فى الزمن الجميل
كنا نسمع كلمات افتقدناها
هذه الأيام كان الرجل يقول
إذا طلب شيئا أو استفسر عنه
«من فضلك» أو
«بعد إذنك»
وعند النداء يقرنه بما يفي
التوقيروالاحترام مثل
«يا أخى»
«يا أستاذ»
«يا أختى»
ولمن يكبره سنا
«يا عمى»
«يا خالة»
وإذا أخطأ يقول
«آسف»
«سامحنى لم أقصد».
وإذا سألت عن مكان
شارع أو بيت
تجد من يقوم بتوصيلك
وإذا لم يعرف يعاونك
فى سؤال الآخرين.
وفى وسائل المواصلات
نجد الصغير
يترك مكانه للشيخ العجوز
والمرأة والمريض.
وكأن المنديل القطنى
جزءا لا يتجزأ
من شخصية الإنسان
يستعين به إذا أراد أن يبصق
أو بدلاً من البصق فى الشارع
والطرقات
وكان الاهتمام بالخضرة
والورود وغرس الأشجار
فى الشوارع والنوافذ
وفوق الأسطح باديا
والآن صارت الكراكيب
وتلال القمامة
تملأ كل شبر فى بر بلدنا.
وكنا إلى وقت قريب
نستحى أن نمر فى الشارع
الذى يسكن فيه مدرس الفصل
وإذا رأى أحدا منا
يسأله من أين وإلى أين
وإذا ارتاب فى رفيقه
أو صحبه تحرى عنه.
ولما تغيرت تلك الجماليات والأخلاق
نرمى بالعيب على الزمن
وهذا لا يصح:
نعيب زماننا
والعيب فينا
وما لزماننا
عيب سوانا
لقد هيمن القبح
وسادت الهمجية
وسيطرت الرعونة
فى سلوكياتنا
وعلا النفاق والكذب
وانتشر سوا لخلق
بين الناس
وضاعت حرمة الجار
وافتقد الأمان
وغابت المحبة فى الزمن الجميل
هتف الرجل متباهيا.
وأغض طرفى عن جارتى
حتى توارى جارتى مثواها
إذا أردتم ان تشاهدوا
ايام الزمن الجميل
فتعالوا نصلح من شأننا
ليصلح الله أحوالنا.
فالجرائم كثرت
والسبب في ذلك
أن مقومات الوطن المستقر ناقصة
إن لم تكن مفقودة،
الجريمة متفشية،
جريمة القتل
جريمة التهتك
جريمة التسكع
جريمة الإدمان
على المخدرات
جريمة السرقة
جريمة القتل
جريمة الضرب
جريمة الشتم والسب
جرائم السفاح
جرائم الضياع
كل ذلك تفشى في مجتمعاتنا،
لأن مقومات المواطنة
لم تتوفر بل ربما غابت بكليتها
وبكلها بكل ما يمكن
أن يحقق جزءاً منها،
غابت عن أرض أوطاننا
ولذلك انتشرت الجريمة
وانتشرت المفاسد
وانتشر الفساد
وانتشر الشؤم
وانتشر الحقد
وانتشرت الضغينة
وانتشرت العداوة
وانتشرت البغضاء،
فهذا يضرب جاره
وذاك يقتل زوجته
وثالثٌ يقتل قريبه
ورابع يسرق معلمه
وخامسٌ ينهش في مديريته
وسادسٌ يرتكب أشد الفواحش
في حق أقرب الناس إليه
وهكذا دواليك…
وسلوا محاكم العدل
وسلوا الأماكن
التي تأوي إليها ملفات
هذه المشاكل.
أسأل الله عز وجل
أن يوفقنا من أجل أن نكون
دعاةً لبناء الإنسان
ولبناء الأوطان
وفق ما يرضي الرحمن
إن ربنا جليلٌ عظيم.
تعليق