أولا : تعريف الختان
معناه لغة : التطهير والقطع .
ومعناه الشرعى : بالنسبة للذكر هو قطع الجلدة المستديرة (القلفة ) على رأس الذكر و يسمى "إعْذارًا"
أما الأنثى فتقطع الجلدة التى هى كعرف الديك فوق فرجها ويسمى "خفاضا ".
ثانيا : شبهات حول الختان
الشبهة الأولى
ـ أن الأحاديث الواردة فى ختان الإناث غير صحيحة و قول أحدهم : حديث " الختان سنة للرجال مكرمة للنساء " حديث ضعيف .
الرد:مشروعية الختان تعتمد على الكثير من الأحاديث الصحيحة منها:
1- قوله تعالى: { ثم أوحينا إليك أن اتبع ملَّة إبراهيم حنيفًا}. النحل: 123
فالرسول صلى الله عليه وسلم وأمته مأمورون باتباع ملة إبراهيم، والختان من ملة إبراهيم عليه السلام. ودليل ذلك حديث أبي هريرة رضي الله عنه: (أن إبراهيم عليه السلام اختُتن وهو ابن ثمانين سنة) البخاري ومسلم .
2-عن أبي هريرة رضى الله قال صلى الله عليه وسلم : «الفطرة خمس، أو خمس من الفطرة: الختان، والإستحداد، ونتف الإبط،, وتقليم الأظافر، وقص الشارب» متفق عليه .
وهو قول عام يشمل الرجال والنساء والفطرة في الحديث فسرها أكثر العلماء بأنها السنة التي اختارها الله لأنبيائه وعباده الصالحين.
3- عن أبى موسى الأشعري قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إذا جلس بين شعبها الأربع ، ومس الختان الختان، فقد وجب الغسل" مسلم
وعن عائشة رضى الله عنها "إذا جاوز الختان الختان وجب الغسل" حسن صحيح - رواه الترمذى
فيه دليل على أن النساء كن يختتن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
4- حديث أم عطية رضي الله عنها قالت: إن امرأة كانت تختن بالمدينة فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: «لا تنهكي فإن ذلك أحظى للمرأة وأحب إلى البعل» رواه أبو داود وصححه الألباني.
وقد وردت روايات أخرى للحديث كلها ضعيفة وبعضها يصح وقفه على بعض الصحابة ولهذه الأحاديث شواهد تقويها .
ومعنى: «لا تنهكي»: لا تبالغي في القطع والخفض.
5- حديث أبى سفيان مع هرقل الروم فى البخارى وفيه أن العرب كانوا يختتنون قبل الإسلام و حديث عُثَيْم بن كليب فى البخارى أيضا أن جده جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: قد أسلمت: قال: "ألقِ عنك شعر الكفر واختتن" وفيه أن الختان مشروع بعد الإسلام.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "والمقصود من ختان المرأة تعديل شهوتها, فإنها إذا كانت قلفاء كانت مغتلمة شديدة الشهوة، ولهذا يقال في المشاتمة: يا ابن القلفاء, فإن القلفاء تتطلع إلى الرجال أكثر, ولهذا من الفواحش في نساء التتر ونساء الإفرنج ما لا يوجد في نساء المسلمين, وإذا حصل المبالغة في الختان ضعفت الشهوة, فلا يكمل مقصود الرجل, فإذا قطع من غير مبالغة حصل المقصود باعتدال".(مجموع الفتاوى)
وقد اتفق الأئمة رحمهم الله على مشروعية الختان للنساء، واختلفوا هل هو واجب أو مستحب ولم نجد واحداً منهم قال بحرمته أو بكراهته :
1- ذهب إلى وجوب الختان: الشعبى ، وربيعة ، والأوازعى ، ويحيى بن سعيد الأنصارى ، والشافعية والحنابلة(فى أظهر الروايتين عن الإمام أحمد) دون تفريق بين الذكور والإناث .
2- وذهب الحنفية والمـالكية إلى أنه سنة لكن السنة عندهم يأثم الإنسان بتركها و شدد في أمر الختان الإمام مالك حتى قال: (مَنْ لم يختتن لم تجز إمامته، ولم تقبل شهادته).
هذا؛ ودعوى البعض أنه حرام لا يلتفت إلى قوله؛ لأنه خرق لإجماع الأمة المتيقن، ولمصادمته لأمر النبي صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى .
الشبهة الثانية
إن الختان وحشية و إهانة لكرامة وإنسانية المرأة
الرد : يجب أن تتم عملية الختان للمرأة على أيدى أهل التخصص ذوى الخبرات من الطبيبات حتى تكون بعيدة عن الضرر وهذه ليست وحشية كما يزعمون فإن قالوا ذلك فهذا اتهام للنبي صلى الله عليه وسلم , ثم هل نقول مثلا لمن أجرى عملية استئصال اللوزتين أو الزائدة الدودية إنها وحشية ! بل الوحشية فى تركها إن كان فى بقائها ضرر على الصحة .
الشبهة الثالثة
إنه يصيب المرأة بالبرود والتبلد تجاه الزوج فيما بعد
الرد: الختان الصحيح كما ذكر النبى صلى الله عليه وسلم "إذا أنت فعلتِ فلا تنهكي، فإنه أشرق للوجه وأحظى للزوج" وقد أقر الاطباء أنه يحدث توازنا في مسألة الغريزة عند المرأة فلا تكون شهوانية جدا ولا باردة فمفهوم تعديل الشهوة بالختان لا يكون بتقليلها، بل بإكتفاء الزوجين منها حتى لا يكونا في انشغال كثير بهذه الغريزة.
تقول إحدي المتخصصات في طب النساء : الختان من الناحية الأخلاقية تكريم يمنع تهيج الشهوة وممارسةالعادات السيئة و يمنع إشاعة الفاحشة وانتشار الرذيلة فالمراة المختونة لا يزال فيها الشعور ولكنه شعور رزين مضبوط غير متلفت ولا عابث بحيث تكون عفيفة متزنة.
وقد أجرى مجموعة من الباحثين فى جامعة جون هوبكنز دراسة أكدت أن الختان لايؤثر سلبيا على الغريزة بل يحسنها لأنه يزيل الجزء الزائد عند الزوجين والذى يقلل من متعة الجماع.
الشبهة الرابعة
يقولون : أن بنات النبى صلى الله عليه وسلم لم يختتن
الرد : (كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا) (الكهف: من الآية5) من أين جاءوا بهذا الإفك المبين؟
لا يوجد فى السنة كلها دليل واحد لا صحيح ولا ضعيف أن النبي – صلى الله عليه وسلم – لم يختن بناته وعند انعدام الدليل يكون البقاء على الأصل , والأصل في هذه المسألة أن العرب قبل وبعد الإسلام كانوا يختنون بناتهم بدليل حديث أبى سفيان , وعند العرب تركه مسبة حيث يجعل المرأة غير عفيفة تميل للرجال لأنها لم تختتن وكانت البغايا لا يختتن فإن كان ترك الختان عار وفعله عفة عند العرب فهل يكون بناته صلى الله عليه وسلم لم يختتن !!
ويضاف إلى ذلك أن ختان البنت كان يتم فى ستر بخلاف ختان الذكر . قال ابن حجر نقلاً عن أبى الشيخ ابن الحاج فى المدخل : " إن السنة إظهار ختان الذكر ، وإخفاء ختان الأنثى ". .
الشبهة الخامسة
يقولون : أن الختان تغيير لخلق الله .
الرد : قال النبي صلى الله عليه وسلم عن الختان أنه من سنن الفطرة فهل قص الشعر أو قص الاظافر تغيير لخلق الله ؟!!! وهل حلق العانة ونتف الإبط تغيير لخلق الله ؟ أم أنها طهارة ونظافة وتجميل سبحان الله !
الشبهه السادسة
الختان ليس بصحيح فلو كان صحيحا فلم لم يخلق الله الإنسان مختونا ؟
الرد :الختان من الفطرة التي فطر الله الناس عليها كما أن نتف الإبط وحلق العانة وقلم الأظفار من الفطرة وليس لنا أن نخالف الفطرة
والختان يساعد عليى نظافة الإنسان وذلك أنه لا يمكن الطهارة من البول إلا بالختان ، لأن قطرات من البول تتجمع تحت الجلدة فلا يُؤمن أن تسيل فتنجس الثياب والبدن .
الشبهة السابعة
يقولون : أنها عادة رديئة توارثها الناس عن قدماء المصريين.
الرد:
أولا: كما سبق وعلمنا أن العرب كانوا يختنون بناتهم قبل وبعد الإسلام وأقر النبي صلي الله عليه وسلم هذا الفعل وأرشد المرأة للطريقة الصحيحة في الختان, وسواء كان العرب أو الفراعنة يختنون أم لا فهذا الفعل مشروع في ديننا كما سبق و أشرنا .
ثانيا: الختان فى الإسلام مختلف عن الختان الفرعونى الذى هو إزالة العضو بالكامل وهذا هو الجور بعينه وهو منهي عنه في ديننا .
الشبهة الثامنة
قولهم : إن السعودية – وهى التي تطبق أحكام الشريعة الإسلامية – لا يتم فيها ختان البنات .
يرد عليه بالقاعدة المعروفة " إن الحق لا يعرف بالرجال, بل يعرف الرجال بالحق ، اعرف الحق تعرف أهله " أي لا تأخذ حكم الإسلام فى مسألة من المسائل من الواقع وأفعال الناس ولكن نأخذه من مصادره من القرءان والسنة .
الشبهة التاسعة
الغرب الذين هم أهل كتاب أيضا لا يختتنون
أولا: إن كان أهل الكتاب لايطبقون شرع الله فليس هذا بمسوغ للمسلمين ألا يتبعوا الشرع .
ثانيا: الختان موجود فى شرائع أهل الكتاب: فاليهود يهتمون جدا بالختان ويعتبر التلمود عندهم من لم يختتن من الوثنيين وعند اليهود أن من صفات الأمة التى ستملك الأرض أنهم يختتنون لذلك يسعى اليهود إلى طمس هذه الصفة فى أمتنا .
و أما في النصرانية فالأصل فيها الختان، وتشير نصوص من إنجيل برنابا إلى أن المسيح قد أختتن وأنه أمر أبتاعه بالختان، ومع ذلك فالنصارى لا يختتنون .
الشبهة العاشرة
الغرب الذين هم أهل الطب لا يختتنون بل يحاربون الختان و يحذر كثير من الأطباء من إجراء الختان لمخاطره وأضراره الصحية
الرد : كثير من الأطباء الغربيين يدعون الآن إلى الختان كضرورة صحية بل إن منظمة الصحة العالمية تنادي بضرورة الختان ضمن حملة مقاومة مرض الإيدز وبعض الأمراض التناسلية :
يقول البروفيسور ويزويل: لقد كنت من أشد الناس عداء للختان وقد شاركت حينئذ في الجهود التي بذلها الأطباء آنذاك للإقلال من نسبة الختان ولكن بعد الدراسات العلمية التي ظهرت أصبحت أنادي بضرورة إجراء الختان , بل إن الأكاديمية الأمريكبة لطب الأطفال قد تراجعت تماما عن توصيتها القديمة وأصدرت توصيات حديثة أعلنت فيها بوضوح ضرورة إجراء الختان بشكل روتيني لكل مولود .
و للختان الكثير من الفوائد الصحية منها:
1- النظافة ومنع الالتهابات: حيث يمنع تراكم البول والإفرازات تحت القلفة مما يسبب الحكة والرائحة الكريهة والقروح .2- الختان يقي من الإصابة بالتهاب المجاري البولية
3- أجريت أكثر من 60 دراسة علمية أثبتت كلها ازدياد حدوث الأمراض الجنسية عند غير المختونين حيث وجود القلفة وإفرازاتها يكون بيئة مثالية للميكروبات والأمراض .
4- أثبتت الدراسات أن المختونين أقل عرضة للإصابة بالأورام السرطانية وأن غير المختتنات أكثر عرضة للإصابة بسرطان عنق الرحم.
5-تركه قد يسبب الهوس الجنسي، والإصابة بسلس البول الليلي و التبول اللاإرادي،و بعض حالات الإكتئاب و ممارسة الرذائل والشذوذ والعادات السيئة.
6- منظمةالصحة العالمية تعتمد الختان كوسيلة للوقاية من مرض الإيدز.
7- تعديل الشهوة وتقليل الإنشغال بها بطريقتين إزالة القلفة , و منع احتجاز الإفرازات المسببة للإثارة تحت القلفة .
8- المرأة غير المختتنة تكون عصبية المزاج حادة الطباع عرضة للإصابة بالمتاعب النفسية.
تعليق