من هو أعقل الناس؟: يقول شيخنا محمد المختار: «والله، ما وجدنا أحث على العمل وأرغب في الخير وأبعد الشر مثل ذكر الآخرة، كما قال الله: }الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ{ [البقرة: 46]، ومن أكثر من ذكر الموت والوقوف بين يدي الله دعاه إلى مراقبة الله»، قال الإمام ابن دقيق العيد لما قضى على رجل فقال له: ظلمتني، قال: والله، ما تكلمت منذ أربعين سنة كلمة إلا وأعددت لها جوابًا عند الله.
أخرج الإمام الطبراني في الصغير بإسناد حسن عن ابن عمر قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم عاشر عشرة فقال رجل من الأنصار: يا رسول الله، فقال: من أكيس الناس وأحزم الناس ، أي من هو أعقل الناس؟ وقبل أن نسمع الإجابة من النبي صلى الله عليه وسلم ، تعالوا نرى من هو أعقل الناس في نظر الناس، إن أعقل الناس عند الناس من عنده وظيفة وسيارة وبيت ومال ومنصب وجاه، وقد ورد في حديث إضاعة الأمانة في البخاري: «يقال له: ما أجلده ما أعقله، ولا يزن عند الله حبة شعيرة».
فتعالوا نسمع إجابة النبي صلى الله عليه وسلم على: من هو أعقل الناس؟ أكيس الناس وأحزم الناس ؟ قال : أكثرهم ذكرا للموت ، وأكثرهم استعدادا للموت ، أولئك الأكياس ذهبوا بشرف الدنيا وكرامة الآخرة
وقال بعض السلف: العاقل من جمع ثلاثًا: مَن ترك الدنيا قبل ما تتركه، وبنى قبره قبل أن يدخله، وأرضى ربه قبل أن يلقاه.
يستكمل العبد ذكر الآخرة بذكر منازلها والقدوم على الله، فكم ملئت القلوب من خشية الله لما تذكرت مضاجع القبور وتذكرت أحوال البعث والنشور ويوم الفزع الأكبر! وكم من قلوب وجلت لما تذكرت موقفها بين يدي الله وسؤاله وحسابه ، حينما تذكرت الحساب ودقته والصراط وزلته!
وكما قال ابن عباس واصفًا أحوال الصحابة لما رأى بعض التخليط في زمن التابعين، قال:« لقد كان أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم لهم أعين دامعة وقلوب حزينة، وقالوا: كيف نفرح ونسلى في هذه الدنيا، والموت وراءنا، والقبر أمامنا والقيامة موعدنا، والوقوف بين يدي الله مشهدنا، وعلى الصراط مرورنا؟!» يقول الله تعالى: }وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا * ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا{ [مريم: 71، 72].
لا ينجو من النار إلا من أدى فرائض الله ووقف عند محارمه، وقد حذرنا الله من النار فقال: }قُلْ أَفَأُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكُمُ النَّارُ وَعَدَهَا اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَبِئْسَ الْمَصِيرُ{ [الحج: 72]، }وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الْأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ{ [هود: 17].
ولنا وقفة مع النار:
فإنه قد يتبادر إلى الأذهان بأن جهنم كالنار التي نعرفها في الدنيا ولكنها أشد، فمن أمعن النظر في وصف القرآن لجهنم يعلم أنها تختلف تمامًا عن نار الدنيا، فنار الدنيا إذا ألقيت فيها شيئًا أحرقته فتركته فحمًا، ومن يدخل نار الدنيا يموت فيستريح من ألمها؛ وأما نار جهنم ففيها شجرٌ وماءٌ وفيها ظلٌ، وفيها طعامٌ وشرابٌ، وفيها حياتٌ تعيش فيها، حجمها كالبغال الموكفة، وفيها عقاب، وفيها ثياب، لكن ظلها وطعامها وشرابها كله للتعذيب لا للنعيم، ومن دخلها لا يموت ولا يحيا، فهو في عذاب دائم.
أما شجر النار: فيقول الله تعالى: }شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ * طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ{ [الصافات: 64، 65]، وثمر هذه الشجرة قبيح المنظر، ولهذا شبهه برؤوس الشياطين، لأنه استقر في النفوس قبح رؤوسهم؛ ومع خبث هذه الشجرة إلا أن أهل النار يلقى عليهم الجوع فلا يجدون مفرًا من الأكل منها، إلى درجة ملء البطون، فإذا امتلأت بطونهم أخذت تغلي في بطونهم فيجدون لها ألمًا شديدًا، وقال تعالى عن هذه الشجرة في سورة الدخان: }إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ * طَعَامُ الْأَثِيمِ * كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ * كَغَلْيِ الْحَمِيمِ{ [الدخان: 43-46]. ويأكلون من هذه الشجرة الخبيثة حتى تمتلئ بطونهم ولكنه لا يسمن ولا يغني من جوع }فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ{ [الصافات: 66]. فإذا أكلوا من هذه الشجرة الخبيثة اندفعوا إلى الحميم وهو ماء في منتهى الحرارة وفي هذا قال الله: }ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْهَا لَشَوْبًا مِنْ حَمِيمٍ{ [الصافات: 67].
ووصف القرآن أن شربهم من شدة عطشهم }فَشَارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ{ [الواقعة: 55]، أي يشربون شرب الإبل العطاش وهو مرض يصيب الإبل ثم يصب فوق رؤوسهم من هذا الحميم }يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ{ [الحج: 20].
وقد صور لنا رسولناصلى الله عليه وسلم شناعة الزقوم وفظاعته «لو أن قطرة من زقوم قطرت في دار الدنيا لأفسدت على أهل الأرض معاشهم فكيف بمن يكون طعامه» [رواه الترمذي].
أما ثيابها: ففي جهنم ثياب من نار }قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِنْ نَارٍ{ [الحج: 19].
أما ظلها وظللها: فهي من النار، يقول الله: }وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ{ [الواقعة: 43]، وصفته: }لَا بَارِدٍ وَلَا كَرِيمٍ{ [الواقعة: 44]، وهي عاقبة من آثر الدنيا وترفها وأصر على الكفر والمعاصي أما ظللها: }لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ{ [الزمر: 16].
والحاصل: أن الله أخبرنا في كتابه أن الكل سيرد على هذه النار، }وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا{ [مريم: 71]،ثم بين بعدها من ينجو ومن يقع فيها جثيًا، فقال سبحانه: }ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا{ نعوذ بالله من النار وما قرب إليها من قول وعمل [مريم: 72].أسأل الله بإسمه الأعظم أن يرزقنا رضاه والجنة ونعوذ به من سخطه والنار وصلى الله وسلم على سينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا (إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها اللذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً)
أخرج الإمام الطبراني في الصغير بإسناد حسن عن ابن عمر قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم عاشر عشرة فقال رجل من الأنصار: يا رسول الله، فقال: من أكيس الناس وأحزم الناس ، أي من هو أعقل الناس؟ وقبل أن نسمع الإجابة من النبي صلى الله عليه وسلم ، تعالوا نرى من هو أعقل الناس في نظر الناس، إن أعقل الناس عند الناس من عنده وظيفة وسيارة وبيت ومال ومنصب وجاه، وقد ورد في حديث إضاعة الأمانة في البخاري: «يقال له: ما أجلده ما أعقله، ولا يزن عند الله حبة شعيرة».
فتعالوا نسمع إجابة النبي صلى الله عليه وسلم على: من هو أعقل الناس؟ أكيس الناس وأحزم الناس ؟ قال : أكثرهم ذكرا للموت ، وأكثرهم استعدادا للموت ، أولئك الأكياس ذهبوا بشرف الدنيا وكرامة الآخرة
وقال بعض السلف: العاقل من جمع ثلاثًا: مَن ترك الدنيا قبل ما تتركه، وبنى قبره قبل أن يدخله، وأرضى ربه قبل أن يلقاه.
يستكمل العبد ذكر الآخرة بذكر منازلها والقدوم على الله، فكم ملئت القلوب من خشية الله لما تذكرت مضاجع القبور وتذكرت أحوال البعث والنشور ويوم الفزع الأكبر! وكم من قلوب وجلت لما تذكرت موقفها بين يدي الله وسؤاله وحسابه ، حينما تذكرت الحساب ودقته والصراط وزلته!
وكما قال ابن عباس واصفًا أحوال الصحابة لما رأى بعض التخليط في زمن التابعين، قال:« لقد كان أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم لهم أعين دامعة وقلوب حزينة، وقالوا: كيف نفرح ونسلى في هذه الدنيا، والموت وراءنا، والقبر أمامنا والقيامة موعدنا، والوقوف بين يدي الله مشهدنا، وعلى الصراط مرورنا؟!» يقول الله تعالى: }وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا * ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا{ [مريم: 71، 72].
لا ينجو من النار إلا من أدى فرائض الله ووقف عند محارمه، وقد حذرنا الله من النار فقال: }قُلْ أَفَأُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكُمُ النَّارُ وَعَدَهَا اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَبِئْسَ الْمَصِيرُ{ [الحج: 72]، }وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الْأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ{ [هود: 17].
ولنا وقفة مع النار:
فإنه قد يتبادر إلى الأذهان بأن جهنم كالنار التي نعرفها في الدنيا ولكنها أشد، فمن أمعن النظر في وصف القرآن لجهنم يعلم أنها تختلف تمامًا عن نار الدنيا، فنار الدنيا إذا ألقيت فيها شيئًا أحرقته فتركته فحمًا، ومن يدخل نار الدنيا يموت فيستريح من ألمها؛ وأما نار جهنم ففيها شجرٌ وماءٌ وفيها ظلٌ، وفيها طعامٌ وشرابٌ، وفيها حياتٌ تعيش فيها، حجمها كالبغال الموكفة، وفيها عقاب، وفيها ثياب، لكن ظلها وطعامها وشرابها كله للتعذيب لا للنعيم، ومن دخلها لا يموت ولا يحيا، فهو في عذاب دائم.
أما شجر النار: فيقول الله تعالى: }شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ * طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ{ [الصافات: 64، 65]، وثمر هذه الشجرة قبيح المنظر، ولهذا شبهه برؤوس الشياطين، لأنه استقر في النفوس قبح رؤوسهم؛ ومع خبث هذه الشجرة إلا أن أهل النار يلقى عليهم الجوع فلا يجدون مفرًا من الأكل منها، إلى درجة ملء البطون، فإذا امتلأت بطونهم أخذت تغلي في بطونهم فيجدون لها ألمًا شديدًا، وقال تعالى عن هذه الشجرة في سورة الدخان: }إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ * طَعَامُ الْأَثِيمِ * كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ * كَغَلْيِ الْحَمِيمِ{ [الدخان: 43-46]. ويأكلون من هذه الشجرة الخبيثة حتى تمتلئ بطونهم ولكنه لا يسمن ولا يغني من جوع }فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ{ [الصافات: 66]. فإذا أكلوا من هذه الشجرة الخبيثة اندفعوا إلى الحميم وهو ماء في منتهى الحرارة وفي هذا قال الله: }ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْهَا لَشَوْبًا مِنْ حَمِيمٍ{ [الصافات: 67].
ووصف القرآن أن شربهم من شدة عطشهم }فَشَارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ{ [الواقعة: 55]، أي يشربون شرب الإبل العطاش وهو مرض يصيب الإبل ثم يصب فوق رؤوسهم من هذا الحميم }يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ{ [الحج: 20].
وقد صور لنا رسولناصلى الله عليه وسلم شناعة الزقوم وفظاعته «لو أن قطرة من زقوم قطرت في دار الدنيا لأفسدت على أهل الأرض معاشهم فكيف بمن يكون طعامه» [رواه الترمذي].
أما ثيابها: ففي جهنم ثياب من نار }قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِنْ نَارٍ{ [الحج: 19].
أما ظلها وظللها: فهي من النار، يقول الله: }وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ{ [الواقعة: 43]، وصفته: }لَا بَارِدٍ وَلَا كَرِيمٍ{ [الواقعة: 44]، وهي عاقبة من آثر الدنيا وترفها وأصر على الكفر والمعاصي أما ظللها: }لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ{ [الزمر: 16].
والحاصل: أن الله أخبرنا في كتابه أن الكل سيرد على هذه النار، }وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا{ [مريم: 71]،ثم بين بعدها من ينجو ومن يقع فيها جثيًا، فقال سبحانه: }ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا{ نعوذ بالله من النار وما قرب إليها من قول وعمل [مريم: 72].أسأل الله بإسمه الأعظم أن يرزقنا رضاه والجنة ونعوذ به من سخطه والنار وصلى الله وسلم على سينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا (إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها اللذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً)
تعليق