غالبا ما يضيع المال بحثاً عن المال
الأربعاء,آذار 26, 2008
وخير جليس في الأنام كتاب
إن من أسباب السعادة الانقطاع إلى مطالعة الكتاب , والاهتمام بالقراءة , وتنمية العقل بالفوائد .
والجاحظ يوصيك بالكتاب والمطالعة لتطرد الحزن عنك فيقول :
والكتاب هو الجليس الذي لا يُطْرِيكَ , والصديق الذي لا يُغْـرِيكَ , والرفيقُ الذي لا يَمَلّـُكَ , والمستميح الذي لا يستريثك , والجارُ الذي لا يستبطِيك , والصاحبُ الذي لا يريد استخراج ما عندك بالملَقِ , ولا يعاملـُكَ بالمكْـر , ولا يخدعُكَ بالنفاق , ولا يحتالُ لكَ بِالكَـذِبِ .
والكتاب هو الذي إن نظرت فيه أطَال إمتاعَك , وشحذَ طباعَك , وبَسَطَ لسانَك , وجوَّد بنانك , وفخَّم ألفاظَك , وبحبح نفسَك , وعمَّرَ صدرَك , ومنحَك تعظيمَ العوامِّ , وصداقةَ الملوك , وعرفتَ به في شهرٍ ما لا تعرفه من أفواهِ الرجال في دهْـرٍ , مع السلامة من الغُـرْمِ , ومن كدِّ الطلب , ومن الوقوف ببابِ المكتسب بالتعليم , ومن الجلوس بين يدي من أنتَ أفضلُ منه خُلُـقاً , وأكرمُ منه عِرقاً , ومع السلام من مجالسة البغضاء ومقارنة الأغنياء .
والكتاب هو الذي يطيعك بالليل كطاعته بالنهار , ويطيعك في السفر كطاعته في الحضر , ولا يعتلُّ بنومٍ ’ ولا يعتريه كَلَـلُ السهرِ , وهو المعلِّمُ الذي إن افتقـرتَ إليه لم يَخْفِرُك , وإن قطعتَ عنه المادةَ لم يقطعْ عنك الفائِدَةَ , وإن عزلتَه لم يدعْ طاعتَك , وإن هبَّت ريحُ أعاديك لم ينقلبْ عليك , ومتى كنتَ معه متعلِّقاً بسبب أو معتصماً بأدنى حَبْلٍ كان لك فيه غنىً من غيره , ولم تضرك معه وحشةُ الوحدة إلى جليسِ السوء , ولو لم يكن من فضله عليك وإحسانه إليك إلاَّ منْعُه لك من الجلوس على بابِكَ , والنظر إلى المارة بك _مع ما في ذلك من التعـرُّض للحقوق التي تلزم , ومن فضول النظر , ومن عادة الخوض فيما لا يعنيك , ومن ملابسةِ صِغارِ الناسِ , وحضورِ ألفاظهم الساقطةِ , ومعانيهم الفاسدة , وأخلاقِهم الرديئة , وجهالاتهم المذمومة_ لكان في ذلك السلامةُ ثم الغنيمةُ , وإحرازُ الأصل مع استفادةِ الفَرْع , ولو لم يكن في ذلك إلا أنه يشغلك عن سُخف المُنَى , وعن اعتياد الراحةِ وعن اللَّعبِ , وكل ما أشبه اللعب , لقد كان على صاحبه أسبغَ النعمةَ وأعظمَ المِنَّةَ .
وقد علمنا أن أفضل ما يقطع به الفُـرَّاغُ نهارهم , وأصحاب الفكاهات ساعاتِ ليلهم : الكتابُ , وهو الشيء الذي لا يُرى لهم فيه مع النيْل أثر في ازدياد تجربة ولا عقل ولا مروءة , ولا في صوْن عِـرْضٍ , ولا في إصلاح دينٍ , ولا في تثمير مال , ولا في رب صنيعةٍ , ولا في ابتداءِ إنعامٍ.
omayma
الأربعاء,آذار 26, 2008
وخير جليس في الأنام كتاب
إن من أسباب السعادة الانقطاع إلى مطالعة الكتاب , والاهتمام بالقراءة , وتنمية العقل بالفوائد .
والجاحظ يوصيك بالكتاب والمطالعة لتطرد الحزن عنك فيقول :
والكتاب هو الجليس الذي لا يُطْرِيكَ , والصديق الذي لا يُغْـرِيكَ , والرفيقُ الذي لا يَمَلّـُكَ , والمستميح الذي لا يستريثك , والجارُ الذي لا يستبطِيك , والصاحبُ الذي لا يريد استخراج ما عندك بالملَقِ , ولا يعاملـُكَ بالمكْـر , ولا يخدعُكَ بالنفاق , ولا يحتالُ لكَ بِالكَـذِبِ .
والكتاب هو الذي إن نظرت فيه أطَال إمتاعَك , وشحذَ طباعَك , وبَسَطَ لسانَك , وجوَّد بنانك , وفخَّم ألفاظَك , وبحبح نفسَك , وعمَّرَ صدرَك , ومنحَك تعظيمَ العوامِّ , وصداقةَ الملوك , وعرفتَ به في شهرٍ ما لا تعرفه من أفواهِ الرجال في دهْـرٍ , مع السلامة من الغُـرْمِ , ومن كدِّ الطلب , ومن الوقوف ببابِ المكتسب بالتعليم , ومن الجلوس بين يدي من أنتَ أفضلُ منه خُلُـقاً , وأكرمُ منه عِرقاً , ومع السلام من مجالسة البغضاء ومقارنة الأغنياء .
والكتاب هو الذي يطيعك بالليل كطاعته بالنهار , ويطيعك في السفر كطاعته في الحضر , ولا يعتلُّ بنومٍ ’ ولا يعتريه كَلَـلُ السهرِ , وهو المعلِّمُ الذي إن افتقـرتَ إليه لم يَخْفِرُك , وإن قطعتَ عنه المادةَ لم يقطعْ عنك الفائِدَةَ , وإن عزلتَه لم يدعْ طاعتَك , وإن هبَّت ريحُ أعاديك لم ينقلبْ عليك , ومتى كنتَ معه متعلِّقاً بسبب أو معتصماً بأدنى حَبْلٍ كان لك فيه غنىً من غيره , ولم تضرك معه وحشةُ الوحدة إلى جليسِ السوء , ولو لم يكن من فضله عليك وإحسانه إليك إلاَّ منْعُه لك من الجلوس على بابِكَ , والنظر إلى المارة بك _مع ما في ذلك من التعـرُّض للحقوق التي تلزم , ومن فضول النظر , ومن عادة الخوض فيما لا يعنيك , ومن ملابسةِ صِغارِ الناسِ , وحضورِ ألفاظهم الساقطةِ , ومعانيهم الفاسدة , وأخلاقِهم الرديئة , وجهالاتهم المذمومة_ لكان في ذلك السلامةُ ثم الغنيمةُ , وإحرازُ الأصل مع استفادةِ الفَرْع , ولو لم يكن في ذلك إلا أنه يشغلك عن سُخف المُنَى , وعن اعتياد الراحةِ وعن اللَّعبِ , وكل ما أشبه اللعب , لقد كان على صاحبه أسبغَ النعمةَ وأعظمَ المِنَّةَ .
وقد علمنا أن أفضل ما يقطع به الفُـرَّاغُ نهارهم , وأصحاب الفكاهات ساعاتِ ليلهم : الكتابُ , وهو الشيء الذي لا يُرى لهم فيه مع النيْل أثر في ازدياد تجربة ولا عقل ولا مروءة , ولا في صوْن عِـرْضٍ , ولا في إصلاح دينٍ , ولا في تثمير مال , ولا في رب صنيعةٍ , ولا في ابتداءِ إنعامٍ.
omayma
تعليق