النفس والشيطان
أُختي في الله:
للشيطان مداخل كثيرة يدخل منها على الإنسان، أهمهاالغرائز والشهوات الحسية والمعنوية ،وهو خبير لعنهُ الله بنقاط الضعف لدى الإنسان،لذلك علينا معرفة مداخله كي نحاول قطع الطريق عليه. فحماية القلب أُخيتي عن وسواس الشيطان واجبة،وهو فرض عين على كل واحدة منا إذا أرادت أن تسلك الطريق المستقيم.
أهم مداخله:
- الغضب ،لأنهُ يسيطرحينها على العقل ،فكم من مرة أُختي تجدين نفسك في حالة الغضب ضعيفة العقل والتركيز،لا تكادي ت
تُميزين بين الصح والخطأ،ولا بين الحق والباطل.نهتفُ حينها بكلمات قد نندم عليها بعد ذلك وربما ننكر تفوهنا بها. فكم من كلمة ألقت بصاحبتها إلى المهالك والندم.
- الحرصُ على الشيء، قد يعمي ويصُم الاذان .تعمى البصيرة وهنا يجد الشيطان فُرصته فيُحسن عند الحريص كل ما يوصله إلى مُبتغاه وإن كان مُنكرا.
- العجلةُ وعدم التثبت في الأُمور ،حيثُ قال صلى الله عليه وسلم :"العجلة من الشيطان والتأني من الله تعالى " وقال سُبحانه جل جلاله. { وَيَدْعُ الْإِنْسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ وَكَانَ الْإِنْسَانُ عَجُولًا } سورة الاسراء .كُل الأعمال يجبُ التمعن فيها والتبصر والتأمل والتمهل.والعجلة تمنع ذلك. وهكذا أُخيتي عند الإستعجال يُروج الشيطان ُفكره على الإنسان من حيثُ لا يعلم.
- المال من دراهيم ودنانير والدواب والعقارات. فكل ما يزيد على قدر الحاجة يكون مُستقرا للشيطان ،فمن يكون معه قدر حاجته يكون فارغ القلب،أما من كثُرت أمواله وعُروضه فهو دائما في حاجة للمزيد والمزيد،دون التمعن في عاقبة هذه الزيادة (إلا من رحم ربي ).وهذا مصداقا لقوله تعالى: (أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ).كل هذا يجره إلى البُخل لخوفه من الفقر،مما يؤدي به إلى منع الإنفاق والتصدق، وطبعا يدخر ويكنز،والعذاب الأليم هو الموعود للمُكاثرين.
لا ننسى أُخيتي في الله سوء الظن الذي حدرنا الله تعالى منه بقوله :( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ ( 12 ) ).
وصدق الشاعر القائل: وعين الرضا عن كل عيب كليلة--- ولكن عين السخط تُبدي المساويا
فكلما رأينا شخصا يُسيء الظن بالناس طالبا للعُيوب علينا أن نعلم أنه خبيث الباطن ،وأن خُبثه يترشح منه لأنه رآى غيره من حيث ُهولان المؤمن يطلب المعادير والمنافق يطلب العيوب .لهذا أُخيتي العلاج لدفع الشيطان هو الإستعاذة بالله منه أولا ثم تطهير القلب من كل صفة مذمومة.أعانني الله وإياك والمؤمنين والمؤمنات على التغلب على هذا الطاغية الذي حدرنا الله منه في مواطن كثيرة من القرآن الكريم.
تعليق