تريدين طريق البررة أم طريق الفجرة..؟ مناجاتك نجاتك
: تحطيم الأصنام: : ارفع لها بالفكرة أعلام الآخرة
أري نفسك الجنة والنار.. اجعلها تشاهد من أمامك في الطريق.. إنه النبي محمد صلى الله عليه وسلم وصحابته رضوان الله عليهم أجمعين.. ارفع لنفسك أعلام الآخرة حتى تستقيم.. ذكر هذه النفس التي تشتهي شيئا دنيويا
بعظمة الجنة.. ففي الجنة ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.. إذا اشتهت نفسك الملابس ذكرها بقول الله سبحانه وتعالى:{ وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلَالُهَا وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلًا * وَيُطَافُ عَلَيْهِمْ بِآنِيَةٍ مِنْ فِضَّةٍ وَأَكْوَابٍ كَانَتْ قَوَارِيرَا * قَوَارِيرَ مِنْ فِضَّةٍ قَدَّرُوهَا تَقْدِيرًا * وَيُسْقَوْنَ فِيهَا كَأْسًا كَانَ مِزَاجُهَا زَنْجَبِيلًا* عَيْنًا فِيهَا تُسَمَّىٰ سَلْسَبِيلًا * وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَنْثُورًا* وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرًا * عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُنْدُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ ۖ وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِنْ فِضَّةٍ وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا * إِنَّ هَٰذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاءً وَكَانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُورًا } [الانسان:14-22].
تعرض على نفسك هذه الآيات وأمثالها.. قل لها: { أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا ۚ لَا يَسْتَوُونَ * أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوَىٰ نُزُلًا بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْوَاهُمُ النَّارُ ۖ كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ} [السجدة: 18-20].
قل لها: يا نفس.. هذا طريق الصلاة.. طريق المسجد.. طريق الصيام.. طريق القيام.. طريق الذكر.. طريق تلاوة القرآن..
هذا هو الطريق أمامك.. فيه محمد صلى الله عليه وسلم.. سبقك في هذا الطريق أبو بكر وعمر.. عثمان وعلي.. طلحة والزبير.. عبدالله بن مسعود وعبدالرحمن بن عوف.. عبدالله بن عباس ومعاذ بن جبل.. أمامك فيه أبوذر وأنس.. ياسر وعمّار.. أمامك في الطريق العلماء والكبراء والعظماء من عباد الله الصالحين القانتين المتقين..
أما الطريق الآخر.. طريق الشهوات والزنا.. الخمر والنساء.. اللعب والتفلت.. أمامك الطريقان يا نفس.. فاختاري ما تريدين..
أتريدين طرق أبي بكر وعمر..؟ أم طريق أبي جهل وأبي لهب..؟ تريدين طريق البررة أم طريق الفجرة..؟
اختاري لنفسك أيتها النفس.. ولكن اعلمي أنّ أكثرنا قد يمضي الى المعاصي لجهله بالجنة.. أو لجهله بالطريق الموصلة إليها..
فإذا أردت أن تعرف الطريق الى الجنة.. فاسأل الله سبحانه وتعالى أن يدلك عليها.. وإذا أردت الابتعاد عن طريق الهالكين فاسأله سبحانه وتعالى وعز وجل أن يهديك سواء السبيل..
تريدين طريق البررة أم طريق الفجرة..؟ مناجاتك نجاتك
: تحطيم الأصنام:
الأهواء أصنام تعبد من دون الله لذلك قال تعالى:{ أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَٰهَهُ هَوَاهُ} [الفرقان:43].. فالربا صنم.. والزنا صنم.. والتبرج صنم.. وأكل أموال الناس بالباطل صنم.. وكل ما تهواه النفس مما يغضب الله سبحانه وتعالى صنم..
فالأغاني وحبها صنم.. والتلفزيون وتعلق القلب بما فيه صنم.. وحب المظاهر والزينة حرام.. والاستعلاء على الناس صنم..
ولا تصفو التوبة حتى تتحطم كل هذه الأصنام.. وتسقط في قلبك سقطة لا تقوم لها بعدها قائمة..
إن توبة مع تواجد هذه الأصنام في أغوار النفس توبة مدخولة.. لأن النفس أمارة بالسوء.. فإذا ما وجدت صنما من هذه الأصنام قائما بعد لم يحطمه صاحبه فإنها تغريه وتزينه له وتشوقه لعبادته القديمة.. وكلما أبى وتمنّع عاودت معه الكرّة تلو الكرّة.. حتى يعود من حيث جاء.. وتنهار توبته التي لم يحطم فيها جميع الأصنام..
فلا بد لمن أراد توبة نصوحا أن يحطم في نفسه كل ما يربطه بالماضي الأثيم... لهذا سمعنا عن عودة بعض التائبين الى الضلال بسبب تركهم لبعض ما يربطهم بالمعصية دون تحطيم..
فهذا يحتفظ بعود كان يعزف عليه. وآخر بشريط تسجيل كان له معه ذكرى.. وثالث يحتفظ بوردة من حبيب.. ورابع بكارت أو خطاب من وديد.. وغير ذلك من آلات طرب أو صور عارية.. أو أموال حرام.. وصداقات نساء.. وزجاجات خمر.. ومخدرات.. ومفترات وغيرها من أمور المعصية.
بينما ثبت البعض الآخر من التائبين ممن حطموا في بداية توبتهم كل ما يربطهم بما يغضب الله.
فمطرب يحطّم آلات الطرب.. ورسام يمزق اللوحات.. ومراهق يمزق المجلات والصور الداعرة.. ومدمن يكسر زجاجات الخمر ويرمي بالمخدرات في بالوعة المجاري.. ومراب يسحب أموال الربا ليتخلص منها في المشاريع الخيرية التي تنفع المساكين.. ومتبرحة تحرق ثيابها كلها.
إنها فعلا صور تتكرر لأتباع ابراهيم عليه السلام حينما حطم الأصنام لأتباع محمد صلى الله عليه وسلم حينما حطم الأصنام لغرس التوحيد في أرض الاسلام الجديدة.
أخي في الله:أختي في الله مناجاتك نجاتك.. صلاتك صلاتك.. أخلص لله في صلاتك ومناجاتك تخلص.. ناده والناس نيام..
يا أكرم من أمّله الآملون.. إن طردتني فإلى من أذهب.. وإن أبعدتني فإليك أنسب.. علمت ذنبي وحلقتني.. رأيت زللي ورزقتني.. فاشملني بعفوك ورحمتك أنت أرحم الراحمين وأنت الذي تقبل التوبة عن عبادك.. وتعفو عن السيئات وتعلم ما يفعلون..
نعم أنت غافر الذنب.. قابل التوب.. شديد العقاب ذي الطول.. لا اله إلا أنت عليك توكلنا وإليك متاب..
أبشر أيها التائب.. إن كل من تاب توبة صحيحة فإنها مقبولة.. إنّ نور الحسنة يمحو عن وجه القلب ظلمة السيئة.. لا طاقة لكدورة الوسخ مع بياض الصابون.. كما أن الثوب الوسخ لا يقبله الملك أن يكون لباسه.. فالقلب المظلم لا يقبله الله لأن يكون بجواره.. وكما أن استعمال الثوب في الأعمال الخسيسة يوسخ الثوب.. وغسله بالصابون.. والماء ينظفه.. فاستعمال القلب في الشهوات يوسخ القلب وغسله بماء الدموع وحرقه بالندم ينظفه ويطهره ويزكيه..
وكل قلب زكي طاهر فهو مقبول.. كما أن كلّ ثوب نظيف فهو مقبول.. فعليك بالتزكية والتطهير.. تب الى الله.. ونقي قلبك.. والله يقبلك..
بشراك يا عبد الله..بشراك يا أمة الله أبشرك أخي التائب وأختي التائبة بقبول التوبة.. بشرط أن تتوب الى الله بصدق وإخلاص.. اللهم تقبل توبتنا.. واغسل حوبتنا.. وامح خطيئتنا وارفع درجتنا.. وسدد ألسنتنا.. واسلل سخيمة صدورنا..
أخي التائب. أختي التائبة. أقلع عن المعصية .. تب والله يتوب عليك.. اندم على ما فات باستقباح الذنب في حق الله تعالى.. اعزم على ألا تعود والله المستعان..
نسأل الله أن يتوب علينا وعلى عصاة المسلمين..
أخي التائب.. أختي التائبة إن الباب مفتوح.. والفرصة ما زالت سانحة.. فاستعن بالله وأمامك عطاء مقبول.. قل: تبت.. والله يقبل توبتك.. فاستعن بالله ولا عجز فإن النصر مع الصبر.. والفرج مع الكرب.. وإنّ بعد العسر يسرا..
وإياك من وسوسة الشيطان أن يقول: لك إنك لن تقدر على التوبة.. فقل: إن شاء الله سأقدر عليها.. فمعي القوي المتين.. سيعينني..
أحسن ظنّك بالله وهو يعينك.. اللهم تب علينا وعلى عصاة المسلمين..
أخي.. .. أختي لا تسوف.ولا تسوفي . عجّل عجّل.. هيا.. هيا.. تب من هذه اللحظة.. واصبر على توبتك.. فكم نصبر على الوحشة بيننا وبين الله تعالى.. واصبر على توبتك.. فكم نصبر على الوحشة بيننا وبين الطاعات.. كم نصبر على جفاف القلب.. وكم نصبر على غياب الراحة عند الانطراح بيني يدي الملك سبحانه وتعالى بعد أن ذقنا حلاوتها.. كم صبرنا على نار المعصية وحرقتها في القلب.. كم صبرنا..
الآن مطلوب منك الصبر على الطاعة.. الصبر على التوبة.. محاولة العودة في طريق طويل قطعته بعيدا عن الله سبحانه وتعالى..
إن المرضى يتصبرون.. يصبرون على مر الدواء في انتظار راحة الشفاء.. لنصبر ولنصبر ولنصبر.. ولنقهر أنفسنا التي كم قهرتنا على المعاصي.. إنني أعلم أن ما أقوله لك وما أطلبه منك عسير.. ولكن تذكر أنه ليسير على من يسره الله عليه.. واعلم أنها لن تأتي إلا كرها.. أما إذا انتظرت أن تأتي نفسك بالمبادرة.. فإنها لن تأتي أبدا.. واعلم أيضا أن من يتصبر يصبره الله..
كم وقفنا وتصبرنا على أبواب الآدميين.. أفلا نتصبر على باب رب العالمبين.. إننا نيريد أن يرى تعبنا وجهدنا.. فيرحم ضعفنا..
وإذا أردت الإعانة فاستعن بالمعين وقد أعانك.. ويعينك.. ولكن متى يعينك.. إذا وجد منك خيرا وعزما على التوبة.. وندما على التفريط.
: تحطيم الأصنام: : ارفع لها بالفكرة أعلام الآخرة
أري نفسك الجنة والنار.. اجعلها تشاهد من أمامك في الطريق.. إنه النبي محمد صلى الله عليه وسلم وصحابته رضوان الله عليهم أجمعين.. ارفع لنفسك أعلام الآخرة حتى تستقيم.. ذكر هذه النفس التي تشتهي شيئا دنيويا
بعظمة الجنة.. ففي الجنة ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.. إذا اشتهت نفسك الملابس ذكرها بقول الله سبحانه وتعالى:{ وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلَالُهَا وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلًا * وَيُطَافُ عَلَيْهِمْ بِآنِيَةٍ مِنْ فِضَّةٍ وَأَكْوَابٍ كَانَتْ قَوَارِيرَا * قَوَارِيرَ مِنْ فِضَّةٍ قَدَّرُوهَا تَقْدِيرًا * وَيُسْقَوْنَ فِيهَا كَأْسًا كَانَ مِزَاجُهَا زَنْجَبِيلًا* عَيْنًا فِيهَا تُسَمَّىٰ سَلْسَبِيلًا * وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَنْثُورًا* وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرًا * عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُنْدُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ ۖ وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِنْ فِضَّةٍ وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا * إِنَّ هَٰذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاءً وَكَانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُورًا } [الانسان:14-22].
تعرض على نفسك هذه الآيات وأمثالها.. قل لها: { أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا ۚ لَا يَسْتَوُونَ * أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوَىٰ نُزُلًا بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْوَاهُمُ النَّارُ ۖ كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ} [السجدة: 18-20].
قل لها: يا نفس.. هذا طريق الصلاة.. طريق المسجد.. طريق الصيام.. طريق القيام.. طريق الذكر.. طريق تلاوة القرآن..
هذا هو الطريق أمامك.. فيه محمد صلى الله عليه وسلم.. سبقك في هذا الطريق أبو بكر وعمر.. عثمان وعلي.. طلحة والزبير.. عبدالله بن مسعود وعبدالرحمن بن عوف.. عبدالله بن عباس ومعاذ بن جبل.. أمامك فيه أبوذر وأنس.. ياسر وعمّار.. أمامك في الطريق العلماء والكبراء والعظماء من عباد الله الصالحين القانتين المتقين..
أما الطريق الآخر.. طريق الشهوات والزنا.. الخمر والنساء.. اللعب والتفلت.. أمامك الطريقان يا نفس.. فاختاري ما تريدين..
أتريدين طرق أبي بكر وعمر..؟ أم طريق أبي جهل وأبي لهب..؟ تريدين طريق البررة أم طريق الفجرة..؟
اختاري لنفسك أيتها النفس.. ولكن اعلمي أنّ أكثرنا قد يمضي الى المعاصي لجهله بالجنة.. أو لجهله بالطريق الموصلة إليها..
فإذا أردت أن تعرف الطريق الى الجنة.. فاسأل الله سبحانه وتعالى أن يدلك عليها.. وإذا أردت الابتعاد عن طريق الهالكين فاسأله سبحانه وتعالى وعز وجل أن يهديك سواء السبيل..
تريدين طريق البررة أم طريق الفجرة..؟ مناجاتك نجاتك
: تحطيم الأصنام:
الأهواء أصنام تعبد من دون الله لذلك قال تعالى:{ أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَٰهَهُ هَوَاهُ} [الفرقان:43].. فالربا صنم.. والزنا صنم.. والتبرج صنم.. وأكل أموال الناس بالباطل صنم.. وكل ما تهواه النفس مما يغضب الله سبحانه وتعالى صنم..
فالأغاني وحبها صنم.. والتلفزيون وتعلق القلب بما فيه صنم.. وحب المظاهر والزينة حرام.. والاستعلاء على الناس صنم..
ولا تصفو التوبة حتى تتحطم كل هذه الأصنام.. وتسقط في قلبك سقطة لا تقوم لها بعدها قائمة..
إن توبة مع تواجد هذه الأصنام في أغوار النفس توبة مدخولة.. لأن النفس أمارة بالسوء.. فإذا ما وجدت صنما من هذه الأصنام قائما بعد لم يحطمه صاحبه فإنها تغريه وتزينه له وتشوقه لعبادته القديمة.. وكلما أبى وتمنّع عاودت معه الكرّة تلو الكرّة.. حتى يعود من حيث جاء.. وتنهار توبته التي لم يحطم فيها جميع الأصنام..
فلا بد لمن أراد توبة نصوحا أن يحطم في نفسه كل ما يربطه بالماضي الأثيم... لهذا سمعنا عن عودة بعض التائبين الى الضلال بسبب تركهم لبعض ما يربطهم بالمعصية دون تحطيم..
فهذا يحتفظ بعود كان يعزف عليه. وآخر بشريط تسجيل كان له معه ذكرى.. وثالث يحتفظ بوردة من حبيب.. ورابع بكارت أو خطاب من وديد.. وغير ذلك من آلات طرب أو صور عارية.. أو أموال حرام.. وصداقات نساء.. وزجاجات خمر.. ومخدرات.. ومفترات وغيرها من أمور المعصية.
بينما ثبت البعض الآخر من التائبين ممن حطموا في بداية توبتهم كل ما يربطهم بما يغضب الله.
فمطرب يحطّم آلات الطرب.. ورسام يمزق اللوحات.. ومراهق يمزق المجلات والصور الداعرة.. ومدمن يكسر زجاجات الخمر ويرمي بالمخدرات في بالوعة المجاري.. ومراب يسحب أموال الربا ليتخلص منها في المشاريع الخيرية التي تنفع المساكين.. ومتبرحة تحرق ثيابها كلها.
إنها فعلا صور تتكرر لأتباع ابراهيم عليه السلام حينما حطم الأصنام لأتباع محمد صلى الله عليه وسلم حينما حطم الأصنام لغرس التوحيد في أرض الاسلام الجديدة.
أخي في الله:أختي في الله مناجاتك نجاتك.. صلاتك صلاتك.. أخلص لله في صلاتك ومناجاتك تخلص.. ناده والناس نيام..
يا أكرم من أمّله الآملون.. إن طردتني فإلى من أذهب.. وإن أبعدتني فإليك أنسب.. علمت ذنبي وحلقتني.. رأيت زللي ورزقتني.. فاشملني بعفوك ورحمتك أنت أرحم الراحمين وأنت الذي تقبل التوبة عن عبادك.. وتعفو عن السيئات وتعلم ما يفعلون..
نعم أنت غافر الذنب.. قابل التوب.. شديد العقاب ذي الطول.. لا اله إلا أنت عليك توكلنا وإليك متاب..
أبشر أيها التائب.. إن كل من تاب توبة صحيحة فإنها مقبولة.. إنّ نور الحسنة يمحو عن وجه القلب ظلمة السيئة.. لا طاقة لكدورة الوسخ مع بياض الصابون.. كما أن الثوب الوسخ لا يقبله الملك أن يكون لباسه.. فالقلب المظلم لا يقبله الله لأن يكون بجواره.. وكما أن استعمال الثوب في الأعمال الخسيسة يوسخ الثوب.. وغسله بالصابون.. والماء ينظفه.. فاستعمال القلب في الشهوات يوسخ القلب وغسله بماء الدموع وحرقه بالندم ينظفه ويطهره ويزكيه..
وكل قلب زكي طاهر فهو مقبول.. كما أن كلّ ثوب نظيف فهو مقبول.. فعليك بالتزكية والتطهير.. تب الى الله.. ونقي قلبك.. والله يقبلك..
بشراك يا عبد الله..بشراك يا أمة الله أبشرك أخي التائب وأختي التائبة بقبول التوبة.. بشرط أن تتوب الى الله بصدق وإخلاص.. اللهم تقبل توبتنا.. واغسل حوبتنا.. وامح خطيئتنا وارفع درجتنا.. وسدد ألسنتنا.. واسلل سخيمة صدورنا..
أخي التائب. أختي التائبة. أقلع عن المعصية .. تب والله يتوب عليك.. اندم على ما فات باستقباح الذنب في حق الله تعالى.. اعزم على ألا تعود والله المستعان..
نسأل الله أن يتوب علينا وعلى عصاة المسلمين..
أخي التائب.. أختي التائبة إن الباب مفتوح.. والفرصة ما زالت سانحة.. فاستعن بالله وأمامك عطاء مقبول.. قل: تبت.. والله يقبل توبتك.. فاستعن بالله ولا عجز فإن النصر مع الصبر.. والفرج مع الكرب.. وإنّ بعد العسر يسرا..
وإياك من وسوسة الشيطان أن يقول: لك إنك لن تقدر على التوبة.. فقل: إن شاء الله سأقدر عليها.. فمعي القوي المتين.. سيعينني..
أحسن ظنّك بالله وهو يعينك.. اللهم تب علينا وعلى عصاة المسلمين..
أخي.. .. أختي لا تسوف.ولا تسوفي . عجّل عجّل.. هيا.. هيا.. تب من هذه اللحظة.. واصبر على توبتك.. فكم نصبر على الوحشة بيننا وبين الله تعالى.. واصبر على توبتك.. فكم نصبر على الوحشة بيننا وبين الطاعات.. كم نصبر على جفاف القلب.. وكم نصبر على غياب الراحة عند الانطراح بيني يدي الملك سبحانه وتعالى بعد أن ذقنا حلاوتها.. كم صبرنا على نار المعصية وحرقتها في القلب.. كم صبرنا..
الآن مطلوب منك الصبر على الطاعة.. الصبر على التوبة.. محاولة العودة في طريق طويل قطعته بعيدا عن الله سبحانه وتعالى..
إن المرضى يتصبرون.. يصبرون على مر الدواء في انتظار راحة الشفاء.. لنصبر ولنصبر ولنصبر.. ولنقهر أنفسنا التي كم قهرتنا على المعاصي.. إنني أعلم أن ما أقوله لك وما أطلبه منك عسير.. ولكن تذكر أنه ليسير على من يسره الله عليه.. واعلم أنها لن تأتي إلا كرها.. أما إذا انتظرت أن تأتي نفسك بالمبادرة.. فإنها لن تأتي أبدا.. واعلم أيضا أن من يتصبر يصبره الله..
كم وقفنا وتصبرنا على أبواب الآدميين.. أفلا نتصبر على باب رب العالمبين.. إننا نيريد أن يرى تعبنا وجهدنا.. فيرحم ضعفنا..
وإذا أردت الإعانة فاستعن بالمعين وقد أعانك.. ويعينك.. ولكن متى يعينك.. إذا وجد منك خيرا وعزما على التوبة.. وندما على التفريط.
تعليق