السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
♥♥حلـــــــــــم جميــــــــــــــــــــل♥♥
لا شك أن هذا هو حلم أي فتاة أنهت دراستها الثانوية بهمومها وتعبها .. حلم الجامعة وعيشة المتعة والحرية هكذا قالت لها من سبقتها ، فهي تتمنى أن تعيش هذا الحياة .. تتمنى أن تظهر نفسها أمام هذا الحشد الهائل من الفتيات والشباب .. تحلم بفارس الأحلام وجلسات الحب والهيام .. تحلم بصحبة حلوة مرحة تعيش بلا قيود تفعل كل ما تريد فى أي وقت تريد .. تحلم بشكل جديد لبشرتها وعينها ورموشها وحواجبها وجسدها وملابسها وعطرها وذهبها وشنطتها ومحمولها وحذائها تحلم بسماع ما يقال عنه حب وعشق وغزل .. تحل بالمقابلات والمكالمات .. تحلم باللعب والضحك والغناء والفسح .. تحلم بالسعادة والراحة والمتعة ..!!
إنها تحلم .. وتحلم .. وتحلم .. حلم في نظرها جميل .. لكنه
مستحيــــــــــــــــــــــل
غير مستحيل أن.. تغيري من شكلك
غير مستحيل أن .. تخرجي وتلعبي وتغني
غير مستحيل أن .. تقابلي وتحبي
لكن المستحيل هو أن يكون هذا الحلم جميل
المستحيل أن .. يكون هذا طريق السعادة
المستحيل أن .. يكون ما تفكرين في فعله يرضى من خلقك وأعطاك هذه النعم التي تريدين
أن تخالفي أوامره بها
المستحيل أن .. يكون حبيبك محمد صلى الله عليه وسلم راضيا عنك وعن أفعالك
اختى فى الله
اسمعيني
أنا كنت مثلك ، وكان حلمي هو حلمك ، ولكن لما ماتت صديقة لي بين شلة صحابها وهى تتمايل بحركتها كلامها وضحكاتها
ولما ماتت أخرى وهى تمسك مصحفها وتتغنى بكلام ربها ، أدركت الحقيقة التي غفلت عنها معظم الفتيات.
لقد نجوت بنفسي ..
نعم نجوت .. وقد كدت أن أقع في فخ شاب يدعى أنه يحبني ، وهو عندما يتزوج لن يختارني ولن يختار أمثالي ، بل سيختار العفيفة الطاهرة الغالية الشريفة التي لا يلعب بها كل أحد ولا يستمتع بها من يحب.
نعم نجوت .. وقد صرت مجرد صورة لا روح لها ولا ضمير يؤنبها ولا فطرة تقومها.
نعم نجوت .. من حياة بلا هدف ولا غاية .. حياة لا فرق بينها وبين حية الحيوان ، فهم يتمتعون ويأكلون ويفعلون ما يشاءون ولا ضابط لحياتهم ولا شرع يحكمهم.
نجوت .. من الهموم الحقيرة التي شغلتني كثيرا عن مذكراتي وطريق ربى .. هم لقاء الحبيب ورضا الحبيب والفسحة والماكياج والشنطة واللبس والحذاء والعطر ..ومع ذلك هم تقصيري في مذاكرتي ومراقبة أبى وأمي لي وغضبهم لو رسبت ونظرات الناس لي .. هموم لا حصر لها ، ليس من بينها هم الموت ، وهم القبر ، وهم سؤال الله والعرض عليه ، وهم الصراط والجنة والنار.
نجوت .. من صاحبات السوء اللاتي في الحقيقة لا يحبونني ، بل تمتلئ قلوبهن حسدا ونظراتهن حقدا إن رأين أنى حصلت على شئ لم يحصلنه ، ووصلت لما لم يصلن إليه.
نجوت .. من عيون الذئاب ومعاكساتهم لي وتعرضهم إلى ، فلن أكون بعون الله تعالى أبدا مجرد متعة وقضاء شهوة ، لن أكون ألعوبة بين الشباب ، فأنا حفيدة خديجة وعائشة وسمية ، أنا جوهرة ثمينة بل أغلى من جواهر الدنيا لو اجتمعت ، والجوهرة الثمينة لا يعبث بها أحد ولا يتملكها أو ينظر إليها أي أحد.
نجوت .. من كلام الناس الصالحين على ونظراتهم الغاضبة التي كانت تؤلمني .
نجوت .. من الكلام الهدام والتفكير الهابط ، كنت أقول كما يقولون : يارب مقبول .. يارب مقبول .. غيري راسبة ، علمت أنه لا يقبل أبدا أن يكون ربى هو الله تعالى وديني هو الإسلام ونبيي هو سيد الأنام وأكون أنا فاشلة.
اختى فى الله
لما كنت تائهة أعيش بلا هدف أبحث عن السعادة في ما يغضب الرحمن ، كنت كلما رأيت الفتاة المحترمة المحتجبة المتفوقة التي ما جلست ولا خرجت ولا حتى تكلمت مع شاب قط منذ أن دخلت الجامعة ، ولم تهتم بشكلها وزينتها بل سترت نفسها وحافظت عليها ، أتعجب من حالها وأظن أنها محرومة وفى سجن ، وأنها لا تهتم بنفسها ولا تشبع أنوثتها .. وكنت أراها تنظر إلى نظرات فيها حزن عميق .. فأسأل نفسي لم تلك النظرات الحزينة؟! هل تريد أن تكون مثلي وليس معها مال ، أو ليس عندها علم بعالم البنات ( المودرن الروش ) ؟! أم أنها لم تجد من يعجب بها من الشباب ( الضائع ) ويغمرها حبه وحنانه ؟
والحقيقة أختي فى الله
لقد علمت بعد أن هداني الله أنى أنا الضائعة ، أنا المحرومة ، أنا التعيسة ، أنا المخدوعة .. وعلمت أن تلك النظرات ما كانت إلا نظرات حزن على وعلى حالي.
اخيتى أجيبيني :
من الذي بيده السعادة ؟ بل من الذي بيده الكون كله؟ أليس هو الله رب العالمين؟!
فكيف تظنين السعادة في معصيته ومخالفة أمره ؟!
الحياة في معصية الله إنها .. لحظات متعة تتبعها ساعات ندم في الدنيا قبل الآخرة .. وسترين..
الحياة في طاعة الله إنها .. متعة الحياة ورضا الإله وراحة الضمير وسعادة النفس ونور الطريق
ونضارة الوجه وعطر الأرواح وشفاء الصدور والفرح والسرور وحب الأنام ومسك الختام ورفقة سيد الأنام محمد صلى الله عليه وسلم
تلك هي طاعة الله وإتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
والله أختي ..
هذه فقط هي السعادة و سعادة غيرها ، إنما هو تزيين الشيطان وجهل الإنسان والهوى وزينة الدنيا الفانية.
اخيتى أتعلمين أن ..
غيرك في نفس سنك وأصغر منك ماتت وما كانت تظن أنها تموت الآن وكانت تمنى نفسها وتقول : متى أعيش حياتي إن لم أعشها الآن ؟ أنا ما زلت صغيرة .. عندما أكبر سأتعقل وأتوب ، لكن الموت لا ينتظر أحدا.
ثم ماذا نفعها حبيبها في الجامعة بعد موتها ؟!
ماذا نفعها لبسها وزينتها ؟! بما ذا نفعتها صديقتها السيئة ؟!
أختي أسألك وأجيبيني بصدق :
لو كنت مكانها وقد رأيت العذاب وشاهدت النار بعينك وضيق عليك قبرك ، وقيل لك ماذا تتمنين؟
ماذا سيكون جوابك؟؟؟؟؟
أختي .. تعالى اركبي معنا على متن سفينة النجاة .. تعالى قدمي لنفسك ولأمتك ما يرضى ربك .. كوني مؤثرة ولا تكوني متأثرة بكل ما تراه عينك من زينة ومتع مزيفة .. تعالى وقفي أمام الله واسأليه أن يقربك منه ولا يطردك بابه ، اسأليه أن ينظر إليك نظرة رحمة ، اسأليه أن يثبتك ويهديك.
أختي .. ما أروع الخلوة مع الله ولذة القرب منه وجمال الأنس به والبكاء بين يديه ..
تعالى اقرئي .. سيرة حبيبك محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه والنساء الصالحات في عهده.
تعالى نقرأ القرآن .. ونفهم معانيه.
تعالى نزور المرضى .. ونتفقد المحتاجين ونعطف على اليتيم.
تعالى نفرح .. ونلعب ونتسلى لكن بما يرضى الله.
تعالى نجلس .. سويا ونخرج سويا لكن ليس للنادي بل لبيت ربى نسمع قول الله وقول رسوله صلى الله عليه وسلم.
تعالى نأخذ .. بيد زميلاتنا لكل خير ونحاول أن نبعدهن عن طريق أخره النار ، تعالى نفكر كيف نساعد إخواننا المسلمين المعذبين في كل مكان.
تعالى .. تعالى نقول يـــــــارب ..
مهما بعدت عنك قربني منك فأنا والله أحبك .. يــــــارب .. أتيتك أحمل ذنوبا أثقل من الجبال لا يغفرها غيرك فسامحني واغفر لي واقبلني .. يــــــــــارب اهد قلبي واملأه بحبك وحب ما تحب .. يــــــــــارب .. لا تطردني ولا تحرمني لذة القرب منك ولذة النظر إلى وجهك الكريم .. يـــــارب .. أنت أرحم بي من أمي فلا تعذبني .. يــــــــــارب .. إني ضعيفة وليس لي سواك .. ليس لي سواك .. ليس لي سواك .. لا تتركني لنفسي وللدنيا ولشياطين الإنس والجن..
يــــــــــارب الجنة .. يـــــــارب الجنة .. يــــارب الجنة يـــــــــارب ..
هيا أختي قوليها ولا تترددي :
لن أفعل إلا ما يرضيك يا ربى .. لن أفعل إلا ما يرضيك يا ربى.
وهيا تواصلي معنا فإنا نحبك أن تساعدينا في أعمال الخير .. ولا شك أختي أنك تحبين الخير ..
هيا معا إن شاء الله نفعل الخير..
معا إن شاء الله ندخل الجنـــــــــــــــــة ..
هذه الكلمات فكرة أختنافى الله ( هديل الجابري ) – رحمها الله –
التي توفيت العام الماضي
أسأل الله أن يغفر لها وأن يرحمها وأن يغسلها من خطاياها بالثلج والماء والبرد وأن يسكنها الفردوس الأعلى .
اللهم آمين
تعليق