كـانوا يخـافون النفـاق علامـات النفـاق
- فهم تحت سائر الكفار لأنهم شاركوهم بالكفر باللـه ومعاداة رسله، وزادوا عليهم المكر والخديعة والتمكن من كثير من أنواع العداوة للمؤمنين، على وجه لا يشعر به ولا يحس. ورتبوا على ذلك جريان أحكام الإسلام عليهم، واستحقاق ما لا يستحقونه.
- فبذلك ونحوه استحقوا أشد العذاب، وليس لهم منقذ من عذابه ولا ناصر يدفع عنهم بعض عقابه، وهذا عام لكل منافق إلا مَنْ مَنَّ اللـه عليهم بالتوبة من السيئات.ا.هـ
· في الصحيحين عنه صلى اللـه عليه وسلم أنه قال: ( أربع من كن فيه كان منافقا خالصا , ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها : إذا حدث كذب ; وإذا وعد أخلف ; وإذا عاهد غدر , وإذا خاصم فجر ).
· علامـات النفـاق:
- منها: الكذبفي القول، وخيانة الأمانة، وخلف الوعد، والفجور عند اليمين، والغدر في العهد.
- ومنها: الاستهزاء بقيم الدين الإسلامي ومبادئه من الكتاب والسنة، والاستهزاء بالصالحين والأخيار.
- ومنها: التكاسل عن الصلاة، وما أعظم نفاق من ترك المسجد وهو بجواره وترك الصلاة فيه!.
- ومنها: مراءاة الناس بالعمل، وطلب السمعة.
- ومنها: قلة الذكر .
- ومنها حب ما يبغضه اللـه.
· الإعجاب بغير اللغة العربية: قال شيخ الإسلام: من يتعلم اللغات غير اللغة العربية لا لفائدة وإنما للإعجاب والإضرار بالعربية؛ فهي من علامة النفاق، وتجني علامة قصور الإيمان؛ وقلة الاعتزاز بالإيمان .
· ترك الجهاد من خصال النفاق:قال رسول اللـه صلى اللـه عليه وسلم: ] من مات ولم يغز ولم يحدّث به نفسه مات على شعبة من نفاق [. رواه مسلم
قال النووي:المراد أن من فعل هذا فقد أشبه المنافقين المتخلّفين عن الجهاد في هذا الوصف؛ فإن ترك الجهاد أحد شعب النفاق.
من النفاق تأخير الصلاة عن وقتها:لقد توعد اللـه كل من يؤخر الصلاة عن وقتها بالويل والعذاب الشديد
فقال تعالى : ( فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ ) أي: يؤخرونها عن وقتها أو يخرجوها عن وقتها بالكلية كما قال مسروق : وهذا من صفات المنافقين وانظر قول النبي صلى اللـه عليه وسلم فيمن أخر صلاة العصر: ] تلك صلاة المنافق ، تلك صلاة المنافق ، تلك صلاة المنافق ، يجلس يرقب الشمس حتى إذا كانت بين قرني الشيطان قام فنقر أربعاً لا يذكر اللـه فيها إلا قليلاً [. رواه مسلم.
· لـمـز العاملـين للـه: ذكر ابن كثير: أن لمز العاملين للـه , من صفات المنافقين لا يسلم أحد من عيبهم , ولمزهم في جميع الأحوال .
· التعذر عن القيام بأعمال الخير: وعدم المساهمة في ما ينفع الإسلام والمسلمين صفة من صفات المنافقين التي واللـه نخشى على أنفسنا وإخواننا من هذه الصفة الخطيرة التي قد لا يشعر المسلم بها.
ولكم أن تتأملوا هذه الآية التي نزلت في الجد بن قيس أخي بني سلمة عندما قال رسول اللـه صلى اللـه عليه وآله وسلم ذات يوم هل لك يا جد العام في جهاد بني الأصفر. فتعذر كما قال اللـه تعالى ( وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي وَلَا تَفْتِنِّي أَلَا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ ).
- قال تعالى: (إِنَّمَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَارْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ).
- قال الطبري: وهذا إعلامٌ من الله نبيَّه صلى الله عليه وسلم سِيمَا المنافقين: أن من علاماتهم التي يُعرفون بها تخلُّفهم عن الجهاد في سبيل الله، باستئذانهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في تركهم الخروجَ معه إذا استنفروا بالمعاذير الكاذبة.
يقول جل ثناؤه لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: يا محمد، لا تأذننَّ في التخلُّف عنك إذا خرجت لغزو عدوّك، لمن استأذنك في التخلف من غير عذر، فإنه لا يستأذنك في ذلك إلا منافق لا يؤمن بالله واليوم الآخر.
· ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من صفات المنافقين:
قال تعالى: ( الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُم مِّن بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُواْ اللـه فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ).
· الاستهزاء بأهل الإسلام: ومن صفاتهم ، أنهم يصفون أهل الإسلام بأنهم سفهاء العقول ، ضعفاء الرأي ، قليلو التفكير ، وهم في نفس الوقت يرون أنفسهم أهل الرأي الصائب، قال تعالى: ( وإذا قيل لهم آمنوا كما آمن الناس قالوا أنؤمن كما آمن السفهاء ).
· كانوا يخافون النفاق:قال الحافظ ابن رجب: كان الصحابة ومن بعدهم من السلف الصالح يخافون على أنفسهم النفاق، ويشتد قلقهم وجزعهم منه، فالمؤمن يخاف على نفسه النفاق الأصغر، ويخاف أن يغلب ذلك عليه عند الخاتمة فيخرجه إلى النفاق الأكبر. كما تقدم أن دسائس السوء الخفية توجب سوء الخاتمة .
· قال عمر بن الخطاب لحذيفة رضي اللـه عنهما: يا حذيفة ناشدتك باللـه هل سماني لك رسول اللـه منهم قال لا ولا أزكي بعدك أحدا .
· قال الحسن البصري: لو أعلم أني بريء من النفاق كان أحب إلي مما طلعت عليه الشمس.
· قال ابن أبي مليكة:أدركت ثلاثين من أصحاب النبي صلى اللـه عليه وسلم، كلهم يخاف النفاق على نفسه .
· قال الحسن البصري: النفاق اختلاف السر والعلانية، والقول والعمل.
· أبعد الناس من النفاق:قال ابن عمر مولى عفرة: أبعد الناس من النفاق أشدهم تخوفا على نفسه منه، الذي يرى انه لا ينجيه منه شيء، وأقرب الناس منه إذا زكي بما ليس فيه ارتاح قلبه وقَبِله.
· بكـاء الـنـفـاق: هو أن تدمع العين والقلب قاس، فيظهر صاحبه الخشوع، وهو من أقسى الناس قلبا .
· لو هـلك المنافقون: سمع حذيفة رضي اللـه عنه رجلا يقول اللـهم أهلك المنافقين فقال: يا ابن أخي لو هلك المنافقون لاستوحشتم في طرقاتكم من قلة السالك.
· الصادق يخاف النفاق على نفسه.
· لا يأمن النفاق إلا منافق ، ولا يخاف النفاق إلا مؤمن .
تعليق