
الابتسامة الصفراء لا تفيد، قد تضر أكثر ولا تفيد، دخلت مكتبي يوما مع بداية الدوام، لم يكن مزاجي بحالة جيدة عند يقظتي من النوم في ذلك اليوم، دخلت المكتب فألقيت السلام على مساعدي، ولأنني حريص على الابتسامة في وجه الآخرين ابتسمت، الابتسامة جاءت صفراء، غير نقية، ولم اقصد أن تخرج مني هكذا، ظل مساعدي طوال اليوم قلقا، على غير عادته، زادت أخطائه في العمل في ذلك اليوم وقل تركيزه، في نهاية الدوام سألته أنت على غير عادتك فما القصة؟ قال أنني اليوم أظهرت له ضحكة ظن ورائها شيئا، قرارا ضده، أو أنني غير راض عنه! تعجبت في نفسي إننا نحرص على رضا مديرينا كل هذا الحرص، مع الله لا نفعل هذا! لم يعجبني من نفسي أيضا أنني عكرت صفو هذا المسكين خلال اليوم كله لأنني أردت أن ابتسم في وجهه رغم أن مزاجي لم يكن جيدا، نويت من بعدها ألا أبتسم إلا اذا كانت الابتسامة صافية، نقية من القلب، كيف كان النبي أكثر أهل زمانه تبسما، ابتسامات نقية كابتسامات النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، رغم كل ما كان يحمله من هموم الرسالة، والصحابة، والدعوة، والحرب وإدارة الدولة، مع التفكير والتخطيط والتعليم والتطوير، رغم ما عرفه وأخبرنا عنه من فتن سيقتل فيها أصحابه وأبناء أبناءه من بعده! إنها قدرة خارقة تحتاج إلى تدريب، أن تتعود الابتسامة دائما، فهذا شئ صعب.
كن مميزا في عملك، كن مميزا بأخلاقك، ما كتبته عن أقوال النبي ان فعلته تميزت في العلاقات الشخصية، كن مميزا في عملك، لا تركن إلى ما لديك من رصيد في قلوب الناس، أو في البنك، أو في العمل، بل استمر في الإبداع، وان كان لديك رصيد فاحرص على زيادته، طور نفسك، زد في إبداعك، ابحث عن طرق جديدة أو أفضل تؤدي بها، فأنت ان لم تتقدم تأخرت، وان لم تمشي توقفت