Tweet
**♥♥ .. ♥ أخيتى أعيرينى قلبك ♥ ..♥♥**
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه...
أما بعد
ذكر الإمام ابن رجب أن أحد السلف خرج يطوف يقول : " أين قلبي ؟ من يجد قلبي؟"
فدخل يوما بعض الطرق فوجد صبيا يبكي وأمه تضربه حتى طردته وأغلقت الباب دونه ,فراح الصبي يبكي ويلتفت يمينا ويسارا ولا يعلم أين يذهب حتى رجع إلى باب الدار .
ثم راح يبكي ويقول :" يا أماه من يفتح لي الباب إذا أغلقتي بابك عني ؟ ومن يدنيني إذا طردتيني ؟ ومن الذي يرضى عني إن غضبتي علي ؟"
فرحمته أمه ونظرت وراء الباب فوجدته باكيا تجري الدموع بين خديه, ففتحت له الباب ووجدته فى حجرها وهي تقول: " يا صغيري ويا قرة عيني أنت الذي حملتني على نفسك , وأنت الذى تعرضت لما حل بك, ولو أطعتني لما فعلت بك مكروها "
_ فصاح الرجل : " الآن وجدت قلبـــــــــــي "
هل فهمتِ أخيتي مغزى القصة ؟؟
ندائي إليك أمة الله يا من تواتر إحسان الله عليك على مدى الأنفاس , أزاح عنك عللك ومكنك من التزود إلى جنته وبعث إليك الدليل وأعطاك مؤنة السفر وما تتزودي به وما تحاربي به قطاع الطريق إليه , وأمدك بمدد من جنوده وأرسل ملائكته تحرسك وتحارب عدوك ويطردوه عنك .
إنها التوبة أخية ما أجمل أن نجد قلوبنا معها.
كثيرون من يتحدثون عنها لعظم شأنها فهي وظيفة العمر , واليوم ندائي لك يامن حققتي التوبة هيا سويا نبحث فى توبتنا هل تصح للقبول أم ماذا
قال عمر ابن الخطاب رضي الله عنه : " التوبة النصوح هي أن يذنب العبد ثم يتوب فلا يعود"
وقيل : " التوبة النصوح هي ترك الذنوب مع أكمل وجوه الاعتذار , فالاعتذار على ثلاثة وجوه :
- إما أن يقول المعتذر لم أفعل
- وإما أن يقول فعلت لأجل كذا
- وإما أن يقول فعلت وأسأت وقصرت وقد رجعت وندمت وتبت.
حتى لا أطيل عليك هاهو موضوعنا
علامات التوبة النصوح
أولا : أن يكون العبد بعد التوبة خيرا مما قبلها , كيف لا والتائب قد عتقت رقبته من أسر المعصية وسجن الهوى فلابد له من تغير تام فى كل أموره
ثانيا : أن التائب لا يزال الخوف مصاحب له مستمر حتى يسمع قول الرسل لقبض روحه : " أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ"
قال الله تعالى فى الحديث القدسي : " لا أجمع على عبدى خوفين ولا أمنين, إن خافني فى الدنيا أمنته يوم القيامة وإن أمنني فى الدنيا أخفته يوم القيامة "
ثالثا : انخلاع القلب وتقطعه ندما
يقول ابن القيم: " من لم يتقطع قلبه في الدنيا على ما فرط حسرة وخوفا تقطع فى الآخرة إذا حقت الحقائق وعاين الثواب المطيعين وعقاب العاصين"
رابعا : كذلك من موجباتها كسرة خاصة تحصل للقلب لا يشبهها شيء ولا تكون لغير المذنب حيث يشاهد ضعفه وعجزه وقوة سيده وعزته , فليس شيء أحب إلى الله من تلك الكسرة ,فما أحلى قول العبد فى هذه الحال: " أسألك بعزك وذلي, وبقوتك وضعفي,وبغناك عني وفقري إليك إلا رحمتني عبيدك سواي كثير وليس لى رب سواك"
فهذه بعض علامات التوبة المقبولة فمن وجدتها فلتحمد الله...
أسأل الله أن يتوب علينا وأن يتقبل منا
نفعني الله وإياك بتلك التذكرة وعذرا على إطالتي.
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد ألا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.
من جمعي وترتيبي..
تعليق