]الأخفياء في كلمات[]وأخيرا كيف تكون من الأخفياء[
قال ابن المبارك –رحمه الله تعالى- :
ما رأيت أحد أرتفع مثل ذلك، ليس له كثير صلاة ولا صيام، إلا أن تكون له سريرة.
إذن فالقضية ليست قضية كثرة الصيام ولا الصلاة وإنما بالإخلاص والإخفاء لهذه الأعمال.
وقال ابن وهب: ما رأيت أحدا أشد استخفاء بعمله من حيوة بن شريح، وكان يعرف بالإجابة (أي بإجابة الدعاء).
وقال يوسف بن الحسين: أعز شيء في الدنيا الإخلاص، وكم أجتهد في إسقاط الرياء عن قلبي، فكأنه ينبت على لون آخر.
واسمع لقوله -رحمه الله تعالى (وكم أجتهد في إسقاط الرياء عن قلبي).
فالاجتهاد في البعد عن الرياء والتسميع وطلب محمدة الناس وثنائهم أمر كانوا يعانون منه -رحمهم الله تعالى- وقال بان القيم:
أنفع العمل أن تغيب فيه عن الناس بالإخلاص، وعن نفسك بشهود المنة، فلا ترى في نفسك ولا ترى الخلق.
وقال الأخفياء –رحمهم الله تعالى-، وصاحوا بملء أفواههم لمن لا يخلص نيته، ولمن غفل عن هذا الأمر، صاحوا بقولهم، -كما مالك بن دينار:
قولوا لمن لم يكن صادقا لا يتعب.
فقولوا أيها الأحبة لمن لم يكن صادقا بعمله لله جل وعلا، ومخلصا بعمله لله سبحانه وتعالى:
لا يتعبن، لا يتعب نفسه.
فقد رأيتم وسمعتم أولئك الثلاثة وتلك الطاعات العظيمة، التي أصبحت وابلا على أصحابها، فكانوا أول ثلاثة تسعر بهم النار يوم القيامة والعياذ بالله.
فقولوا ورددوا وصيحوا بأعلى أصواتكم لمن لم يكن صادقا في عمله، وفي دعوته، وفي أفعاله كلها: لا يتعبن، لا يتعب نفسه .
]وأخيرا كيف تكون من الأخفياء[
ما هو الطريق للوصول إلى حياة الأخفياء؟
ما هو العلاج والوصول لطريق الأخفياء رحمهم الله تعالى؟
ألخصه بالنقاط السريعة التالية :
أولا: الدعاء والإلحاح فيه، ومواصلة هذا الدعاء، وتحري ساعة الإجابة.
وأهمية الاستمرار في الدعاء، والإلحاح، والاستمرار، لاتكل ولا تمل، ولذلك قال –صلى الله عليه وآله وسلم- وعلمنا بذلك الحديث الذي يذهب عنا كبار الشرك وصغاره، عندما قال:
(الشرك أخفى من دبيب النمل، وسأدلك على شيء إذا فعلته أذهب عنك صغار الشرك وكباره، تقول: اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم ، وأستغفرك لما لا أعلم).
أحفظ هذا الدعاء، وكرره كثير وأسأل الله بصدق أن يرزقك الصدق والإخلاص في الأقوال والأفعال .
ثانيا: الإكثار من مصاحبة المخلصين الناصحين الصادقين.
إن وجدتهم في هذا الزمن فعض عليهم بالنواجد، وإن لم تجد فالجأ لحياة الأخفياء والجأ لمصاحبة المخلصين من السلف الصالح، رضوان الله عليهم، بقراءة أقوالهم والنظر في الكتب والتراجم للاطلاع على تلك الأحوال، ولا شك أن القلب فيه حياة بالنظر لحياة أولئك .
ثالثا: معرفة عظمة الله تعالى، معرفة الله من خلال أسمائه وصفاته.
أعرف من تعبد وأعرف لمن تعمل، واعرف عظمة الله جل وعلا، واملأ قلبك بتوحيد الأسماء والصفات تطبيقا علميا، حتى تعظم الله، وقديما قالوا:
من كان بالله أعرف كان لله أخوف، ومن عظم الناس خاف من الناس، وعمل للناس، وسمع للناس وطلب ثناء الناس ومحمدة الناس، ولكن الله هو الذي سيجازي وهو الذي سيحاسب .
رابعا: أحرص أن يكون لك خبء من عمل.
احرص دائما أن يكون لك سر بينك وبين الله جل وعلا ، لا يعلمه أحد من الناس إن استطعت حتى ولا زوجتك.
إن استطعت أن تعمل عمل بينك وبين الله لا يعلم عنه أقرب الأقربين إليك، فلا شك أن هذه الأعمال هي منجية يوم تسود وجوه وتبيض وجوه.
خامسا: دائما كن خائفا من الله، دائما كن خائفا على عملك، أن لا يقبل.
دائما كن خائفا أن يخالط هذا العمل رياء أو سمعه، مع الانتباه لذلك التنبيه المهم، الذي أشرنا إليه أثناء الموضوع، وقد تقدم الكلام عن ذلك، وأخشى أن تقدم على الله جل وعلا بتلك الأعمال المثيرة، والقوال الكثيرة، فتكون ممن قال الله عز وجل فيهم:
"وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاء مَّنثُوراً"
وقانا الله وإياك من حال أولئك.
سادسا: وأخير تذكر ثمرات الإخلاص.
تذكر هذه الثمرات، تذكر حلاوة القلب.
تذكر حب أهل السماء للمخلص.
تذكر وضع القبول له في الأرض.
وتذكر محبة الناس له، وطمأنينة القلب، وحسن الخاتمة، واستجابة دعائه، والنعيم له في القبر وفي الآخرة.
نسأل الله جل وعلا نعيم جناة الفردوس.
ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يرزقنا إخلاصا يخلصنا يوم أن نقف أمامه سبحانه وتعالى.
ونستغفر الله ونتوب لله من أحوالنا ومن تقصيرنا.
( اللهم إنا نعوذ بك أن نشرك بك شيء ونحن نعلمه ونستغفرك مما لا نعلمه).
وسبحانك اللهم وبحمدك ، نشهد ألا إله إلا أنت، نستغفرك ونتوب إليك.
قال ابن المبارك –رحمه الله تعالى- :
ما رأيت أحد أرتفع مثل ذلك، ليس له كثير صلاة ولا صيام، إلا أن تكون له سريرة.
إذن فالقضية ليست قضية كثرة الصيام ولا الصلاة وإنما بالإخلاص والإخفاء لهذه الأعمال.
وقال ابن وهب: ما رأيت أحدا أشد استخفاء بعمله من حيوة بن شريح، وكان يعرف بالإجابة (أي بإجابة الدعاء).
وقال يوسف بن الحسين: أعز شيء في الدنيا الإخلاص، وكم أجتهد في إسقاط الرياء عن قلبي، فكأنه ينبت على لون آخر.
واسمع لقوله -رحمه الله تعالى (وكم أجتهد في إسقاط الرياء عن قلبي).
فالاجتهاد في البعد عن الرياء والتسميع وطلب محمدة الناس وثنائهم أمر كانوا يعانون منه -رحمهم الله تعالى- وقال بان القيم:
أنفع العمل أن تغيب فيه عن الناس بالإخلاص، وعن نفسك بشهود المنة، فلا ترى في نفسك ولا ترى الخلق.
وقال الأخفياء –رحمهم الله تعالى-، وصاحوا بملء أفواههم لمن لا يخلص نيته، ولمن غفل عن هذا الأمر، صاحوا بقولهم، -كما مالك بن دينار:
قولوا لمن لم يكن صادقا لا يتعب.
فقولوا أيها الأحبة لمن لم يكن صادقا بعمله لله جل وعلا، ومخلصا بعمله لله سبحانه وتعالى:
لا يتعبن، لا يتعب نفسه.
فقد رأيتم وسمعتم أولئك الثلاثة وتلك الطاعات العظيمة، التي أصبحت وابلا على أصحابها، فكانوا أول ثلاثة تسعر بهم النار يوم القيامة والعياذ بالله.
فقولوا ورددوا وصيحوا بأعلى أصواتكم لمن لم يكن صادقا في عمله، وفي دعوته، وفي أفعاله كلها: لا يتعبن، لا يتعب نفسه .
]وأخيرا كيف تكون من الأخفياء[
ما هو الطريق للوصول إلى حياة الأخفياء؟
ما هو العلاج والوصول لطريق الأخفياء رحمهم الله تعالى؟
ألخصه بالنقاط السريعة التالية :
أولا: الدعاء والإلحاح فيه، ومواصلة هذا الدعاء، وتحري ساعة الإجابة.
وأهمية الاستمرار في الدعاء، والإلحاح، والاستمرار، لاتكل ولا تمل، ولذلك قال –صلى الله عليه وآله وسلم- وعلمنا بذلك الحديث الذي يذهب عنا كبار الشرك وصغاره، عندما قال:
(الشرك أخفى من دبيب النمل، وسأدلك على شيء إذا فعلته أذهب عنك صغار الشرك وكباره، تقول: اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم ، وأستغفرك لما لا أعلم).
أحفظ هذا الدعاء، وكرره كثير وأسأل الله بصدق أن يرزقك الصدق والإخلاص في الأقوال والأفعال .
ثانيا: الإكثار من مصاحبة المخلصين الناصحين الصادقين.
إن وجدتهم في هذا الزمن فعض عليهم بالنواجد، وإن لم تجد فالجأ لحياة الأخفياء والجأ لمصاحبة المخلصين من السلف الصالح، رضوان الله عليهم، بقراءة أقوالهم والنظر في الكتب والتراجم للاطلاع على تلك الأحوال، ولا شك أن القلب فيه حياة بالنظر لحياة أولئك .
ثالثا: معرفة عظمة الله تعالى، معرفة الله من خلال أسمائه وصفاته.
أعرف من تعبد وأعرف لمن تعمل، واعرف عظمة الله جل وعلا، واملأ قلبك بتوحيد الأسماء والصفات تطبيقا علميا، حتى تعظم الله، وقديما قالوا:
من كان بالله أعرف كان لله أخوف، ومن عظم الناس خاف من الناس، وعمل للناس، وسمع للناس وطلب ثناء الناس ومحمدة الناس، ولكن الله هو الذي سيجازي وهو الذي سيحاسب .
رابعا: أحرص أن يكون لك خبء من عمل.
احرص دائما أن يكون لك سر بينك وبين الله جل وعلا ، لا يعلمه أحد من الناس إن استطعت حتى ولا زوجتك.
إن استطعت أن تعمل عمل بينك وبين الله لا يعلم عنه أقرب الأقربين إليك، فلا شك أن هذه الأعمال هي منجية يوم تسود وجوه وتبيض وجوه.
خامسا: دائما كن خائفا من الله، دائما كن خائفا على عملك، أن لا يقبل.
دائما كن خائفا أن يخالط هذا العمل رياء أو سمعه، مع الانتباه لذلك التنبيه المهم، الذي أشرنا إليه أثناء الموضوع، وقد تقدم الكلام عن ذلك، وأخشى أن تقدم على الله جل وعلا بتلك الأعمال المثيرة، والقوال الكثيرة، فتكون ممن قال الله عز وجل فيهم:
"وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاء مَّنثُوراً"
وقانا الله وإياك من حال أولئك.
سادسا: وأخير تذكر ثمرات الإخلاص.
تذكر هذه الثمرات، تذكر حلاوة القلب.
تذكر حب أهل السماء للمخلص.
تذكر وضع القبول له في الأرض.
وتذكر محبة الناس له، وطمأنينة القلب، وحسن الخاتمة، واستجابة دعائه، والنعيم له في القبر وفي الآخرة.
نسأل الله جل وعلا نعيم جناة الفردوس.
ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يرزقنا إخلاصا يخلصنا يوم أن نقف أمامه سبحانه وتعالى.
ونستغفر الله ونتوب لله من أحوالنا ومن تقصيرنا.
( اللهم إنا نعوذ بك أن نشرك بك شيء ونحن نعلمه ونستغفرك مما لا نعلمه).
وسبحانك اللهم وبحمدك ، نشهد ألا إله إلا أنت، نستغفرك ونتوب إليك.
تعليق