::: ذكـْريَات القَديـمَة :::
وقالوا : كفاكَ انكسارَا
إذا ماانهزمنا فحقّقْ بشعرِكَ أنت انتصارَا
وألْبِسْ كلامَك زِِىَّ الجُنُودِ
وحاربْ عدُوَّكَ حتى يُولّى فِرارَا
فإما تموتُ لكى تستريحَ
وإما محوتَ بنصركَ عارَا
***
وشبَّ لهيبُ العزيمَة ْ
وجدتُ الكلام عن النصْرِ كالنصْرِ حُلْوًا
كتبْتُ
ولما انتهيْتُ
وجدتُ مرارَ الهزيمة ْ
بكيْتُ
وقَلَّبْتُ فى ذكرياتى القديمة ْ
***
وأخرجتُ سيفا دفينَ الترابِ
وكان يُعمر تلك القبورَ فأمستْ قِفارَا
وكم كان يروى شرايينَ هذى الصحارى
فصارت صحارى
تحلل فى غمده كرماد
وياطالما عاش نورًا ونارَا
***
بكيْتُ وقلَّبْتُ فى ذكرياتى القديمة ْ
تلمسْتُ دِرْعى
تذكرتُ كَم ذاد عنى جيوشا عظيمة ْ
هو اليوم عن نفسه لايرُدُّ الغبارَا
تلمسْتُ درعى وقوسى وسهمى وكل الصورْ
تأملتُ خالدا بنَ الوليد
وبأس علىٍّ
وقبَّلتُ نعْلَىْ عمرْ
وأيقنتُ أن رجالا تموتُ لتحيا
وناسًا تعيش ولم تدْرِ معنى الحياةِ الكريمةْ ْ
وأيقنتُ أن السيوفَ تردُّ السيوف
وأن الجبان يخبئ خيْبَتَهُ فى ادّعاء الحذر ْ
فما عدتُ أعجب أن قريشا تُمَرِّغ ُوجهى
على الرغم أنى اتخذتُ السلام شعارَا
فليس سلام الضعيف سوى سَتْر بعض الخوَرْ
***
تقلَّبْتُ فى ذكرياتى القديمة ْ
وحبّات دمعى على وجهها تنحدرْ
فكيف اليهودىُّ يغصب أرضى
وأرضى تنادى ولا أستجيبْ ؟!
وكيف صراخ الشريفات يفسخ أذنى
يُحرِّك فى نخوتى كى أجيبَ
ولا أستجيبْ ؟!
وكيف الصليبى يهتك عرضى أمام الجميع
ويكسر أنفى أمام الجميع
وآتى - على رغم أنفى - أمام الجميع
أُقَبِّلُ رِجْلَ الصليبْ ؟!!
وكيف الشعور اللذيذ بعزة نفسى
أحلّ عليه الشعورُ القذِرْ ؟؟!!
بكيتُ وأبكى
ومهما يُزيل فليس يُزيل ترابَ المذلة سيْلُ المَطرْ
فلله كيف يصير الفتى – فجأةً – دون قيمة ْ ؟!
فيأكل فى أرضه الدهر شِبْرًا فشبرًا
ودارًا فدارَا
كأنَّ الزمانَ استدارَا
أقلِّبُ فى ذكرياتى القديمة ْ
وشتان مابين كانَ وصارَا
فحين تموتُ الأسودُ..
تصير وليمة ْ ! َ
منقول
تعليق