطفت ثمرها،ورتبت ورقها،ونمقت زهرها، بحلة الحب والوفاء والصدق والإخاء فهي لكم أنتم ،، نعم أنتم فهي رسالة محب إلى أحبابه ،، وأخ إلى إخوانه وكلي شوق ورجاء أن تجد قبولاً، وصدراً رحباً عندكم ،وأن تكون حجة لنا لا علينا وأن يعيذنا الله وإياكم من النار ويدخلنا الجنة … اللهم آمين


    أيها الأحبة
    : بحثت فوجدت الكثير منا يكثر الشكوى من عدم الاستمرار على التوبة ويتألم من عودتة للذنب مرة أخرى ويريد الحل لهذا ... فمن أجل ذلك قررنا اطلاق هذه السلسلة تحت عنوان ( اتوب واعود ) وسنتحدث فيها بدايه عن التعريف بالتوبة مع شروطها ولماذا اتوب وكيف اتوب وكيف اثبت على التوبة وما هو عوامل الانتكاسه وهل يقبل الله توبتى مع تكرار الذنب وغيرها من المسائل الهامة .

    فتابعونا من خلال هذه السلسلة سائلين الله ان ان يغفر لنا ويكتب لنا اجرنا انه ولى ذلك والقادر عليه
    .

    بــــــــــــــــدايـــــــــــــــــــــة:



    إن المتفكر والمتأمل في صفات الله وأسمائه وآلائه ونعمائه يحصل له في قلبه معرفة حقيقية بالرب الرحيم الرؤوف الغفور سبحانه ،وإن مما تكاد النفوس أن تطير به فرحاً ، وتمتلئ القلوب به أنساً ، هو معرفة حال الرب سبحانه الرحمن الرحيم مع عبده الضعيف المذنب يدعوه ويرجيه إلى أن يتوب إلى علام الغيوب،فيا له من فضلٍ عظيمٍ من ربٍّ كريم وخَالقٍ رَحيم، أكرَمَنا بعفوِه ، وغَشَّانا بحِلمِه وهدانا ووفقنا لأسباب التوبة والأوبة والرجوع إلى التواب الرحيم سبحانه وتعالى .


    أذاً أيها الأحبة التوبة هي البداية والنهاية ، بداية مع الهداية ونهاية مع الغواية .


    يقول ابن القيم رحمة الله : "
    التوبة أول المنازل ،وأوسطها ، وآخرها؛فلا يفارقه العبد السالك، ولا يزال فيه إلى الممات ، وإن ارتحل إلى منزل آخر ارتحل به ؛ واستصحبه معه ونزل به .

    فالتوبة هي بداية العبد ونهايته ؛ وحاجته إليها في النهاية ضرورية ؛كما أن حاجته إليها في البداية كذلك " .


    كيف لا وهي نور لقلبك، وطهارة لنفسك، تأخذ بك إلى حياتك الحقة، وسعادتك الدائمة بإذن الله عز وجل .


    فهيا معاً نركب ركب المستغفرين إلى ديار التائبين قبل فوات الأوان ونزول مفرق الجماعات وهادم اللذات فلا ندري أين غداً تكون الدار إلى روضة من رياض الجنان أو إلى حفرة من حفر النيران ومن أشرقت له بدايته أشرقت نهايته ومن صدق مع الله في توبته صدق الله معه ووفقه لحسن الخاتمة ..


    فقلها أخي المبارك معي من أعماقِ قلبك وينطق بها لسانك وتعمل بها جوارحك قلها معي بملء فيك ...


    (((((
    أنا تائب ،، نعم تائب ))))) ...

    قلها معي أنا تائبٌ بل نادمٌ **** عما جرى بصادق الدمعات
    تلك النصيحة أجتبيها للذي **** يخشى سعيراً تطلق الزفرات



    وليست التوبة كما يظن البعض أنها خاصة بأهل المعاصي كلا بل هي عامة لنا جميعاً قال الله تعالى :


    {
    َتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }

    وقال الله تعالى
    :{ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ }

    وجاء في الصحيح من حديث الأغر المزني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :"
    يا أيها الناس توبوا إلى الله فإني أتوب في اليوم مائة مرة " .

    هذا نبي الله - عليه السلام - يتوب في اليوم ويستغفر مائة مرة !!


    فكيف بنا نحن المقصرين المذنبين ؟!


    فكما أنك أخي في الله تفكر في صباح كل يوم في معاشك وزادك في الدنيا فكر أيضاً في رجوعك إلى الله تعالى فتزود ليوم معادك ، فإن من أراد السفر إلى مكان تفقد متاعه وزاده ،فأكمل الناقص ، وخير ما تتفقده هي التوبة والأوبة وتجعلها هي شغلك الشاغل !!

    فقبيحُ بالشاب تأخير التوبة ، وأقبح منه تأخير الشيخ لها، والله المستعان !!


    لماذا الحديث عن التوبة





    إن المتأمل للواقع الذي يعيشه أكثر الخلق وعامة الناس في زمن كثرت فيه الفتن والمغريات وانتشرت بأبشع الصور، وأسهل السبل، يلحظ وبجلاء تناسي الكثير، وغفلتهم عن التوبة،بل ترى أن الطائعين لله عز وجل نزرٌ يسير وعدد قليل مقابل هذا الكم الهائل من البشر الذين أغوتهم نفوسهم فأزاغتهم وأضلتهم عن الطريق المستقيم !!


    و إن القلب ليحزن وإن العين لتدمع ، لما تراه من الاجتراء على حرمات الله من كثير من المسلمين .. مع الأسف الشديد أجل لقد تساهل الكثيرون في المعصية حتى أصبحت أمراًَ عادياً بل إن منهم من يجاهر بها ويفتخر ولا حول ولا قوة إلا بالله .


    استبرأتها نفوسهم فأصبح أولئك يعاقرون ما يسخط الباري ويغضبه وكأن شيئاً لم يكن !! وإلى الله المشتكى !!


    والعجب أنهم يرجون الجنة ولا يعملون لها ولا يسعون لأسبابها والله المستعان ...



    تـصل الذنوب إلى الذنوب وترتجى .... درج الجـنان لـدى النعيم الخالدِ
    ولـقد عـلمنا أُخرج الأبوين ...... من مـلكوتها الأعـلى بـذنب واحدِ



    لهذا كان لزاماً أن ندعوا لأنفسنا للولوج جميعاً بلا استثناء إلى أفياء الطاعة الباب المفتوح قال تعالى
    وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلاً عَظِيما)

    فهيا إلى النهر العذب الجاري
    ، وإلى الروضة الغناء التي لا يذبل زهرها ، إلى أن نتوب ونؤب ونفتح صفحة جديدة ناصعة البياض مشرقة بفعل الطاعات والقربات لرب الأرض والسموات ، ولا يـعني هـذا أن المـؤمن ليس معصوم من الخطيئة ، وليس في منأى عن الهفوة والزلة ، وليس في معزلٍ عن الوقوع في الذنب فعن أبي هريرة رضى الله عنة قال : قال رسول صلى الله علية وسلم :" والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنبون ، فيستغفرون الله فيغفر لهم "

    وعن أنس رضى الله عنة قال : قال رسول الله صلى الله علية وسلم :"
    كل ابني آدم خطاء وخير الخطائين التوابين "

    إذاً لا بد للعبد من التوبة وإلا كان ظالماً لنفسه ، جاهلاً لنفسه جاهلاً بربه



    قال مجاهد - رحمه الله - : "
    مَنْ لم يتب كل صباح ومساء فهو من الظالمين " .

    ويقول طلق بن حبيب - رحمه الله- : "إن حقوق الله أعظم من أن يقوم بها العبد ولكن أصبحُوا تائبين وأمسوُا تائبين ".


    ويقول ابن رجب : " فمن أصبح أو أمسى على غير توبة فهو على خطر ، لأنه يخشى أن يلقى الله غير تائب ،

    فيحشر في زمرة الظالمين قال تعالى :{مَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ }

    ولهذا قال ابن القيم:" قال تعالى :{
    مَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ } قسم العباد إلى تائب وظالم ، وما ثمَّّ قسم ثالث البتة،
    وأوقع اسم (( الظالم )) على من لم يتب "

    يقول ابن القيم : " فمما ينبغي أن يعلم أن الذنوب والمعاصي تضر ولا بد وإن ضررها في القلوب كضرر السموم في الأبدان

    على اختلاف درجاتها في الضرر ، وهل في الدنيا والآخرة شر وداء إلا سببه الذنوب والمعاصي "

    * فيا من أطلق لنفسه العنان ولم يرع العظيم المنان ؟!

    * إلى متى وأنت تتخبط في وحل الرذيلة والمعصية ؟!

    * ألم يحن بعد وقت الرجوع إلى الله تبارك وتعالى ؟!

    * أما آن لك أن تفيق من غفلتك وسكرة ذنبك وتنطرح بين يدي مولاك ؟!

    * أما آن لك أن تعرف قدرك ومن تبارز بذنبك ؟!


    فأنت يا هذا مخلوقٌ ضعيف أولك نطفة مذره ، وفي بطنك تحمل العذره وآخرك جيفة قذره ، فعلى ماذا تعصى الله يا مسكين !!


    وهل عرفت من تبارز بذنبك !!


    إنه الله الجبار الذي بيده ملكوت السماوات والأرض !!


    ملك الملوك ذو الطول شديد العقاب !!!


    ويقول أحد السلف : " لا تنظر إلى صغر الخطيئة ولكن انظر إلى [عظمة] من عصيت "


    وقال بشر : " لو تفكر الناس في عظمة الله ، ما عصوا الله عز وجل " .


    فكم من مذنبٍ ينغمس في وحل المعاصي فيطول أرقه ويشتد قلقهُ ويكتوي بنار المعصية وكآبة الخطيئة.


    فالتمس يا رعاك الله ساعات الليل والنهار
    بما يقربك إلى العزيز الغفار فإن الأعمار تطوى سريعاً والأوقات تمضي جميعاً,
    فابحث جاهداً عن إشراقة أمل ،وصبحٍ جديد يشرق بنور التوبة والاستقامة والهداية والإنابة




    س وج فى التوبــــــــة




    هل يقبل الله توبة العبد كلما أذنب وتاب حتى لو عاد مرات كثيرة ؟


    إلى متى يغفر الله تعالى لعبده الذنب ، فإذا تاب واستغفر من ذنبه وعاد وفعل نفس الذنب مرة أخرى ثم عاد واستغفر

    وأذنب بعد فترة نفس الذنب وهكذا ، أقصد هل الله تعالى يغفر له أم أن ذلك يعد أنه لم يصدق الله تعالى ، خصوصا إذا عاد للذنب
    بعد فترة بسيطة لكنه لا يترك الاستغفار ؟.

    الحمد لله


    قال الله تعالى : ( وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا

    عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ . أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ )
    آل عمران/135 ، 136

    قال ابن كثير :


    وقوله { ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون } أي : تابوا من ذنوبهم ورجعوا إلى الله عن قريب ولم يستمروا على المعصية

    ويصروا مقلعين عنها ولو تكرر منهم الذنب تابوا منه .

    " تفسير ابن كثير " ( 1 / 408 ) .


    عن أبي هُرَيْرَةَ قَالَ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول : ( إِنَّ عَبْدًا أَصَابَ ذَنْبًا وَرُبَّمَا قَالَ أَذْنَبَ ذَنْبًا فَقَالَ رَبِّ أَذْنَبْتُ وَرُبَّمَا

    قَالَ أَصَبْتُ فَاغْفِرْ لِي فَقَالَ رَبُّهُ أَعَلِمَ عَبْدِي أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِهِ غَفَرْتُ لِعَبْدِي ثُمَّ مَكَثَ مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ أَصَابَ ذَنْبًا أَوْ
    أَذْنَبَ ذَنْبًا فَقَالَ رَبِّ أَذْنَبْتُ أَوْ أَصَبْتُ آخَرَ فَاغْفِرْهُ فَقَالَ أَعَلِمَ عَبْدِي أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِهِ غَفَرْتُ لِعَبْدِي ثُمَّ مَكَثَ مَا شَاءَ
    اللَّهُ ثُمَّ أَذْنَبَ ذَنْبًا وَرُبَّمَا قَالَ أَصَابَ ذَنْبًا قَالَ قَالَ رَبِّ أَصَبْتُ أَوْ قَالَ أَذْنَبْتُ آخَرَ فَاغْفِرْهُ لِي فَقَالَ أَعَلِمَ عَبْدِي أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ
    وَيَأْخُذُ بِهِ غَفَرْتُ لِعَبْدِي ثَلاثًا ....الحديث )
    رواه البخاري (7507) ومسلم ( 2758 ) .

    وقد بوَّب النووي – رحمه الله – على هذا الحديث قوله : باب " قبول التوبة من الذنوب وإن تكررت الذنوب والتوبة " .


    وقال في شرحه :


    هذه المسألة تقدمت في أول كتاب التوبة , وهذه الأحاديث ظاهرة في الدلالة لها , وأنه لو تكرر الذنب مائة مرة أو ألف مرة أو أكثر ,

    وتاب في كل مرة : قبلت توبته , وسقطت ذنوبه , ولو تاب عن الجميع توبة واحدة بعد جميعها : صحت توبته .

    " شرح مسلم " ( 17 / 75 ) .


    وقال ابن رجب الحنبلي :


    قال [ عمر بن عبد العزيز ] : " أيها الناس مَن ألمَّ بذنبٍ فليستغفر الله وليتب ، فإن عاد فليستغفر الله وليتب ، فإن عاد فليستغفر وليتب ،

    فإنما هي خطايا مطوَّقة في أعناق الرجال ، وإن الهلاك في الإصرار عليها " .

    ومعنى هذا : أن العبد لا بد أن يفعل ما قدِّر عليه من الذنوب ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : كُتب على ابن آدم حظه

    من الزنا فهو مدرك ذلك لا محالة ... " ولكن الله جعل للعبد مخرجاً مما وقع فيه من الذنوب ، ومحاه بالتوبة والاستغفار ،
    فإن فعل فقد تخلص من شر الذنوب ، وإن أصر على الذنب هلك .

    " جامع العلوم الحِكَم " ( 1 / 165 ) .


    وكما يُبغض الله تعالى المعصية ويتوعد عليها بالذنب : فإنه لا يحب أن يقنط عباده من رحمته عز وجل ، وهو يحب أن يستغفره

    العاصي ويتوب إليه ، ويود الشيطان أن لو يقع يأس وقنوط من العبد العاصي حتى يصده عن التوبة والإنابة .

    قيل للحسن البصري : ألا يستحيى أحدنا من ربه يستغفر من ذنوبه ثم يعود ، ثم يستغفر ثم يعود ؟ فقال :

    ود الشيطان لو ظفر منكم بهذا ، فلا تملُّوا من الاستغفار .( سؤال وجواب )


    تسجيلات ننصح بها




    متى التّوبة ؟


    نصيحه لمن يريد التوبة


    مالذي يحول بينك وبين التوبة ؟


    إن الله يقبل التوبة


    ومضــــ ــــــ ـــــــ ــــــة





    إذا تكرر الذنب فكرر التوبة


    عن عقبة بن عامر رضي الله عنه أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال (( يا رسول الله أحدنا يذنب ، قال يكتب عليه ،

    قال ثم يستغفر منه ويتوب . قال : يغفر له ويتاب عليه ، قال : ثم يذنب ، قال : يكتب عليه ، قال : ثم يستغفر منه ويتوب ، قال :
    يغفر له ويتوب عليه . قال : فيعود فيذنب . قال (( يكتب عليه ولا يمل الله حتى تملوا )) رواه الحاكم والطبراني وقال في المجمع إسناده حسن


    م /ن للامانة

    قال رسول الله صل الله عليه وسلم من استغفر للمؤمنين والمؤمنات كتب الله له بكل مؤمن ومؤمنة حسنة



  • #2
    رد: سلــ ( متــــــــــجدد باذن الله) ــسلة ... ( أتوب .. وأعود )

    سلــ ( 2) ــــــــسلة ( أتوب ... وأعود )



    الحمد لله غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وهو الكريم الوهاب، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى آله والأصحاب.


    أما بعد:


    فإن التوبة وظيفة العمر، وبداية العبد ونهايته، وأول منازل العبودية، وأوسطها، وآخرها.


    وحاجتنا إلى التوبة ماسة، بل إن ضرورتنا إليها مُلِحَّة؛ فنحن نذنب كثيراً، ونفرط في جنب الله ليلاً ونهاراً؛ فنحتاج إلى ما يصقل القلوب، وينقيها من رين الذنوب.


    ثم إن كل بني آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون؛ فالعبرة بكمال النهاية لا بنقص البداية.


    ولقد جرت سنة الله أنه كلما دعت الحاجة إلى أمرٍ ما_يسره الله، وأعان عليه بلطفه وجوده وكرمه.


    ولقد يسر الله أمر التوبة، وفتح أبوابها لمن أرادها؛ فهو_عز وجل_يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل.


    وباب التوبة مفتوح للكفار، والمشركين، والمرتدين، والمنافقين، والظالمين، والعصاة، والمقصرين.


    والناظر في باب التوبة بادىء الرأي قد يظن أنه محصور في عدة أمور، فلا يتعداها ولا يتجاوزها.


    والحقيقة أن الحديث عن التوبة ذو شجون، والكلام عليها متشعب طويل؛ فللتوبة فضائل وأسرار، ولها مسائل وأحكام، وهناك أخطاء تقع في مفهومها، وهناك أسباب تعين عليها.


    ثم إن الحديث عن التوبة يشمل كافة الناس، ويخاطب جميع الطبقات، ويُحتاج إليه في جميع مراحل العمر.


    ومع عظم شأن التوبة، وشدة الضرورة إليها_إلا أن هناك تقصيراً في شأنها، وخللاً كبيراً في مفهومها، وغفلة مستحكمة عن المبادرة إليها


    وفيما يلي نتناول تعريف التوبة ومفهومها واسرارها وفضائلها وشروطها فتابعونا حفظكم الله :



    تعريف التوبــــــــــــــــــــــة





    يقول القرطبي:
    " هي الندم بالقلب ، وترك المعصية في الحال ، والعزم على ألا يعود إلى مثلها وأن يكون ذلك حياءً من الله ".

    ويقول ابن القيم
    : " هي الرجوع إلى الله بالتزام فعل ما يحب وترك ما يكره , فهي رجوع من مكروه إلى محبوب ".

    ويقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى :


    التوبة لُغة : من تاب يتوب إذا رجع .


    وشـرعاً : الرجوع من معصية الله تعالى إلى طاعته .


    وأعظمها وأوجبها التوبة من الكفر إلى الإيمان .قال الله تعالى : {
    قُل لِلَّذِينَ كَفَرُواْ إِن يَنتَهُواْ يُغَفَرْ لَهُم مَّا قَدْ سَلَفَ }(1) ثم يليها التوبة من كبائر الذنوب : ثم المرتبة الثالثة التوبة من صغائر الذنوب .

    ومما لا شك فيه أيها الأحبة أن التوبة واجبة على الفور وتأخير التوبة ذنب يوجب التوبة وقد دل على هذا دلائل الكتاب والسنة وإجماعُ الأمة .


    ولهذا كان لزاماً توضيح ما هي التوبة الواجبة وما هي التوبة المستحبة !؟

    قال شيخ الإسلام ابن تيمية :" التوبة نوعان : واجبة ومستحبة :

    فالواجبة
    : هي التوبة من ترك مأمور أو فعل محظور وهذه واجبة على جميع المكلفين كما أمرهم الله بذلك في كتابه وعلى ألسنة رسله عليهم السلام ..

    والمستحبة
    : هي التوبة من ترك المستحبات وفعل المكروهات .
    فمن اقتصر على التوبة الأولى ( الواجبة ) كان من الأبرار المقتصرين .
    ومن تاب التوبتين كان من السابقين المقربين .
    ومن لم يأت بالأولى كان من الظالمين "(



    أقسام الناس في التوبة





    يقول ابن رجب : الناس في التوبة عدة أقسام :


    *
    فمنهم : من لا يُوفق لتوبة نصوح بل يُيسر له عمل السيئات من أول عمره إلى آخره حتى يموت مصراً عليها ، وهذه حالة الأشقياء .

    وأقبح من ذلك من يُسِّر له في أول عمره عمل الطاعات ثم ختم له بعمل سيىء حتى مات عليه ، كما في الحديث الصحيح )): إن أحدكم ليعمل عمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع ، ثم يسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها ))


    *
    وقسم يُفني عمره في الغفلة والبطالة ،ثم يُوفق لعمل صالح فيموت عليه ، وهذه حالة من عمل بعمل أهل النار ، حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع ، فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها.
    والأعمال بالخواتيم وفي الحديث ( إذا أراد الله بعبد خيرا عَسَله ، قالوا : وما عَسَله ؟ قال: يوفقه لعمل صالح ثم يقبضه عليه )) .


    *
    وبقى هاهنا قسم آخر وهو أشرف الأقسام وأرفعها ، وهو من يفني عمره في الطاعة ثم ينبه على قرب الأجل ليجد في التزود ، ويتهيأ للرحيل بعمل يصلح للقاء ، ويكون خاتمة للعمل ، قال ابن عباس رضى الله عنه: لما نزلت على النبي صلى الله علية وسلم { ِإذَا جَاء نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ } نعيت لرسول الله صلى الله عليه وسلم نفسه ، فأخذ في أشد ما كان اجتهادا في أمر الآخرة ، قالت أم سلمة :كان النبي صلى الله علية وسلم في آخر أمره لا يقوم ولا يقعد ولا يذهب ولا يجيء إلا قال :سبحان الله وبحمده ، فذكرت ذلك له ، فقال ( إني أمرت بذلك )) وتلا هذه السورة .

    كان من عادته صلى الله علية وسلم أن يعتكف في كل عام في رمضان عشرا ، ويعرض القرآن على جبريل مرة فاعتكف في ذلك العام عشرين يوماً وعرض القرآن مرتين ، وكان يقول : ما أرى ذلك إلا لاقتراب أجلي ، ثم حج حجة الوداع وقال للناس : ((خذوا عني مناسككم فلعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا )) ثم أمر بالتمسك بكتاب الله ،ثم توفى بعد وصوله إلى المدينة بيسير صلى الله علية وسلم .


    وإذا كان سيد المحسنين يؤمر أن يختم عمره بالزيادة في الإحسان فكيف يكون حال المسيء ؟


    وكان السلف يرون أن من مات عقب عمل صالح كصيام رمضان أو عقيب حج أو عمرة يرجى له أن يدخل الجنة , وكانوا مع اجتهادهم في الصحة في الأعمال الصالحة يجددون التوبة والاستغفار عند الموت , ويختمون أعمالهم بالاستغفار وكلمة التوحيد . [لطائف المعارف ]


    لما احتضر العلاء بن زياد بكى , فقيل له : ما يبكيك ؟ قال :كنت والله أحب استقبل الموت بتوبة,قالوا: فافعل رحمك الله,فدعا بطهور فتطهر , ثم دعا بثوب جديد فلبسه , ثم استقبل القبلة فأومأ برأسه مرتين , أو نحو ذلك , ثم اضطجع ومات
    .


    ولما احتضر عامر بن عبدالله بكى قال: لمثل هذا المصرع فليعمل العاملون , اللهم إنى أستغفرك من تقصيري و تفريطي , وأتوب إليك من جميع ذنوبي , لا إله إلا لله , ثم لم يزل يرددها حتى مات رحمه الله.


    وقال عمرو بن العاص -رحمه لله - عند موته : اللهم أمرتنا فعصينا , ونهيتنا فركبنا , ولا يسعنا إلا عفوك , لا إله إلا لله ثم رددها حتى مات
    .

    فالموفق السعيد أيها الأحبة من وفق لتوبة النصوح يعيش عليها وكلما اقترب أجله ازداد عمله وتقربه لله عز وجل حتى يموت على ذلك ، فا للهم وفقنا لهذه التوبة برحمتك يا أرحم الراحمين
    .





    شروط التوبة الصحيحة





    1- الإقلاع عن الذنب في الحال .


    2- الندم على فعلها :


    قال رسول الله صلى الله عية وسلم " الندم توبة " وهو الركن الأعظم في التوبة .


    3- العزم على ألا يعود :


    قال ابن مسعود رضى الله عنه : " التوبة النصوح هي التي لا عودة بعدها كما لا يعود اللبن إلى الضرع ".


    4- رد المظالم إلى أهلها أو التحلل منهم :


    قال الإمام النووي – رحمه الله – بعد أن ذكر الشروط الثلاثة السابقة : " وإن كانت المعصية تتعلق بآدمي فشروطها أربعة : هذه الثلاثة ، وأن يبرأ من حق صاحبها فإن كان مالاً أو نحوه ردَّه إليه ، وإن كانت حد قذفٍ ونحوه مكّنه منه أو طلب عفوه ، وإن كانت غيبة استحله منها " .


    5- الإخلاص :


    فشرط التوبة الصحيحة أن يكون صاحبها قد ترك الذنب لله- عز وجل- وخوف عذابه وابتغاء مغفرته ، ورجاء ثوابه .


    6- أن تكون في زمن التوبة :


    وزمن التوبة الصحيحة المقبولة على نوعين :


    النوع الأول
    : باعتبار كل إنسان بحسبه وهو أن يبلغ الإنسان أجله فيصل إلى حد الغرغرة فإنه عندئذٍ لا تُقبل توبته ، قال تعالى :{ <وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ ) فهذا توبته ، وفي هذه الحالة غير مقبولة ، لأنها ليست في زمن التوبة المقبولة وقد قال رسول الله صلى الله علية وسلم " إن الله تعالى يقبل توبة العبد ما لم يغرغر " أي :" ما لم تصل الروح الحلقوم ".

    وأما النوع الثاني
    : الوقت الذي لا تقبل عنده التوبة فهو لجميع الخلق ، وهو عند طلوع الشمس من مغربها ، فعندئذ لا تقبل توبة أحدٍ من الخلق .

    وقال صلى الله علية وسلم :"
    من تاب قبل أن تطلع الشمس من مغربها تاب الله عليه " يعني بعدها لا تقبل التوبة والله المستعان .

    فالبدار البدار والمسارعة المسارعة قبل فوات الأوان فإن التأخر عن التوبة والإنابة ما هو إلا إطالة لفترة المظلمة في حجب المعاصي ، وبقاؤك مهزوماً أمام نوازع الهوى والتفريط بل قد يكون ذلك طريقاً إلى الانحدار في هاويةٍ مهلكة .. والله المستعان وعليه التكلان ..



    وقـــفـــه





    واعلموا أيها الأخوة في الله
    أن الذنوب والمعاصي باب كلنا ولجناه ..وبحر كلنا سبحنا فيه ..ولا ينجو من ذلك إلا المعصومين ممن اصطفاهم الله واجتباهم من الأنبياء والرسل عليهم السلام ..

    ولكن أبشركم أيها الأحبة في الله
    ،، أُبشر كل من أسرف على نفسه بالذنوب والمعاصي وكلنا ذاك الرجل !! أبشركم بهذا النداء الرباني من الله العلي الكريم الرحيم إلى عباده المذنبين يناديهم باسم الإيمان ويدعوهم إلى الإنابة والرجوع إليه ويرجيهم بسعت رحمته جل وعلا ، يناديهم بأرجا أية في كتاب الله جلا في علاه فيقول سبحانه وتعالى :{ (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (53 ) (وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ }
    .
    قال ابن عباس رضى الله عنة: "من آيس عباد الله من التوبة بعد هذا فقد جحد كتاب الله عز وجل!! " .
    ويقول الله تعالى : { وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى }

    .

    وسمع لما قيل لسفيان الثوري عندما عادهُ حماد بن سلمه قال: يا أبا سلمه : أترى الله يغفر لمثلي ؟
    فقال حماد : والله لو خيرت بين محاسبة الله إياي وبين محاسبة أبوي ، لأخذت محاسبة الله ، وذلك لأن الله أرحم بي من أبوي .

    فاستشعر أيها التائب بره سبحانه في ستره عليك حال ارتكابك المعصية مع كمال رؤيته لك ، ولو شاء لفضحك بين الخلق فحذروك وهذا من كمال بره – سبحانه - ومن أسمائه البر
    .

    فيا لله ، ما أوسع رحمته على عباده !! وهم يعصونه بالليل والنهار ، ويتودد إليهم بالنعم ، ويتبغضون إليه بالمعاصي .

    فسبحانه ما أحكمه وأبره ! وما أرحمه وأكرمه !

    فطوبى لمن قرن ذنبه بالاعتذار , وتلافاه باستغفاره آنا الليل وأطراف النهار





    من قصص التائبين




    وإليك بعض قصص من تابوا وأنابوا وإلى الله عادوا فإن في قصصهم عبرة وفي آثارهم عظة قال الله تعالى :{
    َقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُوْلِي الأَلْبَابِ } .

    فاسمع إلى قصة هذا الشاب
    التي يحكيها ابن قدامه في كتابه التوابين فيقول رحمه الله :" عن رجاء بن ميسور قال : كنا في مجلس صالح المريّ [ذات يوم ] وهو يتكلم ، فقال لفتى بين يديه وعنده الناس مجتمعين : اقرأ يا فتى ، فقرأ الفتى قول الله تعالى :{ َأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ }

    فاسمع يارعاك الله عما يقول هذا الشيخ الفاضل صالح المريّ وهو يفسر هذه الآية فيقول : كيف يكون للظالمين حميم أو شفيع والمطالب رب العالمين .


    إنك والله لو رأيت الظالمين وأهل المعاصي يساقون في السلاسل والأنكال إلى الجحيم حفاةً عراةً ، مسودة وجوههم ، مزرقة عيونهم ، ذائبة أجسادهم ، ينادون :


    يا ويلنا يا ثبورنا ماذا حل بنا ؟!
    أين يُذهب بنا ؟!
    ماذا يُراد منا ؟!


    والملائكة تسوقهم بمقامع النيران ، فمرَّةً يجرُّون على وجوههم ويسحبون عليها منكبين ، ومرة يقادون إليها مقرنين من بين باكٍ دماً بعد انقطاع الدموع ، ومن بين صارخٍ طائَر القلب مبهوت!!


    إنك والله لو رأيتهم على ذلك لرأيت منظراً لا يقوم له بصرك ، ولا يثبت له قلبك ، لا تستقر لفظاعة هوله على قرار قدمك ثم أخذ ينحب ويبكي بكاءً مرَّاً قائلاً :يا سوء منظراه, يا سوء منقلباه.


    وهو على هذا يبكي حتى أبكى الناس معه ؛ فكانت موعظةّ بليغة .


    وكان من بين الحاضرين فتى مسرف على نفسه بالذنوب والمعاصي و معروف بغفلته ، قال هذا الفتى بعد أن سمع ما سمع : أكُل هذا في يوم القيامة يا أبا بِشر ؟


    قال : نعم ، والله يا ابن أخي وما هو أكثر ، قد بلغني أنهم يصرخون في النار حتى تنقطع أصواتهم فما يبقى منهم إلا كهيئة الأنين من شدة العذاب !!


    فصاح هذا الفتى الذي كان غافلاً وقال : إن لله ، واغفلتاه عن نفسي أيام الحياة ، و أسفاه على تفريطي في طاعتك يا سيداه ، وأسفاه على تضييعي لعُمري في أيام الدنيا
    .

    ثم بكى واستقبل القبلة وقال : اللهم إني أستقبلك في يومي هذا بتوبة لا يخالطها رياء لغيرك ، اللهم فاقبلني على ما كان فيّ ، واعفُ عما تقدم من فعلي ، وأقِلْني في عثرتي ، وارحمني ومن حضر ، وتفضل علينا بجودك وكرمك ، يا أرحم الراحمين ...

    لك ألقيتُ معاقد الآثام من عنقي ، وإليك أنَْـبتُ بجميع جوارحي صادقاً لذلك قلبي ، فالويل لي إن لم تقبلني !!

    ثم سقط مغشياً عليه !! فحُمل من بين القوم صريعاً !!


    فمكث هذا الشيخ الفاضل صالح المريّ وإخوانه يعودونه أياماً ، ثم مات رحمه الله !!


    فحضر جنازته خلق كثير يبكون عليه ويدعون له .. فمات رحمه الله على توبة نحسبه كذلك

    وكان صالح المريّ كثيراً ما يذكره في مجلسه فيقول:
    بأبي قـتيل القرآن!! بأبي قتيل المواعظ والأحزان !!
    قال : فرآه رجل في منامه بعد موته فقال : ما صنعت ؟
    قال : عمَّتني بركة مجلس صالح المريّ ، فدخلت في سعة رحمة الله التي وسعت كل شيء !!


    نعم أيها الأحبة :

    كيف لا تكون رحمة الله لمن أقبل إليه وأناب واستغفر من ذنبه وتاب !

    كيف لا يقبل التوبة عن عباده وهو الذي "يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل ، حتى تطلع الشمس من مغربها" ، بل يبدل الله جلا في علاه ما كان من السيئات إلى حسنات إذ هم تابوا وأنابوا قال تعالى :{
    وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً (68 ) (يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً (69) إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً (70)}(1)


    فطوبى لذلك التائب قد تجددت له حياته ، من معصية إلى طاعة ، ومن ظلمة إلى نور ، ومن ظلال إلى هدى.


    الله أكبر أحبتي فأين الشباب اليوم ؟ أين العائدون ؟ أين الأيبون ؟

    أين الذين يتوبون ثم يستقيمون ويصدقون !! ثم هم بربهم يعدلون !!


    إن الأمة اليوم في أمس الحاجة لمن يتوب و يؤب .


    فقلها أخي بأعلى صوت أعلنها صريحة مدوية أنا تائبٌ نعم تائبٌ


    وأبشر بالفضل العظيم والعطاء الجسيم من رب كريم يعفو ويصفح وبتوبة عبده يفرح ...


    أدعوك باللـيل البهيـم منـاديا ****** أنا تائب لـــك أرفع الدعوات
    أدعوك يا ربـاه يارب العــلا ****** أحسن وقوفي في يوم ذي الحسراتِ
    مـا أنت يا دنـيا بدار قـرارنا ****** ما أنت إلا بؤرة الآفـــــاتِ


    وسمع يا رعاك الله إلى النموذج الرائع الربيع بن خيثم – رحمه الله - وهو المعروف بالعبادة و الخير و الصلاح و يروي لنا هذا المثال الماتع عن سفيان - رحمه الله – فيقول :


    لقد بلغنا أن أم الربيع بن خيثم كانت تنادي فتقول يا بني الربيع ألا تنام ؟ فيقول الربيع : يا أماه من جن عليه الليل وهو يخاف , حقَّ له إن لا ينام . قال : فما بلغ و رأت ما يلقى من البكاء و السهر , نادته أمه فقالت : يا بُني لعلك قتلت قتيلاً ؟


    - فاسمع إلى هذه الإجابة التي قالها الربيع – قال: نعم يا والدتي قتلت قتيلاً , قالت متعجبة : من هذا القتيل يا بُني نتحمل على أهله فيعفوك , و الله لو علموا ما تلقى من البكاء والسهر لرحموك . - فيا ترى من هذا الذي قتل؟ اسمع إلى هذه الإجابة التي قالها الربيع لوالدته – قال: يا والدتي هي نفسي .


    يعني أنهُ ظلم نفسه التي بين جنبيه بالتفريط و التقصير , وهو العابد الزاهد التقي الورع . وهكذا حال التائبين ...دموعهم حارة مدرارة بالليل والنهار.


    فماذا نقول نحن المقصرون المذنبون الغافلون؛ ولسان حال الربيع بن خيثم يقول :


    مـا أحلم الله عني حين أمهلني و قـد تماديت في ذنبي و يسترني
    تمُـر سـاعات أيامي بلا ندم ولا بـكاءٍ ولا خوفٍ و لا حزن
    يـا زلة كتبت في غفلة ذهبت يا حسرة بقيت في القلب تحرقني
    دعني أسح دموعاً لا انقطاع لها فـهل عسى عبرة منها تخلصني



    وهذا الفضيل بن عياض كان شاطراً في قطع الطريق ، وكان يتعشق جارية ، فبينما هو ذات ليلة يتسور عليها جداراً ، إذا سمع قارئاً :{
    أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ }

    فبكى وقال : بلى قد آن ، فتاب وأقلع عما كان عليه ،واستمر على توبته ،حتى كان منه ما كان من السيادة والعبادة والزهادة ، ثم صار علماً يقتدى به ، ويهتدى بكلامه وفعاله .


    يا لله ما أجمل التوبة وما أجمل العودة إلى الله جلا في علاه
    من أولئك الرجال الأفذاذ الذين ضربوا أروع الأمثلة فمنهم من يحزن على اقتراف المعصية حزناً لا يفارقه حتى الموت ، ومنهم من يهجر الناس ويعتزلهم ويضج بيته بالبكاء ، ومنهم من يتمنى أن يكون تراباً حتى لا يحاسبه الله على ذنبه ومعاصيه ، ومنهم من يمرغ خده بالتراب حتى يذوق طعم الذلة علّ الله يرحمه على تلك الحال

    ومنهم من يتعلق بأستار الكعبة مطرقاً خاشعاً يطلب العفو من الله ، ومنهم من يجوب الصحراء هائماً على وجهه يعاهد الله عز وجل ألا يرجع إلى بيته إلا وقد تاب وتاب عليه الله ، ومنهم من يعتكف في بيت من بيوت الله يذكر الله ويتلو القرآن ويركع ويسجد والدموع تتزاحم في عينيه ندماً على ما فرط في جنب الله ، بل منهم من يشهق شهقة يموت بعدها خوفاً ووجلاً من الله .

    ولا عجب فيما ذكرت وقلت !!


    فالخوف من الله والتوبة إليه أرجفت قلوب العصاة فكم رعدت بروق الخوف في القلوب القاسية فأذهبت عنها سحب الغفلة ... وأمطرت دموع الخشية فصفا سماء القلوب واستنار وطلعت عليه شمس النهار ... فأواه ..ثم أواه على التوبة النصوح ما أعزها وأغلاها



    مقالات ننصح بها :





    التوبة وشروط قبولها
    1-

    سارعوا بالتوبة إلى الله قبل فوات
    2-

    باب التوبة يناديكم .. فهل من مستجيب
    3-

    هل حدثتك نفسك بالتوبة ؟!
    4-

    الى كل من أشتاقت نفســـ للتوبة ــــــه
    5-



    فيا ترى أيها الأحبة في الله ما هي العلامات التي تدل على صدق التائب في توبته ؟

    للاجابة على هذا التسائل تابعونا فى المقاله القادمه بمشيئة الله


    قال رسول الله صل الله عليه وسلم من استغفر للمؤمنين والمؤمنات كتب الله له بكل مؤمن ومؤمنة حسنة


    تعليق

    يعمل...
    X