أرحيي نفسك من التدبير، فما قام به غيرك عنك، لا تقم به لنفسك "
هنالك فرق كبير بين التعامل مع الأسباب، و تدبير الإنسان أمور نفسه من خلال الأسباب.
التعامل مع الأسباب جهد عضلي مادي يبذله المتعامل معها :
يذهب إلى السوق ليتاجر، يذهب إلى الجامعة ليتعلم، يتجه إلى الطبيب ليتداوى، يبتعد عن أسباب الضر التي حذر الله منها...
أما التدبير فعمل فكري و قرار عقلي، معناه أن يحدث الإنسان نفسه بأنه بتعامله مع الأسباب، قد رتب لنفسه خطة الربح و النجاح، و ضمن لنفسه النتائج.
فالأسباب في نظره خدم تحت سلطانه، و أدوات لتدبيره، و عقله هو مفتاح نجاحه و مصدر تدبيره.
لذلك تلاحظين أن الحكمة تقول ' أرح نفسك ' بدلاً من ' أرح جسمك '
فالتعامل مصدره الجسم و الأعضاء، و هو مطلوب و مرغوب.
و التدبير مصدره النفس و الفكر، و هو مرفوض و مكروه.
::
هذا هو النهج الإسلامي :
تعامل مع الأسباب القائمة بما يتفق مع الشرع، و تسليم لحكم الله و تدبيره مع ذلك و بعد ذلك.
و لكن هل من اليسير أن يخضع أحدنا شعوره و سلوكه لهذه الحكمة ؟
قد يقتنع عقلي نظرياً بهذا النصح، و لكن استجابة المشاعر و الأعصاب و الوجدان له عسير جداً..
إذ الإنسان نزّاع دائما لوضع ذاته، من شؤونه كلها، في موضع المدبر و المحقق للنتائج و الأهداف.
فإذا لاحت له بوادر لا ترضي و لا تتفق مع طموحاته و أهدافه، أخذ القلق بمجامع نفسه، و أخذت المشاعر و الأفكار تطوف بنفسه، باحثاً في نفسه عن كل ما يملك و ما لا يملك من السبل و الأسباب
فلا تصفو له في هذه الحال عبادة، و لا يذوق لذة لذكر أو طاعة أو قراءة قرآن
هذا إن كان لديه ما يشده إلى القربات و العبادات في مثل هذه الحال..
بل لا يصفو له و الحالة هذه عيش مع أهله، و لا يهنأ له رقاد في عينيه..
فما العلاج الذي يجعل المشاعر و الوجدان تتشرب هذه الحكمة تفاعلاً معها، كما خضع لها العقل إيماناً بها؟
علاج ذلك يتمثل في الإكثار من ذكر الله، و التزام ورد دائم منتظم من قراءة القرآن بتدبر و تأمل، مع الابتعاد جهد المستطاع عن الآثام.
هذا العلاج ينمي محبة الله في القلب، و يزيد الإنسان ثقة بحكمة الله و رحمته و لطفه.
و لسوف تحملك الثقة بحكمة الله و رحمته، مع الحب الذي تنامى بين جوانحك لذاته العلية، على الاستسلام لحكمه و قضائه
موقنةً أنه لن يختار لك إلا الخير، إن لم يكن كذلك في ظاهره، فهو بلا شك خير في باطنه و مآله
و بذلك توفرين لنفسك سكينة القلب، و راحة الأعصاب، و سرور القلب، و بشاشة الوجه..
" ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لَا مَوْلَى لَهُمْ ". محمد 11
أنتِ منسوبة إلى الله بولايته لكِ، و هي تعني الحماية و الرعاية و الرحمة و التربية
:
كن مع الله ترَ الله معك .. و اترك الكل و حاذر طمعك
لا تعلّق بسواه أملا .. إنما يسقيك من قد زرعك
فإذا أعطاك، من يمنعه .. ثم من يعطي إذا ما منعك؟
هنالك فرق كبير بين التعامل مع الأسباب، و تدبير الإنسان أمور نفسه من خلال الأسباب.
التعامل مع الأسباب جهد عضلي مادي يبذله المتعامل معها :
يذهب إلى السوق ليتاجر، يذهب إلى الجامعة ليتعلم، يتجه إلى الطبيب ليتداوى، يبتعد عن أسباب الضر التي حذر الله منها...
أما التدبير فعمل فكري و قرار عقلي، معناه أن يحدث الإنسان نفسه بأنه بتعامله مع الأسباب، قد رتب لنفسه خطة الربح و النجاح، و ضمن لنفسه النتائج.
فالأسباب في نظره خدم تحت سلطانه، و أدوات لتدبيره، و عقله هو مفتاح نجاحه و مصدر تدبيره.
لذلك تلاحظين أن الحكمة تقول ' أرح نفسك ' بدلاً من ' أرح جسمك '
فالتعامل مصدره الجسم و الأعضاء، و هو مطلوب و مرغوب.
و التدبير مصدره النفس و الفكر، و هو مرفوض و مكروه.
::
هذا هو النهج الإسلامي :
تعامل مع الأسباب القائمة بما يتفق مع الشرع، و تسليم لحكم الله و تدبيره مع ذلك و بعد ذلك.
و لكن هل من اليسير أن يخضع أحدنا شعوره و سلوكه لهذه الحكمة ؟
قد يقتنع عقلي نظرياً بهذا النصح، و لكن استجابة المشاعر و الأعصاب و الوجدان له عسير جداً..
إذ الإنسان نزّاع دائما لوضع ذاته، من شؤونه كلها، في موضع المدبر و المحقق للنتائج و الأهداف.
فإذا لاحت له بوادر لا ترضي و لا تتفق مع طموحاته و أهدافه، أخذ القلق بمجامع نفسه، و أخذت المشاعر و الأفكار تطوف بنفسه، باحثاً في نفسه عن كل ما يملك و ما لا يملك من السبل و الأسباب
فلا تصفو له في هذه الحال عبادة، و لا يذوق لذة لذكر أو طاعة أو قراءة قرآن
هذا إن كان لديه ما يشده إلى القربات و العبادات في مثل هذه الحال..
بل لا يصفو له و الحالة هذه عيش مع أهله، و لا يهنأ له رقاد في عينيه..
فما العلاج الذي يجعل المشاعر و الوجدان تتشرب هذه الحكمة تفاعلاً معها، كما خضع لها العقل إيماناً بها؟
علاج ذلك يتمثل في الإكثار من ذكر الله، و التزام ورد دائم منتظم من قراءة القرآن بتدبر و تأمل، مع الابتعاد جهد المستطاع عن الآثام.
هذا العلاج ينمي محبة الله في القلب، و يزيد الإنسان ثقة بحكمة الله و رحمته و لطفه.
و لسوف تحملك الثقة بحكمة الله و رحمته، مع الحب الذي تنامى بين جوانحك لذاته العلية، على الاستسلام لحكمه و قضائه
موقنةً أنه لن يختار لك إلا الخير، إن لم يكن كذلك في ظاهره، فهو بلا شك خير في باطنه و مآله
و بذلك توفرين لنفسك سكينة القلب، و راحة الأعصاب، و سرور القلب، و بشاشة الوجه..
" ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لَا مَوْلَى لَهُمْ ". محمد 11
أنتِ منسوبة إلى الله بولايته لكِ، و هي تعني الحماية و الرعاية و الرحمة و التربية
:
كن مع الله ترَ الله معك .. و اترك الكل و حاذر طمعك
لا تعلّق بسواه أملا .. إنما يسقيك من قد زرعك
فإذا أعطاك، من يمنعه .. ثم من يعطي إذا ما منعك؟
تعليق