Tweet
الحمد لله التواب الهادي الي الصواب ، غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ،
وأشهد أن لا اله الا الله وحده لا شريك له الملك الوهاب ، وأشهد أن محمد عبده ورسوله( صلي الله عليه وسلم) وعلي سائر الال والأصحاب وسلم تسليما كثيرا .
أما بعد:
وقد تقول أريد أن أتوب ولكن ذنوبي كثيرة جدا ولم أترك نوعا من الفواحش الا واقترفته ، ولا ذنبا تتخيله أو لا تتخيله الا وراتكبته لدرجة أني لا أدري هل يمكن أن يغفر الله لي ما فعلته في تلك السنوات الطويلة؟!
وأقول لك أيها الأخ الكريم : هذه ليست مشكلة خاصة بل هي مشكلة كثير ممن يريدون التوبة وأذكر مثالا عن شاب وجه سؤلا مرة بأنه بدأ في عمل المعاصي في سن مبكرة وبلغ السابعة عشر من عمره وله سجل طويل من الفواحش كبيرها وصغيرها بأنواعها المختلفة ومارسها مع أشخاص مختلفين صغارا وكبارا حتي اعتدي علي بنت صغيرة، وسرق عدة سرقات ثم يقول: تبت الي الله عز وجل ، أقوم واجتهد بعض الليالي وأصوم الاثنين والخميس ، وأقرأ القرآن الكريم بعد صلاة الفجر فهل لي من توبة؟؟
والمبدأ عندنا أهل الاسلام ان نرجع الي الكتاب والسنة في طلب الاحكام والحلول والعلاجات . فلما عدنا الي الكتاب وجدنا قوله
( {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ*وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ }الزمرالآيات 53،54 فهذا هو الجواب الدقيق للمشكلة المذكورة وهو واضح لا يحتاج الي بيان .
أما الاحساس بأن الذنوب أكثر من أن يغفرها الله فهو ناشئ عن عدم يقين العبد بسعة رحمة ربه أولا .
ونقص في الايمان بقدرة الله علي مغفرة جميع الذنوب ثانيا.
وضعف عمل مهم من اعمال القلوب وهو الرجاء ثالثا.
وعدم تقدير مفعول التوبة في محو الذنوب رابعا.
ونجيب عن كل هؤلاء .
فأما الأول ، فيكفي في تبيانه قول الله تعالي { وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ }الأعراف156
وأما الثاني ، فيكفي فيه الحديث القدسي الصحيح : (قال تعالي من علم أني زو قدرة علي مغفرة الذنوب غفرت له ولا أبالي ، مالم يشرك بي شيئا) رواه الطبراني في الكبير والحاكم (صحيح الجامع 4330)
وذلك اذ لقي العبد ربه في الآخره .
واما الثالث، فيعالجه هذا الحديث القدسي العظيم : (يابن آدم انك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك علي ما كان منك ولا أبالي ، يابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي ، يابن آدم لو أنك أتيتني بقراب الأرض خطاي ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لآتيتك بقرابها مغفرة ) رواه الترمزي (صحيح الجامع 4338)
وأما الرابع، فيكفي فيه حديث رسول الله صلي الله عليه وسلم : التائب من الذنب كمن لا ذنب له .. رواه بن ماجه (صحيح الجامع 3008)
تعليق