إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

عدم الغش في الإمتحانات

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • عدم الغش في الإمتحانات

    - مقدمة :
    فلا شك أن الغش ظاهرة خطيرة و سلوك مشين.
    و الغش له صور متعددة ، و أشكالا متنوعة ، ابتداء من غش الحاكم لرعيته ، و مرورا بغش الأب لأهل بيته ، و انتهاء بغش الخادم في عمله .
    و حديثي سوف يكون فقط عن الغش في الامتحانات ، و الذي أصبح يشكو كثير من المدرسين و التربويين من انتشاره و فشوه .
    و هذا حق، فان ظاهرة الغش بدأت تأخذ في الانتشار، ليس على مستوى المراحل الابتدائية فحسب ، بل تجاوزتها إلى الثانوية و الجامعة .
    فكم من طالب قدم بحثا ليس له فيه إلا أن اسمه على غلافه .
    و كم من طالب قدم مشروعا و لا يعرف عما فيه شيئا .
    و بل و قد تعجب من انتكاس الفطر عند بعض الطلاب ، فيرمي من لم يغش بأنه مقعد و متخلف و جامد الخ .. تلك الألقاب .
    و لربما تمادى أحدهم فاتهم الطالب الذي لا يساعده على الغش بأنه لا يعرف معنى الأخوة و لا التعاون .
    هذه الظاهرة التي أنتجها الفصام النكد الذي يعيشه كثير منا في مجالات شتى .
    نعم لما عاش كثير من طلابنا فصاما نكدا بين العلم و العمل ، ترى كثيرا منهم يحاول أن يغش في الامتحانات ، و هو قد قرأ حديث الرسول صلى الله عليه و سلم : ( من غش فليس منا ) ، بل ربما أنه يقرأه على ورقة الأسئلة ، و لكن ذلك لا يحرك فيه ساكنا .
    لأنه قد استقر في ذهنه أنه لا علاقة بين العلم الذي يتعلمه و بين العمل الذي يجب أن يأتي به بعد هذا العلم .
    و لا أبالغ إن قلت : إن ظاهرة الغش قد تسربت حتى عند بعض المدرسين
    و المراقبين .

    2- أسباب الغش :

    هذه بعض الأسباب التي تنتج هذا الخلق المشين :
    1- ضعف الإيمان :
    فان القلوب إذا ملئت بالإيمان بالله لا يمكن أن تقدم على الغش و هي تعلم أن ذلك يسخط الله .
    لا يمكن للقلوب التي امتلأت بحب الله أن تقدم على عمل و هي تعلم أنه يغضب الله .
    2- ضعف التربية :
    خاصة من قبل الوالدين أو غيرهما من المدرسين أو المرشدين .
    فلا نرى أبا يجلس مع ابنه لينصحه و يذكره بحرمة الغش ، و يبين له أثاره و عواقبه ، بل تعجب من بعض الإباء إذا قلت له ذلك أجابك مباشرة : لماذا ، هل ابني غشاش ؟
    بل ربما لو وقع الابن في يد المراقب ، لجاء ذلك الأب يدافع عنه بالباطل .
    3- تزين الشيطان :
    فالشيطان يزين لكثير من الطلاب أن الأسئلة سوف تكون صعبة ، و لا سبيل إلى حلها و النجاح في الامتحانات إلا بالبرشام و الغش .
    فيصرف الأوقات الطويلة في كتابة البراشيم ، و اختراع الحيل و الطرق للغش ؛ ما لو بذل عشر هذا الوقت في المذاكرة بتركيز لكان من الناجحين الأوائل .
    4- الكسل و ضعف الشخصية :
    فترى كثير من الطلاب يرى زملائه من بداية العام و هم يجدون و يذاكرون و يهيئون أنفسهم للامتحان الأخير ، و هو لا هم له إلا اللعب و المرح .
    فإذا ما جاءت الامتحانات النهائية تراه يطلب المساعدة ، و يطلب النجاح و لو كان على ظهور الآخرين و لو كان ذلك بالغش .
    إن الغش هو حيلة الكسول ، و هو طريق الفاشلين .
    وهو دليل على ضعف الشخصية حيث أن الذي يغش لا يجد الثقة في نفسه بأنه قادر على تجاوز الامتحانات بنفسه و جهده و استذكار دروسه لوحده ، و من ثم الإجابة معتمدا على مذاكرته .
    5- الخوف من الرسوب :
    فإن الخوف من الفشل و الخوف من الرسوب يسبب قلقا مستمرا لكثير من الطلاب مما يجعلهم يلجئون إلى الغش كسبيل للنجاة .

    3- آثار الغش :
    أن الغش كما قلنا له أشكال متعددة ، و يدخل في مجالات شتى ، و لكن من أخطر أنواع الغش هو الغش في الأمور التعليمة ، و ذ لك لعظيم أثره و شره ،
    و من ذلك :
    1- أنه سبب لتأخر الأمة ، و عدم تقدمها و عدم رقيها ، و ذلك لا ن الأمم لا تتقدم إلا بالعلم و بالشباب المتعلم ، فإذا كان شبابها لا يحصل على الشهادات العلمية إلا بالغش ، فقل لي بريك : ماذا سوف ينتج لنا هؤلاء الطلبة الغشاشون ؟
    ما هو الهم الذي يحمله الواحد منهم ؟
    ما هو الدور الذي سيقوم به في بناء الأمة ؟
    لا شيء ، بل غاية همه ؛ وظيفة بتلك الشهادة المزورة يأكل منها قوته و رزقه .
    لا هم له في تقديم شيء ينفع الأمة ، أو حتى يفكر في ذلك .
    و هكذا تبقى الأمة لا تتقدم بسبب أولئك الغششة بينها .
    و نظرة تأمل للواقع : نرى ذلك واضحا جليا ، فعدد الطلاب المتخرجين في كل عام بالآلاف و لكن قل بربك من منهم يخترع لنا ، أو يكتشف ، أو يقدم مشروعا نافعا للأمة ، قلة قليلة لا تكاد تذكر .
    2- أن الغاش غدا سيتولى منصبا ، أو يكون معلما و بالتالي سوف يمارس غشه للأمة ، بل ربما علّم طلابه الغش .
    3- أن الذي يغش سوف يرتكب عدة مخالفات –إضافة إلى جريمة الغش – منها السرقة ، و الخداع ، و الكذب ، و أعظمها الاستهانة بالله ، و ترك الإخلاص ، و ترك التوكل على الله ..
    4- أن الوظيفة التي يحصل عليها بهذه الشهادة المزورة ، أو التي حصل عليها بالغش سوف يكون راتبها حراما ، و أيما جسد نبت من حرام فالنار أولى به .

    4- علاج الغش
    لاشك أن خطبة واحدة ، بل خطب لن تقاوم هذا المنكر العظيم .
    لذا كان لا بد من تعاون الجميع في مقاومة هذه الظاهرة ، كل بحسب استطاعته و جهده .
    فالأب في بيته ينصح أبنائه و يرشدهم و يحذرهم بين الحين و الآخر .
    و المعلم و المرشد في المدرسة و الجامعة كل يقوم بالوعظ ، و الإرشاد .
    بل لابد من تشكيل اللجان التي تدرس هذه الظاهرة و أسبابها و كيفية العلاج لها .
    و لكن سوف اذكّر ببعض الأمور التي أرجو من الله أن تكون سببا في الحد من هذه الظاهرة .

    أخي الكريم :

    تذكر قول الرسول صلى الله عليه و سلم : ( من غش فليس منا ) رواه البخاري
    لاحظ أن الرسول قال : ( من غش ) ليشمل كل صور الغش ، كبيره و حقيره ،
    في المواد الشرعية أو الأجنبية ، فكل ذلك داخل في الحديث .
    فهل ترضي أن يتبرأ منك النبي صلى الله عليه و سلم .
    أي خير ترتجي إذا تخلى عنك الرسول صلى الله عليه و سلم و أعلن البراءة منك .
    تذكر أنك بمجرد أن تفكر في الغش فقد تخليت عن أهم صفة يجب أن تتحلى بها في هذا العلم ألا و هي الإخلاص لله ؛ و ذلك لأنك بتفكيرك في الغش؛ يكون همك هو الدرجات و الشهادة فقط ، و هل تدري أي خطر في هذا ؟
    إن هذه العلوم التي تدرسها ؛ أن كانت من علوم الدنيا فقد ضيعت على نفسك أعظم الأجر .
    و إن كان فيها بعض العلوم شرعية ( كالفقه و التوحيد ..) وهي مما يجب ابتغائها لوجه لله ، و لو طلبها العبد لغير الله فيخشى عليه أن يكون من أصحاب هذا الحديث : ( من تعلم علما مما يبتغي به وجه الله لا يتعلمه إلا لغرض نمن الدنيا زائل ، لم يرح رائحة الجنة ) .
    يا لله ؛ لم يرح رائحة الجنة !
    و أعظم من ذلك كله ، أنك جعلت الله أهون الناظرين إليك .
    نعم جعلت الله الذي ( يعلم خائنة الأعين و ما تخفي الصدور ) أهون من المراقب .
    كم من طالب لو وقف المراقب بجواره لأصبح قلبه يرتجف ، و أوصاله تضطرب ، و العرق يتحدر من جبينه .
    و لكن إذا ابتعد المراقب جاءت النظرات ، و جاءت المحاولات للغش و الخداع .
    أو ليس حاله يقول :
    يا رب أنت عندي أهون من هذا المراقب .
    يا رب أنا أخشي المراقب أعظم و أكثر منك .
    تذكر
    أن الشهادة التي تحصل عليها و التي سوف تتوظف بها هي شهادة مزورة ، و بالتالي فسوف يكون الراتب الذي تأخذه حراما .
    سوف يكون مالك من حرام ، و سوف تغذي أبناءك بالحرام ، و زوجتك بالحرام .
    و هنا نقطة لا بد من التنبيه عليها :
    ألا و هي أن بعض الطلاب يقول : أنا لا أغش ، و لكن أغشش غيري ، وهذا أهون .
    فأقول : لا والله ليس بأهون بل هو أخطر .
    فإنك إذا غششت ثم تبت فانك سوف تصحح شهادتك ، لكنك إذا غشّشت غيرك ، ثم تبت أنت من ذلك ، فأني لك أن من غششته سوف يتوب ، أنى لك أن تصحح شهادته ، أنى لك أن توقف أكله للحرام .
    و نقطة أخرى :
    أن بعض الطلاب يرى غيره يغش و لا يحرك ساكنا ، بل ربما قال : هذا ليس من شأني ، فأنا و الحمد لله لا أغش .
    و هذا في الحقيقة شيطان أخرس ، لأنه رأى منكرا و لم يغيّره .
    و الواجب عليه أن ينصح ذلك الطالب ، فإن لم يستطع فيجب أن يبلغ المراقب ، و أن لا تأخذه في الله لومة لائم ، و لا يخش إلا الله .
    و نقطة أخرى :
    إن بعض المدرسين قد يحابي بعض الطلاب في بعض الدرجات و يظن أن ذلك من صلاحيته، و ربما قاس ذلك على أن من حقه أن يعطي من ماله ما يشاء .
    و هذا خطأ عظيم فالمدرس ليس من حقه أن يعطي بعض الطلاب درجات لا يستحقها ، بل الواجب العدل ، لأنه مستأمن على هذه الدرجات ، و التي لا يملك منها شيئا ،
    و إنما هو مطبق للنظام .
    يقول فضيلة الشيخ محمد بن عثيمين : ( فإن المعلم الذي يقدر درجات أجوبة الطلبة و يقدر درجات سلوكهم هو حاكم بينهم لان أجوبتهم بين يديه بمنزلة حجج الخصوم بين يدي القاضي .
    فإذا أعطى طالبا درجات أكثر مما يستحق ، فمعناه أنه حكم له بالفضل على غيره مع قصوره ، وهذا جور في الحكم .
    و إذا كان لا يرضى أن يقدم على ولده من هو دونه ، فكيف يرضى لنفسه أن يقدم على أولاد الناس من هو دونهم ) ا.هـ من كتاب ( نصائح في الاختبارات 12).

    فيا أخي الكريم :

    عليك أن تراقب الله قبل كل شيء ، و أن تعلم أن روحك التي بين جنبيك بيد الله ، أنفاسك التي تتردد في صدرك هي بيد الله ، فاتق الله و لا تجعل الله ينظر إليك و أنت تعصيه .
    تذكر أن الأمانة سوف تنصب على جنب الصراط ، و لن يجوز عليه إلا من كان أمينا ، و الغش ينافي الأمانة كل المنافاة .
    أسأل الله أن يسهل على أبناءنا ، و أن يحميهم من الغش و الخيانة ، و أن يأخذ بنواصيهم لما يحب و يرضى .


    ملاحظة: الموضوع منقول. أرجو الإستفادة

    التعديل الأخير تم بواسطة moslma lillah; الساعة 18-01-2011, 10:22 PM. سبب آخر: تنسيق بسيط

    هنا موقع:
    ........................

  • #2
    رد: عدم الغش في الإمتحانات

    موضوع مهم جدااااااااا
    ومُلم بجوانبه كاملة ما شاء الله

    لعل لي اضافة بإذن الله هنا
    ويُثبت للاهمية
    بارك الله فيك اختنا
    نقل موفقك جدااا
    والاحظ تميزك ونشاطك في القسم بارك الله فيك
    لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين

    تعليق


    • #3
      رد: عدم الغش في الإمتحانات

      أثابك الله تعالى أختي
      moslma lillah
      منك نستفيد.

      هنا موقع:
      ........................

      تعليق


      • #4
        رد: عدم الغش في الإمتحانات

        جزاكِ الله خيرا أختي
        حفظ الله كل طلاب المسلمين


        رسائل مهمة في نصح الأمة " هام جدا لكل مسلمة
        سبحان الله وبحمده .. سبحان الله العظيم

        تعليق


        • #5
          رد: عدم الغش في الإمتحانات

          المشاركة الأصلية بواسطة لؤلؤ ومرجان مشاهدة المشاركة
          جزاكِ الله خيرا أختي
          حفظ الله كل طلاب المسلمين

          وجزاك أختي .آآآآآمييين.

          هنا موقع:
          ........................

          تعليق


          • #6
            رد: عدم الغش في الإمتحانات

            الحمد لله انا من ساعت ما التزمت بقيت بزاكر واخش الامتحان وانا ناويه ما اغش من حد
            حتى لو الكتاب جنبى
            والامحانات بجد بتيجى الحمد لله من اللى مزاكرة

            جزاكى الله خيرا على هذا الطرح

            الحمد لله كما ينبغى لجلال وجهك وعظيم سلطانك
            لاتنسونى من دعائكم بالشفاء
            والهداية والنجاح بتقدير امتيياز

            "المصحف المعلم والمرتل للشيخ الحصرى"
            https://forums.way2allah.com/showthre...post1059815501

            تعليق


            • #7
              رد: عدم الغش في الإمتحانات

              المشاركة الأصلية بواسطة احلام انسانة مسلمة مشاهدة المشاركة
              الحمد لله انا من ساعت ما التزمت بقيت بزاكر واخش الامتحان وانا ناويه ما اغش من حد
              حتى لو الكتاب جنبى
              والامحانات بجد بتيجى الحمد لله من اللى مزاكرة

              جزاكى الله خيرا على هذا الطرح

              الحمد لله كما ينبغى لجلال وجهك وعظيم سلطانك
              وجزاك أختي .هذا هدفنا التذكير بما أوصانا به نبينا صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى،إن هو إلا وحي يوحى.بارك الله فيك وألهمنا وإياك السداد.ووفقك الله في حياتك الدراسية .

              هنا موقع:
              ........................

              تعليق


              • #8
                رد: عدم الغش في الإمتحانات

                جزاكى الله خيرا

                موضوع مهم فعلا وكتير كنت بقع انى اغشش حد لانى محرجه انىى اكسفها لكن بفضل الله اتغلبت على الموضوع ده

                تعليق


                • #9
                  رد: عدم الغش في الإمتحانات

                  تمام جدا اختنا
                  الحمد لله
                  ربنا يهدي طلابنا يارب ويرفعوا راسنا
                  مرحب بكي اختنا اسماء نورتينا


                  لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين

                  تعليق


                  • #10
                    رد: عدم الغش في الإمتحانات

                    المشاركة الأصلية بواسطة أسماء عبدالحميد مشاهدة المشاركة
                    جزاكى الله خيرا

                    موضوع مهم فعلا وكتير كنت بقع انى اغشش حد لانى محرجه انىى اكسفها لكن بفضل الله اتغلبت على الموضوع ده
                    صدقت أختي كلنا ممررنا بنفس الأمر نُغشش الأخرين من باب المساعدة ،وهذا عن جهل بالمعنى الصحيح للحديث الشريف : "من غشنا ليس منا ".
                    بوركت على الرد أختي .واهلا بك بين أخواتك في الله تُفيدي وتستفيدي.



                    هنا موقع:
                    ........................

                    تعليق


                    • #11
                      رد: عدم الغش في الإمتحانات

                      المشاركة الأصلية بواسطة العاءدة لمولاها مشاهدة المشاركة
                      - مقدمة :
                      فلا شك أن الغش ظاهرة خطيرة و سلوك مشين.
                      و الغش له صور متعددة ، و أشكالا متنوعة ، ابتداء من غش الحاكم لرعيته ، و مرورا بغش الأب لأهل بيته ، و انتهاء بغش الخادم في عمله .
                      و حديثي سوف يكون فقط عن الغش في الامتحانات ، و الذي أصبح يشكو كثير من المدرسين و التربويين من انتشاره و فشوه .
                      و هذا حق، فان ظاهرة الغش بدأت تأخذ في الانتشار، ليس على مستوى المراحل الابتدائية فحسب ، بل تجاوزتها إلى الثانوية و الجامعة .
                      فكم من طالب قدم بحثا ليس له فيه إلا أن اسمه على غلافه .
                      و كم من طالب قدم مشروعا و لا يعرف عما فيه شيئا .
                      و بل و قد تعجب من انتكاس الفطر عند بعض الطلاب ، فيرمي من لم يغش بأنه مقعد و متخلف و جامد الخ .. تلك الألقاب .
                      و لربما تمادى أحدهم فاتهم الطالب الذي لا يساعده على الغش بأنه لا يعرف معنى الأخوة و لا التعاون .
                      هذه الظاهرة التي أنتجها الفصام النكد الذي يعيشه كثير منا في مجالات شتى .
                      نعم لما عاش كثير من طلابنا فصاما نكدا بين العلم و العمل ، ترى كثيرا منهم يحاول أن يغش في الامتحانات ، و هو قد قرأ حديث الرسول صلى الله عليه و سلم : ( من غش فليس منا ) ، بل ربما أنه يقرأه على ورقة الأسئلة ، و لكن ذلك لا يحرك فيه ساكنا .
                      لأنه قد استقر في ذهنه أنه لا علاقة بين العلم الذي يتعلمه و بين العمل الذي يجب أن يأتي به بعد هذا العلم .
                      و لا أبالغ إن قلت : إن ظاهرة الغش قد تسربت حتى عند بعض المدرسين
                      و المراقبين .

                      2- أسباب الغش :

                      هذه بعض الأسباب التي تنتج هذا الخلق المشين :
                      1- ضعف الإيمان :
                      فان القلوب إذا ملئت بالإيمان بالله لا يمكن أن تقدم على الغش و هي تعلم أن ذلك يسخط الله .
                      لا يمكن للقلوب التي امتلأت بحب الله أن تقدم على عمل و هي تعلم أنه يغضب الله .
                      2- ضعف التربية :
                      خاصة من قبل الوالدين أو غيرهما من المدرسين أو المرشدين .
                      فلا نرى أبا يجلس مع ابنه لينصحه و يذكره بحرمة الغش ، و يبين له أثاره و عواقبه ، بل تعجب من بعض الإباء إذا قلت له ذلك أجابك مباشرة : لماذا ، هل ابني غشاش ؟
                      بل ربما لو وقع الابن في يد المراقب ، لجاء ذلك الأب يدافع عنه بالباطل .
                      3- تزين الشيطان :
                      فالشيطان يزين لكثير من الطلاب أن الأسئلة سوف تكون صعبة ، و لا سبيل إلى حلها و النجاح في الامتحانات إلا بالبرشام و الغش .
                      فيصرف الأوقات الطويلة في كتابة البراشيم ، و اختراع الحيل و الطرق للغش ؛ ما لو بذل عشر هذا الوقت في المذاكرة بتركيز لكان من الناجحين الأوائل .
                      4- الكسل و ضعف الشخصية :
                      فترى كثير من الطلاب يرى زملائه من بداية العام و هم يجدون و يذاكرون و يهيئون أنفسهم للامتحان الأخير ، و هو لا هم له إلا اللعب و المرح .
                      فإذا ما جاءت الامتحانات النهائية تراه يطلب المساعدة ، و يطلب النجاح و لو كان على ظهور الآخرين و لو كان ذلك بالغش .
                      إن الغش هو حيلة الكسول ، و هو طريق الفاشلين .
                      وهو دليل على ضعف الشخصية حيث أن الذي يغش لا يجد الثقة في نفسه بأنه قادر على تجاوز الامتحانات بنفسه و جهده و استذكار دروسه لوحده ، و من ثم الإجابة معتمدا على مذاكرته .
                      5- الخوف من الرسوب :
                      فإن الخوف من الفشل و الخوف من الرسوب يسبب قلقا مستمرا لكثير من الطلاب مما يجعلهم يلجئون إلى الغش كسبيل للنجاة .

                      3- آثار الغش :
                      أن الغش كما قلنا له أشكال متعددة ، و يدخل في مجالات شتى ، و لكن من أخطر أنواع الغش هو الغش في الأمور التعليمة ، و ذ لك لعظيم أثره و شره ،
                      و من ذلك :
                      1- أنه سبب لتأخر الأمة ، و عدم تقدمها و عدم رقيها ، و ذلك لا ن الأمم لا تتقدم إلا بالعلم و بالشباب المتعلم ، فإذا كان شبابها لا يحصل على الشهادات العلمية إلا بالغش ، فقل لي بريك : ماذا سوف ينتج لنا هؤلاء الطلبة الغشاشون ؟
                      ما هو الهم الذي يحمله الواحد منهم ؟
                      ما هو الدور الذي سيقوم به في بناء الأمة ؟
                      لا شيء ، بل غاية همه ؛ وظيفة بتلك الشهادة المزورة يأكل منها قوته و رزقه .
                      لا هم له في تقديم شيء ينفع الأمة ، أو حتى يفكر في ذلك .
                      و هكذا تبقى الأمة لا تتقدم بسبب أولئك الغششة بينها .
                      و نظرة تأمل للواقع : نرى ذلك واضحا جليا ، فعدد الطلاب المتخرجين في كل عام بالآلاف و لكن قل بربك من منهم يخترع لنا ، أو يكتشف ، أو يقدم مشروعا نافعا للأمة ، قلة قليلة لا تكاد تذكر .
                      2- أن الغاش غدا سيتولى منصبا ، أو يكون معلما و بالتالي سوف يمارس غشه للأمة ، بل ربما علّم طلابه الغش .
                      3- أن الذي يغش سوف يرتكب عدة مخالفات –إضافة إلى جريمة الغش – منها السرقة ، و الخداع ، و الكذب ، و أعظمها الاستهانة بالله ، و ترك الإخلاص ، و ترك التوكل على الله ..
                      4- أن الوظيفة التي يحصل عليها بهذه الشهادة المزورة ، أو التي حصل عليها بالغش سوف يكون راتبها حراما ، و أيما جسد نبت من حرام فالنار أولى به .

                      4- علاج الغش
                      لاشك أن خطبة واحدة ، بل خطب لن تقاوم هذا المنكر العظيم .
                      لذا كان لا بد من تعاون الجميع في مقاومة هذه الظاهرة ، كل بحسب استطاعته و جهده .
                      فالأب في بيته ينصح أبنائه و يرشدهم و يحذرهم بين الحين و الآخر .
                      و المعلم و المرشد في المدرسة و الجامعة كل يقوم بالوعظ ، و الإرشاد .
                      بل لابد من تشكيل اللجان التي تدرس هذه الظاهرة و أسبابها و كيفية العلاج لها .
                      و لكن سوف اذكّر ببعض الأمور التي أرجو من الله أن تكون سببا في الحد من هذه الظاهرة .

                      أخي الكريم :

                      تذكر قول الرسول صلى الله عليه و سلم : ( من غش فليس منا ) رواه البخاري
                      لاحظ أن الرسول قال : ( من غش ) ليشمل كل صور الغش ، كبيره و حقيره ،
                      في المواد الشرعية أو الأجنبية ، فكل ذلك داخل في الحديث .
                      فهل ترضي أن يتبرأ منك النبي صلى الله عليه و سلم .
                      أي خير ترتجي إذا تخلى عنك الرسول صلى الله عليه و سلم و أعلن البراءة منك .
                      تذكر أنك بمجرد أن تفكر في الغش فقد تخليت عن أهم صفة يجب أن تتحلى بها في هذا العلم ألا و هي الإخلاص لله ؛ و ذلك لأنك بتفكيرك في الغش؛ يكون همك هو الدرجات و الشهادة فقط ، و هل تدري أي خطر في هذا ؟
                      إن هذه العلوم التي تدرسها ؛ أن كانت من علوم الدنيا فقد ضيعت على نفسك أعظم الأجر .
                      و إن كان فيها بعض العلوم شرعية ( كالفقه و التوحيد ..) وهي مما يجب ابتغائها لوجه لله ، و لو طلبها العبد لغير الله فيخشى عليه أن يكون من أصحاب هذا الحديث : ( من تعلم علما مما يبتغي به وجه الله لا يتعلمه إلا لغرض نمن الدنيا زائل ، لم يرح رائحة الجنة ) .
                      يا لله ؛ لم يرح رائحة الجنة !
                      و أعظم من ذلك كله ، أنك جعلت الله أهون الناظرين إليك .
                      نعم جعلت الله الذي ( يعلم خائنة الأعين و ما تخفي الصدور ) أهون من المراقب .
                      كم من طالب لو وقف المراقب بجواره لأصبح قلبه يرتجف ، و أوصاله تضطرب ، و العرق يتحدر من جبينه .
                      و لكن إذا ابتعد المراقب جاءت النظرات ، و جاءت المحاولات للغش و الخداع .
                      أو ليس حاله يقول :
                      يا رب أنت عندي أهون من هذا المراقب .
                      يا رب أنا أخشي المراقب أعظم و أكثر منك .
                      تذكر
                      أن الشهادة التي تحصل عليها و التي سوف تتوظف بها هي شهادة مزورة ، و بالتالي فسوف يكون الراتب الذي تأخذه حراما .
                      سوف يكون مالك من حرام ، و سوف تغذي أبناءك بالحرام ، و زوجتك بالحرام .
                      و هنا نقطة لا بد من التنبيه عليها :
                      ألا و هي أن بعض الطلاب يقول : أنا لا أغش ، و لكن أغشش غيري ، وهذا أهون .
                      فأقول : لا والله ليس بأهون بل هو أخطر .
                      فإنك إذا غششت ثم تبت فانك سوف تصحح شهادتك ، لكنك إذا غشّشت غيرك ، ثم تبت أنت من ذلك ، فأني لك أن من غششته سوف يتوب ، أنى لك أن تصحح شهادته ، أنى لك أن توقف أكله للحرام .
                      و نقطة أخرى :
                      أن بعض الطلاب يرى غيره يغش و لا يحرك ساكنا ، بل ربما قال : هذا ليس من شأني ، فأنا و الحمد لله لا أغش .
                      و هذا في الحقيقة شيطان أخرس ، لأنه رأى منكرا و لم يغيّره .
                      و الواجب عليه أن ينصح ذلك الطالب ، فإن لم يستطع فيجب أن يبلغ المراقب ، و أن لا تأخذه في الله لومة لائم ، و لا يخش إلا الله .
                      و نقطة أخرى :
                      إن بعض المدرسين قد يحابي بعض الطلاب في بعض الدرجات و يظن أن ذلك من صلاحيته، و ربما قاس ذلك على أن من حقه أن يعطي من ماله ما يشاء .
                      و هذا خطأ عظيم فالمدرس ليس من حقه أن يعطي بعض الطلاب درجات لا يستحقها ، بل الواجب العدل ، لأنه مستأمن على هذه الدرجات ، و التي لا يملك منها شيئا ،
                      و إنما هو مطبق للنظام .
                      يقول فضيلة الشيخ محمد بن عثيمين : ( فإن المعلم الذي يقدر درجات أجوبة الطلبة و يقدر درجات سلوكهم هو حاكم بينهم لان أجوبتهم بين يديه بمنزلة حجج الخصوم بين يدي القاضي .
                      فإذا أعطى طالبا درجات أكثر مما يستحق ، فمعناه أنه حكم له بالفضل على غيره مع قصوره ، وهذا جور في الحكم .
                      و إذا كان لا يرضى أن يقدم على ولده من هو دونه ، فكيف يرضى لنفسه أن يقدم على أولاد الناس من هو دونهم ) ا.هـ من كتاب ( نصائح في الاختبارات 12).

                      فيا أخي الكريم :

                      عليك أن تراقب الله قبل كل شيء ، و أن تعلم أن روحك التي بين جنبيك بيد الله ، أنفاسك التي تتردد في صدرك هي بيد الله ، فاتق الله و لا تجعل الله ينظر إليك و أنت تعصيه .
                      تذكر أن الأمانة سوف تنصب على جنب الصراط ، و لن يجوز عليه إلا من كان أمينا ، و الغش ينافي الأمانة كل المنافاة .
                      أسأل الله أن يسهل على أبناءنا ، و أن يحميهم من الغش و الخيانة ، و أن يأخذ بنواصيهم لما يحب و يرضى .


                      ملاحظة: الموضوع منقول. أرجو الإستفادة

                      وفقك الله إلى ما يحبه ويرضاه،
                      أمتعتينا بمواضيعك،بوركت.

                      موعدنا تحت ظل الرحمـان
                      حنين إلى رب رحيم
                      لله در الصابريــــــــــــن..!!

                      §الدنيا ســـــــاعة لنجعلها طــــــــــــاعة §

                      تعليق


                      • #12
                        رد: عدم الغش في الإمتحانات

                        وبوركت أُختي الناشئة في الطاعة. وشكرا على مرورك.

                        هنا موقع:
                        ........................

                        تعليق

                        يعمل...
                        X