بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صلى وسلم وبارك على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم
أما بعد
مهمة الشباب في ذلك المجال
يتساءل كثير من الشباب عن مهمته المطلوبة منهم في مجال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وهذا التساؤل يدل على بداية حسنة، ويوحي بأن الشباب وضعوا أرجلهم في الطريق بعزم ويحتاجون فقط إلى من يبصرهم بواجبهم.
والحق أن الكلام عن هذه القضية يطول، ولكن سأجمل الحديث عن أهم الواجبات الملقاة على عواتق الشباب في الآتي:
1 - أن يضطلع الشباب بمهمة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من منطلق شمولي، فيقوم بما قد يقوم به غيره ويزيد عليه، بحيث يؤدي مهمته في المنزل، وفي المدرسة أو العمل، وفي الحي، وفي الشارع، وفي السوق، وفي غيره، مستخدماً مختلف الوسائل، من كلمة، وكتاب، وشريط، ومقاطعة للأماكن التي فيها فساد، وغير ذلك.
أي أن يجعل الشاب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر همه ووظيفته في كل أحيانه، كلما أمكنه ذلك. ولئن استطاع الشباب أن يؤدوا ذلك على الوجه المطلوب، لتختفين-بلا ريب ولا تردد-كثير من المنكرات، ولتظهرن كثير من السنن المهجورات، بعون الله تعالى.
2 - أن يواصل الشباب العلماء: فإن للعالم تأثيرًا كبيرًا في إزالة المنكرات، وبخاصة المنكرات الراسخة المتأصلة الضاربة بجذورها في المجتمع، التي يصعب اقتلاعها على غير العلماء، الذين لهم مكانتهم، وكلمتهم المسموعة، وركنهم الشديد.
فعلى الشباب أن يلتفوا حول العلماء العاملين، المتبعين للسنة، وأن يبلغوهم بما يقع من منكرات، فالعالم قد يكون مشغولاً بدروسه، وارتباطاته الكثيرة، عن الوقوف على تفاصيل ما يقع في المجتمع من المنكرات. فإذا جعل الشباب من نفسه واسطة لإيصال تلك المعلومات إلى العالم-هذا على الأقل-فإن العالم يكون بذلك مطلعاً على ما يجري، ويستطيع بالتالي أن يتخذ الموقف المناسب.
ولكن على الشاب حين يبلغ العالم عن منكر أن يقدم له الإثباتات والوثائق الكافية، حتى كأنه يراه بعينه، أو يسمعه بأذنه، وألا يقتصر على مجرد الظن، لأن الأمر قد يكون على خلاف ما ظهر له.
ووسائل تزويد العلماء والدعاة وطلبة العلم بمعلومات عن المنكر وسائل عديدة، منها-على سبيل المثال لا الحصر-أن يقدم الشاب لهم ما ينشر من مقالات، أو قصائد، أو كتب، تخالف الإسلام أو تطعن فيه، أو تدعوا إلى الرذيلة. إلى غير ذلك. ومتى وجد لدى الشباب الاهتمام، والإحساس بالمسئولية، و الاحتراق لهذا الدين، فستأتي الوسائل تباعاً، بطواعية وانقياد، وأقل ما يجب في هذا أن يكون ثمة شهود عدول على حدوث المنكر وأنهم رأوه أو سمعوه بأنفسهم، لقطع دابر الأقاويل والإشاعات والظنون.
3 - المشاركة في المجالات الرسمية للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهذه قضية مهمة، فإن كثيرًا من الناس يلقون بالمسئولية على غيرهم، ويتنصلون منها، فيتكلمون مثلاً عن جهاز الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فيقولون: إنه لم يقم بواجبه، وقد يقول بعضهم: إن كثيرًا من الموظفين فيه من كبار السن.. إلخ.
ولكن السؤال الذي يجب طرحه هو: لماذا أخي الشاب لم نقم بهذه المهمة، بدلاً من أن ننحي باللائمة على غيرنا؟! إن هذا الجهاز لو كان مدعوماً بعدد كبير من الشباب الملتزمين الواعين المدركين، لكان أقوى من أن يقف في وجهه أحد، مهما حورب، أو وضعت في طريقه العقبات.
لكن لما تخلى أبناء الأمة عن مسئوليتهم، وعزف كثير من الشباب الصالحين الجامعيين عن التوظف في هذا الجهاز، حصلت بعض السلبيات، فعلينا أن ندرك أننا مسئولون عن هذا التقصير، وأن نتداركه بقدر المستطاع.
- أن نكون عوناً للآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر تحقيقاً لقوله تعالى: (وتعاونوا على البر والتقوى). {سورة المائدة، الآية: 2). وصور التعاون هاهنا متعددة.
· فقد يعمل الفرد مع الآمرين بالمعروف بصفته متعاونًا معهم في هذا السبيل.
· وقد يقوم بالتبليغ عن أي منكر تقع عليه عينه، أو تسمعه أذنه، أو يعلم بوجوده بأي وسيلة.
· وقد يدعو للقائمين بهذا العمل حيث إنهم يتولون القيام بهذه المهمة المقدسة بالنيابة عنا جميعاً.
· وقد يذب عن أعراضهم من ألسنة الطاعنين الذين يتناولونهم بغير حق-في الغالب، وبحق-في القليل النادر.
مع أنهم يتجاهلون أخطاء الآخرين من الفئات الأخرى كافة.. وكأن من شروط رجل الحسبة أن يكون معصوماً!
· وقد يواصلهم بالزيارة في مواقع عمله فيحدثهم ويستمع إليهم، ويبثهم ما في نفسه من آراء أو ملحوظات، ويقيم روابط الود والمحبة معهم، ليشعر هؤلاء الجنود المجهولون أن المجتمع يثمن جهدهم، ويقدر سهرهم وعناءهم!
· فإن تعذر عليك هذا كله-أخي-فلا أقل من الالتزام بوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم، لأبي ذر كما جاء في البخاري: "تكف شرك عن الناس، فإنها صدقة منك على نفسك"(38)
ولا نرضى لك بحال أن تنحاز إلى فئة المستهزئين الساخرين الذين توعدهم الله تعالى فقال: (إنا كفيناك المستهزئين ). {سورة الحجر، الآية: 95).
وقال: (ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب، قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم). {سورة التوبة، الآيتان: 65،66}.
م.ن.ق.و.ل للافادة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صلى وسلم وبارك على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم
أما بعد
مهمة الشباب في ذلك المجال
يتساءل كثير من الشباب عن مهمته المطلوبة منهم في مجال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وهذا التساؤل يدل على بداية حسنة، ويوحي بأن الشباب وضعوا أرجلهم في الطريق بعزم ويحتاجون فقط إلى من يبصرهم بواجبهم.
والحق أن الكلام عن هذه القضية يطول، ولكن سأجمل الحديث عن أهم الواجبات الملقاة على عواتق الشباب في الآتي:
1 - أن يضطلع الشباب بمهمة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من منطلق شمولي، فيقوم بما قد يقوم به غيره ويزيد عليه، بحيث يؤدي مهمته في المنزل، وفي المدرسة أو العمل، وفي الحي، وفي الشارع، وفي السوق، وفي غيره، مستخدماً مختلف الوسائل، من كلمة، وكتاب، وشريط، ومقاطعة للأماكن التي فيها فساد، وغير ذلك.
أي أن يجعل الشاب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر همه ووظيفته في كل أحيانه، كلما أمكنه ذلك. ولئن استطاع الشباب أن يؤدوا ذلك على الوجه المطلوب، لتختفين-بلا ريب ولا تردد-كثير من المنكرات، ولتظهرن كثير من السنن المهجورات، بعون الله تعالى.
2 - أن يواصل الشباب العلماء: فإن للعالم تأثيرًا كبيرًا في إزالة المنكرات، وبخاصة المنكرات الراسخة المتأصلة الضاربة بجذورها في المجتمع، التي يصعب اقتلاعها على غير العلماء، الذين لهم مكانتهم، وكلمتهم المسموعة، وركنهم الشديد.
فعلى الشباب أن يلتفوا حول العلماء العاملين، المتبعين للسنة، وأن يبلغوهم بما يقع من منكرات، فالعالم قد يكون مشغولاً بدروسه، وارتباطاته الكثيرة، عن الوقوف على تفاصيل ما يقع في المجتمع من المنكرات. فإذا جعل الشباب من نفسه واسطة لإيصال تلك المعلومات إلى العالم-هذا على الأقل-فإن العالم يكون بذلك مطلعاً على ما يجري، ويستطيع بالتالي أن يتخذ الموقف المناسب.
ولكن على الشاب حين يبلغ العالم عن منكر أن يقدم له الإثباتات والوثائق الكافية، حتى كأنه يراه بعينه، أو يسمعه بأذنه، وألا يقتصر على مجرد الظن، لأن الأمر قد يكون على خلاف ما ظهر له.
ووسائل تزويد العلماء والدعاة وطلبة العلم بمعلومات عن المنكر وسائل عديدة، منها-على سبيل المثال لا الحصر-أن يقدم الشاب لهم ما ينشر من مقالات، أو قصائد، أو كتب، تخالف الإسلام أو تطعن فيه، أو تدعوا إلى الرذيلة. إلى غير ذلك. ومتى وجد لدى الشباب الاهتمام، والإحساس بالمسئولية، و الاحتراق لهذا الدين، فستأتي الوسائل تباعاً، بطواعية وانقياد، وأقل ما يجب في هذا أن يكون ثمة شهود عدول على حدوث المنكر وأنهم رأوه أو سمعوه بأنفسهم، لقطع دابر الأقاويل والإشاعات والظنون.
3 - المشاركة في المجالات الرسمية للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهذه قضية مهمة، فإن كثيرًا من الناس يلقون بالمسئولية على غيرهم، ويتنصلون منها، فيتكلمون مثلاً عن جهاز الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فيقولون: إنه لم يقم بواجبه، وقد يقول بعضهم: إن كثيرًا من الموظفين فيه من كبار السن.. إلخ.
ولكن السؤال الذي يجب طرحه هو: لماذا أخي الشاب لم نقم بهذه المهمة، بدلاً من أن ننحي باللائمة على غيرنا؟! إن هذا الجهاز لو كان مدعوماً بعدد كبير من الشباب الملتزمين الواعين المدركين، لكان أقوى من أن يقف في وجهه أحد، مهما حورب، أو وضعت في طريقه العقبات.
لكن لما تخلى أبناء الأمة عن مسئوليتهم، وعزف كثير من الشباب الصالحين الجامعيين عن التوظف في هذا الجهاز، حصلت بعض السلبيات، فعلينا أن ندرك أننا مسئولون عن هذا التقصير، وأن نتداركه بقدر المستطاع.
- أن نكون عوناً للآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر تحقيقاً لقوله تعالى: (وتعاونوا على البر والتقوى). {سورة المائدة، الآية: 2). وصور التعاون هاهنا متعددة.
· فقد يعمل الفرد مع الآمرين بالمعروف بصفته متعاونًا معهم في هذا السبيل.
· وقد يقوم بالتبليغ عن أي منكر تقع عليه عينه، أو تسمعه أذنه، أو يعلم بوجوده بأي وسيلة.
· وقد يدعو للقائمين بهذا العمل حيث إنهم يتولون القيام بهذه المهمة المقدسة بالنيابة عنا جميعاً.
· وقد يذب عن أعراضهم من ألسنة الطاعنين الذين يتناولونهم بغير حق-في الغالب، وبحق-في القليل النادر.
مع أنهم يتجاهلون أخطاء الآخرين من الفئات الأخرى كافة.. وكأن من شروط رجل الحسبة أن يكون معصوماً!
· وقد يواصلهم بالزيارة في مواقع عمله فيحدثهم ويستمع إليهم، ويبثهم ما في نفسه من آراء أو ملحوظات، ويقيم روابط الود والمحبة معهم، ليشعر هؤلاء الجنود المجهولون أن المجتمع يثمن جهدهم، ويقدر سهرهم وعناءهم!
· فإن تعذر عليك هذا كله-أخي-فلا أقل من الالتزام بوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم، لأبي ذر كما جاء في البخاري: "تكف شرك عن الناس، فإنها صدقة منك على نفسك"(38)
ولا نرضى لك بحال أن تنحاز إلى فئة المستهزئين الساخرين الذين توعدهم الله تعالى فقال: (إنا كفيناك المستهزئين ). {سورة الحجر، الآية: 95).
وقال: (ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب، قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم). {سورة التوبة، الآيتان: 65،66}.
م.ن.ق.و.ل للافادة
تعليق