متفائلون بإذن الله ..
رغم المآسي ..
رغم الآهات ..
المأساه:
لأنني والله ..
احترت ماذا أقول ..
وكيف أعنونها ..
فاختاري أنت بعد سماعها عنواناً ..
ولك الخيار ..
اتصلت علي تعرض مشكلتها ..
قالت : كانت لي علاقه مع شاب ..
كان من ثمراتها أني وقعت بالحرام مرات ومرات ..
لكني بعد حج هذا العام ..
تبت ..
وندمت ..
وأقلعت عن الذنب ..
فبماذا تنصحني ؟.
قلت :
اصدقي في التوبه ..
واسألي الله الثبات ..
فانفجرت باكيه وهي تقول :
والله إني صادقه ..
انفجرت باكيه وهي تقول :
والله إني صادقه ..
لقد ..
أحرقت المعاصي قلبي ..
وأجرت دمعي حاراً على وجهي ..
فهدأتها وقلت : أبشري بالخير فرحمة الرحمن واسعه وإنه {لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى } ..
قالت : بقيت مشكله أعاني منها ..
قلت : ما هي ؟!.
قالت : لا زال يتصل بي من حين إلى حين ..
أويرسل إلي رسائل في الجوال ..
مع العلم أنه هو أيضاً قد ..
صلح حاله ..
وتبدلت أوضاعه ..
فقلت : ما الهدف إذاً من الاتصال والإرسال ؟!..
هذا باب من أبواب الشيطان ..
ولا بدَّ أن يُغلق فإنَّ الله قد قال : { وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ } ..
إن كان صادقاً ويريد تصحيح ما كان ..
فليطرق البيت من بابه ..
قالت : إنه يستمع لأشرطتك ويتابع أخبارك ..
قلت : أعطيني رقم هاتفه ، وسأتصل عليه ..
اتصلتُ عليه .. وعرَّفته بنفسي .. ففرح واستر ..
فقلت له : اتصلت علي فتاه يهمها أمرك وتريد لك الخير ..
لقد قالت ..
لقد كنت أنت وإياها على علاقه محرَّمه ..
ثم منَّ الله عليكما بالتوبه والهدايه ..
فاحمد الله على ذلك ..
ثم قلت : لكن بقي أمر !..
قال : ما هو ؟!.
قلت : أمر الرسائل والاتصال ..
إن كنت صادقاً تريد أن تصحح ما مضى فاطرق البيت من بابه كما قال الله : { وَأْتُواْ الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا } ..
وإلا فاقطع ذلك ..
وأغلق باب الشيطان ..
فوعدني خيراً ..
دارت الأيام ..
ومضت الليالي ..
ثم اتصلت علي الفتاه مره أخرى ..
فسألتها عن أخبارها وحالها فقالت : على أحسن حال ..
ثم سألتها عن فلان ..
فقالت : لقد انقطعت الرسائل تماماً ، وانقطع الاتصال ..
لكن ..
ثم سكتت ..
وطال سكوتها ..
فقلت : ما بك ؟!..
قالت : هناك أمر لا بدَّ ان تعرفه ..
فكيف أستحي منك ..
وأنا لم أستحي من الله ..
قلت : ما هو ؟!.
قالت :
لم أقل لك إني متزوجه ..
قالت :
لم أقل لك إني متزوجه ، وعندي ثلاثة أطفال ..
فصُعقت أنا ..
وتلعثمت ..
ولم أستطع الكلام ..
صاح في داخلي صائح ..
ونادى مناد :
يالله ..
ألهذه الدرجه وصل بنا الضياع والانحلال !!!..
حبست دموعي أسىً على واقع المسلمين ..
قالت باكيه :لِمَ لا تتكلم !!..
أعلم أنَّ جرمي عظيم ولكني تائبه و{ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ } ..
ووالله ..
إني نادمه ..
ومنطرحه ..
بباب ربّ العالمين ..
تمالكت نفسي وقلت :
والأطفال .. أطفال من ؟!.
فقالت :
أقسم بالله العظيم إنهم أبناء أبيهم وأنا متأكده من ذلك ..
فقلت :
هل عرفتِ الآن لماذا ..
كان الزنى من أبشع الجرائم وأقبحها !!..
به ..
تنتهك الأعراض ..
وتختلط الأحساب والأنساب ..
لذلك قال الله : { وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً } ..
بل ..
رتب عليه أبشع العقوبات ..
الرجم حتى الموت ..
وبدأ ..
بالزانيه ..
قبل الزاني ..
فقال : { الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي } ..
فبدأ بها ..
لأنها لو لم تمكّن من نفسها ..
لما حدثت هذه الجريمه ..
فبكت ..
حتى قطعت قلبي من بكائها ..
تقول : أشعر كلما رأيت زوجي ..
أني مجرمه ..
وأني حقيره ..
ودائماً أردد على مسامعه : سامحني واعفو عني ..
وهو لا يدري لماذا أقول له هذا ..
بل فكرت مرات ومرات أني أصارحه ..
فقلت : استري على نفسك ..
فمن سترت على نفسها ستر الله عليها ..
ولكن ..
اصدقي مع الله في التوبه ..
فزاد بكاؤها ..
شعرت حينها ..
أنها صادقه في توبتها أحسبها والله حسيبها ..
( وكل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون )..
وقفه :
متفائلون بإذن الله ..
رغم المآسي ..
رغم الآهات ..
لكننا متفائلون بإذن الله ..
مستبشرون بملايين الفتيات العائدات ..
العائدات إلى بيوتهن .
المتمسكات بشريعة ربهن ..
المعتزات بحجابهن ..
والداعيات إلى الله ..
بمطلق العزة والإيمان ..
إنَّ الأمة اليوم ..
تنتظر منك أن ..
تصنعي ..
أبطالاً فاتحين ..
وعبَّاداً زاهدين ..
وعلماء ربانيين ..
ولن يتحقق ذلك حتى ..
تكوني على مستوى المسؤوليه ..
ففاقد الشيء لا يعطيه ..
سأسوق لك أخباراً ..
ترفع همتك ..
ولتعلمي أنَّ ..
أمة الإسلام ..
أمة معطاءه ..
برجالها ..
ونسائها ..
بل حتى بأطفالها ..
اسمعي بارك الله فيك ..
بعض الفتيات ..
يغرقن بين ..
أحلام وأوهام ..
وأخواتك الصادقات ..
يحملنَ ..
آهات وهموم ..
شجون وأحزان ..
آهات ..
ليست كآهات الغارقات : آهات حب وغرام ..
وهموم ..
ليست كهموم الغافلات : هموم شهوات ومعكسات ..
اتصلت من تقول لي : أريد بريدك الالكتروني ..
فعندنا رساله نريد أن نوصلها لك ..
وصلت الرساله ..
قرأتها ..
فاحتقرت نفسي ..
شعرت بالخجل ..
وأنا أقرأ كلمات تلك الرساله ..
سجدت لله شكراً أنَّ عندنا مثل ..
هؤلاء الفتيات ..
لعلك تريدين أن تسمعي بعضاً من عبارات تلك الرساله التي أحمل لمن كتبنها كل الحب والتقدير والاحترام ..
إنها رساله من فتاتين في مقتبل العمر ..
تربين على حب ..
الله .. ورسوله .. والبذل للإسلام ..
تقولان : يا شيخ ..
باختصار وبدون مقدمات ..
مشكلتنا ..
أننا بنات ..
لكننا لسنا كالبنات ..
همنا ..
يختلف عن هموم البنات ..
همنا ..
رفع راية لا إله إلا الله تحت ظل السيوف ..
الموت بالنسبه لنا ..
حياة ..
والحياة بالنسبة لنا ..
جهاد ..
وأعظم أمانينا ..
الموت والاستشهاد ..
كيف ..
يقر لنا قرار !..
ويهدأ لنا بال !..
ونحن نرى ..
أطفال المسلمين يُقتلون ..
وأمهاتهم تُسبى ..
وآباؤهم يسحبون ويعذبون ويؤسرون ..
إننا لا نستطيع أن ..
نقف مكتوفات الأيدي ..
ونتفرج ..
كما يفعل الرجال الآن ..
إن كنتم عرفتم للنوم لذه ..
فإننا لم نعرف تلك اللذه ..
ننام على ..
أصوات المدافع والطائرات ..
إننا ..
لا نعيش معكم ..
رغم أننا معكم ..
ونحن حينما كتبنا لك ..
لا نريد منك ..
رسالة عزاء على مصاب الأمه ..
ولا نريد ..
مدحاً وثناء ..
لأنَّ الكل منا يعرف نفسه ..
إنما كتبنا لأننا ..
نريد ..
السبيل إلى الجهاد ..
وأعظم أمانينا ..
الموت والاستشهاد ..
لا تقل لنا ..
أنتنَ نساء ..
فنحن نعلم ..
ولكننا نساء ..
بأرواح الرجال ..
رجال ..
لا يرضون الذله والمهانه ..
لا تقل لنا ..
أنتنَ جهادكنَّ الحج والعمره ..
فنحن ..
نطمع بالأعلى ..
نطمع ..
بالموت في سبيل الله ..
فأرواحنا أغلى ما يمكن أن نقدمه في سبيل ..
رضى رب العالمين ..
والذي أنفسنا بيده إننا ..
نتوق للجنان ..
والذي أنفسنا بيده إننا ..
نتوق للجنان ..
ونعلم ..
بفضل الشهيد عند الرحمن ..
ونطمع ..
أن تكون منهم ومعهم ..
وختموا الرساله بتوقيعهم ..
أم عبد الله ..
وأم عبد الرحمن ..
هذه بعض من العبارات التي كتبنها ..
والتي جعلتني أراجع مع نفسي الحسابات ..
ولعلكِ ..
أنتِ أيضاً ..
تراجعين ..
إن أمةً ..
تمتلك مثل هؤلاء الفتيات ..
أمة لا تُقهر بإذن الله ..
فنحن { خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ } ..
مهما كانت ..
الظروف والأحوال ..
أيتها الصادقه ..
لا ترهبي التيار ..
أنت قويه بالله ..
مهما استأسد التيار ..
تبقى صروح الحق شامخه ..
وإن أرغى وأزبد حولها الإعصار ..
تعليق