وقفات
(1 )
مر رجُلاً حزيناً بخمسة أطفال يلعبون ويمرحون
تحت شجرة كبيرة ظلها وارف,
فأستغرب منهم تلك الضحكات الغير منقطعة,
فجلس إلى جوارهم يستمع ويرى,,
فجأة تغير ذلك المنظر,,,
وحلت بدلاً عن الضحكات تلك الصرخات المدوية
والمتواصلة,,
إنه البكاء,,,,,,,
عجباً أيها الأطفال ماذا حل بكم؟؟؟
قالوا وبكل بساطة نريدك أن ترحل من هنا,
ولماذا؟؟؟
لأنك لوثت أجوانا بأنفاسك الحزينة ولهذا شعرنا
بالاختناق,,
بكل بساطة أبعد عنا نريد أن نستنشق هواءً نقياً,,
فوجودك بالقرب مننا يعكر صفوة البراءة,,
فأنت تسلب وجودنا من خلال وجودك,,
وتصادر كل فرحة كلما جلست هنا...........
(2 )
جلس يوماً فقيراً بجانب الأغنياء ,
بالصدفة جمعهم ذلك المجلس,,
فشعر رغم فقرة بأن تلك الجيوب يمكن أن تسعة,,
بينما كانوا الأغنياء تضيق بهم الدنيا رغم سعتها,,,
لماذا؟؟؟
لأنه ينظر إليهم بعين الاستجداء أملاً منهم الشفقة على
الحال,
فكانت آماله تكبر,,,
وكانوا ينظرون إليه بعين الازدراء فضاق بهم من
حولهم,,,,,
أيها الفقير ألا تذهب من هنا؟؟؟؟
ولماذا؟؟؟
بكل بساطة أنك لم تبلغ تلك الدرجة من مستوانا,,
ومن الأفضل أن تغادر من هنا وتبحث عن جليسك
في غير مجلسنا ,,
فرائحة الفقر من ثيابك تزكم أنوفنا ولا نستطيع أن نصبر
عليك أكثر ,,
أذهب فليس مكانك هنا...........
(3 )
وقفت امرأة أمام مرآتها فرأت الشيب يدب في السواد,
فسقطت من عينها دمعة ,,,
وقالت يا حسرتاه,,
لقد ذهب العمر في غمضة العين,,
ألا يعود الزمن إلى الوراء؟؟؟
لماذا؟؟؟
لأني أخاف من زوجي,,,
ولما الخوف,,
لأني لم أعد صغيرة ألان ,,
وقد تزل عينيه إلى تلك القابعة في الجوار,,
ويتركني أعالج ذاك الشيب في رأسي بعد ما كان
يحب سواده فقط,,
يا خوفي على أولادي ,,
لماذا؟؟؟
قد يتركهم ويذهب لحاله......
(4 )
كان ذاك المطوع ينظر شزراً إلى من حوله,,
إنه معجب بتلك الطاعات ,,
لقد آمن مكر الله ,,
فأعتقد أن الجنة قاب قوسين أو دنى منه,,
ففي أحد الأيام رأى شاباً نادماً,,
ولماذا ؟؟؟
لقد أقترف ذنباً وهو نادم ألان,,
فقال له ليس لك توبة أيها العاصي,,
وخيراً لك أن ترحل بعيداً,,
والى أين ؟؟؟
إلى أقصى الأرض,,
ولكني منكسر بين أيدي الله وأريد أن أتوب,,
ولكن أمثالك لن يبلغوا رصيد حسناتنا,,
ولهذا لا داعي تطلب تلك المرتبة............
(5 )
مروا ثلاثة من الشباب على شيخاً طاعناً في السن,,
فقالوا له أيها الشيخ,
ألم يكفيك من الحياة ما عشته منها؟؟
قال ومن ذا الذي يتمنى الرحيل عن زخرفتها,,
قالوا هناك ما هو خير منها؟؟؟
قال أين ؟؟؟
في الآخرة,,,,
قال لم أزل لم أتذوق من الأولى سوى اللعاع,,
ولكنك كبرت,,,
قال وهل يظهر علي آثار الشيخوخة ؟؟؟
قالوا لا ولكن ظهرك صار قوس,,
قال بمقدوري أن أطلق منه سهامي,,,
الابتسامة تذيب الجليد وتنشر الإرتياح وتبلسم الجرح إنها مفتاح العلاقات الإنسانية الصافية
omayma
تعليق