إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

لماذا نحب الله ؟؟؟

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • لماذا نحب الله ؟؟؟



    حب الله أمر فطري جُبل عليه الإنسان منذ ولادته، وهذا هو تفسير قوله – صلى الله عليه وسلم-: "ما من مولود يولد إلاّ على الفطر، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه"، والفطرة هنا الإسلام، والمحبة من مقتضيات هذا الإسلام الذي فطرنا عليه.
    ألا ترى أنك ربما تقابل شخصاً ما، ولم يكن بينك وبينه أية علاقة ولا معاملة، وهذه أول مرة تقابله فيها، ومع ذلك تجد أن محبة هذا الشخص قد وقعت في قلبك، ما السبب إذاً لهذه المحبة؟ إنها بفطرة، ولله المثل الأعلى.
    ألا ترى إلى ذلك الطفل الرضيع والذي لا يعقل من الدنيا شيئاً عمره بضعة أشهر، تجده عندما يرى أمه أو أباه تراه يرتمي في أحضانهما، ألا ترى أنه إذا شعر بأذى يلوذ بأحدهما دفعاً لهذا الضرر عنه، ما الذي أودع فيه هذا الحب؟ إنها الفطرة التي فطر الله الناس عليها، ولله المثل الأعلى.

    ليشتد عجبك من هذا الجماد الذي حنَّ وبكى حباً لرسول الله –صلى الله عليه وسلم-فماذا حدث؟ يروي أن النبي –صلى الله عليه وسلم- كان يقف في خطبته على جذع نخلة، ولما صنعوا له منبراً تحول إليه صلى الله عليه وسلم وترك هذا الجذع، فلما تحول عنه صلى الله عليه وسلم ووقف على المنبر، سمع من في المسجد بكاءً وأنيناً يخرج من هذا الجزع، فنزل صلى الله عليه وسلم من على المنبر والتزم هذا الجزع واحتضنه كما تحضن الأم ابنها حتى سكن الجزع وكف عن البكاء، ثم قال –صلى الله عليه وسلم-: إذا لم ألتزمه لظل يبكي إلى قيام الساعة. الله أكبر، يا عبد الله هذا جزع أصم يبكي حزناً لمفارقة رسول الله –صلى الله عليه وسلم- له، فمن الذي أودع هذا الحب في هذا الجزع؟ والأمثلة على ذلك كثيرة، ولله المثل الأعلى. أبعد هذا كله يأتي إنسان ويقول: لماذا نحب الله؟!! إن النفس البشرية تأبى إلا أن يكون لها إلهاً تعبده، وتلوذ به إذا ألمّ بها خطر، وتفزغ إليه لطلب الخير، ودفع السوء، والإله هو الذي يتأله كل شيء، ويعبده كل خلق كما قال ابن عباس –رضي الله عنهما-؛ فالألوهية مرتبطة بالعبودية، والعبودية هي الذل والخضوع والاستسلام لهذا المعبود، ولا يكون ذلك إلا عن حب؛ ألا ترى إلى أولئك المشركين الذين اتخذوا إلهاً غير الله أو مع الله؟! فإنهم أحبوا تلك الآلهة وإلا ما عبدوها من دون الله، ولذلك يقول الله عنهم: "ومن الناس من يتخذ من دون الله أنداداً يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حبَّا لله".
    إذاً فمحبة الله أمر فطري داخل النفس البشرية، ولا بد لهذه النفس أن يكون لها إلهاً تعبده وتحبه، وتتذلل إليه، وتخضع له، وتستعين به، وتستغيث به، وتفزع إليه، وتلوذ بجاهه إلى غير ذلك من العبادات القلبية، وبعد ذلك تأتي عوامل أخرى تزيد من هذه المحبة وتقويها، وهذه الأسباب تأتي من المحبوب إلى محبيه.
    ألا ترى أنه إذا أحسن إليك إنسان تجد قلبك تعلق به، وأكن له من المحبة الشيء الكثير، ولله المثل الأعلى، هذا مع المخلوق، وربما أحسن إليك لأمر ما، أو لعله ينتظر منك أن تقدم له خدمة، أو تشفع له عند جهة معينة، أو غير ذلك من أسباب المنفعة الأخرى، ولكنه الله –جل جلاله- الذي أنعم عليك نعمه الظاهرة والباطنة "وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الإنسان لظلوم كفار".
    من أنت قبل أن تكون؟ لم تكن شيئاً مذكوراً، فأوجدك الله من العدم، وخلقك من ماء مهين، ومنذ دبت فيك الروح ونعمه – سبحانه وتعالى- تلاحقك. من الذي أطعمك وأنت في بطن أمك؟!، من الذي حماك من الأذى، وأنت في بطن أمك؟، من الذي سوّاك بشراً وأنت في بطن أمك؟!
    وعندما حانت ساعة قدومك إلى هذه الدنيا من الذي يسرَّ لك الخروج من بطن أمِّك؟ واسأل نفسك عن كل طور من أطوار حياتك من الذي هيأ لك السبل، ويسر لك الأشياء التي تساعدك في هذه الحياة؟ إنه الله – جل جلاله-؛ ألا يدعو ذلك لأن تحبه حبّاً يفوق كل شيء في الوجود! من الذي أنعم عليك بنعمة الإسلام، وغيرك كثير من الناس من يعبد الحجر والشجر والدواب والشمس والقمر؟ من الذي أرسل إليك رسولاً ليخرجك من الظلمات إلى النور؟ ولولا هذا الرسول لكنت فحماً في جهنم! من الذي أنعم عليك بنعمة المال والصحة، والعلم والجاه، والزوجة والأولاد وغيرها كثير؟ من الذي سخر لك الأشياء، وهداك في ظلمات البحر والبر، وحفظك في طبقات الجو؟ إنه الله – جل جلاله-، ألم تفكر يوماً في نعمة البصر، وكم من أنس حرموا منها؟ ألم تفكر يومياً في نعمة السمع، ونعمة الكلام، ونعمة الهواء وغيرها؟ "وفي أنفسكم أفلا تبصرون".
    إننا نحب الله؛ لأنه خلقنا من العدم، وأسبغ علينا وافر النعم، هدانا الله من الضلالة وعلمنا من الجهالة، وكسانا من العري، وأطعمنا من الجوع، وروانا من الظمأ، وسقانا من العطش، وأغنانا من الفقر، وعفانا من المرض، ومن كل ما سألناه أعطانا، فلماذا لا نحبه ونلهج بذكره، ونعطر أفواهنا بالثناء عليه؟ فهو سبحانه أهلٌ للثناء والحمد، سبحانه وبحمده.
    والله ثم والله، ثم والله، لو أن بحار الدنيا وأنهارها، ومحيطاتها، ووديانها مدادٌ، وكل ما عليها أقلام، وأردنا أن نحصي نعم الله علينا، لنفد المداد، وفنت الأقلام، وما جئنا على شيء مما نريد، وما سطرناه في ذات الله ما هو إلا جزء من قطرة ماء علقت في مخيط ألقي في اليم ثم رفع،
    عجز الكلام أن يعبر عما بداخلى عن حب الله

  • #2
    رد: لماذا نحب الله ؟؟؟

    بورك فيك أختي.وجعلنا ممن يحب الله ويخشاه.اللهم ارزقنا تقوى الله تعالى.

    هنا موقع:
    ........................

    تعليق

    يعمل...
    X