مضى من العمر ما مضى ....
و مازلتُ جالسة على الكرسيّ الهزاز ...
بجانب الموقدة ...
شايٌ مآءه يغلي ...
و خبزة يبست من البرد ...
و أنا لا أقوى على الحراك ..
أكابر على نفسي :
" إنكِ تستطيعين الوقوف "
و ما بين نفسي .. و نفسي ..
أعلم بأنها أكذوبة هذا الشتاء ...
أتكئ على أيدي الكرسيّ و أحاول الوقوف ...
أقف تارة ...
و أسقطُ تارة ... و تارة .... و تارة ؛؛؛؛؛؛
لم أجد من يعينني ..
لم أجد من يأخذني برحابة صدره الواسع ..
و لم أشعر ....
بذلك العمر الذي انقضى
و أنا جالسة متجمدة الأعضاء في هذا المكان .
الإنسان تمر به لحظات ...
ممكن أن يكون تجاوز السبعين من العمر ..
و لكنه يتمتع في الحياة ...
فلو نظرت إليه لحسبته ابن العشرين من العمر .
و إنسان آخر تمر به لحظات ..
من الممكن لم يتجاوز عمره العشرون
و لكنه فقدَ أنعُمِ الحياة ...
فلو نظرت إلى ملامح وجهه ...
لحسبته ابن المائة عام ...
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ لماذا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
لأن الإنسان بطبيعته لا يستطيع أن يحيا بمفرده
فلو كان عمره مائة عام ..
و عاش مع من يحب لعاش أبد الدهر في هناء و سرور ( إن قُدِّرَ له هذا العمر )
و في المقابل لو أن إنسان في العشرين من العمر عاش بمعزل عن الناس لعاش أبد الدهر في همّ و غمّ ... بل لقتله اليأس ...
و ما بالنا اليوم ؟؟؟؟
نلقي بآباءنا و أمهاتنا في بيوت العجزة بأيدينا !!!!!
لنحيا حياة كريمة سعيدة مع أزواجنا و ذرارينا
كم من دمعة أم أحرقت الشطآن ..؟؟؟
و كم من صرخة قلب أب هزَّ بها الجبال ..؟؟؟
ويحكم ... يا من تغلقون أبواب الخير و تفتحون أبواب الشر بأيديكم ,,,,,
ويحكم ... يا من تنسون هذه الفئة من آباءنا و أمهاتنا الذين لا حول لهم و لا قوة على جبروت الأبناء العاقين لهم ,,,,,,,
لا أعلم ... فكم مرة في اليوم نفكر بهم ؟؟؟
أقصد ...كم مرة في كل خمسة أعوام ليخطروا على أذهاننا ؟؟؟؟؟
لعل هذه الفئة من الناس قد عمَّ عليهم غبار الزمان ... فأنسانا واجبنا اتجاههم ...
ماذا عسانا نصنع لهم ؟؟؟؟
ماذا عسانا أن نفعل لهم ؟؟؟؟
لا أعلم
لا أعلم
لا أعلم
و لكن الله أدبر بهم ...
مما راق لقلمي و خاطري
تعليق