هذا ما قالته لي الطفلـة في الصورة ..
تأمّلتُها فسمعها قلبي تنطق بهذه الكلمـات :
يا رب يا رب يختفي!
..
هل تُلام؟ ..
لا والله لا تُلام ..
كيف يتحمل قلبها الضعيف الصغير أن يرى هذه الوحوش .. تقتل .. تغتصب .. تسفك الدماء ..
فما كان من هذه الفتاة إلا أن أغلقت عينيها .. لعله يختفي !
فكرٌ بريء .. نتقبلـه من فتاة صغيرة بريئـة لا حول لها ولا قوة!
ولكـن! ..
المُصيبـة عندما يغلق الرجل عينيه .. ويقول .. يا رب يختفي!
والمُصيبـة الأكبر .. عندما يقف الرجال والعلماء ويديروا ظهورهم لهذه الوحوش ..
وكلما أتى رجُلاً رافعاً سلاحـه لقتل هذه الوحش .. وقفوا في وجهه هؤلاء الرجال وقالوا له ..
يا إرهابي! .. لا تعثُ في الأرض فساداً! ..
وصاحوا بالناس ..
يا أيها الناس .. احذروا الإرهابيين! .. وأغمضوا عيونكم! واصبروا! فسوف تختفي الوحوش!
...
فمضوا .. وأغلقوا أعينهم ..
وكلما قال لهم ناصح أميـن ..
افتحوا أعينكم واحملوا أسلحتكم لنقاتل الوحوش .. صرخوا في وجهه!
أما سمعت قول شيخ فلان وأستاذ فلان والأمير فلان!
إنك لأنت الإرهابي الذي حذرنا منـه ..
فحموا أسلحتهم وجعلوها في وجه الناصح الأميـن .. وكلما مر " وحش" غضوا أبصارهم ..
لعله يختفي!
ومضت الأيام والعقود ..
واعتادوا على الظلام! .. وهكذا تربت الأجيال ..
جيل بعد جيل .. أغمضوا أعينهم ..
لعلـه يختفي!
....
أليس فيهم رجلٌ رشيـد؟!
..
أُختـاه ...
افتحي عينيك ..
لن يختفي!
فما أنتم فاعلــون؟
منقول
تعليق