إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

قَالَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ - أَيْ رَسُولَ اللهِ! أَوْصِنِي -.‎

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • قَالَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ - أَيْ رَسُولَ اللهِ! أَوْصِنِي -.‎



    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


    عَنْ أَبُو سَلَمَة؛ قَالَ - قَالَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ - أَيْ رَسُولَ اللهِ! أَوْصِنِي
    قَالَ - اعْبُدَ اللَّهَ وَلاَ تُشْرِكْ بِهِ شَيْئًا
    واعْمَلْ للهِ كَأنَّكَ تَرَاهُ، وَاعْدُدْ نَفْسَك مِنَ الْمَوْتَى
    وَاذْكُرَ اللَّهَ تَعَالَى عِنْدَ كُلِّ حَجَرٍ وَشَجَرٍ
    وَإِذَا عَمِلْت السَّيِّئَةَ فَاعْمَلْ بِجَنْبِهَا حَسَنَةً
    السِّرُّ بِالسِّرِّ وَالْعَلاَنِيَةُ بِالْعَلاَنِيَةِ
    رواه الطبراني في المعجم الكبير
    وحسَّنَهُ الألبانيُّ - رحمهما الله -


    قال المنَّاويُّ - رحمهُ الله - في فيض القدير
    اعْبُدَ اللَّهَ، وَلاَ تُشْرِكْ بِهِ شَيْئًا
    وهذا أول ما أقام الله من بناء الدين وجمع بينهما
    لأنَّ الكفار كانوا يعبدونه في الصورة ويعبدون معه أوثانًا يزعمون أنها شركاؤه
    واعْمَلْ للهِ كَأنَّكَ تَرَاهُ
    يعني: كن عالمًا متيقظًا، لا ساهيًا ولا غافلاً
    وكن مجدًّا في العبوديِّة، مخلصًا في النيَّة
    آخذًا أهبة الحذر؛ فإنَّ من عَلِمَ أنَّ له حافظًا رقيبًا شاهدًا لحركاته وسكناته
    فلا يسئ الأدب طرفة عين، ولا لمحة خاطر.
    وهذا من جوامع الكلم
    وقال هنا: (اعْمَلْ للهِ)
    وقال في حديث الصحيحين: (اعْبُد الله)؛ لأن العمل أعم فيشمل.


    (وَاعْدُدْ نَفْسَك مِنَ الْمَوْتَى)
    وترحَّل عن الدنيا؛ حتى تنزل بالآخره
    وتحل فيها حتى تبقى من أهلها
    وأنَّك جئت إلى هذه الدَّار كغريب!
    يأخذ منها حاجته ويعود إلى الوطن الذي هو القبر.
    وقد قال عليٌّ -كرم الله وجهه-
    "إنَّ الدنيا قد ترحلت مدبرة، والآخرة ترحلت مقبله
    ولكل منهما بنون؛ فكونوا من أبناء الآخرة
    ولا تكونوا من أبناء الدنيا؛ فإن اليوم عملٌ ولا حساب
    وغدًا حسابٌ ولا عمل"
    فكأنَّك بالموت وقد سقاك كأسه على غفله
    فصِرت من عسكَر الموتى؛ فنزِّل نفسك منزلة من قضَى نَحْبَهُ
    واترك الحرص، واغتنم العمل، وقصِّر الأمل
    ومَن تصوَّر في نفسه أنَّه لا يعيشُ غدًا
    لا يهتم له ولا يسعى لكفايته؛ فيصير حرًّا من رقِّ الحرصِ
    والطمع والذلِّ لأهل الدنيا.
    قال ابن الجوزي
    إذا رأيت قبرًا فتوهمه قبرك، وعدَّ باقي الحياة ربحًا.


    (وَاذْكُرَ اللَّهَ -تَعَالَى- عِنْدَ كُلِّ حَجَرٍ وَشَجَرٍ)
    أي: عند مرورك على كلِّ شئ من ذلك؛ فالمراد ذكره على كلِّ حال.
    قال العارفون: ومن علامات صحة القلب
    أنْ لا يفتر عن ذكر ربِّه، ولا يسأم من خدمته، ولا يأنس بغيره.
    ولَمَّا كان ذلك كلَّه يُرجِّح إلى الأمر بالتقوى والاستقامه
    وكمال ذلك لا يكون إلا لمن اتصف بالعصمه
    وحفظ عن كل وصمه
    وأما غيره فلابدَّ له من سقطة أو هفوه
    أرشد إلى تدارك ما عساه يكون من الذنوب بقوله
    (وَإِذَا عَمِلْت السَّيِّئَةَ فَاعْمَلْ بِجَنْبِهَا حَسَنَةً) تمحها
    لأنَّ الحسنات يذهبن السيئات.


    (السِّرُّ بِالسِّرِّ وَالْعَلاَنِيَةُ بِالْعَلاَنِيَةِ)
    أي: إنْ عملت سيِّئة سريَّة فقابلها بحسنة سرِّيَّة
    وإنْ عملت سيِّئة علانية فقابلها بحسنة علانيه
    هذا هو الأنسب، وليس المراد أنَّ الخطيئة السريَّة لا يكفِّرها إلا توبة جهريَّة
    وعكسه كما ظن.
    وقيل: أراد بتوبة السِّر الكفارة التي تكون للصغيرة بالعمل الصالح
    والقسم الثاني بالتوبة - كما سبق موضحًا -

    **ما سعى العبد في إصلاح شيء
    أعظم من سعيه في إصلاح قلبه
    ولن يصلح القلب شيء مثل القرآن **
    - قال ابن الحاج في المدخل
    من كان في نفسه شيء
    - فهو عند الله لاشيء -
    قال ابن رجب رحمه الله
    "خاتمة السوء تكون بسبب دسيسه
    باطنه للعبد لا يطلع عليها الناس"
    إن من هو في البحر على لوح
    ليس بأحوج إلى الله
    وإلى لطفه ممن هو في بيته بين أهله وماله
    فاعتمد على الله اعتماد الغريق
    الذي لا يعلم سبباً لنجاته غير الله
    لأنه بالله هوولي التوفيق والتدبير-.
    أيظن أصحاب الحبيب محمد - صلى الله عليه وسلم - أن يفوزوا بمحمد - صلى الله عليه وسلم - * دوننا * والله لنزاحمنهم عليه حتى يعلموا أنهم خلفوا بعدهم رجالاً-.


  • #2
    رد: قَالَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ - أَيْ رَسُولَ اللهِ! أَوْصِنِي -.‎

    جزاكم الله خيرا وبارك فيكم وجعله فى موازين حسناتكم

    يا مسجدي.. إن يحرقوك ويهدموكْ يا مسجدي.. إن يخذلوك ويُرخصوكْ فلقد أقمتُك في فؤادي وصهرتُ غضبتَك الرهيبة في مدادي وسفحتُ فيك مدامعي وجعلت تُربكَ من رمادي من مقلتي.. من أعظمي ونقعت غُلتك الأبية من دمي وشببت نارك في النجوم وفي الذرا لأنير درب السائرين


    تعليق

    يعمل...
    X