السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول الله عز وجل < الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ > جزء من الآية الثانية سورة الملك
فما هو الابتلاء؟
نقطة أولى يجب أن يعرف العبد أنه يجب أن يبتلى لينال رضى الله والجنة
لذلك مع علمى اليقينى بهذا لا يجب أن اتدخل لا يجب أن أقول أن هذه الطريقة لا تصلح لأنال رضى الله والجنة
هل يوجد طالب يقول لمدرسه طريقة تعليمك لى لا تعجبنى الطالب يكون مستسلم لمعلمه فيما يراه من طرق لتأديبه
كذلك طالب رضى الله والجنة لابد أن يستسلم للسبب الذى يوصلنى لرضى الله والجنة هذا السبب هو الابتلاء
لكن كيف أعرف أننى فى ابتلاء؟
الابتلاء لا يأتى فى شيئ سهل الابتلاء يصيب أعز شيئ عند العبد أحب شيئ له .
لذلك عندما يبتلى أهل الدين يكون ابتلاؤهم فى الدين < بوجود عقبات مثلا فى فعل الطاعات>لأن الدين أعز شيئ عندهم.
لذلك عندما يحال بيننا وبين الطاعات لابد من استشعار أن هذه ( تربية )
الابتلاء يخالف كل أهواء النفس لذلك هو نوع من التربية لكبح جماح هذه النفس وتأديبها.
الله عز وجل اسمه الحكيم عندما يبتلينى يكون ابتلاؤه لحكمة معينة .. لابد أن أثق فى هذا لايوجد شيئ عند الله يحدث عبثا - تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا - .. كل شيئ له حكمة
لابد أن أثق بداية فى حكمة الله ثم أثق فى أن ابتلاؤه هو نوع من أنواع التربية لى لابد من ثقة تامة فى هذين الأمرين بداية ثم استسلم لهذا الابتلاء استسلام تام .. لسان حالى هذا شيئ لابد منه لأنال رضى الله والجنة بهذا أكون حققت أول نقطة فى الابتلاء وهى الاستسلام
ثانيا:بعد الاستسلام تأتى النقطة الثانية
يقول ابن القيم رحمه الله < ليس من الصلاح التجلد على الله >
ابكى بين يدى الله .. اشكى له ضعفك وعدم قدرتك على تحمل البلاء .. اشكى له حالك وخوفك من عدم الثبات..
كمال العبودية الكسرة بين يدى الله .. تخيلى أم تضرب ابنها ثم يقول الضرب لا يوجعنى هذا يغيظها لو بكى لرأفت بحاله
لابد أن أجمع بين الثبات والرضى والاستسلام مع الانكسار والبكاء والتضرع.
يقول عز وجل < فَلَوْلا إِذْ جَاءهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُواْ وَلَـكِن قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ > (43)الأنعام
التضرع ليس دعاء عادى وانما دعاء بكسرة وذل واستغاثة بالله عز وجل.
بعد هذا تأتى النقطة الثالثة استبشار:
استبشار تام لا يوجد بلاء يدوم بفضل الله ان لم يزول البلاء نفسه فستزول أسبابه أو مسببيه أو سيزول العبد نفسه ويرتاح من نصب الدنيا
لذلك لابد من الاستبشار أكبر مدخل للشيطان وقت البلاء أن يقنط العبد لكن تذكرى قول يعقوب < إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ (96)> سورة يوسف..
لنتفكر فى أحوال الأعظم بلاء الذين عافاهم الله
يعقوب عليه السلام رد اليه يوسف عليه السلام بعد أربعين عاما أو يزيد
وموسى عليه السلام انشق البحر أمامه ليعبر وقومه بعد أن كان العدو من خلفه
ونبينا - صلى الله عليه وسلم- بعد حصار الأحزاب وبعد أن بلغت القلوب الحناجر نصره الله بالريح والرعب.
وحتى ان لم ترى الفرج قولى لنفسك يكفى الذنوب التى تغفر ألم يبشرنا بهذا النبى - صلى الله عليه وسلم -
من حديث أبي سعيد وأبي هريرة عن النبي قال < ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها الا كفر الله بها من خطاياه>
اذن من اليوم أخواتى
الابتلاء = رضى واستسلام + تضرع وانكسار + تفاؤل واستبشار
أسأل الله أن يرزقنا صدق القول والعمل آمين ولا تنسوا المسكينة من دعاؤكم
تعليق