إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

رســـالـــة إلى العشــــــــاق

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • رســـالـــة إلى العشــــــــاق



    الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد :

    الحب غريزة فطرية في الإنسان ، خلقها الله فيه كما خلق بقية الغرائز ، والحب هو أقوى

    محركات القلوب ، حتى في

    توجه الإنسان إلى ربه ، إنما في الحقيقة يحركه الحب ، حب الله تعالى

    ، وحب نعيم الجنة ، وحب السلامة من عذاب النار. ، ولهذا السبب يبقى الحب في الجنة ، ويزول

    الخوف والرجاء ،

    مع أن هذه الثلاثة مجتمعة هي التي تحرك الإنسان للعمل الصالح ، ولكن الحب أقواها ، فيذهب الخوف

    في الجنة ، لان الله تعالى

    يعطي أهلها الأمان ، ويذهب الرجاء لان الإنسان يكون قد حصل على ما كان يرجوه ، فيتوقف رجاؤه ،

    اللهم إلا رجاءالبقاء والاستمرار في النعيم .

    وحتى يذهب الله تعالى عنهم كدر رجاء الخير المتوقع ، لان انتظار ذلك فيه نوع من انزعـــــاج

    النفس واضطرابها ، يعجل لهم

    البشرى بالخلود في الرضوان ، قال صلى الله عليه وسلم : إن الله تعالى يقول لأهل الجنــــــــة :

    يا أهل الجنة: فيقولون: لبيك ربنا وسعديك! والخير في يديك، فيقول: هل رضيتم؟

    فيقولون: وما لنا لا نرضى وقد أعطيتنا ما لم تعط أحداً من

    خلقك فيقول: ألا أعطيكم أفضل من ذلك؟ فيقولون: يا رب وأي شيء أفضل من ذلك؟ فيقول:

    أحل عليكم رضواني,فلا أسخط

    عليكم بعده أبداً متفق عليه من حديث أبى سعيد الخدري رضي الله عنه . والمقصود أن الخوف والرجاء يذهبان ،

    ويبقى الحب في الجنة ،

    بل هو أعلى نعيم الجنة ،فحب الله تعالى وكماله بالنظر إلى المحبوب ، هو أعلى نعيم الجنة ،

    وإذا نظر أهل الجنة إلى الله

    تعالى ، صاروا في سعادة أكبر من كل ملذات جنات النعيم ، ولهذا قـــــــــــال تعالى

    ( وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة )

    فقدم الجار والمجرور للحصر ، كأن الوجوه عميت عن كل شيء في الجنة من النعيم ، فلاترى

    إلا وجه الله تعالى ، وصح في

    الحديث ( فما أعطوا شيئا أحب إليهم من النظر إلى وجه الله تعالى ) رواه مسلم .

    والحاصل أن الحب غريزة خلقها الله في الإنسان ، ولهذا لم يحرم الله تعالى على عباده أن يحبوا ، ولكنه

    أمرهم أن يحبوا ما

    ينبغي أن يحب ، ويبغضوا ما ينبغي أن يبغض ، بمعنى أن يوجهوا هذه الغريزة إلى الخير ، كما

    هو شأن جميع أوامر الله

    تعالى ، يرشد عباده أن يوجهوا غرائزهم إلى الخير ، لا أن يتجاهلوها أو يكبتوها ، مثل الغريــــــزة

    الجنسية ، يأمرنا الله تعالى بالنكاح المشروع ، لتوجيه هذه الغريزة إلى الخير ، قال تعالى

    ( فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع ) وقال

    صلى الله عليه وسلم ( تزوجوا الولود الودود فإني مكاثر بكم) رواه أبو داود ، وحرم

    الله تعالى السفاح لانه وضع الغريزة في

    الشر والفساد ، لا الخير والرشاد .

    وكذلك الحب يأمرنا الله تعالى أن نوجه هذه الغريزة الفطرية توجيها صحيحا ، فنحب إذا

    أحببنا في الله تعالى ، ونبغض إذا

    أبغضنا في الله ، وإذا أحب الرجل امرأة جعل حبه في إطار ما يرضي الله تعالى ، فيحمي

    هذه الحب من نزوات الشيطان ، ومن

    مخالفة الرحمن ، فلا يعصي الله تعالى في هذه العلاقة ، ولا يخلو بالمرأة ، ولا يتلذذ برؤيته

    وسماع صوتها ويأنس بذلك ،

    وهي ما زالت أجنبية عنه في حكم الله تعالى ، وإن كان يحترمها حقا ، فليترفع عن معصية الله فيها.

    وإن كان يحبها حقا ، فليطهر حبه من جعله وسيلة للوقوع فيما

    يسخط الله ، فليجعل الله تعالى رقيبا عليه ، وليسأل الله تعالى أن يجمع بينهما على رضوانه ، فيخطبها

    ويتزوجها ، ثم يحل له

    منها ما يحل بين المحبين من إتصال الأجساد في مرضاة الله تعالى ، الذي يؤكد وصال الأرواح

    الملتقية على تقوى الله .

    هكذا يأمر الله تعالى بتوظيف الحب توظيفا في رضاه كما قال صلى الله عليه وسلم :

    ( وفي بضع ( مجامعة الزوجة )

    أحدكم صدقة. قالوا: يا رسول الله أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر؟ قال: أرأيتم لو

    وضعها في الحرام أليس كان يكون

    عليه وزر؟ فكذلك إذا وضعها في الحلال يكون له أجر) رواه مسلم من حديث أبى ذر رضي الله عنه .

    وكل غرائز الانسان للشيطان فيها مدخل ، وعلى العاقل أن يبصر كيد الشيطان ، ويحمي

    عواطفه من أن تكون صيدا سهلا

    لابليس ، وكم أردى الشيطان من بني الانسان ، في مكيدة الحب والعشق ، فزين لهم

    الوصال بالمحبوب لا شيء فيه ، فحمل

    المحبين ذلك إلى الأنس بالحديث من وراء ستر ، بالهاتف أو الإنترنت ، حتى إذا امتلأ القلب

    وانشغل بهذا البلاء ، انتقل بهما

    إلى اللقاء ، ثم إلى اللمس والتقبيل ، ثم دنس المحبين بقذارة الفواحش ، ولهذا

    قال صلى الله عليه وسلـــــم ( ألا لا يخلون

    رجل بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان) رواه الترمذي من حديث عمر رضي الله عنه .

    والخلاصة أن الفتى إن أحب فتاة ، أو الفتاة إن أحبت فتى ، والرجل إن أحب امرأة ، أو

    العكس ، فليعلما أن الله تعالى الذي

    جعل فيهما هذه الغريزة ، أمر أن يجعلها الانسان في مرضاة الله تعالى ، لا في سخطه ، فقد

    تقود هذه الغريزة الانسان إلى الخير

    والسعادة ، وقد يقوده الشيطان بها إلى الشر والتعاسة ، والمعيار هو في ضبط هذه الغريزة

    بأوامر الله تعالى وإرشاد

    الرسول صلى الله عليه وسلم .

    فإن فعل ذلك واتقى الله في حبه ، وفي علاقته بالمرأة التي يحبها ، فليكف عن الحديث معها ــ إلا ما كان لابد منه في

    شأن الخطبة والزواج ــ وليتقدم إلى خطبتها فإن رضوا به ، كان بينهما موعد لقاء المحبين ، على مرضاة رب

    العالمين ، بالزواج على كتاب الله وسنة سيد المرسلين ، وإن طال الزمن ،بين الخطبة والزواج ، فليصبر ، وليجعل

    تقوى الله بين عينيه ، وليكن طلب مرضات الله في كل سكناته وحركاته في شغاف قلبه .

    وإن لم يرضوه زوجا لمن يحب ، أو حال بين الزواج بينهما أمر ما ، فليتعفف ويصبر ، ويعلم

    أن هذه محنة ابتلاه الله بها ،

    لينظر هل حبه لله أعظم من كل محبوب ، فليصبر إذن على قدر الله ، وليرض بقضائه !!

    والسعيد من نجا من البلاء بالأمر

    المحمود ، وكان حب الله في قلبه غاية المقصود . هذا لمن يريد أن يكون محبا لله معظما

    لامره ، وهذا لمن يريد أن

    يكون محبا عفيفا متقيا ربه في محبوبه ، أما من يريد أن يتبع نزوات الشيطان ، وتتحكم فيه

    الشهوة واللذة ، فكلما اشتهى

    الوصال بالمحبوب ، اتصل وأمتع سمعه بصوته ، وقلب نظره في صورته ، وتلذذ

    بأنس حديثه ، فما هذا إلا أول تلبيس إبليس

    ، هذا طريق أوله معصية ، وآخره خيبة ، فلا والله ، ثم والله ، ليس هذا في

    مرضاة الله في شيء ، فأفيقوا أيها العشاق من

    سكرة الشيطان ، أفيقوا قبل فوات الأوان .

  • #2
    رد: رســـالـــة إلى العشــــــــاق

    بارك الله فيكى اختى

    تعليق


    • #3
      رد: رســـالـــة إلى العشــــــــاق

      أسأل الله أن تستفيدوا من الموضوع

      ولاتنسوني من دعوة خالصة بظهر الغيب

      إدعولي بالثبات ولكم مثل ماتدعون به إن شاء الله

      تعليق


      • #4
        رد: رســـالـــة إلى العشــــــــاق

        وفيكِ بارك الله حبيبتي رشيدة

        جزاكِ الله الجنة بغير حساب ورزقكِ الفردوس الأعلى

        تعليق


        • #5
          رد: رســـالـــة إلى العشــــــــاق

          بارك الله فيك أخيتى على هذا الطرح الرائع جعل الله كل كلمة في ميزان حسناتك
          ورفع بها قدرك في جنات النعيم
          دمتي بمحبة...
          ~ كلمات من ذهب ~
          [FLV]http://www.archive.org/download/kalemat.flv/kalemat.flv[/FLV]


          تعليق


          • #6
            رد: رســـالـــة إلى العشــــــــاق

            اللهم آمين ولكِ المثل غاليتي أسماء

            بوركتِ حبيبتي

            تعليق


            • #7
              رد: رســـالـــة إلى العشــــــــاق

              أسعدني جداا مروركما الكريم حبيباتي

              لاحرمني الله من ردودكن الطيبة

              تعليق

              يعمل...
              X