لقد قال سبحانه وتعالى :
((إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا))[الإسراء:36]وقال أيضا: ( قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ ( 30 ) )
نعم يا أُختي:هذا ما أمرنا الله تعالى به وما علينا إلا قول سمعنا وأطعنا ياربنا.لهذا لا بأس أن نُلقي ولو نظرة سطحية على هذا الجهاز الذي كلفنا الله بالمُحافظة عليه من أي شيء قد يوردنا المهالك أجارني الله وإياك منها.
من ماذا تتكون العين كجهاز ؟
لنتمعن يا أُُختي مع بعض في الإجابة ونقول:
لقد خلقها اللهُ تعالى وأحاطها بوسائل عجيبة لحمايتها.فهي موجودة في منطقة منخفضة من الوجه حيث يُحيط بها ثلاثة تلال عظيمة مرتفعة،فالبروز العظمي من أعلى الذي يُغطيه شعر الحاجب وهو يحمي العين من الضربات والأشعة والعرق،أما من أسفل فارتفاع عظمة الوجنة يحمي العين أيضا،ثم الهرم الأنفي على الجانب الداخلي للعين.
أما كرة العين فهي موجودة داخل تجويف الحجاج(orbite) داخل الجُمجمة،كما أن جُدران هذا التجويف مُحاطة ومُبطنة بالوسائد الشحمية.وتستقر كرة العين بين هذه الوسائد لتكون آمنة من الصدمات.
سبحان الله ياأختي خلق فأبدع . نجد العين مُغطاة بجفنين يُفتحان ويُغلقان بمُنتهى السرعة ، وعندما يتصل الجفنان ببعضهما من الأمام تتداخل الأهداب وتكون العين في حماية من أي غزو غريب كحبات الرمل أو الأجسام الغريبة والحشرات.
أما غلاف العين فهو غشاء رقيق يُسمى بالملتحمة ، مغطى بالدموع التي تحتوي على مادة مُطهرة تُسمى بالليزيوم التي تحمي العين من الميكروبات.
يا أختي ما يتعلق بالوصف التركيبي للعين . فلنأتي مع بعض لننتقل إلى الدموع وعجائبها
قال تعالى :"وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ "
وقال أيضا :" وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا
الإسراء 109
كما قال صلى الله عليه وسلم:(عينان لا تمسهما النار ،عين بكت من خشية الله وعين باتت تحرس في سبيل الله.
هيا إذا ياأختي لنُعطي نظرة علمية بسيطة عن الدموع : تكمن الغدة الدمعية في الجزء العُلوي الخارجي لحجاج العين،وهي
تُفرز الدموع التي :
- تحمي العين من الميكروبات بما تحتويه من أنزيمات مُطهرة.
- تُسهل حركة الأجفان على سطح العين.
- تُرطب سطح العين وتجعله نديا نظيفا حيث تمسح ما يلصق به من أ تربة وغُبار وأجسام غريبة .
السؤال الهام هنا أختي هو:
ماعلاقة الخشوع بالدموع؟؟
يقول العلماء أنه إذا زادت كمية الدمع طفحت إلى الخارج وحدث البُكاء.
إن الخُشوع والتأثر حالة وجدانية انفعالية تحدث إذا ما شعر الإنسان بأن الهُ سبحانه وتعالى يُراقبه في كل لحظة وكلما زادت وشائج ارتباط العبد بخالقه زاد الخشوع ، وكذلك أيضا كلما أدرك الإنسان عظمة الخالق ودقة صُنعه وروعة بنائه ، اعترى النفس الشعور بالتقصير تجاه الخالق العظيم ، والنفس تحتاج إلى غُسل وتطهير كأي عُضو، والدمع يُطهر النفس كما يُطهر كُرة العين.
وإذا ما وصلت النفسُ يا أُختي إلى مرحلة العجز، عبرت عن ذلك بالبُكاء، وهذه الحالة النفسية الوجدانية هي حال العارفين بالله والصالحين من العُلماء الذين يعرفون الله حق معرفته ومن ثم يخشونه.
مصداقا لقوله تعالى:( إنما يخشى الله من عباده العلماءُ.)فاطر 28
كما تحكي لنا السيرة النبوية الشريفة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يُصلي ولجوفه أزيز كأزيز المرجل من البكاء.
جهاز الدمع يا أُختي يعمل تحت سيطرة الجهاز العصبي اللا إرادي ،فكما لا يستطيع الإنسان التحكم في عواطفه لا يستطيع أيضا التحكم في دموعه .
لهذا علينا جميعا أن نُحافظ على هذه النعمة، نعمة البصر التي لا تُقدر بثمن، فبالبصر يستطيع الإنسان أن يتعرف على ما حوله.
نعم إنها يد الله جل في عُلاه التي سوت هذا الإنسان، وإنها النفخة من روح الله في هذا الكيان، لكن نحن عنها غافلون، ومع كل هذا الفيض فالناس لا يشكرون إلا في القليل.
اللهم اجعلنا من الشاكرين لنعمه تعالى التي لا تُعد ولا تُحصى.
تعليق