إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الرقيةالشرعية للسحر والعين والعوارض الشركية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الرقيةالشرعية للسحر والعين والعوارض الشركية

    الشرعية
    للسحر والعين
    والعوارض الشركية
    بسم الله الرحمن الرحيم
    المقدمه
    إن الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليماً كثيراً. أما بعد:
    فلا شك ولا ريب أن العلاج بالقرآن الكريم وبما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم من الرقى هو علاج نافع وشفاء تام {قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاء} [فصلت 44]، {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ} [الإسراء 82]، ولذا فإن القرآن كله شفاء {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ} [يونس 57].

    فالقرآن هو الشفاء التام من جميع الأدواء القلبية والبدنية، وكيف تقاوم الأدواء كلام رب الأرض والسماء الذي لو نزل على الجبال لصدعها، أو على الأرض لقطعها، قال تعالى: {أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} [العنكبوت 51]، قال العلامة ابن القيم رحمه الله: "فمن لم يشفه القرآن فلا شفاه الله ومن لم يكفه فلا كفاه الله

    ولو أحسن العبد التداوي بالقرآن لرأى لذلك تأثيراً عجيباً في الشفاء العاجل.

    قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى: "لقد مر بي وقت في مكة سقمت فيه، ولا أجد طبيباً ولا دواء فكنت أعالج نفسي بالفاتحة، فأرى لها تأثيراً عجيباً، آخذ شربة من ماء زمزم وأقرؤها عليها مراراً ثم أشربه فوجدت بذلك البرء التام، ثم صرت أعتمد ذلك عند كثير من الأوجاع فأنتفع به غاية الانتفاع، فكنت أصف ذلك لمن يشتكي ألماً فكان كثير منهم يبرأ سريعاً" انظر: زاد المعاد 4/178، والجواب الكافي ص21. ولذا فأن العلاج بالرقى النبوية الثابتة من أنفع الأدوية، والدعاء إذا سلم من الموانع من أنفع الأسباب في دفع المكروه وحصول المطلوب

    ، "الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل فعليكم عباد الله بالدعاء"

    "لا يرد القضاء إلا الدعاء ولا يزيد في العمر إلا البر"

    وقد أجمع العلماء على جواز الرقى عند اجتماع ثلاثة شروط:

    1- أن تكون بكلام الله تعالى أو بأسمائه وصفاته أو كلام رسوله صلى الله عليه وسلم.

    2- أن تكون باللسان العربي أو بما يعرف معناه من غيره.

    3- أن يعتقد أن الرقية لا تؤثر بذاتها بل بقدرة الله تعالى

    والرقية إنما هي سبب من الأسباب.

    . وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
    تعريف الرقية وشروطها
    الرقى : جمع رقية وهي العوذة التي يرقى بها صاحب الآفة كالحمى والصرع وغير ذلك من الآفات ويسمونها العزائم وهي على نوعين :
    النوع الأول : ما كان خالياً من الشرك بأن يقرأ على المريض شيء من القرآن أو يُعوذ بأسماء الله وصفاته فهذا مباح ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قد رقى وأمر بالرقية وأجازها ،فعن عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ قَالَ : كُنَّا نَرْقِي فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَقُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ : كَيْفَ تَرَى فِي ذَلِكَ ؟فَقَالَ : " اعْرِضُوا عَلَيَّ رُقَاكُمْ لَا بَأْسَ بِالرُّقَى مَا لَمْ يَكُنْ فِيهِ شِرْكٌ "رواه مسلم .


    قال السيوطي : وقد أجمع العلماء على جواز الرقى عند اجتماع ثلاثة شروط :
    1أن تكون بكلام الله أو بأسماء الله وصفاته . وأن تكون باللسان العربي وما يعرف معناه .
    2 وأن يعتقد أن الرقية لا تؤثر بذاتها ، بل بتقدير اللهتعالى


    قال ابن حجر في الفتح : ( قد أجمع العلماء على جواز الرقى عند اجتماع هذه الشروط ) ( فتح الباري – 10 / 206 ) 0

    قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - وأما معالجة المصروع بالرقى ، والتعويذات فهذا على وجهين :

    * أ - فإن كانت الرقى والتعاويذ مما يعرف معناه ومما يجوز في دين الإسلام أن يتكلم بها الرجل داعيا الله ذاكرا له ومخاطبا لخلقه ونحو ذلك - فإنه يجوز أن يرقى بها المصروع
    ب – وإن كان في ذلك كلمات محرمة مثل : أن يكون فيها شرك أو كانت مجهولة المعنى يحتمل أن يكو ن فيها كفر – فليس لأحد أن يرقى بها ولا يعزم ولا يقسم ، مجموع الفتاوى - 23 / 277 ) 0

    * يقول الدكتور عمر الأشقر : ( والرقية ليست مقصورة على إنسان بعينه ، فإن المسلم يمكنه أن يرقي نفسه ، ويمكن أن يرقي غيره ،وأن يرقيه غيره ، ويمكن للرجل أن يرقي امرأته ، ويمكن للمرأة أن ترقي زوجها ، ولاشك أن صلاح الإنسان له أثر في النفع ، وكلما كان أكثر صلاحا كان أكثر نفعا ، لأنالله تعالى يقول : ( إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنْ الْمُتَّقِينَ ) " سورةالمائدة – الآية 27 " ( عالم السحر والشعوذة – ص 204 )
    جواز الرقى والتداوي
    أولا : حكم التداوي

    أن الإسلام دين النظافة فقد اعتنى الإسلام بالأجساد وبالمحافظة عليها أيما عناية سواء بما يؤدي إلى الوقاية من الأمراض قبل وقوعها أوبما يعالجها بعد وقوعها ,,,
    فمثلا الوضوء والغسل ..
    فإن ذلك من نظافة الجسم مما يقيه من الجراثيم التي لوتركت لتراكمت فينتج عنها من الأمراض ما لا يحمد عقباه .. وكذلك الصلاة فيها منالفوائد الصحية الشيء الكثير للروح والجسد .. وكذلك الصوم والحج ,,

    وتحريم الخمر والميتة ولحم الخنزير وتحريم الزنا وغير ذلك من الأمورالتي يخفى على من تدبرها ما في ذلك من حفظ للجسد والروح ..
    وقد أشار القرآن إلى أنواع من الأمراض فمن ذلك
    قوله تعالى "ليس على الاعمى حرج ولا على الاعرج حرج ولا على المريض حرج" سورة النور 61


    وقوله تعالى"وَمَن كَانَ مَرِيضاً او على سفر فعدة من أيام أخر) سورة البقرة 185

    وكما أشار القرآن الكريم إلى الأمراض فقد أشار إلى الشفاء من ذلك
    قوله تعالى "وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ(" سورة الاسراء 82
    وقوله تعالى "ثُمَّ كُلِي مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاء لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ") سورة النحل 69


    وأما في السنة فالأحاديث كثيرة في هذا الباب وهي تدل على جوازالتداوي
    منــــــها:
    عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم
    "ما أنزل الله داء إلا وأنزل له شفاء " صحيح البخاري


    وعن جابر بن عبدالله عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال
    " لكل داء دواء فإذا أصيب دواء الداء برأ بإذن الله عزوجل "صحيح مسلم


    وعن أبي خزامة قال : قلت يارسول الله أرأيت رقى نسترقيها ودواء نتداوى به وتقاة نتقيها وهل ترد من قدر الله شيئا ؟فقال:
    " هي من قدر الله " مسند الإمام أحمد


    إذاً تبين لنا أن هناك أسباب ومسببات وأن ذلك كله بقدر الله تعالى ،ودلت الأحاديث على جواز التداوي وأنه من الأسباب المشروعة ولكن يشترط أن لا يكون بحرام ، ولقد جاء النص بتحريم التداوي بما هو حرام


    فعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عيه وسلم
    "إن الله أنزل الداء والدواء وجعل لكل داء دواء فتداووا ولا تداووا بحرام "
    سنن أبي داود


    وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال " نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الدواء الخبيث "
    سنن أبي داود
    فلا يجوز لمسلم أن يتداوى بحرام سواء كان من الرقى أوغيرها من الأدوية وفي الحلال غنية عن الحرام والله المستعان
    كيفية الرقـــى

    وردت عدة كيفيات للرقى :
    أولا : النفث والتفل في الرقية :
    النفث : هو نفخ يسير مع ريق يسير وهو أقل من التفل وقي لأنه بلا ريق .
    التفل : شبيه بالبزاق وهو أقل منه .
    عن أبي قتادة قال : سمعت النبي صلىالله عليه وسلم يقول :
    " الرُّؤْيَا مِنَ اللَّهِ ، وَالْحُلْمُ مِنَ الشَّيْطَانِ ، فَإِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ شَيْئًا يَكْرَهُهُ فَلْيَنْفِثْ حِينَ يَسْتَيْقِظُ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ وَيَتَعَوَّذْ مِنْ شَرِّهَا ، فَإِنَّهَا لاَ تَضُرُّهُ ") صحيح البخاري


    وعن عائشة رضي اللهعنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في الرقية : "بِسْمِاللَّهِ ، تُرْبَةُ أَرْضِنَا . بِرِيقَةِ بَعْضِنَا ، يُشْفَى سَقِيمُنَا بِإِذْنِرَبِّنَا"صحيح البخاري


    وعن عائشة رضي الله عنها أنها قَالَتْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
    "إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ نَفَثَ فِى كَفَّيْهِ بِقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ وَبِالْمُعَوِّذَتَيْنِ جَمِيعًا ، ثُمَّ يَمْسَحُ بِهِمَا وَجْهَهُ ، وَمَا بَلَغَتْ يَدَاهُ مِنْ جَسَدِهِ ".
    صحيح البخاري
    كل هذه الأحاديث ذكرت في البخاري وكلها تدل على جواز النفث والتفل في الرقية ، وإذا تأملنا هذه النصوص الواردة في الرقى ،والتي ذكر فيها النفث أو التفل وجد أن ذلك وقع قبل القراءة وبعدها ومعها فيفهم من هذه النصوص جواز ذلك كله .
    ومن هذه النصوص التي تدل على ذلك الي وردتفي صحيح البخاري :

    عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِىَّ - صلىالله عليه وسلم - كَانَ إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ كُلَّ لَيْلَةٍ جَمَعَ كَفَّيْهِثُمَّ نَفَثَ فِيهِمَا فَقَرَأَ فِيهِمَا ( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ) وَ ( قُل
    أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ ) وَ ( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ) ثُمَّ يَمْسَحُ بهمَا مَا اسْتَطَاعَ مِنْ جَسَدِهِ يَبْدَأُ بِهِمَا عَلَى رَأْسِهِ وَوَجْهِهِ وَمَا أَقْبَلَ مِنْ جَسَدِهِ يَفْعَلُ ذَلِكَ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ"
    فهذا الحديث يدل على أن النفث قبل القراءة.
    وفي رواية أخرى :
    عَنْ عَائِشَةَ - رضى الله عنها - قَالَتْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ نَفَثَ فِى كَفَّيْهِ بِقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ وَبِالْمُعَوِّذَتَيْنِ جَمِيعًا ، ثُمَّ يَمْسَحُ بِهِمَا وَجْهَهُ ، وَمَا بَلَغَتْ يَدَاهُ مِنْ جَسَدِهِ .
    قال بن حجر :
    أي يقرؤها وينفث حالة القراءة.
    وجاء في قصة المعتوه الذي رقاه أحد الصحابة قول الراوي : " فرقاه بفاتحة الكتاب ثلاثة أيام غدوة وعشية ، كلما ختمها جمع بزاقه ثم تفل ......
    فهذا الحديث يدل على وقوع النفث بعد القراءة .



    ثانيا: الرقية بدون نفث :
    وتجوز الرقية بدون نفث وتفل لورود ذلك عن النبي صلى الله عليهوسلم حيث كان إذا عاد مريضا يقول
    "أَذْهِبِ الْبَاسَ رَبَّ النَّاسِ ، اشْفِ وَأَنْتَ الشَّافِى لاَ شِفَاءَ إِلاَّشِفَاؤُكَ ، شِفَاءً لاَ يُغَادِرُسَقَمًا"
    وكان أنس بن مالك رضي الله عنه يرقي بتلك الرقية.

    ثالثا : خلط بعض التراب مع الريق:
    ويجوز خلط بعض التراب مع الريق وكيفية هذه الرقية أن ينفث علىالإصبع بشيء من الريق ثم يوضع في التراب ويمسح به المريض في أثناء الرقية .
    ومما يدل على هذه الكيفية ما رواه البخاري في صحيحه بسنده
    عَنْ عَائِشَةَ - رضى الله عنها - أَنَّ النَّبِىَّ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يَقُولُ لِلْمَرِيضِ " بِسْمِ اللَّهِ ،تُرْبَةُ أَرْضِنَا . بِرِيقَةِ بَعْضِنَا ، يُشْفَى سَقِيمُنَا بِإِذْنِ رَبِّنَا"
    قال النووي :
    "معنى الحديث أنه أخذ من ريق نفسه على إصبعه السبابة ثم يضعها على التراب فيعلق بها من شيء ، فيمسح به على الموضع الجريح أو العليل ويقول هذا الكلام حالة المسح . والله أعلم ."انتهى


    والمراد بقوله " أرضنا "
    قال النووي :" قال جمهور العلماء المراد بأرضنا هنا : جملة الأرض ، وقيل : أرض المدينة خاصة لبركتها " انتهى.
    والراجح هنا قول الجمهور وهو (جملة الأرض ) لعدم ورود ما يخصص أرض المدينة دون سواها والله أعلم.

    رابعا: مسح الجسد باليد :
    ومسح الجسد باليدأن يمسح الراقي جسده بعد الرقية ، وأن يضع يده محل الوجع ويمسحه وكذلك إذا رقى غيره .
    ما جاء فيالبخاري:
    عَنْ عَائِشَةَ - رضى الله عنها - أَنَّ النَّبِىَّ - صلى الله عليه وسلم - كَانَيُعَوِّذُ بَعْضَ أَهْلِهِ ، يَمْسَحُبِيَدِهِ الْيُمْنَى وَيَقُولُ " اللَّهُمَّ رَبَّ النَّاسِ أَذْهِبِ الْبَاسَ ،اشْفِهِ وَأَنْتَ الشَّافِى ، لاَ شِفَاءَ إِلاَّ شِفَاؤُكَ ، شِفَاءً لاَيُغَادِرُ سَقَمًا "
    وأما وضع اليد على مكان الألم عند الرقية
    مارواه مسلم في صحيحه
    عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِى الْعَاصِ الثَّقَفِىِّ أَنَّهُ شَكَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليهوسلم وَجَعًا يَجِدُهُ فِى جَسَدِهِ مُنْذُ أَسْلَمَ. فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم "ضَعْ يَدَكَ عَلَى الَّذِى تَأَلَّم جَسَدِكَ وَقُلْ بِاسْمِ اللَّهِ. ثَلاَثًا. وَقُلْ سَبْعَ
    مَرَّاتٍ أَعُوذُ بِاللَّهِ وَقُدْرَتِهِ مِنْ شَرِّ مَا أَجِدُ وَأُحَاذِرُ"

    فهذه الأحاديث تدل على جواز مسح الجسد باليد وجوازمسح الوجع باليد اليمنى كما ورد في بعضها ، وحكمة ذلك التبرك باليمين وقيل على طرق ا لتفاؤل لزوال ذلك الوجع .
    وسواء علمت الحكمة أو لم تعلم فإن هذا العمل مشروع طالما ثبت فعله عن النبي صلى الله عليه وسلم .

    خامسا :الرقية في الماء ثم شربه أو الإغتسال به
    وكيفية هذه الرقية أن يؤتى بماء في إناء ثم يقرأ على هذا الماء بالرقى المشروعة وينفث فيه ،وبعد ذلك يغتسل به المريض أو يشربه أو يمسح به مكان المرض .
    عن علي رضي الله عنه قال : لدغت النبي صلى الله عليه وسلم عقرب وهو يصلي فلما فرغ قال : "" لعن الله العقرب ؛ لا تدع مصليا ولا غيره . ثم دعا بماء وملح وجعل يمسح عليها ويقرأ بـ (قل يا أيها الكافرون) و ( قل أعوذ برب الفلق ) و ( قل أعوذ برب الناس )" .

    وعن أبي معشر عن عائشة رضي الله عنها أنها كانت لا ترى بأسا أن يعوذ في الماء ثم يصب على المريض
    وروى ابن أبي حاتم في تفسيره في سورة يونس عن ليث بن أبي سليم قال : " بلغني أن هؤلاء الآيات شفاء من السحر بإذن الله تقرأ في إناء فيه ماء ثم يصب علىرأس المسحور ... "وجاء في كتب وهببن منبه :
    أنه يأخذ سبع ورقاتمن سدر أخضر فيدقه بين حجرتين ، ثم يضربه بالماء ، ويقرأ فيه آية الكرسي ، والقواقل، ثم يحسو منه ثلاث حسوات ثم يغتسل به فإنه يذهب عنه كل ما به وهو جيد للرجل إذاحبس عن أهله .
    قال ابن القيم رحمه الله تعالى في زاد المعاد :
    ولقد مر بي وقت بمكة سقمت فيه ، وفقدت الطبيب والدواء فكنت أتعالج بالفاتحة آخذ شربة من ماء زمزم وأقرؤها عليها مرارا ثم أشربه فوجدت بذلك البرء التام ، ثم صرت أعتمد ذلك عند كثيرمن الأوجاع فأنتفع بها غاية الإنتفاع.
    وقال أيضا رحمه الله تعالى في مدارج السالكين :
    وقد جربت أنا من ذلك في نفسي وفي غيري أمورا عجيبة ، ولا سيما مدة المقام بمكة . فإنه كان يعرض لي آلام مزعجة ، بحيث تكاد تقطع الحركة مني ، وذلك في أثناء الطواف وغيره ، فأبادر إلى قراءة الفاتحة ، وأمسح بها على محل الألم فكأنه حصاة تسقط ، جربت ذلك مرار عديدة ،وكنت آخذ قدحا من ماء زمزم فأقرأ عليه الفاتحة مرارا فأشربه فأجد فيه من النفعوالقوة مالم أعهد مثله في الدواء ، والأمر أعظم من ذلك لكن بحسب قوة الإيمان وصحة اليقين والله المستعان ..
    وقد يستفاد جواز هذه الكيفية مما يلي أيضا :
    حيث ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم وصف الماء بأنه علاج للحمى حيث قال : "الحمى من فيح جهنم فأطفئوها بالماء " صحيح البخاري .
    وأمر العائن بالإغتسال للمعين .
    وثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه نفث على التراب .
    وقال صلى الله عليه وسلم" من استطاع منكم أن ينفع أخاه فليفعل "
    وقال" لابأس بالرقى مالم يكن فيه شرك "

    وثبت الإنتفاع بذلك وليس في هذا العمل شرك . وقد تقدم أن من فائدة النفث التبرك بريق النافث الذي صاحب الرقية الشرعية فإذا انتقل إلى الماء حصل المراد إن شاء الله ، والله أعلم.

    سادسا : كتابة بعض الآيات من القرآن ثم محوها بالماء وشربها وغسل البدن بها:
    وصفة هذه الكيفية أن تكتب آيات من القرآن الكريم في ورقة أو في إناء ثم تمحى هذه الكتابة بالماء وبعد ذلك يشربها المريض ويغتسل بها ، وممن نقل عنه جواز هذه الكيفية ، ابن عباس ، وأحمد بن حنبل ، والقاضي عياض ، وابن تيمية ، وابن القيم وغيرهم


يعمل...
X