السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
*_*_*_*
ربما جاهد المريد نفسه حتى ترك الفواحش والمعاصي،ثم ظن أنه قد هذب خلقه،واستغنى عن المجاهدة، وليس كذلك، فإن حسن الخلق هو مجموع صفات المؤمنين، وقد وصفهم الله تعالى فقال :
{ إنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّـهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَىٰرَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ * الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ ﴿٣﴾ أُولَـٰئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا ۚ}[ الأنفال: 2-3-4] وقال:
{ التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّـهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ }[سورة التوبة: 112] وقال تعالى:
{ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ ﴿١﴾} إلى قوله { أُولَـٰئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ ﴿١٠﴾}[ المؤمنون: آية 1-10]،وقال:
{ وَعِبَادُ الرَّحْمَـٰنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا ﴿٦٣﴾ } [ الفرقان: 63] إلى آخر السورة
، فمن أشكل عليه حاله فليعرض نفسه على هذه الآيات، فوجود جميع هذه الصفات علامة حسن الخلق، وفقد جميعها علامة سوء الخلق ووجود بعضها دون البعض يدل على البعض دون البعض فليشتغل بحفظ ما وجده وتحصيل ما فقده. وقد وصف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال:
" والذي نفسي بيده لا يؤمن عبداً حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه". وفيهما أيضا من حديث أبى هريرة رضى الله عنه، عنه صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال:
" من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذى جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت"
وفى حديث آخر:
" أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم أخلاقاً". ومن حسن الخلق: احتمال الأذى، ففى الصحيحين أن أعرابياً جذب رداء النبى صلى الله عليه وآله وسلم حتى أثرت حاشيته في عاتقه صلى الله عليه وآله وسلم، ثم قال: يا محمد، مر لى من مال الله الذي عندك، فالتفت إليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، ثم ضحك، ثم أمر له بعطاء.وكان إذا آذاه قومه قال:
"اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون"
وكان أويس القرني إذا رماه الصبيان بالحجارة يقول: يا إخوتاه، إن كان ولابد... فارموني بالصغار لئلا تدموا ساقي فتمعنوني من الصلاة. وخرج إبراهيم بن أدهم إلى بعض البرارى، فاستقبله جندي فقال: أين العمران؟ فأشار إلى المقبرة، فضرب رأسه فشجه، فلما أخبر أنه إبراهيم،جعل يقبل يده ورجله، فقال: إنه لما ضرب رأسي سألت الله له الجنة، لأني علمت أنى أوجر بضربه إياي فلم أحب أن يكون نصيبي منه الخير، ونصيبه منى الشر، وأجتاز بعضهم في سكة، فطرح عليه رماد من السطح، فجعل أصحابه يتكلمون. فقال: من استحق النار فصولح على الرماد، ينبغي له أن لا يغضب.
فهذه نفوس ذللت بالرياضة، فاعتدلت أخلاقهم، ونقيت عن الغش بواطنها، فأثمرت الرضى بالقضاء، ومن لم يجد من نفسه بعض هذه العلامات التي وجدها هؤلاء، فينبغي أن يداوم الرياضة ليصل.
دمتم فى حفظ الله وأمنه ..
*_*_*_*
ربما جاهد المريد نفسه حتى ترك الفواحش والمعاصي،ثم ظن أنه قد هذب خلقه،واستغنى عن المجاهدة، وليس كذلك، فإن حسن الخلق هو مجموع صفات المؤمنين، وقد وصفهم الله تعالى فقال :
{ إنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّـهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَىٰرَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ * الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ ﴿٣﴾ أُولَـٰئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا ۚ}[ الأنفال: 2-3-4] وقال:
{ التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّـهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ }[سورة التوبة: 112] وقال تعالى:
{ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ ﴿١﴾} إلى قوله { أُولَـٰئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ ﴿١٠﴾}[ المؤمنون: آية 1-10]،وقال:
{ وَعِبَادُ الرَّحْمَـٰنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا ﴿٦٣﴾ } [ الفرقان: 63] إلى آخر السورة
، فمن أشكل عليه حاله فليعرض نفسه على هذه الآيات، فوجود جميع هذه الصفات علامة حسن الخلق، وفقد جميعها علامة سوء الخلق ووجود بعضها دون البعض يدل على البعض دون البعض فليشتغل بحفظ ما وجده وتحصيل ما فقده. وقد وصف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال:
" والذي نفسي بيده لا يؤمن عبداً حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه". وفيهما أيضا من حديث أبى هريرة رضى الله عنه، عنه صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال:
" من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذى جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت"
وفى حديث آخر:
" أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم أخلاقاً". ومن حسن الخلق: احتمال الأذى، ففى الصحيحين أن أعرابياً جذب رداء النبى صلى الله عليه وآله وسلم حتى أثرت حاشيته في عاتقه صلى الله عليه وآله وسلم، ثم قال: يا محمد، مر لى من مال الله الذي عندك، فالتفت إليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، ثم ضحك، ثم أمر له بعطاء.وكان إذا آذاه قومه قال:
"اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون"
وكان أويس القرني إذا رماه الصبيان بالحجارة يقول: يا إخوتاه، إن كان ولابد... فارموني بالصغار لئلا تدموا ساقي فتمعنوني من الصلاة. وخرج إبراهيم بن أدهم إلى بعض البرارى، فاستقبله جندي فقال: أين العمران؟ فأشار إلى المقبرة، فضرب رأسه فشجه، فلما أخبر أنه إبراهيم،جعل يقبل يده ورجله، فقال: إنه لما ضرب رأسي سألت الله له الجنة، لأني علمت أنى أوجر بضربه إياي فلم أحب أن يكون نصيبي منه الخير، ونصيبه منى الشر، وأجتاز بعضهم في سكة، فطرح عليه رماد من السطح، فجعل أصحابه يتكلمون. فقال: من استحق النار فصولح على الرماد، ينبغي له أن لا يغضب.
فهذه نفوس ذللت بالرياضة، فاعتدلت أخلاقهم، ونقيت عن الغش بواطنها، فأثمرت الرضى بالقضاء، ومن لم يجد من نفسه بعض هذه العلامات التي وجدها هؤلاء، فينبغي أن يداوم الرياضة ليصل.
دمتم فى حفظ الله وأمنه ..
تعليق