أولا هناك فرق شاسع بين الحياء والخجل فالحياء مطلب لدى كل مؤمن لأنه
شعبة من شعب الإيمان كأن يستحي من الله سبحانه وتعالى جل شأنه ولكن
الخجل السلبي هو الوجه الآخر للحياء وهو مشكلة نفسية تعاني منها الكثير
من الفتيات ..
و قد يشكو الأهل ويتذمرون كثيرا من إصابة بناتهن بالخجل دون أن يعلموا أنهم هم
من ساهموا بتكون هذا الشعور في نفسية الفتاة .. فتعرضها للانتقاد من
الأهل ينشئها ضعيفة الثقة في نفسها وبذلك يتكون لديها الخجل والخوف الذي
يسيطر عليها ويمنعها من إبداء رأيها والكلام أمام الآخرين ..
كما أن بعض الأهل يتدخلون في أدق التفاصيل الصغيرة في
حياة فتياتهم كعدم ترك لهن مساحة كافية من الحرية حتى في اللهو والأمور
التي تحتاج للاعتماد على النفس أو أن الفتاة قد تنشأ في محيط عائلي يفتقد
للدفء والحب والحنان وهذا التفكك الأسري يؤدي بها إلى البرود العاطفي الذي
يسبب لها عدم الرغبة في التعاون مع الآخرين والتعاطي والتفاعل الاجتماعي مع من حولها
و أن تعرض الفتاة للقسوة والشدة في المعاملة وإجبارها على
أداء مهام تفوق قدراتها يفقدها الثقة في نفسها بينما هي تحتاج لتعزيز هذه
الثقة بتوكيل الأمور التي يسهل عليها تنفيذها في البداية والتدرج شيئا فشيئا
بعد ذلك كما أنها تحتاج للتشجيع المستمروالدعم النفسي و المعنوي ..
و أكثر ما يحبط الفتاة هو منعها من الحديث بحرية وإبداء رأيها
بصراحة أمام من يكبرها بالسن .. أو أن تتعرض للسخرية والانتقاد على طريقة
تفكيرها أو تحليلها للأمور أو حتى طريقة نطقها وتصغير نظرتها وعدم الإصغاء إليها
كل هذا يزيد من عدم ثقتها بنفسها ويؤدي إلى انعزالها عن محيطها ومجتمعها
والخوف من الاحتكاك بهم أو الانضمام إليهم وبذلك تتوتر العلاقة أكثر وأكثر ..
منقول
تعليق