وماتت من كانت تملك كل شئ
سهر فتاة في أول العشرينات من عمرها ، جميلة بكل ما تعنيه الكلمة ذات روح صافية لديها عينان خضراوان وشعر أصفر وبياض جميل ، كانت تحلم مثل كل فتاة بذلك اليوم الذي سترتدي فيه الفستان الأبيض وتتزوج فيه من رجل أحلامها و تسكن مملكتها وتعيش حياة هنيئة دافئة مع زوجها وأولادها .
وجاء ذاك اليوم الذي تقدم لها رجل ذو أخلاق ميسور الحال ووافقت عليه سهر وتزوجا وبدأت أحلامها الرائعة تتحقق وتظهر أمام عينها .
وكغالب كل البنات ... كان فرحها مختلط وبها الموسيقى وكعادة كل الفتيات يقلن هذه ليلة العمر لا ضرر فلن تتكرر بعد هذا ... ويظللن يرقصن ويمرحن على أنغام الموسيقى في تلك الليلة أمام الجميع.
ودخلت سهر شقتها ... تلك الشقة التي حلمت بها طيلة عمرها .... تنظر إلى أساسها الفاخر الذي أحضره زوجها الميسور كما كانت تتمنى ... كل شئ كما أرادت ... يبدوا أن الدنيا قد ابتسمت لسهر وبدأ كل ما تريده يتحقق ... كان زوجها رجل طيب يحقق لها أمانيها وكل ما تريد ... وكانت سهر سعيدة بحياتها في مملكتها حتى جاء هذا اليوم .
ذهبت سهر للطبيبة فأخبرتها أنها حامل ... يااااااااه ... حقا ً كل ما أرادت سهر يتحقق ... هاهي حامل تنتظر مولودها ... لقد كانت السعادة تغمرها هي وزوجها ... وكبر حملها ...وسعادتهما تزداد وشوقهما لرؤية ابنهما تزداد يوما بعد يوم ... حتى عرفت انها بنت ... كانت سهر تنزل كل يوم لتشتري لها ملابس المواليد وتختارها لها بعناية وهي تكاد تشعر بها في حضنها وتضمها ... وتتمنى ذلك اليوم الذي تضمها فيه فعلا ً ... أعدت لها حجرة رائعة ... وانتظرت شهر يليه آخر حتى وصلت للشهر الثامن وقارب الإنتهاء والموعد يقترب والزوجان سعيدان ينتظران بشغف رؤية ابنتهما المولدة ....
استيقظت سهر في آخر الشهر الثامن ... وهاهو قد قارب الإنتهاء ولديها برد ... ولكن , الحالة تزداد والحرارة ترتفع لدرجة لا تستطيعي لمسها ... ذهبوا بها للمستشفى ... وكانت الفاجعة !!!
سهر مصابة بانفلونزا الخنايز ذهبوا بها لمستشفى عام ... وظلت ثلاث ليال ... تتأرجح حالتها ... ودخلت سهر العناية المركزة .... ثم خرجت منها ... وتركها عائلتها في حاله قد اطمئنوا عليها .
استيقظت سهر في نهاية الليلة الثالثة ... وهي تعاني من حالة من الإختناق ... ولا تستطيع التنفس ... والطبيب غير متواجد في ذلك الوقت ... والحالة تزداد ... والممرضات لا يدرون ماذا يفعلون ... والوضع صعب ... وظلت سهر تعاني حتى فراقت روحها .
ارتبك كل الموجودين في القسم ولم يعرفوا ما يفعلوا ... ولم يحاولوا توليدها ... ومات ابنتها هي الأخرى .
تعليق