إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

عَمَّ يَبحثونَ في ثناياها ؟!

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • عَمَّ يَبحثونَ في ثناياها ؟!

    عَمَّ يَبحثونَ في ثناياها ؟!
    رجاء محمد الجاهوش

    أسْرعَ الجَميعُ ـ كِبارًا وصِغارًا ـ نَحوَ ذلكَ الصُّندوقِ ، وأخذَ كلٌّ منهم مَكانَه ، فقد آنَ أوان تناول الجُرْعَةِ الجَديدةِ من ذلكَ السُّم الغريبِ ، سُم لا يُشرَب ولا يُؤكَل ولا يُحقن في الوَريدِ ، إنَّما يتسرَّبُ بهدوءٍ إلى قنواتِ الفكرِ والوجدان ، فيُسمِّمَ الأفكار ويُلوِّث المشاعر !
    تَغلغله الهادئ حَماه من مُقاومَةٍ أو انتباهةِ غافلٍ ، وتكرار تناول الجُرعة بانتظام جعلَ طعمه المُر مُستساغا بل ومَطلوبا ..!
    "المسلسلات المدبلجة" وحُلَّة جَديدة أكثر قربًا وحَميميَّة : فاللَّهجة معروفة مُحبّبة ، والملامح مألوفة ، والأسماء عربية أصيلة ، وشيء من المعاني الدينيّة غلَّفَ زُجاجة السُّم ببريق خَادِع !
    سادَ صَمتٌ يُشبه صَمتنا العربي ، فالكلّ مشغول بمتابعةِ أحداثِ المُسلسَل ، وما آلت إليه أحوال القلوب المُتعبة التي أضناها الهَجر وأرَّقها الحَنين !
    والويلُ كلّ الويل لمَن يُحدِث إزعاجا ، أو يُصدر أصواتًا تَعلو فوقَ تلكَ الأصوات المنبعثة من ذلك الصندوق ، فالأحداث غاية في الأهميّة ، والمَشهَد إن فاتَ لا يُعَوَّض ، لذا فليصمت الجَميع ، وليُتابع الجميع بهيام ونشوة !
    الغريب في الأمر أن أولئك القوم لم يكونوا من المُدمنين المُنحرفين ، ولا مِمَن اعتادوا اللهو والعَبث ، بَل هُم مِن الأسوياءِ العُقلاء الذين يَحرصون على تربية أبنائهم تربية صَالحة ، فيحثّونَهم على حفظِ كتابِ الله ، ويَسعَون ـ بجدٍ ـ إلى غرسِ العَفافِ في قلوبِ بُنيَّاتهم ، ويواظبونَ على صلاتِهم وصِيامِهم !
    ما الأمر إذا ؟! ماذا أصابهم ؟!
    كيف غفلوا عمَّا تَنطوي عليه تلكَ المُسلسلات ـ طويلة الأمدِ ـ من فسادٍ ؟!
    حيّرني السُّؤال ، فانتهزتُ فرصة التقائي بجَمع مِنهم في جلسةٍ وَدود لأستوضحَ الأمر ، ودون كَبير عَناء في اختيارِ المَدخلِ ـ الذي طالما يُؤرِّقنا عندما نُريدُ الحديثَ عن أمرٍ نَظنّه حساسًا أو رُبما يُسبب ضيقًا ـ كان الحوار عَفويًا صريحًا ...
    توجهتُ بسؤالي بداية إلى "إيمان" تلك الفتاة اليافعة التي تبلغ من العمرِ ستة عشر عاما فسألتها : هل تتابعين المُسلسلات المُدبلجة ؟
    احمرت وجنتاها وخَفضَت بصرها ، فبادرتها قائلة : لستُ بصدد تَجريمَك ، إنَّه مُجرد حوار صديقات ـ رغم فارق السن .
    ابتسَمَت قائلة : سأجيبُ عن جميع أسئلتك ...
    - نعم أتابع المُسلسلات المُدبلجة ، لكن التركيَّة منها وليست المكسيكيَّة ..
    وكأنها أرادت أن تقول أن المسلسلات التركيَّة أحسن حالا من المكسيكيَّة !
    - حسنا .. ولماذا تُتابعينَها ؟
    - هي مسلسلات مُتقنة من النَّاحية الفنيَّة ، كما أنها تُرينا الحياة على بساطتها دون تكلّف في رَسمِ أبطالها وبطلاتها ، الأمر الذي يَجعل المُشاهد يَشعر أنَّه قريب منهم ، بعكس ما يحدث في مسلسلاتنا العربيَّة ، حتى بتنا نسأل أنفسنا ـ ونحن نتابع الأحداث ـ : هل هذا يَحدث عِندنا ؟!
    أعترف أن المسلسلات المُدبلجة تَطرح أمورًا لا تتناسَب مع عقيدتِنا الإسلاميَّة إلا أنها تُناقش قضايا مهمّة !

    استوقفتها سائلة : - ما هي تلك القضايا المُهمَّة التي تناقشها ؟
    - الأسرة وأهميَّتها ، وضرورة وجود الحبّ بين أفرادها ، وجمال العلاقات الإنسانيَّة التي نفتقدها !
    - برأيكِ هل يستطيع مسلسل تغيير قناعات ما لدى الشَّخص ، هل له هذا التَّأثير بالفعل ؟
    - يعتمد ذلك على طبيعة الشَّخص ؛ لكنَّها في جميع الأحوال تَنقل الشَّخص إلى أحداثها فيعيشها بحزنها وفرحها ، ويكون التَّأثير حسب واقع الشخص المُعاش ، والخوف ـ كما تقول والدتي ـ من طول فترة التَّعايش مع أحداثها ...
    صَمتت هُنيهة وبَدا عليها مَلامح مَن تاه في دربِ الإجابة ثم قالت مبتسمة : - لا تسأليني أسئلة صَعبة !
    فابتسمتُ قائلة : - أجيبي وِفقَ فََهمكِ للأمر ورؤيتكِ الخاصَّة له دون توتر .. اتفقنا ؟
    - حسنا اتفقنا ؛ سأبوح لك بأمر : لقد عاهدتُ نفسي مِرارًا ألاَّ أتابع مثل هذه المُسلسلات لأنها مَضيعة للوقتِ ، كما أنَّها تُصيبني بحزنٍ في أكثرِ الأوقاتِ لكن المشكلة تَكمن في التَّشويق !
    فأحداث الحلقة تنتهي عند نُقطةٍ حَرجةٍ ، تَشحنُكِ بفضول كبير لمعرفةِ ماذا سَيحدث في الحلقةِ القادمةِ ، وهكذا أظلُّ أترنَّحُ بين فضولي في معرفة ماذا سيَحدث وبين رغبتي في التوقف عن المُتابعة .

    - جلّ المشاهد ـ إن لم يكن كلّها ـ فيها تجاوزات شرعيَّة : كشرب الخمرِ ، علاقة الشَّاب بالفتاة الأجنبيَّة عنه ، الانتقام من أجل الفوز بالحبيبة ، ممارسة الفاحشة ، فما هو شعوركِ عِندما تنظرين إليها ؟
    - لا أدري بماذا أجيب ! لأن مثل هذه المشاهد غَدَت عاديَّة الوجودِ في مسلسلاتنا العربيَّة ...
    على كل حال عندما تظهر مثل هذه المَشاهد أقومُ بتغيير القناة ، وأحيانا أغلِق التلفاز ولا أكمل مُتابعة الحلقة !

    - حسنا ؛ لو أخبرتك أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال : " كلُّ ابن آدم أصابَ مِنَ الزّنا لا محالة ، فالعين زناها النَّظر ، واليد زناها اللَّمس ، والنَّفس تهوى وتحدِّث ، ويُصدّق ذلك ويكذبه الفَرْج "* فهل هذا يكفي لردعك عن مُتابعة المُسلسل ؟
    - سؤال صعب ..!
    ثم تابعت : - قد يَردعني هذا فأغيّر القَناة عند ظهور المَشاهد غير اللائِقة ، أمَّا أن أتوقف عن مشاهدة المُسلسل بالكليَّةِ فلا !
    أرجو ألا تفهمي من كلامي أنَّني أدافعُ عن مثل هذه المسلسلات !
    - أفهمك جيدا ، وأحيّي فيك صدقكِ وصراحتكِ .
    إلى هنا انتهى الحديث مع تلك الزَّهرة اليانِعة ، وبدأ حديثٌ آخر مع سيداتٍ في مختلف الأعمار ، كانت حَصيلته أنَّنا في زمنٍ طغت فيه المَّادة على كلِّ شيء حتى وصَلت إلى قلوبِنا ، فصيّرت القلبَ عَضلة جوفاء تضُخ الدِّماءَ دون ماءِ الإحساس إلى أن تحجّر وقسى !
    مَشاعرُنا تَحتضر ، وأرواحُنا تَئِن مِن فرطِ ما أصابها من جَفاءٍ ، والفَراغ العاطفي يَفغر فاهُ يريدُ ابتلاعنا ، فنَفرُّ هاربين من قبضةِ فكَّيْهِ إلى مثل هذه المُسلسلات لنعيشَ "الرومانسيَّة" ولو وَهمًا !
    عَجَبًا ..!
    مُنذ مَتى كانَ الوَهمُ بَلسمًا ، ومُنذ مَتى كانَ رِزقُ اللهِ يُستَجلب بمَعصيتِهِ ؟!




    منقـــــــــــــــــــــــــــــــول من صيد الفوائد




    اللّهُمَّ أَرضِنِي .. وَارْضَ عَنِّي
    اللهم اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات

    القرآن كلام الله .. خطاب الملك..القرآن عزيز .. مطلوب وليس طالب
    إذا تركته تركك .. وإذا ذهبت عنه ذهب

  • #2
    رد: عَمَّ يَبحثونَ في ثناياها ؟!

    مُنذ مَتى كانَ الوَهمُ بَلسمًا ، ومُنذ مَتى كانَ رِزقُ اللهِ يُستَجلب بمَعصيتِهِ ؟!
    الله المستعان
    نسأل الله أن يصلح حال الأمة الإسلامية

    جزاك الله خيرا أختي على هذا النقل الطيب
    اللهم جبرا يليق بجلالك وعظمتك

    ثم تأتي لحظة يجبر الله فيها بخاطرك، لحظة يفزّ لها قلبك، تشفى كل جراحه، يعوضك عما كان، فاطمئن، لأن عوض الله إذا حلّ أنساك ما كنت فاقدًا
    ربي لو خيروني ألف مرة بين أي شيء في الدنيا وبين حسن ظني بك لأخذت من دم قلبي ورسمت به طريق حسن ظني بك وقلت لهم اتركوني وربي إنه لن يخذلني أبدا

    تعليق


    • #3
      رد: عَمَّ يَبحثونَ في ثناياها ؟!

      أنَّنا في زمنٍ طغت فيه المَّادة على كلِّ شيء حتى وصَلت إلى قلوبِنا ، فصيّرت القلبَ عَضلة جوفاء تضُخ الدِّماءَ دون ماءِ الإحساس إلى أن تحجّر وقسى !
      مَشاعرُنا تَحتضر ، وأرواحُنا تَئِن مِن فرطِ ما أصابها من جَفاءٍ ، والفَراغ العاطفي يَفغر فاهُ يريدُ ابتلاعنا ، فنَفرُّ هاربين من قبضةِ فكَّيْهِ إلى مثل هذه المُسلسلات لنعيشَ "الرومانسيَّة" ولو وَهمًا !
      عَجَبًا ..!
      مُنذ مَتى كانَ الوَهمُ بَلسمًا ، ومُنذ مَتى كانَ رِزقُ اللهِ يُستَجلب بمَعصيتِهِ ؟!





      يا الله
      أبدعت الكاتبة ورب الكعبة
      جزاها الله خيرا وجزاكِ خيرا على أن نقلت لنا ذلك الموضوع المؤلم

      سؤال ملح فعلا : عمَّ يبحثون فى ثناياها؟!

      ووالله لو بحثوا فى سيرة أطهر خلق الله-صلى الله عليه وسلم- مع أزواجه وأصحابه وكل المحيطين به
      لوجدوا أنهارا من الحب تتدفق

      ولكن..

      مَن يسمع؟!

      أسأل الله العظيم أن يفتح بتلك الكلمات القلوب
      وأن يرد الأمة إلى الحق
      الإسلام ليس قضية تُطرح للنقاش
      بل هو الحَكَم الفصل فى أى قضية تُطرح للنقاش
      رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد -صلى الله عليه وسلم- نبيا

      يارب لك الحمد كما ينبغى لجلال وجهك وعظيم سلطانك

      تعليق


      • #4
        رد: عَمَّ يَبحثونَ في ثناياها ؟!

        جزيتن خيرا على تفاعلكن

        والمشكلة انه صار الصغار يبحثون عنها قبل الكبار
        وحتى ان بعضهم تعلم منها الكثير !!! حتى ان لم يتعلم من البيئة المحيطة !!!!
        نسأل الله العفو والعافية
        اللّهُمَّ أَرضِنِي .. وَارْضَ عَنِّي
        اللهم اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات

        القرآن كلام الله .. خطاب الملك..القرآن عزيز .. مطلوب وليس طالب
        إذا تركته تركك .. وإذا ذهبت عنه ذهب

        تعليق


        • #5
          رد: عَمَّ يَبحثونَ في ثناياها ؟!


          الله المستعان

          فعلاً أصبحت هذه المسلسلات واقع أكثر العائلات : كباراً و صغاراً ، نساءاً و ، للأسف و يا للعجب ، رجالاً !

          أتدرون أخيّاتي أين الخلل ؟

          الخلل غياب الوازع الديني و تحوّل الالتزام في البيوتِ إلى معنىً عجيبٍ ألا و هو الجدية 24 ساعة على 24 ، و في الحقيقة هذا واقع الأسر غير الملتزمة أيضاً ، يعني ما أود قوله أن غياب الحب الأبوي و العطف الأمومي و الحوار بين الأشقاء سبباً لانجذاب الكل ، إلا من رحم ربي ، لهذه المسلسلات كأنهم سيجدون فيها دواءاً لحرمانهم العاطفي

          عم يبحثون في ثناياها ؟

          عن مخدر عن الواقع ! واقعٍ مليـــــــم ! واقع مليء بالهموم و المشاكل

          و نسوا أن المعاصي و الذنوب سببُ ما يتخبطون فيه من هموم

          و تجاهلوا ، و هم على علمٍ ، أن مشاهدتهم تزود بأكوامٍ من الذنوب ، بل و إن استصغارهم لهذه الذنوب سيحول هذه المعصية إلى كبيرة من الكبائر و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم

          و هنا أقول و لن أحسن أن أقول أحسن من الكاتبة

          المشاركة الأصلية بواسطة ~باغية الجنان العلى~ مشاهدة المشاركة
          مُنذ مَتى كانَ الوَهمُ بَلسمًا ، ومُنذ مَتى كانَ رِزقُ اللهِ يُستَجلب بمَعصيتِهِ ؟!





          جزاكِ الله خيراً أخية على هذا النقل المميز

          و أسأل الله جل جلاله أن يرد الأمة إلى رشدها فقد طال سباتها

          تعليق


          • #6
            رد: عَمَّ يَبحثونَ في ثناياها ؟!

            وجزاك مثله يا اختي
            فعلا الوازع الديني له اكبر الأثر ولا حول ولا قوة الا بالله
            وبالنسبة للمشاعر الاسرية فهذا والله كرب عظيم
            ترك الأبناء امام التلفزيون والانترنت دون رقيب
            فصاروا يجدون فيها ما يبحثون عنه من الحب والحنان
            ومع الأسف لا يدري بحالهم أحد
            ويالها من مشكلة حين يشاركهم الكبار جلستهم
            وعندما تظهر المشاهد المخلة لا يحرك أحد ساكنا !!
            نسأل الله العافية !!
            شكر الله تواصلكِ أخيتي
            اللّهُمَّ أَرضِنِي .. وَارْضَ عَنِّي
            اللهم اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات

            القرآن كلام الله .. خطاب الملك..القرآن عزيز .. مطلوب وليس طالب
            إذا تركته تركك .. وإذا ذهبت عنه ذهب

            تعليق

            يعمل...
            X