السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
فصل من رسالة " لفتة الكبد إلى نصيحة الولد" ، كتبها الشيخ الإمام أبو الفرج ابن الجوزي لولده يحثه فيها على طلب العلم وامتثال أوامر الله والانتهاء عن نواهيه
فصل في أسس المعرفة وأركانها
وأول ما ينبغي النظر فيه معرفة الله تعالى بالدليل ، ومعلومٌ أن من رأى السماء مرفوعة والأرضَ موضوعةًٌ ، وشاهدَ الأبنية المحكمة ، خصوصًا جسدَ نفسِه ، علِمَ أن لا بد حينئذ للصَنعة مِن صانعٍ ، وللمبني من بانٍ .
ثم يتأمل دليل صدق الرسول صلى الله عليه وسلم إليه ، وأكبرَ الدلائل القرءانَ الذي أعجز الخلق أن يأتوا بسورة من مثله .
فإذا ثبت عنده وجودُ الخالق وصدقُ الرسول صلى الله عليه وسلم ، وجب تسليمُ عِنانِه إلى الشرع ، فمتى لم يفعل دل على خللٍ في اعتقاده .
ثم ينبغي له أن يعرف ما يجب عليه من الوضوء والصلاة ، والزكاةِ إن كان له مال ، والحج ، وغير ذلك من الواجبات ، فإذا عرف قدرَ الواجب وقام به فينبغي لذي الهمة أن يترقى إلى الفضائل ، فيتشاغلَ بحفظ القرءان وتفسيره ، وبحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وبمعرفة سِيَرِه وسِيَر أصحابه والعلماء بعدهم ، ليتخيّر مرتبةَ الأعلى فالأعلى .
ولا بد من معرفة ما يقيمُ به لسانَه من النحو ومعرفةِ طرفٍ من اللغة مستعمَلٍ .
والفقهُ أمُ العلوم ، والوعظُ حَلواؤها وأعمها نفعًا .
وقد رتبتُ في هذه المذكورات وغيرِها من التصانيف ما يغني عن كل ما سبق من تصانيف القدماء وغيرِها ، بحمد الله ومنته ، فأغنيتُك عن تطلّبِ الكتب ، وجمْعِ الهِمَمِ للتصنيف .
وما تقف همةٌ إلا لخساستِها ، وإلا فمتى علتِ الهمةُ لم تقنع بدون .
وقد عرفتُ بالدليل أن الهمةَ مولودةٌ معَ الآدمي ، وإنما تقصُرُ بعضُ الهمم في بعض الأوقات ، فإذا حُثـَّتْ سارت .
ومتى رأيتَ في نفسك عجزًا فسلِ المنعِمَ ، أو كسلاً فالجأ إلى الموفق ، فلن تنال خيرًا إلا بطاعته ، ولا يفوتُك خيرٌ إلا بمعصيته ، ومَنِ الذي أقبلَ عليه فلم يرَ كلَّ مرادٍ لديه ؟ ومَن الذي أعرض عنه فمضى بفائدة ؟ أو حظي بغرضٍ من أغراضه ؟
أوما سمعتَ قول الشاعر :
بالليل ما جئتُكم زائرًا إلا *** رأيتُ الأرض تُطوى لي
ولا ثنيتُ العزمَ عن بابكم *** إلا تعثّرْتُ بأذيالي
فصل من رسالة " لفتة الكبد إلى نصيحة الولد" ، كتبها الشيخ الإمام أبو الفرج ابن الجوزي لولده يحثه فيها على طلب العلم وامتثال أوامر الله والانتهاء عن نواهيه
فصل في أسس المعرفة وأركانها
وأول ما ينبغي النظر فيه معرفة الله تعالى بالدليل ، ومعلومٌ أن من رأى السماء مرفوعة والأرضَ موضوعةًٌ ، وشاهدَ الأبنية المحكمة ، خصوصًا جسدَ نفسِه ، علِمَ أن لا بد حينئذ للصَنعة مِن صانعٍ ، وللمبني من بانٍ .
ثم يتأمل دليل صدق الرسول صلى الله عليه وسلم إليه ، وأكبرَ الدلائل القرءانَ الذي أعجز الخلق أن يأتوا بسورة من مثله .
فإذا ثبت عنده وجودُ الخالق وصدقُ الرسول صلى الله عليه وسلم ، وجب تسليمُ عِنانِه إلى الشرع ، فمتى لم يفعل دل على خللٍ في اعتقاده .
ثم ينبغي له أن يعرف ما يجب عليه من الوضوء والصلاة ، والزكاةِ إن كان له مال ، والحج ، وغير ذلك من الواجبات ، فإذا عرف قدرَ الواجب وقام به فينبغي لذي الهمة أن يترقى إلى الفضائل ، فيتشاغلَ بحفظ القرءان وتفسيره ، وبحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وبمعرفة سِيَرِه وسِيَر أصحابه والعلماء بعدهم ، ليتخيّر مرتبةَ الأعلى فالأعلى .
ولا بد من معرفة ما يقيمُ به لسانَه من النحو ومعرفةِ طرفٍ من اللغة مستعمَلٍ .
والفقهُ أمُ العلوم ، والوعظُ حَلواؤها وأعمها نفعًا .
وقد رتبتُ في هذه المذكورات وغيرِها من التصانيف ما يغني عن كل ما سبق من تصانيف القدماء وغيرِها ، بحمد الله ومنته ، فأغنيتُك عن تطلّبِ الكتب ، وجمْعِ الهِمَمِ للتصنيف .
وما تقف همةٌ إلا لخساستِها ، وإلا فمتى علتِ الهمةُ لم تقنع بدون .
وقد عرفتُ بالدليل أن الهمةَ مولودةٌ معَ الآدمي ، وإنما تقصُرُ بعضُ الهمم في بعض الأوقات ، فإذا حُثـَّتْ سارت .
ومتى رأيتَ في نفسك عجزًا فسلِ المنعِمَ ، أو كسلاً فالجأ إلى الموفق ، فلن تنال خيرًا إلا بطاعته ، ولا يفوتُك خيرٌ إلا بمعصيته ، ومَنِ الذي أقبلَ عليه فلم يرَ كلَّ مرادٍ لديه ؟ ومَن الذي أعرض عنه فمضى بفائدة ؟ أو حظي بغرضٍ من أغراضه ؟
أوما سمعتَ قول الشاعر :
بالليل ما جئتُكم زائرًا إلا *** رأيتُ الأرض تُطوى لي
ولا ثنيتُ العزمَ عن بابكم *** إلا تعثّرْتُ بأذيالي
تعليق