الفتور
مرض من امراض العصر
حينما تنجو سفينةُ المرءِ من بحر المعاصي المهلك ، فترسو على ساحل الإيمان الآمن ، يكون حينها عرضةً لحبائل الشيطان المغرضة ، وشباكه المعقدة ، وأنيابه المفترسة ، وما ذاك إلا لأنه غرضٌ كم تمنى الشيطان أن يصيبه بسهمه المسموم ، ليرديه قتيل الضعف الممقوت ، والانتكاسة المهينة .
ولكن ما أهون هذا الشيطان ، وما أقل حيلته ، وما أضعف كيده ، إذا واجهه المؤمن بسلاح الإيمان المضاء ، ونوره الوضاء ؛ فراجع أسباب ضعف إيمانه ، ونظر في علل فتوره وتقصيره ، واتخذ من أسباب الثبات على دينه ما ينصره على الشيطان في هذا الصراع العنيف .
والفتورمرض يتسم بالتسلل الخفي حينما يريد أن يدس داءه في قلب المسلم أو عقله ، كما أنه لا يأتي بغتة ، بل إن نَفَس الشيطانِ فيه طويل ، وكيده في الإصابة به متنوع ، حتى يقتنع صاحبه أنه فيه على حق ، وأنه كان على خطأ أو تطرف .
فمن إدراكي لأهمية هذا الموضوع ، أردت أن أزود نفسي المقصرة أولاً ببعض الجرعات الوقائية ضد هذا الداء ؛ لأحمي نفسي منه بإذن الله ،وأشارك في وقاية مجتمعي وأمتي من نفوذه وانتشاره
ولكن ما هو الفتور
تعريف الفتور
سكن بعد حدة، ولين بعد شدة، وضعف بعد قوة
هذا هو الفتور
كسل وتراخى فى العباده بعد نشاط
الفتور سنه كونيه لله سبحانه وتعالى لا ينجو منها احد الا الملائكه الذين قال الله فى شأنهم
فى سورة الانبياء (يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ)
الكسل والفتور لا يختص بطائفة معينة من الناس، بل إنه يسري في الناس على
مختلف طبقاتهم وأعمارهم وأحوالهم، لا يكاد ينجومنه أحد إلا من سلم الله - وقليل ما هم - فهو يصيب العلماء والعباد والجهال، والشيوخ والشباب، والرجال والنساء
كل انسان حتما ولابد ان يصيبه الفتور
روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: , لكل عالم شرة، ولكل شرة فتره فمن فتر الى سنتي؛ فقد نجا، وإلا؛ فقد هلك اخرجه احمد فى المسند
الشره هى الاجتهاد فى العباده
فمن اصابه الفتور فعليه بالعوده الى سنة النبى صلى الله عليه وسلم منا من يقول كنت اقرأ فى اليوم خمسة اجزاء الان لا استطيع عليكِ بسنة النبى صلى الله عليه وسلم
فى صحيح البخارى عن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اقرأ فى شهر قلت انى لأجد قوه قال اقرأ فى سبع ولا تزد على ذلك
ولقد تنوعت في هذا الزمان وسائل الفتور ، وتعددت صوره ، واتخذ همه
محلاً في صدر المصاب به ، ربما بمعرفته له ، أو بمعاينته لآثاره عليه
مظاهر الفتور
التكاسل عن أداء الصلاة وغيرها من العبادات.
الإعراض عن تلاوة القرآن وحفظه.
الإنقطاع عن مجالس العلم والذكر والإيمان.
ترك المشاركة في الدعوة إلى الله وأعمال الخير.
ضيق الصدر والوحشة من الناس
فيصبح المرء سريع الغضب على من حوله قليل الصبر والتحمل لهم ، يضيق ذرعا بأفعالهم، ويتأفف من أعمالهم ، قد ذهبت عنه سماحة أهل الإيمان فلم يعد يألف ولا يؤلف، وكلما زادت غفلته وفترته زاد همه وضاق صدره.
الشعور بقسوة القلب وخشونته، فلم يعد يتأثر بالموعظه
اسباب الفتور
للفتور اسباب كثيره منها
الروتين فى العباده
لا يوجد تغيير فى العبادات
مثلا اغلب الناس الا من رحم الله فى الصلاه تجده يصلى بقصار السور
حتى حامل القرآن يحصر نفسه فى النصف الاخير من جزء عم
السور التى اصلى بها اليوم هى سور الغد هى صور بعد الغد لماذا ؟
من هنا يبدأ الفتور فى الصلاه وذهاب الخشوع بدأت اقرأ فى الصلاه ولا اشعر بشىء
وهكذا فى باقى العبادات
وما الحل ؟
لابد من التنويع حتى لا تشعر بالملل والضيق التنويع فى الذكر ابدأى بعمل جديد الدين ليس الصلاه والصيام وفقط
ابحثى عن عمل جديد يدخل على قلبك السرور جددى فى نوايا العمل
مثلا فى صيام التطوع عددى النوايا
اصوم طاعه لله وللتقرب من الله وسنه عن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم واحتسب الظمأ للرى يوم العطش وهكذا من النوايا ستجدى قلبك بإذن الله
خطبة الشيخ احمد جلال الفتور
تحميل النفس مالا تطيق وعدم الترويح عن النفس
قال تعالى "يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر " البقرة
التشديد على النفس لا يؤدى فقط الى التكاسل عن الطاعات بل يؤدى الى الانقطاع التام فعلينا الا نحمل انفسنا ما لا تطيق ولابد من الترويح عن النفس من وقت الى آخر بالمباح فمن الناس من يقول سأروح عن نفسى بسماع مسلسل او فيلم ويقول النبى قال ساعه وساعه لا لا لا ليس هذا المقصود الترويح عن النفس بالمباح الحديث مع الاهل او الاصدقاء أو الخروج الى اماكن ليس فيها ما يغضب الله هذا هو الترويح
عن حنظلة الأسيدي، وكان من كُتّاب رسول الله قال: لقيني أبو بكر فقال: "كيف أنت يا حنظلة؟" قال: قلت: "نافق حنظلة"، قال: "سبحان الله! ما تقول؟" قال: قلت: "نكون عند رسول الله يذكرنا بالنار والجنة، حتى كأنا رأي عين، فإذا خرجنا من عند رسول الله عافسنا الأزواج والأولاد والضيعات، فنسينا كثيرا". قال أبو بكر: "فوالله إنا لنلقى مثل هذا" فانطلقت أنا وأبو بكر حتى دخلنا على رسول الله ثم قال له مثلما قال لأبي بكر، فقال رسول الله "والذي نفسي بيده أن لو تدومون على ما تكونون عندي وفي الذكر؛ لصافحتكم الملائكة على فرشكم وفي طرقكم، ولكن يا حنظلة: ساعة وساعة - ثلاث مرات–رواه مسلم
ساعه ابكِ فيها بين يدى ربك وساعه لنفسكِ ولأهلك
قال علي رضي الله عنه : "إن النفس لها إقبال وإدبار ، فإذا أقبلت فخذها بالعزيمة والعبادة ، وإذا أدبرت فأقصرها على الفرائض والواجبات " .
من الناس من يصلى قيام الليل 11 او زياده بجزء أو اثنين أو ثلاثه فإذا جاء عليه وقت وتعب ولم يستطيع المواصله فتر عن القيام لا اذا وجدتى فى نفسكِ قوه قومى وصلى فإذا تعبتى فخففى عن نفسكِ اسمعى الى حديث النبى صلى الله عليه وسلم
وعن أنس رضي الله عنه قالدخل النبي صلى الله عليه وسلم المسجد فإذا حبل ممدود بين الساريتين فقالما هذا الحبلقالواهذا حبل لزينب فإذا فترتت علقت به فقال النبي صلى الله عليه وسلم حلوه ليصل أحدكم نشاطه فإذا فتر فليرقد متفق عليه
النبى صلى الله عليه وسلم كان ذات مره يصلى بالبقره وال عمران والنساء ومره اخرى يصلى بآيه يرددها
(( إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)) (118)
سورة المائده
اسباب الفتور وعلاجه الشيخ محمد حسان
عدم استشعار لذة العبادة
من المعلوم ان للعبادة لذة وسبحان الله فان لكل عبادة لذة ومذاق خاص فما نشعر به فى صلاة الفجر مثلآ قد لا نجده فى أى صلاة أخرى وما نحس به فى الصدقات لا توازيه متعة وما نستشعره فى بر الوالدين لا نجده فى سواهما وان استمرار تلك اللذة الموافقة للعبادات لا شك أنها تزيد العبد طاعة لله وتقربآ له وتزيد من عباداته وتجعله حريص على اتمامها على أكمل وجه وان عدم تواجدها يؤدى للعكس تمامآ
فمن يصلى مرة تلو الأخرى ولم يجد تلك الحلاوة تسأم نفسه وتقول لا فائدة ومن هنا يبدأ الفتور ومن يصوم ويصوم ولم يستشعر التقوى فيبدأ بتقليل الصوم حتى انعدامه وهكذا
عليكِ بمجاهدة النفس واعلمى ان الله لن يتركك وسوف يفتح لكِ الابواب
الم تقرأى قول الله
تعالى وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ (69)
سورة العنكبوت
يقول ابن القيم رحمه الله: "في القلب قسوة لا يزيلها إلا ذكر الله تعالى، فينبغي للعبد أن يداوي قسوة قلبه بذكر الله".
قال رجل للحسن البصري: "يا أبا سعيد أشكو إليك قسوة قلبي؟ قال: أذبه بالذكر".
ولكى نتخلص من هذا السب الذى يؤدى الى الفتور على العبد اجماع قلبه فى العبادة ومحاولة الاخلاص لله تعالى واستشعار مراقبة الله له وحسن الظن بربه انه يمن عليه بتلك النعمة العظيمة
ألا وهى نعمة حلاوة الايمان ولذة الطاعة وانها والله لنعمة عظيمة
ادخلى فى الصلاه واشعرى بلقاء الله اقرأى القرآن بتدبر عليكِ بالدعاء والتضرع الى رب الارض والسماء
محاضرة طواف القلب حول عرش الرحمن
لفضيلة الشيخ حازم شومان
الفرديه وعدم وجود الصحبه الصالحه
الاسلام دين جماعى لا مكان فيه للفرديه
قال الله عز وجل
(وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ) سورة ال عمران
(وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ) سورة المجادله
الرسول صلى الله عليه وسلم حذرنا من الفرديه وترك الجماعه
( عَلَيْكُمْ بِالْجَمَاعَةِ وَإِيَّاكُمْ وَالْفُرْقَةَ ؛ فَإِنَّالشَّيْطَانَ مَعَ الْوَاحِدِ ، وَهُوَ مِنَ الِاثْنَيْنِ
أَبْعَدُ ،مَنْ أَرَادَ بُحْبُوحَةَ الْجَنَّةِ فَلْيَلْزَمِ الْجَمَاعَةَ ) رواه الترمذي ، وقال : حديث حسن صحيح .
وقال صلى الله عليه وسلم , إنما يأكل الذئب من الغنم القاصية
وحثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على الجماعه
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (اجتمعوا على طعامكم يبارك لكم فيه)
أخرجه أبو داود وابن ماجه
فالقدوة الصالحة لها أثر حي وفعال في القلوب ، ولذلك كانوا ينصحون بملازمة أهل الصلاح والورع، وعندما مات أعظم قدوة في الدنيا قال الصحابة: ما هي إلا أن واريناه التراب حتى أنكرنا قلوبنا، وكانوا كالغنم في الليلة الشاتية المطيرة، مع كونهم كلهم قدوات يقتدى بهم فعليكِ بالصحبه الصالحه التى اذا فترتى اخذوا بيدك واعانوكى على طاعة الله
فى بداية الالتزام محافظه على الصلوات فى اوقاتها والسنن وقيام الليل وصيام الاثنين والخميس ولكن وحدك فى عزله ليس معكِ من يعينك على طاعة الله
ومن حولك لم يمن الله عليهم بالالتزام
بدأ الفتور يتسلل الى قلبى كما هو حال الجميع بدأت اضعف وانظر الى من هو اقل منى واضعف واضعف حتى ضاع منى كل شىء لو انكِ كان معكِ فى هذا الوقت رفقه من اهل الصلاح لأعانوكى على الطاعه ولأخذوا بيدك الى طريق الله فاحرصى على الصحبه الصالحه
يتبع
تعليق