ن فترة ما قبل الزواج هي فترة البناء الإيماني وتربية النفس، فنحن نحتاج إلى الإلتزام بشكل صحيح، حتى نستطيع إخراج جيل صالح بعد الزواج .. لأن فاقد الشيء لا يعطيه ... وكلما تقرب العبد إلى الله أكثر، سيصلح له ربه أمر زواجه وحياته كلها ..
أصلح ما بينك وبين الله يصلح الله ما بينك وبين الناس.
لذلك لابد قبل الزواج من توبة ..
قال تعالى {وَتوبوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيّهَا المؤمِنونَ لَعَلَّكم تفلِحونَ } [النور: 31] .. وليست التوبة من الذنوب الظاهرة فقط، بل من ذنوب أخطر لم تتب منها بعد، وهي:
1) توبـة من العبثيـة والفوضى في الحيــاة.
2) توبـة من تعلق القلب بغير الله .. من أخطر الأشياء التي تحدث في الزواج شِرك المحبة، قال الله تعالى {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذ مِن دونِ اللَّهِ أَندَادًا يحِبّونَهم كَحبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنوا أَشَدّ حبًّا لِّلَّهِ... } [البقرة 165] .. من أحب شيئًا سوى الله عذب به، فلو أحببت الطرف الآخر لنفسك ستعذّب به ولابدّ.
3) توبـة من التسخـط على أقـداره .. فلابد أن ترضى بما أعطاه لك .. إن كنت لم ترزق الزواج بعد، فأعلم أن لله سبحانه وتعالى حكمة في ذلك وهي إن يعدك لتحمل هذه المسئولية العظيمة حتى يكون الزواج لك قربى وليس فتنة.
وقالوا "إن الرضا يفرِّغ القلب لله، بينما السخط يفرِّغ القلب من الله"
فأبتعد عن كل المثيرات والفتن، وصحبة السوء التي تفتح عليك الدنيا. النبي قال: "انظر إلى من هو تحتك ولا تنظر إلى ما هو فوقك، فإنه أجدر ألا تزدري نعمة الله عندك" [رواه ابن حبان وصححه الألباني].
4) توبـة من البعـد عن الله.
5) توبـة من حرمـان القلب لذة قربـه .. قال ابن القيم في الفوائد "من أعجب الأشياء أن تعرفه ثم لا تحبه، وأن تسمع داعيه ثم تتأخر عن الإجابة"
6) توبـة من المعاصي البـاطنـة والظـاهرة .. فلا نحرم الرزق إلا بالذنوب والمعاصي.
والزواج مرحلة إنتقالية أساسية كأي مرحلة إنتقالية أخرى في حياتك، مثل الإنتقال إلى الجامعة أو العمل .. لذا يجب أن تعد له العدّة الإيمانية والحياتية اللازمة. قال رسول الله "إن المعونة تأتي من الله على قدر المئونة وإن الصبر يأتي من الله على قدر البلاء " [رواه البزار وحسنه الألباني]
يـأتـي الإمـداد على قدر الإستعـداد ..
يجب أن تعدوا أنفسكم لأطهر رسالة و هي رسالة بناء بيت مسلم، ولا تنتظروا الإصلاح بعد الزواج .. فتربية الأطفال تبدأ من قبل الزواج.
وفترة ما قبل الزواج هي فترة الإستعداد الوحيدة، فيجب إستغلالها على أحسن وجه .. قال "اغتنم خمسا قبل خمس شبابك قبل هرمك وصحتك قبل سقمك وغناك قبل فقرك وفراغك قبل شغلك وحياتك قبل موتك" [رواه الحاكم وصححه الألباني]
والإستعداد يكون بأمور أساسية، هي:
1) معرفة الله .. يجب أن تحدد هدفًا إيمانيًا لتعيش لأجله وتحقق ذاتك عند الله به. ويتحقق ذلك عن طريق:
حفظ القرآن .. من جزأين إلى خمسة أجزاء على الأقل.
تثبيت الأوراد .. الصلوات الخمس، اثني عشرة ركعة نوافل، جزء قرآن يوميًا، أذكار الصباح والمساء، قيام الليل بركعتين، صيام الإثنين والخميس.
طلب العلم .. أي الفرض منه، كأن تكون عقيدتك سليمة، وعباداتك صحيحة، فتتعرف على ربك، وتتقرب إليه بأسماءه وصفاته، لتعيش من أجله، فعندما تعرفه سبحانه وتعالى ستُحلّ كل مشاكلك.
لابد أن يكون كل شيء في حياتك مُوظف لخدمة هدف واحد وهو إبتغاء مرضات الله عز وجل .. {قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الأنعام: 162]
2) معرفة النفس .. تعرف علي نفسك لتعرف كيف تجاريها، وحتى لا تقع أسيرًا لحظوظ نفسك في الزواج. فإذا تمكنت من سياسة نفسك، سَهُّل عليك سياسة أهل بيتك.
فلابد أن نتطهَّر من عيوبنا وأن نقف وقفة مع النفس نتغير فيها.
3) معرفة الطريق إلى الله .. لابد أن تتعرض لإبتلاءات حتى يتضح إن كنت صادقًا أم لا، فلا تُصاب باليأس أو الإحباط لأن هذا من مداخل الشيطان للعبد .. {.. إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ} [يوسف: 87]
4) أضرب في كل عمل صالح بسهم .. ولا تقصر نفسك على عمل واحد، حتى لا تنقلب عباداتك لعادات. فالفراغ نعمة، قال النبي "نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ" [رواه البخاري] .. فالآن أنت متفرغ، لأن مشاغل ما قبل الزواج أقل من مشاغل ما بعده بكثير، فهذه نعمة، وشكرها يكون بألا تترك باب من أبواب الخير إلا ضربت بسهم فيه، قال البيهقي "ألا يدع بابًا من أبواب الخير إلا ودخل على الله منه".
فعليك بالصيام، أو الدعاء والتضرع، أو الدعوة ... أفتح في كل باب من أبواب الخير ووقتها فقط ستشعر أنك تعيش بحق وتفعل أمور ذات قيمة لها طعم ونكهة ولذة ما بعدها لذة وهذا عندما تشعر أنك فعلاً تسير على طريق مستقيم.
5) تعلّم فن الإدارة .. وليس المقصود علم الإدارة، ولكن كيفية إدارة الأمور، كأن تقوم بتكوين فريق دعوي من مجموعة من الشباب وتكون قائدًًا لهم .. حتى تستطيع بعد ذلك أن تكون رب بيت بحق، وحتى تكون لك القوامة بحق، وتتعلم فن القيادة.
وبالنسبة للأخوات .. إستغلي فترة ما قبل الزواج في تعلم فنون الطهي، وكيفية تربية الأبناء وتنشئتهم تنشئة إسلامية صحيحة .. تعلمي فن الزينة وحُسن التبعل، حتى تُعدي نفسك لتكوني زوجة صالحة.
لأن بعد الزواج لن يكون هناك وقت للتعلُم، بل هو وقت التنفيذ.
المصادر:
درس "الطريق إلى الزواج" للشيخ هاني حلمي.
درس "لماذا نتزوج ؟؟" للشيخ هاني حلمي
أصلح ما بينك وبين الله يصلح الله ما بينك وبين الناس.
لذلك لابد قبل الزواج من توبة ..
قال تعالى {وَتوبوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيّهَا المؤمِنونَ لَعَلَّكم تفلِحونَ } [النور: 31] .. وليست التوبة من الذنوب الظاهرة فقط، بل من ذنوب أخطر لم تتب منها بعد، وهي:
1) توبـة من العبثيـة والفوضى في الحيــاة.
2) توبـة من تعلق القلب بغير الله .. من أخطر الأشياء التي تحدث في الزواج شِرك المحبة، قال الله تعالى {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذ مِن دونِ اللَّهِ أَندَادًا يحِبّونَهم كَحبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنوا أَشَدّ حبًّا لِّلَّهِ... } [البقرة 165] .. من أحب شيئًا سوى الله عذب به، فلو أحببت الطرف الآخر لنفسك ستعذّب به ولابدّ.
3) توبـة من التسخـط على أقـداره .. فلابد أن ترضى بما أعطاه لك .. إن كنت لم ترزق الزواج بعد، فأعلم أن لله سبحانه وتعالى حكمة في ذلك وهي إن يعدك لتحمل هذه المسئولية العظيمة حتى يكون الزواج لك قربى وليس فتنة.
وقالوا "إن الرضا يفرِّغ القلب لله، بينما السخط يفرِّغ القلب من الله"
فأبتعد عن كل المثيرات والفتن، وصحبة السوء التي تفتح عليك الدنيا. النبي قال: "انظر إلى من هو تحتك ولا تنظر إلى ما هو فوقك، فإنه أجدر ألا تزدري نعمة الله عندك" [رواه ابن حبان وصححه الألباني].
4) توبـة من البعـد عن الله.
5) توبـة من حرمـان القلب لذة قربـه .. قال ابن القيم في الفوائد "من أعجب الأشياء أن تعرفه ثم لا تحبه، وأن تسمع داعيه ثم تتأخر عن الإجابة"
6) توبـة من المعاصي البـاطنـة والظـاهرة .. فلا نحرم الرزق إلا بالذنوب والمعاصي.
والزواج مرحلة إنتقالية أساسية كأي مرحلة إنتقالية أخرى في حياتك، مثل الإنتقال إلى الجامعة أو العمل .. لذا يجب أن تعد له العدّة الإيمانية والحياتية اللازمة. قال رسول الله "إن المعونة تأتي من الله على قدر المئونة وإن الصبر يأتي من الله على قدر البلاء " [رواه البزار وحسنه الألباني]
يـأتـي الإمـداد على قدر الإستعـداد ..
يجب أن تعدوا أنفسكم لأطهر رسالة و هي رسالة بناء بيت مسلم، ولا تنتظروا الإصلاح بعد الزواج .. فتربية الأطفال تبدأ من قبل الزواج.
وفترة ما قبل الزواج هي فترة الإستعداد الوحيدة، فيجب إستغلالها على أحسن وجه .. قال "اغتنم خمسا قبل خمس شبابك قبل هرمك وصحتك قبل سقمك وغناك قبل فقرك وفراغك قبل شغلك وحياتك قبل موتك" [رواه الحاكم وصححه الألباني]
والإستعداد يكون بأمور أساسية، هي:
1) معرفة الله .. يجب أن تحدد هدفًا إيمانيًا لتعيش لأجله وتحقق ذاتك عند الله به. ويتحقق ذلك عن طريق:
حفظ القرآن .. من جزأين إلى خمسة أجزاء على الأقل.
تثبيت الأوراد .. الصلوات الخمس، اثني عشرة ركعة نوافل، جزء قرآن يوميًا، أذكار الصباح والمساء، قيام الليل بركعتين، صيام الإثنين والخميس.
طلب العلم .. أي الفرض منه، كأن تكون عقيدتك سليمة، وعباداتك صحيحة، فتتعرف على ربك، وتتقرب إليه بأسماءه وصفاته، لتعيش من أجله، فعندما تعرفه سبحانه وتعالى ستُحلّ كل مشاكلك.
لابد أن يكون كل شيء في حياتك مُوظف لخدمة هدف واحد وهو إبتغاء مرضات الله عز وجل .. {قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الأنعام: 162]
2) معرفة النفس .. تعرف علي نفسك لتعرف كيف تجاريها، وحتى لا تقع أسيرًا لحظوظ نفسك في الزواج. فإذا تمكنت من سياسة نفسك، سَهُّل عليك سياسة أهل بيتك.
فلابد أن نتطهَّر من عيوبنا وأن نقف وقفة مع النفس نتغير فيها.
3) معرفة الطريق إلى الله .. لابد أن تتعرض لإبتلاءات حتى يتضح إن كنت صادقًا أم لا، فلا تُصاب باليأس أو الإحباط لأن هذا من مداخل الشيطان للعبد .. {.. إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ} [يوسف: 87]
4) أضرب في كل عمل صالح بسهم .. ولا تقصر نفسك على عمل واحد، حتى لا تنقلب عباداتك لعادات. فالفراغ نعمة، قال النبي "نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ" [رواه البخاري] .. فالآن أنت متفرغ، لأن مشاغل ما قبل الزواج أقل من مشاغل ما بعده بكثير، فهذه نعمة، وشكرها يكون بألا تترك باب من أبواب الخير إلا ضربت بسهم فيه، قال البيهقي "ألا يدع بابًا من أبواب الخير إلا ودخل على الله منه".
فعليك بالصيام، أو الدعاء والتضرع، أو الدعوة ... أفتح في كل باب من أبواب الخير ووقتها فقط ستشعر أنك تعيش بحق وتفعل أمور ذات قيمة لها طعم ونكهة ولذة ما بعدها لذة وهذا عندما تشعر أنك فعلاً تسير على طريق مستقيم.
5) تعلّم فن الإدارة .. وليس المقصود علم الإدارة، ولكن كيفية إدارة الأمور، كأن تقوم بتكوين فريق دعوي من مجموعة من الشباب وتكون قائدًًا لهم .. حتى تستطيع بعد ذلك أن تكون رب بيت بحق، وحتى تكون لك القوامة بحق، وتتعلم فن القيادة.
وبالنسبة للأخوات .. إستغلي فترة ما قبل الزواج في تعلم فنون الطهي، وكيفية تربية الأبناء وتنشئتهم تنشئة إسلامية صحيحة .. تعلمي فن الزينة وحُسن التبعل، حتى تُعدي نفسك لتكوني زوجة صالحة.
لأن بعد الزواج لن يكون هناك وقت للتعلُم، بل هو وقت التنفيذ.
المصادر:
درس "الطريق إلى الزواج" للشيخ هاني حلمي.
درس "لماذا نتزوج ؟؟" للشيخ هاني حلمي
تعليق