أخواتي في الله
قد استمعت إلى خطبة الشيخ الجليل محمد حسان
وهذا الموضوع مستوحى منها
عسى الله أن ينفعنا بما فيها
هيـــا نهاجــــــر لله..؟
نعم... ممكن أن نهاجر لله ... في هذا الزمن..!
كيــــف؟
فلنعرف أولاً مفهوم الهجرة لله
المُشار إليها في هذا الموضوع.
إنها
الهجرةُ الواجبةُ
إن الهجرةَ لله عز وجل المقصودة هنا هي هجرة لا ترتبط بزمان ولا بمكان... وهي واجبة على كل من
آمن بالله واليوم الآخر
إنها
هجرة الذنوب والمعاصي
هجرة لا ينقطع زمانها ولا مكانها
فزمانها... هو الحياة...
ولا ينقطع هذا الزمان ما دام باب التوبة مفتوح
حتى نغرغر... وحتى تطلع الشمس من مغربها.
ومكانها... الأرض...
ولا ينقطع هذا المكان ما دام بإمكان العبد أن يتوب
أينما كان على ظهر الأرض.
لماذا هذه الهجرة واجبة....؟
لماذا نهاجر المعاصي والذنوب؟
أكيد كل الإجابات تتبادر إلى الأذهان
ليبدو السؤال غير منطقي...
لأن الإجابات كلها معروفة بلا شك
ولكنني أذكركم ونفســــي بالتالي:
الذنوبُ ... ضنكٌ وكربٌ
الذنوبُ ... ذلٌ هوانٌ
الذنوبُ ... ضيقٌ في الرزقِ وفقرٌ
الذنوبُ ... ضنكٌ في العيشِ وبؤسٌ
الذنوبُ ... ظلمةٌ في القلبِ والروحِ
الذنوبُ ... إسودادٌ في الوجهِ
إن وجه العاصي تراه مسوداً ومظلماً
مهما إعتقد أنه يداري العيوب
وتراكم المعاصي يميت القلوب
حتى نتيقن أن قلب العاصي
ما عاد يخشى علام الغيوب
ومن الذنوب المهلكةِ لصاحبها ...
ذنوبٌ الخلوة
إذا استحى المذنب من الناس
ونسى أو تناسى
أنه مٌراقبٌ من ربِ الناس
وظل مصراً على معصيته
فما أجرأهُ......!!؟
وإن كان يعتقد أن الله لا يراه
فما أكفره......!!؟
اللهم ارحمنا وجَنِبَنا ذنوب الخُلوة
اجعلنا نخشاك كأننا نراك
وذكِرنا في كل طَرفة عَين أنك ترانا
اللهم إنا نعوذ بك أن تجعلنا من الذين
جعلوا الله أهون الناظرين إليهم
وطهِرنا بنور الإيمان
ونَوِر قلوبَنا وكرِهنا في العِصيان
يا الله... يا رَحمـــن
إن النفس أمارة بالسوء... وتشتهي المعصية
وتشتاق للذنوبِ...
والنفس أيضاً بالفطرةِ تشتاقُ لصلاح القلوبِ
وترغب أن تتوب...
فسبحان مقلب القلوب
اللهم أنت تعلم خبايا النفوس
وأنت علام الغيوب
فطهر قلوبنا وزكي لنا أنفسنا
واهدنالأحسن الأخلاق...
فلا يهدي لأحسنها
إلا أنت...
يا الله يا مقلب القلوب
ارزقنا حسن الخاتمة
ولا تتوفانا إلا وأنت راضٍ عنا
يا أرحم الراحمين
يا ذا الجلال والإكرام.
كما أن المعاصي والذنوب سبب البلاء.
فلا ينزل البلاء إلا بذنبٍولا يُرفعُ إلا بتوبةٍ.
ويكون الرزق مقدراً ومكتوباً للعبد...
فيذنبُ الذنب... فيُحرَمُ الرزقَ.
وأيضاًإن تاب من ذنبٍ...
رُفعَ عنه البلاء وقُلِبَت سيئاته حسنات
والله يضاعف لمن يشاء.
وإن ظنَ البعض أن الله يرزق الكافرين بغير حساب ويتركهم يتمتعون بمختلف ألوان الترف
ولا يوقع عليهم البلاء...
فليتذكروا أن الله يمهل ولا يهمل
أخواتي في الله
هيا نبايع الله ورسوله على هجرتنا
هيا نشهد الله أننا نهاجر...
نهاجر
من...وإلى...
من البدعة... إلى السُنَة
من الحرام... إلى الحَلال
من الفجور... إلى التَقوى
من الشر... إلى الخَير
من الكفر... إلى الإيمان
من الباطل... إلىالحَق
من الضلال... إلى الهُدى
من الكَذِب... إلى الصِدق
من الخيانة... إلى الأمانة
من يبايع الله على الهجرةِ من كل ما يغضبه
إلى كل ما يرضيه؟
اللهم أنت ربي ... تعلم ما بنفسي
وهأنذا أشهدك أني نويت أن أهجر الخطايا والذنوب
لكل ما يرضيك يا علام الغيوب
فثبتني يا مقلب القلوب.
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
أستغفرك وأتوب إليك
لي وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات
الأحياء منهم والأموات
تعليق